روايات

الفصل التاسع والخمسون

كريم: “كلنا شركا يا مؤمن، بعدين هما هناك هيكونوا في صفي، مش قصة صحاب يعني. مش هكون لوحدي، ده قصدي. بعدين مش عايز حد يعرف إني سافرت أصلًا.”
مؤمن بعدم اقتناع: “طيب، هتعمل إيه هناك؟ فكر معايا بصوت عالي.”
اتكلموا كتير وقبل ما يمشوا حسن وقف قصاد ابنه : انت عارف اني عمري أبدًا ما شكيت فيك ولا في أخلاقك انت ابني وتربيتي وعارف كويس أوي تعمل ايه وما تعملش ايه بس كان لازم تمشي من الشركة علشان يطمنوا ان مخططهم نجح ، محتاجك تكون قوي ومركز وبإذن الله ربنا هينصرك ، كلنا في ظهرك وكلنا معاك يا كريم .
ابتسم وطمن أبوه : كلامك ده لوحده كفاية ودعواتك.
قبل ما يمشي : خليني قدام الناس ضدك يا كريم بلاش تعرف الكل واعذرني لو اتنرفزت عليك قدام اي حد .
طمنه كريم : اطمن حضرتك .

سيف ومروان وصلوا بيت هالة وطلعوا مع بعض، مروان مسك دراع سيف اللي كان هيرن جرس الباب، فبصله: “مالك؟”
مروان بيهمس: “لو طردونا هنعمل إيه؟ لو…”
قاطعه سيف: “يطردونا ليه يا إبني؟ بعدين أبوها راجل بيفهم في الذوق والأصول، مش هيطردنا.”
مروان بتوتر: “ولو طردنا؟ أنا فسخت ارتباطي ببنته، مش ممكن…”
قاطعه سيف بتهكم: “تحب نمشي يعني ونفضها سيرة؟”
مروان كشر بغيظ: “لا طبعًا نمشي إيه؟ أنا بس…”
سيف انتظره يكمل الجملة، ولما سكت بص قدامه ورن الجرس وانتظر الباب يتفتح. قدامهم شاهين اللي بصلهم الاتنين بصدمة، لأنه عمره ما توقع زيارتهم.
سيف ابتسم في وشه: “إيه يا عمي، مش هتقولنا اتفضلوا؟ ولا زي ما البأف ده قال، ممكن تقفل بابك في وشنا؟”
شاهين بص لمروان بلوم وغضب مكبوت: “يمكن هو افتكر الناس كلها زيه معندهاش ذوق ولا أصول و…”
قاطعه سيف بسرعة: “لا لا يا عمي، مروان عمره ما كان قليل الأصل، آه غبي في أوقات بس مش قليل الأصل أبدًا. المهم، ممكن ندخل ولا؟”
شاهين فتح الباب: “اتفضل يا إبني، اتفضل.”
دخلوا الاتنين، وبعد ما قعدوا، سيف علق: “هالة موجودة ولا إيه؟ لو ينفع حضرتك…”
قاطعه شاهين: “بنتي عندها امتحان بكرة ولأول مرة تيجي وعندها امتحانات، ومش عارف هتحضر الامتحانات ولا هتعمل إيه؟”
مروان بص للأرض، مش قادر ينطق بس بيتوجع بصمت، أما سيف فاتكلم: “عارف إن عندها بكرة امتحان، وعلشان كده إحنا هنا النهاردة. فلو سمحت ناديها وبإذن الله خير. اسمعونا بس، ده اللي بطلبه، مش هطلب أكتر من كده.”
شاهين بعد تردد قام يجيب مراته وبنته، اللي أول ما سمعت إن مروان موجود اتجننت وطلبت من أبوها يطرده. ولما أبوها أصر إنها تخرج تقابلهم، خرجت معاه، بس بمجرد ما شافته: “جاي ليه هاه؟ مش عايزة أشوف وشك ولا عايزة أسمعك ولا…”
قاطعها سيف: “هالة، لو سمحتي.”
بصتله: “دكتور سيف، لو سمحت حضرتك أنا بحترمك وبقدرك غير إنك زوج صاحبتي اللي بعتبرها أكتر من أخت. فلو سمحت ما تدخلش بينا.”
سيف وقف قصادها: “إزاي بقى ما أدخلش؟ لو بتعتبريني جوز أختك زي ما بتقولي، فأنا بعتبرك برضه مرات أخويا أو هتبقي بإذن الله.”
هالة باعتراض: “ولا أنا مرات أخوك ولا هبقى. أنا أخت مراتك وبس.”
مروان حاول ينطق: “هالة، لو سمحتي…”
بصتله بغضب: “مش هسمع.”
سيف بصلها هي وأبوها وأمها اللي انضمتلهم: “هالة، لو سمحتي، اهدي. بصي، مش مطلوب منك تاخدي أي قرار، بس تسمعيه للآخر. وبعدها، ليكِ مطلق الحرية في أي تصرف تعمليه. تفضلي زعلانة براحتك، تصالحيه براحتك، تطرديه يا ستي كمان براحتك، بس الأول اسمعيه.”
شاهين بص لبنته: “اقعدي يا هالة، هنسمع اللي عنده، علشان خاطر دكتور سيف هنسمعه.”
هالة ربعت إيديها وقعدت وبصت لسيف: “حاضر، هسمع.” (بصت لمروان بتهكم) “اتفضل قول اللي عندك.”
مروان أخد نفس طويل قبل ما يتكلم: “الموضوع بدأ من زمان يا هالة، من سنة تقريبًا. جوز أختي الله يرحمه دخل المستشفى، ومنار طلبت مني فلوس. وأول مرة كلمتني كنت في حفلة مع سيف، وقولتلها إني هتصرف وهبعتلها اللي عايزاه، وكل اللي تطلبه هنفذه، ودي كانت البداية.”
حكى لها طول السنة عن علاقته بأخته ومصاريفه لحد ما خطبها وبلغ أخته إنه مش هيقدر يعمل أكتر من كده وكفاية، لحد وفاة جوز أخته ولومه بعدها لنفسه.
هالة سمعته لحد ما سكت: “برضه ما فهمتش، كل ده بتحكيه ليه؟”
مروان بصلها: “أنا حاليًا شبه معدم، هتجوز إزاي؟”
هالة باستنكار: “لهو إنت فاكر إني بتجوزك علشان فلوسك مثلًا ولا شغلك ولا منصبك؟”
سيف هنا اللي رد: “مش ده قصده يا هالة.”
بصتله: “أمال قصده إيه؟ فلوسه خلصت سابني، ده معناه إيه؟”
سيف علق: “ما سابكيش علشان فلوسه خلصت، سابك لأن أخته وعيالها رجعوا وبالتالي بقوا مسؤوليته. أمه وأخته وعيالها في رقبته.”
هالة علقت: “عارفة الكلام ده من لحظة ما عرفت بوفاة زوج أخته، بس مش عارفة إيه اللي اتغير معاه؟”
مروان بترجي: “إيه اللي اتغير؟ كل حاجة اتغيرت، مفيش حاجة ثابتة. إزاي أطلب منك تعيشي معايا في بيت عيلة؟ قولتلك والدتي وقلتي آمين، بس دي والدتي وحقها عليا تفضل معايا، وإنتِ هطلب منك تتحمليها لأنها أمي. لكن دلوقتي أختي وبناتها الاتنين، ده مش ذنبك علشان تتحمليه، فإزاي أطلب منك طلب زي ده؟”
هالة نوعًا ما بدأت تفهمه بس علقت: “ودلوقتي جاي ليه؟ هسألك نفس السؤال، إيه اللي اتغير؟”
سيف رد هنا هو وشرح لها اللي اتفق عليه هو ومروان وإنهم يتجوزوا في أقرب وقت.
هالة سمعتهم للنهاية وسمعت كل مبرراتهم، لحد ما الكل سكت منتظر رأيها، فوقفت وبصت لأبوها: “طلبت مني أسمعه وسمعته. قدرت موقفه؟ آه، قدرته. لكن سامحته؟ لأ، ما سامحتوش. بعد إذنك.”
تابعها لحد ما اختفت، شاهين علق: “أنا آسف، بس طالما دي رغبتها فهي حرة.”
سيف: “طيب، امتحانها بكرة، خليها تيجي الليلة وتذاكر مع همس بحيث يراجعوا مع بعض، إيه رأيك؟”
شاهين باستنكار: “قصدك تسافر معاك إنت وهو؟”
سيف حس بمدى غباء اقتراحه بعد ما سمعه بصوت شاهين، فتراجع: “مش شرط، هو ممكن حضرتك تتفضل معاها، المهم المحصلة النهائية إنها تذاكر مادة بكرة.”
شاهين تقبل تراجع سيف: “متشكر يا إبني، بس هي مذاكرة، والتوفيق من عند ربنا، ولو في أي حاجة هي بتتواصل بهمس على طول.”
وقفوا الاتنين، ومروان قبل ما يخرج بص لشاهين: “عمي، سامحني بجد على تصرفي وكلامي مع حضرتك، بس صدقني ده اللي طلع في إيدي لما الدنيا اتقفلت في وشي. كل اللي فكرت فيه إني خوفت أظلمها معايا وأخليها تقبل وضع صعب وتضطر تضحي. اعذرني وحاول تخليها تسامحني.”
شاهين: “لو ليكم نصيب مع بعض هترجعوا لبعض، ده قدر ومكتوب يا إبني. خليها تفوق من الامتحانات وربنا يسهل.”
سيف أخده ومشي، واتحركوا بعربيته، وصمت مزعج مسيطر عليهم. قطعه مروان: “تفتكر هتسامحني؟”
سيف مركز في الطريق: “في النهاية آه، لكن مش دلوقتي.”
مروان بصله بانتباه: “والمفروض أعمل إيه لحد ما تصالحني؟”
ابتسم وافتكر نصيحة إيليجا، فقالهاله: “تفضل تعتذر كل يوم، وتعتذر وتعتذر لحد ما تزهق من اعتذارك، فتعتذر على اعتذارك الكتير.”
مروان بصله بذهول: “أزهقها يعني من الآخر؟”
سيف ابتسم: “بالظبط، زهقها لحد ما تقول حاجة من الاتنين؛ يا إما هترجع، يا إما تقول يا فكيك.”
مروان بصله بصدمة، وهو ضحك، بعدها سكت باعتذار: “سوري، بس هالة بتحبك وهتسامحك.”
مروان بتعلق: “وإيه اللي خلاك تكون واثق كده؟”
سيف بصله: “علشان هي بتحبك بجد، وعلشان هي صاحبة همس، وعلشان ده نفس اللي كانت همس هتعمله معايا بالظبط، بجانب طبعًا البلوك اللي هي متخصصة فيه.”

سيف رجع البيت، وهمس اللي كانت قاعدة في الجنينة أول واحدة استقبلته. وقف معاها شوية طمنها على مقابلتهم مع هالة، بعدها أخدها ودخلوا. كان الكل قاعد: أبوه وأمه وأخته وجدته. سلم عليهم كلهم وقعد معاهم بهدوء.
عواطف طلعت: “أجهز الغدا؟ الكل كان منتظرك.”
سيف بصلهم باستغراب: “ليه منتظرين كل ده؟”
عز لعواطف: “حضري السفرة، أيوه بسرعة.”
سيف بص لهمس: “إنتِ كمان منتظرة وبتذاكري من غير ما تاكلي؟ وإيه أخبار تركيزك؟”
همس طمنته: “أنا فاطرة متأخر جدًا غير الحاجات اللي بشربها كل شوية، فأنا أوريدي أصلًا مش جعانة.”
سيف بهزار: “يعني مش هتتغدي معانا دلوقتي؟”
همس شهقت: “أنا قولت كده؟ يعني ده جزاتي إني بحاول أطمنك؟”
ابتسم وقاموا كلهم يتغدوا. سيف لأبوه: “سبيدو كان عندك النهاردة، ليه محددتش معاه ميعاد يكتبوا فيه الكتاب؟”
سلوى ردت: “وإنت مين قالك إننا موافقين أصلًا عليه علشان نحدد مواعيد أي حاجة؟”
سيف رفع وشه وبصلها: “موافقين ومن بدري، من قبل ما يشتغل معانا في المصنع. وبابا موافق عليه لأني كنت متردد أطلب مساعدته إلا لما عرفت إنه مش معترض لو أخد خطوة رسمية معانا.”
سلوى بصت لجوزها: “إنت بجد موافق عليه؟”
سيف رد: “إيه اعتراضك عليه؟” (أضاف بتهكم) “غير إنه فولجر اللي ماسكة فيها حضرتك؟”
سلوى بصت لجوزها اللي رد على تساؤلها: “راجل ويعتمد عليه. مش فاهم فين وجه اعتراضك؟ بعدين بنتك عايزاه.”
سلوى بغيظ: “ولسه من شوية كانت عايزة حازم.” (الكل اتصدم وخصوصًا آية، بس هي تجاهلتهم وكملت) “بعدها كان في باسم، دلوقتي بقى سبيدو؟ ولو بكرة ظهر حد جديد؟ هنقول لسبيدو هاردلك؟”
آية كانت هتقوم، بس سيف رد: “حازم كان كلب وخدع الكل مش هي لوحدها. باسم مالوش أصلًا حكاية ، فما تتكلميش وخلاص. بعدين دلوقتي بنقول نحدد ميعاد كتب كتاب، مش نقلب في حاجات قديمة نعكنن بيها على بعض؟”
عز سأل همس: “همس، هتخلصي امتحانات إمتى يا بنتي؟”
همس باستغراب: “الأربعاء الجاي يا عمو.”
عز بص لسيف: “يبقى قوله كتب الكتاب الخميس بإذن الله.”
سلوى وقفت علشان تنسحب، بس سيف وقفها: “ما تفكريش تنسحبي لأن لسه كلامنا مخلصش. نخلص بس الغدا الأول وبعدها هنتكلم.”
سلوى بضيق: “مش عايزة أتكلم معاكم، سيادتكم بتحددوا.”
سيف قاطعها: “اقعدي يا أمي لأن يومنا طويل أوي النهاردة.”
هوليا بصتلها: “اقعدي، طالما إبنك عايز يتكلم معاكِ يبقى اسمعيه.”
سلوى بتهكم: “أسمعه ليه؟ علشان هيعملي قيمة واعتبار؟ ولا…”
سيف قاطعها: “علشان عندي أسئلة هتجاوبوني عليها.”
سلوى بصتله بإصرار: “ولو قولتلك مش هجاوبك على أي حاجة يا سيف؟ هتعمل إيه، هاه؟”
سيف بصلها بهدوء: “مش هعمل طبعًا أي حاجة.” (ابتسمت بتهكم، لكنه كمل) “بس مش هتشوفي وشي تاني لآخر يوم في عمري.”
زعقت بغضب: “هو في إيه لكل ده؟”
سيف بص لطبقه وبيكمل أكله: “قولتلك ناكل الأول وهنتكلم.”
سلوى قعدت وصمت سيطر على باقي الغدا لحد ما الكل خلص. آية وقفت وبصت لأخوها: “هسيبكم تتكلموا.”
سيف بصلها هي وهمس: “تمام، وياريت يا همس تطلعي تشوفي مذاكرتك علشان امتحان بكرة.”
نقلوا قعدتهم للريسبشن، وآية وهمس انسحبوا، والأنظار اتجهت لسيف. عز سأله: “عايز تقول إيه يا إبني؟”
سيف بصله كتير بتردد قبل ما يسأله: “أنا إبنك حقيقي ولا إبن حرام؟ ولا دي مجرد كلمة والسلام بتقولها؟”
الكل بصله بذهول، وعز ردد: “إنت بتقول إيه يا سيف؟”
رد بإصرار: “بقول اللي سمعته، أنا إبنك في الحلال؟ ولا ابن حرام؟”
نقل نظراته بينهم، الكل مصدوم بالمعنى الحرفي. كلهم باصين له ومحدش فيهم قادر ينطق حرف واحد، وسلوى عندها ذهول بس تغلبت عليه ونطقت: ” انت بتهبل بتقول إيه؟”
سيف بصلها: “بسأل خلفتوني إمتى بالظبط؟ إيه مشكلتك؟”
سلوى زعقت: “إيه هو اللي إيه مشكلتي؟ إنت مش سامع نفسك؟ بعدين إيه إبن حرام دي، هاه؟ مين زرع في دماغك التخاريف دي؟”
سيف بهدوء قاتل: “خليل محمود الورداني تعرفيه؟”
الصدمة اتجددت على الثلاثة، وسيف بيدرس ملامحهم، وللأسف باين عليهم إنهم عارفين كويس هو بيتكلم عن مين بالظبط.
عز بهدوء: “إنت جبت الاسم ده منين؟”
سيف رفع عينه ناحيته وبيتكلم وهو بيركز على كل كلمة: “الأول تقولي أنا إبن حرام ولا؟”
سلوى وقفت: “لا، أنا مش مضطرة أسمع الهبل ده و…”
سيف وقف وشبه زعق: “معدش حد هيهرب من إجابات أسئلتي. قبل ما تقومي وتهربي كعادتك تقوليلي خلفتيني إمتى بالظبط؟ وإيه علاقتك بخليل الورداني؟”
عز وقف قصاد إبنه وسأله بحدة: “عرفت خليل منين؟”
سيف بص لأبوه باستنكار: “هو ده اللي فرق مع حضرتك؟ عرفته منين؟”
عز زعق: “أيوه ده اللي فرق معايا، لأني قفلت صفحته من سنين كتير وغار في داهية. ليه بترجعه تاني؟”
سيف زعق زي أبوه: “لأن صفحته ما اتقفلتش، هو اللي وراك، من البداية خالص هو وبس. فاتفضل قولي إيه علاقتك بيه وإزاي دخلته حياتك زمان؟”
عز بإصرار: “سيف، قولي وصلت لخليل ده إزاي وإيه اللي تعرفه عنه؟” (حاول يعترض بس عز كمل) “وأوعدك هجاوبك على كل أسئلتك.”
سيف بصلهم، بعدها قرر يحكي اللي حصل في سفريته.
(( فلاش باك ))
إيليجا نزل من عربيته وراح ناحية عربية سيف، وسبيدو دخل بهدوء. سيف سأله: “إلى متى سنراقب هذا الملهى؟”
سبيدو: “إلى أن نجد ذلك البغيض.”
سيف لاحظ صمت إيليجا فبصله: “هل هناك جديد أم ما سر هذا الصمت المزعج؟”
إيليجا: “لقد وصل الآن إلى مسامعي أن صديقك هذا أحد رؤساء عصابات المافيا ويلقب بالعم داني، لذلك لم نستطع التعرف عليه، فلا أحد يعلمه باسم خليل هذا، لكن الجميع يعلم من هو العم داني.”
سبيدو بتهكم: “داني ده اللي هو اختصار لورداني، صح؟ حد قاله دمه خفيف، قال داني قال.” (التفت لإيليجا) “هل تعلم ما سر عداؤه مع الصياد؟”
إيليجا نفى برأسه: “للأسف لا أعلم، كما سبق وأخبرتكم، إنه أحد الرؤساء، فبالتالي الأغلبية ينفذ أوامره فقط، لا أحد يسأل لماذا.”
سبيدو بص لسيف بحيرة: “طيب خطوتنا الجاية إيه؟ سيف، هتقابله ولا هتعمل إيه؟”
سيف بصله، بعدها بص لإيليجا: “يجب أن ألقاه.” (بصلهم الاتنين) “لتجدوا لي طريقة أدخل بها إليه.”
سبيدو: “لو كده شوية تليفونات هنجيب رجالة كتير، ولا إيليجا عنده رجالته؟”
إيليجا بصلهم باستفسار، سيف ترجمله جملة سبيدو فايليجا ابتسم : “بالطبع، رجالي تحت أمرك، أنت تحتاج للثقة بي أكثر من هذا.”
حطوه تحت المراقبة في الملهى اللي بيسهر فيه، لحد ما ظهر وسط رجالته. ساعتها إيليجا وسبيدو وسيف وسط رجالتهم كانوا بانتظاره، وبمجرد ما قعد وقفوا وراحوا ناحيته. بس بمجرد ما قربوا، رجالته اتلموا حواليه ورفعوا رشاشات في وش سيف، واللي معاه برضه رفعوا رشاشات في وشهم. وسادت حالة هرج ومرج قطعها خليل بكلمة لرجالته، فنزلوا مسدساتهم. بعدها خليل بصله بابتسامة واثقة: “يا أهلًا سيف باشا الصياد، كنت مستنيك بقالي كتير. اتأخرت ليه؟ بقالك كام يوم بتحوم حواليا؟ إيه، أخيرًا أخدت حباية الشجاعة وجيت عندي؟”
سيف وسبيدو استغربوا بس ما أظهروش أي رد فعل. سيف قرب وقال بتهكم: “سبحان الله، إنت اللي مستخبي وبتحارب في الظلمة، ومحاوط نفسك بألف راجل.” (بص لرجالته حواليه وكمل) “ومغير اسمك، وفي الآخر أنا اللي جايلك هنا في بيتك، وأنا اللي عايز حباية شجاعة؟ أمال إنت محتاج لإيه؟ ده إنت بقالك…” (فكر لحظات وكمل بتهكم) “قد إيه؟ ست سنين ولا أكتر؟ بقالك كام سنة بتحاول توقع الصياد؟ ومش عارف.” (كرر بثقة) “ومش هتعرف.”
خليل بصله بابتسامة وما ردش. سيف قعد قصاده وسأله باستهزاء: “تطلع مين إنت بقى؟ لأنك نكرة بالنسبة ليّ. سواء باسمك ده أو ده، الاتنين سيان. فإنت مين؟”
خليل ضحك وشاور لرجالته يبعدوا. بعدها بص لإيليجا وسبيدو وراه وقال ببرود: “خلي أصحابك يقعدوا بعيد شوية، لأن الكلام اللي هيدور بينا ما أعتقدش إنك عايز حد يعرفه غيرك يا إبن الصياد.” (كمل وهو بيصطنع التفكير) “هي كان اسمها إيه؟ هوليا جدتك؟ صح؟ يا ترى لسه أبوك طاردها ولا رجعها؟”
سيف هنا اتصدم، لأن ده آخر شيء توقع إنه يسمعه من شخص زي ده. هل يسمع باقي كلامه؟ هل يبعد أصحابه ويسمع اللي عنده لوحده؟ ولا يشاركهم؟
عقله ما أسعفهوش بأي إجابة، وانتبه على إيد سبيدو على كتفه كنوع من أنواع الدعم إنهم جنبه.
ابتسامة خليل الواثقة مضايقاه، بس حاليًا عنده أسئلة كتيرة ولازم يعرف إجاباتها. بص لسبيدو بهدوء: “سبيدو، خد إيليجا واقعدوا، أنا محتاج أتكلم معاه.”
سبيدو باستنكار: “لوحدك يا سيف؟”
بصله بتأكيد: “أيوه، وبعدين انت موجود أهو وإيليجا ورجالته، وأنا قدام عيونكم، مش هبعد عن هنا.”
سبيدو شاور لإيليجا وقعدوا على ترابيزة جنبهم، ورجالتهم أمنوهم. سيف بص لخليل بابتسامة باردة: “أمنتلك المكان أهو، و أنا لوحدي قدامك، اتكلم طالما خايف تتكلم قدامهم.”
خليل ضحك باستفزاز، بعدها سند بإيديه على الترابيزة وقرب من سيف وقال بخبث: “أنا مش خايف، أنا بس عملت اعتبار لابن حبيبتي، ما أخوضش في عرضها قدام أصحابه.”

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل