روايات

الفصل الثاني والستون

سناء بتأكيد: والله قلت لهم كده. نقعد مع بعض ونونس بعض. لما عرفت إن أمل سافرت مع كريم من مؤمن، قلت لعاصم إني هاجي أقعد معاكِ علشان العيال. وبالصدفة عرفت إن صفية جاية مع بنتها فقلت نيجي مع بعض.
ناهد بحزن: والله فيكِ الخير يا سناء. ربنا يزيح الغمة اللي فوق بيتنا دي. طولت أوي.
صفية ربتت على إيدها: الليل مهما يطول بيطلع النهار. إن شاء الله هتتزاح قريب. ربنا يرجعهم بالسلامة.
أم فتحي طلعت رحبت بيهم. قبل ما تدخل تحضر الفطار، ناهد طلبت منها تشوف العيال لو صحيوا تجيبهم يسلموا عليهم. أيان نزل يجري على جدته أول ما عرف إنها بره، بعدها شاف سما، فرح بيها وراح سلم عليها. وراه إياد كمان، وقعدوا يضحكوا ويهزروا. بسنت أخدتهم الجنينة وسما راحت معاهم واتعرفت عليها.

خلص الامتحان، وممدوح وقف مع الطلبة يراجعوا الامتحان، لكنه لاحظ إن همس ساكتة وعينيها على الباب فسألها: عملتي إيه يا همس؟
ردت بابتسامة: الحمد لله يا دكتور، ربنا يستر.
ممدوح بفضول: هيسترها إن شاء الله، الامتحان كويس ولا إيه؟
همس فكرت شوية: مش أوي بصراحة، يعني مش زي كل الامتحانات اللي فاتت، حاساه تقيل، أو يمكن ده إحساسي؟
كذا طالب من الأوائل أكدوا كلامها. في الوقت ده انتبهوا للباب، وهمس بصت وراها بتلقائية وابتسمت لما شافت سيف داخل.
قرب منهم ووقف وسطهم يسأل الكل: عملتوا إيه؟ طمنوني.
عنيه كانت على همس، اللي ابتسمت تطمنه، لكنه كان بيرد على الكل، وطلع الورقة اللي معاه، فبدأوا يسألوه في نقط معينة وهو بيرد. ممدوح قاطعهم : يا عيال الراجل عايز يطمن على مراته، أدوه فرصة.
الكل ضحك، وسيف علق بهزار: مفيش نظر خالص.
بص لهمس: عملتي إيه يا بنتي؟ صحيان نص الليل ده جه بفايدة ولا إيه؟
همس شدت الورقة من إيده وشاورت على سؤال: شايف ده؟ ها؟
سيف ابتسم: ما أنا صحيت، هو أنا اعترضت؟
ممدوح بصلهم بفضول: ماله السؤال ده؟
سيف بص لهمس ورجع لممدوح: مالوش، المهم اتحل.
همس سألته: هتراجع معايا الباقي؟
سيف طبق الورقة وحطها في جيبه: لا، هنركز في المادة الجاية وربنا يسترها.
أخدها وراحوا البيت، وهي لاحظت إنه مش هينزل معاها، فسألته بعينيها، قبل ما تتكلم علق: المفروض أروح الشركة، في ميتنج ورايا كنت ناسيه. بس لو هتزعلي أو تتضايقي هكلم مريم تجدوله وقت تاني؟
همس ابتسمت بصدق: لا يا حبيبي، أنا هطلع أنام شوية لأني شبه ما نمتش، وبعدها هقوم أشوف ورايا إيه. روح شغلك يا حبيبي.
نزلت وهو طلع على الشركة.

في الشركة، بدر كان في مكتبه وطلب كام ملف. حنان دخلت بيهم ووقفت تراجع معاه كذا حاجة. قربت منه وسألته: تحب أساعدك؟ أرتبلك الملفات دي أو…
قاطعها بصرامة: لو احتجت مساعدة هطلبها، غير كده شكرًا.
قربت وشها أكتر: ماهو حضرتك مش بتطلب.
بدر بعد نفسه وكرر بصرامة أكتر: لو احتجت مساعدة هطلبها، غير كده شكرًا. روحي شوفي وراكِ إيه.
فضلت مكانها، فكرر بحدة: اتفضلي.
اتعدلت وبعدت عنه، وابتسامتها اختفت أول ما خرجت من مكتبه.
بدر راح لمكتب سيف يتكلم معاه، وقبل ما يخرج علق: اللي اسمها حنان دي مش مرتاح لها.
سيف ابتسم: زي ما سبق وقلتلك، بكلمة هتمشيها، وكلمة هتخليها في شغلها. براحتك.
بدر كشر بضيق: مش بحب أقطع رزق حد، بس لو الوضع تطور عن كده، يبقى هي حرة.
سيف بتأكيد: بالظبط، كل واحد مسؤول عن تصرفاته ونتايجها. المهم، ربع ساعة وهنتحرك للميتنج، جاهز؟
بدر وافق: جاهز. عدي عليا وإنت نازل.

كريم ومعاه أمل مع إيليجا في مكتبه بالشركة. دخل واحد من الموظفين: “لقد استطعنا الدخول إلى جميع كاميرات المشفى.”
إيليجا بص لكريم، بعدها بص للموظف: “بأي برامج؟”
الموظف بحرج بص لكريم: “بالبرنامج الخاص به.”
إيليجا اتنهد باستسلام وكريم علق: “لقد أخبرتك من البداية أن تترك لي المجال وكنا وفرنا على أنفسنا العديد من الأيام.”
إيليجا بهزار: “وأين المتعة في هذا؟”
أمل تدخلت: “هل من الممكن أن تترك لنا المجال في تلك الخطوة؟ فلنوفر بعض الوقت.”
إيليجا وقف: “بالطبع، فلننتقل إلى مقر التحكم.”
دخلوا الثلاثة، وكريم استلم الجهاز تحت أنظار أمل وإيليجا. دخل لنظام المستشفى وبدأ يشوف كاميرات المراقبة في الوقت اللي كان فيه، لكن للأسف لقى أن اللي بيتحفظ على الكمبيوتر مدته شهر واحد فقط، وبيتم تفريغ الكاميرات بعدها، فحس إنه رجع لنقطة الصفر.
صمت سيطر عليهم، وأمل أول واحدة اتكلمت: “ده معناه إيه يا كريم؟ الكاميرات دي لما بيفرغوها بتتحفظ فين؟ ولا بيمسحوها؟ طيب تقدر ترجعها؟”
كريم مردش عليها. إيليجا حط إيده على كتف كريم: “لا تبتئس، فهناك دائمًا طرق أخرى.”
كريم بصله: “لا أحب اللجوء للطرق الأخرى، ولكن…” (بص لأمل) “لازم ندخل المستشفى أو حد من جوه المستشفى يجيب لنا اللي بيتخزن عندهم. لازم ندخل المستشفى يا أمل.”
إيليجا طمنهم: “اتركوا هذا الموضوع لي. أعلم البعض المستعد للمساعدة.”

عدى كام يوم لحد ما همس كان عندها امتحان مادة حاتم. عز قعد يراجع معاها المادة لحد ما سيف رجع، وبعدها سيف كمل معاها. سابها وقام يطلب قهوة من عواطف، وبعد ما رجع قعد على السرير، طلع اللاب بتاعه يشوف أشغال متعطلة عنده.
همس سألته بفضول: “برضه مش هتقولي إيه اللي حصل؟”
بصلها باستغراب: “إيه اللي حصل في إيه بالظبط؟ حددي يا روحي.”
قامت من مكانها وقعدت قصاده: “إيه سبب الخلاف بالظبط؟”
تاه منها أو معرفش هي تقصد الخلاف بين مين ومين بالظبط: “قصدك إيه يا همس؟ الخلاف بين مين ومين؟ لاحظي إن تقريبًا كل الناس اللي أعرفها حواليا واللي ما أعرفهاش في بينهم خلافات فلازم تحددي.”
ابتسمت وقربت وشها منه: “يهمني في كل الناس إنت بس أكيد.”
ابتسم زيها وهمسلها: “وللأسف برضه أنا مختلف الفترة دي مع ناس كتير. مختلف مع أبويا وأمي وجدتي والمحامي بتاعي. ده حتى بدر مختلف معاه.”
شهقت: “بدر؟ ليه مختلف معاه؟”
ابتسم يطمنها: “مش مختلف بالمعنى اللي وصلك. بتكلم عن الشغل. آرائنا شوية مختلفة. بدر بيمشي على مبدأ السلامة ومين خاف سلم. أنا للأسف بحب المخاطرة أكتر. لكن مفيش بينا مشاكل، اطمني. المهم إنتِ قصدك مين بقى؟”
فكرت تغير الموضوع بس بما إنهم اتكلموا خلاص، قبل ما ترد الباب خبط. قامت فتحت الباب لعواطف اللي دخلت بصينية عليها قهوة لسيف وطبق معجنات لهمس والشاي اللي بتحبه بالنعناع. شكرتها همس وأخدت الصينية ودخلت عند سيف. هو أخد قهوته وشكرها وانتظر إجابة همس.
همس علقت: “كنت أقصد إنت وحاتم؟”
بصلها كتير مش عارف يقولها إيه، وهي انتظرت إجابته. لاحظت إنه في أمور كتير بيحب يحتفظ بيها لنفسه وما يتكلمش فيها، زي سبب عداء اللي اسمه خليل مع أبوه، وليه زعل من أمه وجدته؟ ودلوقتي عداؤه مع حاتم ليه مش عايز يتكلم فيه؟
همس لاحظت حيرته وسكوته، فعلقت: “إنت ليه غامض بالشكل ده؟ ليه مش عايز تفتحلي قلبك وكأنك خايف مني أو معندكش ثقة فيا؟”

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل