روايات

الفصل التاسع والخمسون

سيف ما فهمش هو بيتكلم عن إيه، فسأله: “عرض إيه اللي بتتكلم عنه؟ وحبيبتك مين؟ الظاهر إنك مجنون وعايز موتك يبقى على إيدي.”
خليل بهدوء مستفز: “اهدى بس، خلينا نتكلم بهدوء. انت مهما كان ابن سلوى و…”
قاطعه سيف بقوة: “ابن عز الصياد؟ اتكلم عدل علشان أسمعك.”
خليل بسخرية: “حاضر، هتكلم عدل وبالراحة علشان تستوعب كلامي.” (نبرته اتحولت لحقد) “انت كنت السبب في جواز حبيبتي من أبوك. أنا وسلوى كنا بنحب بعض، وكنا أصحاب أنا وهي وعز في الجامعة. وفي ليلة سهرانين مع بعض، ولظرف ما سيبتهم وسكروا وحصل اللي حصل، وكانت النتيجة إنت. فسلوى وافقت تتجوز عز.”
سيف بصله بعدم تصديق، ولسه هيتكلم، بس خليل ما عطاهوش فرصة وكمل بمكر: “وعيلتك عارفة. هوليا كانت رافضة تمامًا ارتباطهم، بس عز بيحب سلوى. أعتقد انت ذكي وتعرف تحط النقط على الحروف.”
سيف الصدمة ملجماه، وعقله وقف، مش عارف يفكر ولا يقول إيه.
خليل متابعه بتشفي وسكت يديله وقت يستوعب فيه معنى كلامه.
سيف بصله وحاول يرد بنبرة تهكمية: “يعني سلوى بتحبك؟ انت متخيل هتقولي الكلام ده، هقولك آمين؟ انت متخلف، صح؟”
خليل ضحك: “معلش، الصدمة كبيرة، خد وقتك في استيعابها.”
سيف بغضب: “استيعاب إيه؟ وصدمة إيه؟ هو أي هبل وأي كلام يتقال يتصدق؟”
خليل قاطعه بخبث: “ومش بس كده، أمك كانت حامل مني، بس للأسف البيبي ما كملش، ودي كانت القاضية اللي خلت هوليا تسيب البيت للأبد. طلبت من إبنها يطلقها، بس هو اتمسك بمراته. يمكن لأنه بيحبها، يمكن لأنها غنية وكان محتاج فلوسها تساعده شوية؟ في أسباب كتيرة.”
الصمت غلفهم الاتنين لوهلة، ما بين رفض سيف للي بيسمعه ونظرات خليل المتهكمة.
خليل حاول يدخل لعقله، فكمل بمكر: “عز لما الديون اتكاترت عليه، باعك.” (سيف بصله بذهول، فكمل بثقة) “هتنكر؟ مش باعك لعصام علشان يسد ديونه؟ ولا نسيت شذى؟” (كمل بتهكم) “اللي حاولت تقتل همستك الصغيرة؟”
سيف ضرب الترابيزة بإيده وزعق: “ما تجيبش اسمها على لسانك، انت فاهم؟ وإلا…”
خليل رفع إيده بتراجع ووضح: “أنا بحب (أكد اسمها باستفزاز) همس، وعلشان كده ما فكرتش آذيها أبدًا. كل اللعب كان بعيد عنها، ولا إنت ما لاحظتش ده؟ آه، شذى حاولت، بس إنت عاقبتها على محاولتها.”
سيف افتكر محاولة قتله هو وهمس في شهر العسل: “ولما حاولت تقتلنا في شهر العسل ده كان إيه؟ هاه؟ ولا نسيت العربية اللي بوظتها؟”
خليل ابتسم بخبث : انت خبير في التعامل في العربيات مش فرامل سايبة اللي هتقتلك عيب عليك ، دي كانت قرصة ودن مش اكتر ، تخويف ليك ولمراتك لكن مش هنسميها محاولة قتل لأني بجد لو عايز اقتلك صدقني هقتلك وبسهولة .
