
علق سيف اللي سمع آخر جملة وهو نازل: هي وصلت لأبرد من بعض.
هالة اتحرجت جدًا، ما تخيلتش يسمعها ولا كانت تقصد تغلط فيه فعلقت بحرج: سوري يا دكتور، والله.
قاطعها: دكتور إيه بقى وبتاع إيه؟
هالة ضر*بت همس في كتفها فصرخت: الله وأنا مالي أنا؟ تغلطي فيه وبعدها تيجي تعيطي؟
هالة بغيظ: يا باردة، ما قصدتش أغلط. (بصت لسيف) دكتور، والله آسفة بجد، ما أقصدش.
سيف ابتسم: ولا يهمك، يلا ولا إيه؟
نزلوا مع بعض وبعد ما هو دور عربيته، همس بصتله: تصدق اتأخرنا بجد؟
بصلها بذهول: ياااه، تصدقي فاجئتيني؟ على رأي صاحبتك، باردة.
همس ضحكت وهالة بدأت تتوتر لأنهم اتأخروا فعلًا. سيف ساق بسرعة، بس عند الجامعة الطريق كان زحمة وشبه واقف. همس هنا بصت لسيف: اعتقد ننزل نجري؟ ولا إيه؟
سيف بص لساعته: لا، لسه في وقت. مش مستاهلة جري يا روحي. هدخل من البوابة دي أسرع.
وصل ودخل معاهم المدرج برضه، بس المرة دي كل الطلبة اتلموا حواليه وكل واحد بسؤال لحد ما دخل دكتور ممدوح بالامتحان. أول ما شاف سيف: إنت بتعمل إيه هنا؟
سيف نزل لعنده وسلم عليه بعدها بيمد إيده له: وريني الامتحان.
ممدوح مبتسم: لأ، مش هوريهولك. تنتظر بره لحد ما يخلصوا الامتحان وهي تطلع تقولك كان فيه إيه وعملت إيه؟
سيف شهق بهزار وحط إيده على قلبه: قلبي؟ ليه كل ده؟ ده إيه الحب ده كله؟ ما توريني الامتحان وخليك حلو يا دكتور. ده أنا بحبك.
ممدوح بضحك: أيوه أيوه، لا قصة الحب دي تنفع مع ناس تانية مش معايا. وفرها لبعد الامتحان للي يستاهلها.
سيف ضحك: لا، هو الحب بتاعها على جنب. ده غير. وريني بقى الامتحان.
ممدوح بص لساعته: لعلمك، الوقت اللي بتضيعه ده محسوب عليهم، هاه؟
الكل اتكلم وسيف بصله بذهول: قول كلام غير ده. ماشي يا دكتور، هسيبك دلوقتي علشانهم.
اتحرك خطوة، بس ممدوح وقفه: استنى، خد يا سيدي صعبت عليا. اطمن عليها.
سيف ابتسم وأخذ ورقة. بعدها ممدوح أعطى الورق للمعيدين اللي معاه يوزعوه على الطلبة.
سيف كان بيقرأ الامتحان ورفع عينيه لهمس اللي كانت متابعاه كويس تشوف ردود أفعاله. ابتسم لها وغمز، لكنها اتفاجأت بممدوح بيمسكه من ياقة القميص: إيه هاه؟
سيف بذهول: قلبك أبيض يا دكتور ممدوح، في إيه؟
ممدوح شده لبره المدرج وطلع معاه: الامتحان إيه؟
سيف بص للامتحان وبصله: كويس، مش صعب بس مش سهل، وفي كام نقطة رخمة، فمستغرب ليه؟ ده مش أسلوبك. حضرتك ما بتحطش نقط كتير رخمة في الامتحان، فليه؟
ممدوح بفضول: لما هو مش سهل ورخم، ليه ابتسمت وغمزت لها جوه؟
سيف بتفكير: يمكن علشان أطمنها. لو حسّت إني كشرت أو اتضايقت، ده هيوترها وهيخوفها ويخليها تشك في نفسها. الامتحان بالنسبالها هي إن شاء الله مش صعب، بس لباقي الطلبة، نسبة كبيرة منهم هيبقى صعب.
ممدوح بتلاعب: تقصد إنك مهتم بمراتك بس وباقي طلبتك مهملهم؟
سيف بدفاع: لا طبعًا، اه مهتم بمراتي بس ده مش معناه أبدًا تقصيري مع الباقيين. محدش فيهم بإذن الله هيشيل المادة لو ده قصدك، إلا لو ما بيحضرش أو مش مهتم. لكن بصفة عامة الامتحان مش سهل، وده اللي أقصده. مش متعود منك على امتحان رخم.
ممدوح بجدية: كان لازم أحط امتحان رخم. اللي حصل خلّى كل العيون علينا، فلو حطيت امتحان زي كل سنة الكل هيقول بحابيك علشانها، فكنت مجبر.
سيف بتفهم: ربنا يعدّي السنة دي على خير. المهم، صح امتحان السيستم مين هيحطه؟ أكيد مش حاتم؟
ممدوح بصله كتير قبل ما يجاوبه: ولو هو اللي حطه؟
سيف بضيق: مش بثق فيه.
ممدوح بفضول واهتمام: عمري ما تخيلت أبدًا إنكم تقفوا في وش بعض. على طول كنتوا أصحاب، إيه اللي حصل بينكم يا سيف؟ ولو هو شخص مش كويس ليه ما خلتش د/محمد يوقفه على الأقل لحد بعد الامتحانات؟
سيف بص للأرض بتفكير، بعدها بصله: كنا أصحاب واختلفنا وبقينا أعداء. ليه ما خلتوش يوقفه؟ لأننا ببساطة كنا أصحاب. (بصله واتنهد) كبرنا يا دكتور ومشاكلنا كبرت معانا وما بقيناش بنسامح بسهولة للأسف.
ممدوح ربت على كتفه: هي دي سنة الحياة. المهم، هدخل المدرج وإنت هتروح ولا هتفضل؟
سيف ابتسم بحرج: هستناها، هروح أشرب قهوة وأقعد شوية في الكافتيريا.
ممدوح ابتسم: طيب، ربنا يحميكم. هي تستاهل كل خير، وسبحان الله كنت دايمًا ببصلها وبحبها لله في لله وأقول البنت دي خسارة في أي حد. ولو عندي إبن هجوزهالو، بس عمري ما تخيلت إن هيجي أكتر طالب حبيته واعتبرته ابني يتجوزها. ربنا له تدابير غريبة ما بتخطرش في بالنا أبدًا.
سيف بصله بفخر وحب: ربنا ما يحرمنا منك يا دكتور. وربنا يعلم إني مش بتعامل مع حضرتك كدكتور وطالب، لا زمان ولا دلوقتي، فالقلوب عند بعضيها.
كل واحد اتحرك، بس ممدوح وقفه فجأة: ما بتفكروش تخلفوا؟
سيف بذهول ردد: نخلف؟ لما ربنا يريد، بس في دراسة لحد شهر ٦ على الأقل، لازم نحطها في بالنا.
ممدوح ابتسم: العمر بيتعاش مرة يا سيف، الباقي كله ملحوق عليه. ما تأجلش حاجة مهمة بسبب حاجة مش مهمة.
سيف ابتسم: ربنا يقدملنا اللي فيه الخير يا دكتور.
سيف قعد على الكافتيريا يشرب قهوته ومعاه ورقة الامتحان، بيحاول يخمّن همسته هتعمل إيه في الامتحان. وشوية يبتسم وهو بيفتكر جنانها الصبح.
كريم وأمل وصلوا وكان في استقبالهم إيليجا، اللي أصر ياخدهم عنده في البيت ورفض تمامًا يقعدوا في أي فندق. عرفهم على سيلين، اللي رحبت جدًا بأمل واتكلمت معاها شوية عن همس صاحبتهم المشتركة. بعدها كريم اتحرك مع إيليجا للشركة علشان يتقابلوا مع مستر أندرسون ويشوفوا خطواتهم الجاية.
الصبح مؤمن قعد مع العيال لحد ما فطروا، وبسنت وصلت بدري زي ما أمل طلبت منها. قبل ما ينزل الشركة، جاله اتصال من سناء، بلغته يروح لها المحطة. استغرب جدًا لكنه اتحرك مباشرة. دخل وعرف مكانها وراح لها واتفاجئ إنها مش لوحدها، كانت معاها صاحبتها صفية وبنتها سما. سلم عليهم وخرج بيهم لعربيته.
بص لوالدته: ليه محطة؟ ليه مكلمتينيش أجيلك أو تاخدي عربية مخصوص أو بابا يوصلك؟
سناء بابتسامة: حبيت التغيير يا مؤمن، كنت عايزة أركب القطر مع صفية. جينا مع بعض، سلينا بعض والطريق كان حلو. مكنتش عايزة أتكتف في عربية ولا حد يوصلني. عندك مانع؟
باس إيدها: يا ست الكل براحتك، بس علشان ما تتعبيش في الطريق.
طمنته: أنا بخير.
مؤمن بص لصفية وبنتها: حمدالله على سلامتكم، نورتوا القاهرة.
وصلهم للبيت، وهناك ناهد استقبلتهم بفرحة كبيرة ورحبت بيهم. مؤمن استأذن والدته: أمي، لازم أنزل الشركة علشان كريم مش موجود ومش هينفع أسيب عمي لوحده.
سناء بتذكر: صح، إياد وإيان فين؟ مشوفتهمش.
مؤمن وضح: نايمين لسه .
اتكلموا شوية عنهم بعدها سناء بصت لناهد: كريم أكبر من إن حد يصدق الكلام اللي اتقال عليه. ربنا هيظهر الحقيقة.
ناهد بابتسامة مليانة عرفان: ربنا ما يحرمني منك يا سناء. ربنا يسمع منك يا حبيبتي.
صفية أكدت: عيالنا ما يغلطوش غلطات زي دي أبدًا. ربنا يحميهم لشبابهم وعيالهم.
الكل أيد كلامها. مؤمن كان هيخرج لكن صفية وقفته بحرج: بقولك يا مؤمن يا إبني.
وقف قصادها: خير يا ست الكل، اتفضلي.
بصت لبنتها وبعدين له: كنت معلش عايزاك تشوف لنا فندق ننزل فيه قريب.
قاطعها: فندق إيه؟ شايفة البيت هنا صغير؟ ولا مش بتعتبرينا أهل ولا إيه؟
سناء بتهكم: قولها المجنونة دي، طول الطريق صدعتني تقول خلي مؤمن يشوف لنا فندق. قولت لها لما نوصل هقوله، شوف لها فندق.
مؤمن بابتسامة: خلاص قولتي لي؟ هروح شغلي بقى.
صفية وقفته: يا حبيبي يا إبني، سما عندها مؤتمر ولا ندوة لمدة أسبوع. خلينا براحتنا.
قاطعها: أسبوع، شهر، سنة. يا أهلًا بيكم. انسي قصة الفندق دي تمامًا.
سما اتدخلت بحرج: معلش يا باشمهندس.
بصلها: لو سمحتي، البيت بيتكم وأنا شبه مش متواجد هنا. وإنتِ زي ما قولتو وراكِ مؤتمر يعني هتخرجي كل يوم. خليهم الثلاثة قاعدين مع بعض يسلوا بعض ويكونوا مع العيال. شيلي الحزازية دي، إحنا أهل. هروح شغلي، سلام.
صفية حاولت ترد بس مؤمن شاور بإيده: سلام.
سابهم وخرج. الكل قعد بصمت شوية لحد ما ناهد قطعت الحرج: بينزلوا الصبح كده وبفضل لوحدي لحد المغرب يمكن. طول اليوم قاعدة لوحدي. ونسوني شوية.