مط شفايفه بتفكير وردد : لو عايز تقتلني هتقتلني بسهولة ؟ امممم ، طيب تمام إنت عايز ايه ؟ آخر اللعبة دي ايه ؟
خليل قرب بوشه من سيف وابتسم بانتصار: “أيوة، نجيب من الآخر، عايز عز الصياد وبس. انت مالكش علاقة بالليلة، سيبلي الشركة وسلمني عز الصياد، واطلع برا الحرب دي كلها بمراتك. عارف لو كان وافق يتنازل عن الشركة ويتحبس وإنت تروح تتجوز همس كان كل ده انتهى. بس انت قررت تلعب دور حامي الحمى للنهاية. ابعد بمراتك واطلع برا اللعبة، محدش يستاهل تخسر علشانه.”
سيف قرب وشه منه زيه وواجهه بإصرار: “انسى، الشركة بتاعتي، مش هتاخد شبر منها. عز الصياد أبويا يعني مش هسمح لكلب يمس شعرة منه. بيتي وعيلتي أعرف أحميهم كويس. ها الخطوة الجاية إيه؟ هات من الآخر، علشان لعبتك دي بوخت أوي. وقصة الحب دي شوف كدبة غيرها علشان بس مش ظابطة معايا، وقصة ‘اطلع بمراتك’ دي برضه مش ظابطة منك، لأن رجالتك كان همهم الوحيد قتلي أنا، ولا نسيت؟ فبلاش قصة ‘اطلع منها’ وشوف لعبة جديدة.”
خليل بتحدي: “مين حاول يقتلك غير عصام؟ عصام كان كارت واتحرق، فخلاص سيبتك تتخلص منه وتسجنه. ولا أوعى تكون فاكر إن إنت اللي سجنته؟” (سيف بصله بتردد، فضحك) “سبيدو؟ سبيدو؟ إيه صاحبك المقرب؟ زي حازم؟ وحاتم؟ ومروان؟ يا ترى مين منهم مخلص بجد ومين باعك؟” (سكت لوهلة وكمل بلامبالاة) “بس إحقاقًا للحق يا سيف، محدش فيهم باعك بسهولة، حتى حازم. أخدت وقت كبير علشان أقنعه إنه ينضم، وعمينا عينيه بالفلوس لحد ما وصل لمرحلة صعب يرفض فيها، فاضطر يوافق إنه يدخل لعبتنا. كان جواه شوية ضمير لصاحب عمره.”
سيف بغضب مكبوت: “حازم كان عنده ضمير؟ وماله؟” (مط شفايفه بتفكير) “إنت اشتريت أصحابي كلهم؟ ده اللي بتقوله؟”
خليل بتأكيد: “مش كلهم بالفلوس، لو ده قصدك. عصام لما حاول يتخلص منك لجأ لسبيدو، فهنا كان لازم سبيدو يبقى من رجالتي.” (سيف بص ناحية سبيدو، فخليل ضحك باستفزاز) “ماهو أكيد مش بتاع دارك ويب وسباقات وأعمال غير مشروعة يتوب فجأة. الحب لا يفعل المستحيل يا سيف. أكيد ما صدقتش إنه ساب الدارك ويب وشغله وحياته كلها علشان سواد عينين آية. هي آه جميلة، بس مش للدرجة دي. سبيدو قام بدوره حلو أوي.”
سيف ابتسم بسخرية: “سبيدو تبعك؟ وده اشتريته بإيه؟ بالفلوس برضه زي حازم؟”
استرخى على كرسيه قبل ما يجاوبه ببرود: “سبيدو مش دخلته الفلوس. أهم حاجة تعرف دخلة كل واحد إيه؟ سبيدو عاش حياة كبيرة في الدارك ويب والسباقات غير المشروعة. متخيل إنه كان ماشي على الصراط؟ عنده أخطاء كتيرة وعنده أعداء كتير، وخيوط لعبته وحياته كلها في إيدي، فكان لازم يخضع. وبعدين هو عينيه عليك، بيوصل لي أخبارك، فبالتالي مش باعك بالمعنى المعروف يعني.”
سيف باصصله وعقله بيرجع كل لحظة سبيدو ساعده فيها: “بيوصل أخباري؟ طيب وجوازه من أختي؟ ولا ما تعرفش إن سبيدو عايز يتجوز آية؟”
خليل ابتسم بثقة: “جوازه منها مش تخطيطي، وبعدين انت وافقت، فين المشكلة؟”
سيف فضل ساكت للحظات يرتب أفكاره، ونظراتهم متعلقة ببعض في تحدي: “يعني إنت عايز تقول إن سبيدو مش دراعي اليمين، صح؟ هو تبعك انت؟ علشان كده محدش شاف اللي حرق المصنع وكاميرات المراقبة اتحذفت؟ بس هو اتصاب.”
خليل رجع تاني يسند على الترابيزة وبرر: “محدش دخل المصنع. هو بنفسه اللي حرق المصنع وهو اللي حذف الكاميرات. يعني إيه حد يدخل يحرق المصنع ويدخل مكتبه يمسح تسجيلات الكاميرات؟ انت ازاي خالت عليك لعبة زي دي؟”
سيف بجمود: “واصابته؟”
خليل ببساطة: “كان لازم يظهر بدور البطل. وبعدين اصابة إيه ها؟ شوية دخان اتنفسهم؟”
سيف باستهزاء: “يعني انت بتاخد أصحابي المقربين تقلبهم ضدي، وبعدها بتحاول تقنعني أسلمك الشركة وأبويا وأطلع منها بسلام؟ منطقك غريب.”
خليل ابتسم: “غريب ليه؟ عز نفسه حاربك وفرض عليك واحدة ما بتحبهاش، وكنتم طول الوقت بتتخانقوا. وبعدين انت بتحب التدريس ووظيفتك في الجامعة. روح اعمل اللي بتحبه وسيب الشركة للي يستاهلها.”
سيف مط شفايفه بملل: “الخطوة الجاية إيه؟”
خليل أخد نفس طويل ورد بضيق: “قلتلك اللي عندي. الخطوة الجاية عندك إنت.”
سيف بتفكير: “عندي أنا؟ اممممم. طيب سؤال تاني، المرشدي ليه بتحاول تدمرهم؟ لمجرد إنهم وقفوا معايا؟”
خليل ضحك بلامبالاة: “هجاوبك علشان بس تعرف إني بحبك. مش هنكر إني كنت عايز أبوظ صفقتكم مع أندرسون أنتم الاتنين، بس شركتهم بالنسبة لي مجرد أضرار جانبية. لكن اللي بيدور وراهم مش أنا. صاحبك المرشدي عنده أعداء كتير وهيدمروه، فابعد عنه علشان إنت كمان ما تبقاش من الأضرار الجانبية بتاعتهم.”
سيف قام وقف، فخليل استغرب وقوفه وبصله باستفسار. سيف ابتسم ببرود: “كلمتين أبرك من عشرة: ابعد عن الصياد وابعد عن أي شيء يخصني، وكلامك الأهبل ده روح اضحك بيه على حد غيري. عز الصياد أبعد من نجوم السما بالنسبالك، شركة الصياد أكبر وأعظم من إن واحد مجهول زيك يقدر عليها. عايز حرب؟ هتاخد اللي عايزه. سواء كنت خليل الورداني أو العم داني، في كلتا الحالتين انت نكرة، وأعلى ما في خيلك اركبه.”
خليل وقف بغضب وبص لسيف اللي عطاه ظهره وماشي، فزعق بتهديد: “بلاش، انت مش قدّي يا سيف. هتندم، أنا كل ده كنت عامل حساب لسلوى.”
سيف لفله وابتسم بتحدي: “ما تعملش حساب لحد، وهات آخرك.”
سبيدو وإيليجا الاتنين وقفوا ورجالتهم كمان، وسيف انضم لهم ومشيوا.
سيف حكى لعيلته اللي حصل في مقابلته مع خليل، بعدها بصلهم كلهم وبص لعز بتصميم: “أديني حكيتلك اللي حصل في سفريتي. دلوقتي دورك تحكيلي اللي حصل مع خليل، وليه بيكرهك بالشكل ده؟ ويقصد إيه بكل اللي قاله؟ وكان يقصد إيه لما قال إن هوليا رفضت بس انت بتحب سلوى؟”
بقلم : الشيماء محمد أحمد
شيموووو

انت في الصفحة 4 من 4 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل