روايات

الفصل السابع والخمسون

مؤمن حاول يتصل بكريم كتير، لكنه مردش عليه. بعد حيرة طويلة، قرر يتصل بسيف، اللي رد عليه وكان مروح بيته في أوبر لأنه رفض إن بدر يوصله، وما حبش يكلم نصر.
مؤمن بتردد: “بقولك حاول تكلم كريم، ولو رد عليك شوفه فين ولا ناوي يعمل إيه، لاحسن مش عايز يرد عليا.”
سيف بحيرة: “إنتو اتخانقتوا؟ من إمتى كريم مش بيرد عليك؟”
مؤمن وضح: “اتخانق هو وعمي، وتقريبًا طرده من الشركة والبيت، علشان كده بقولك شوفه فين لاحسن يتهور.”
سيف قفل معاه بسرعة، واتصل بكريم مرة واتنين لحد ما رد عليه: “إنت مش بترد ليه من أول مرة يا إبني؟ المهم سيادتك فين؟”
كريم بضيق: “عايز إيه؟ عندك جديد عن خليل؟”
سيف استغرب سؤاله وسط اللي بيمر بيه: “لا، معنديش، بس قولي إنت فين؟”
كريم: “هشوف فندق هادي أقعد فيه.”
سيف: “سيبك من الفندق وتعال شقتي، هقابلك هناك، سلام.”
قفل قبل ما يرد عليه، فكريم اضطر يتصل بيه تاني: “سيف، لو سمحت، إنت…”
قاطعه سيف: “قابلني عند شقتي ونتكلم هناك، سلام.”
قفل معاه تاني، وغير العنوان اللي قاله لسواق التاكسي. واتقابلوا الاتنين قدام الشقة، وطلعوا لفوق. سيف دخل، قفل أوضة نومه بالمفتاح، وخرج لكريم، وعطاه مفاتيح الشقة: “اتفضل، الشقة وما فيها تحت أمرك. هات إبنك ومراتك جنبك.”
كريم قعد بتهالك: “إبني ومراتي؟ مراتي عايشة في أحلام وردية، ومتخيلة إن ناريمان هتديها إبنها تربيه هي. متخيل تفكيرها الساذج؟”
سيف بهدوء: “بدل ما تفكر إن تفكيرها ساذج، فكر هي مستعدة تتقبل إيه علشانك يا كريم.”
كريم زعق بنرفزة: “بس أنا مش عايزها تتقبل حاجة زي دي، ولا تتقبل عيل بالشكل ده!”
سيف انتظره يهدى: “أمال عايزها تعمل إيه؟ تطلب منك الطلاق؟ تسيبك؟ تتخانق معاك؟”
كريم باستسلام: “أيوه، يمكن لو عملت الحاجات دي قلبي مش هيوجعني بالشكل ده.”
سيف ربت عليه: “من ساعة ما رجعت من بره وأنا بسمع عن عاصفتك اللي غيرت حياتك. فإنت حبك قوي، مش عاصفة جديدة هتدمره يا كريم. هي بتتكلم من منطلق حبها لجوزها وتمسكها به، فاتمسك بيها إنت كمان. يلا، أنا هسيبك وهروح أشوف عاصفتي. اقعد في الشقة براحتك.”

أمل في أوضتها، منتظرة كريم يرجع البيت، ومش عارفة إزاي هتقابله. هتقف جنبه ولا هتسيبه وتتخلى عنه؟
موبايلها أعلن عن وصول رسالة، بصت لها بفتور. كانت رسالة من رقم غريب، فتحتها:
(عملتيلي بلوك، بس كان لازم اتصرف، ده مهما كان إبني. أنا مش عايزة أدمرك يا أمل. حبنا آه قديم، بس انتهى لفترة طويلة، لكن اتجدد في باريس وحصل اللي حصل. أرجوكِ فكري في إبني زي ما بتفكري في إياد.)
مع الرسالة، بعتتلها صورة فيها كريم نايم على ظهره وهي فوقه تمامًا، شفايفها لامسة شفايفه.

سيف وصل بيته، الكل كان منتظره، لكنه مكنش عنده طاقة يتكلم مع أي حد فيهم ولا عايز يتكلم أصلًا.
سلوى وقفته: “إنت فيك إيه؟”
سيف بص لها بإرهاق: “فيا كتير ومش قادر أتكلم دلوقتي، محتاج أرتاح وبعدها نتكلم.”
سلوى بفضول: “إنت شوفت اللي اتكتب عن صاحبك؟ إبن المرشدي؟ هي البنت دي حامل منه بجد؟”
سيف نفخ بضيق: “يعني إن مكنتيش عارفة اللي فيها والحرب اللي إحنا داخلينها، كنتِ قولتي إيه؟”
سلوى وضحت: “بس هي حاطة تحليل…”
قاطعها: “أمي، أول ما أفهم حاجة هفهمك، لكن حاليًا عقلي واقف تمامًا ومش قادر، اعذريني.”
وقفته تاني: “طيب بالنسبة لصاحبك اللي…”
قاطعها بترجي: “أرجوكِ،،بجد مش قادر أتكلم، محتاج أرتاح.”
هوليا طلعت قاطعتهم: “يعني الولد يبوس رجلك علشان ترحميه ولا مش شايفة إنه تعبان؟”
سلوى كشرت، وقبل ما ترد، سيف اعتذر: “بما إني مش مستعد أشوف أو أسمع جولة جديدة من خناقاتكم، هقولكم بعد إذنكم.”
سابهم وطلع أوضته، خبط خبطة خفيفة على الباب، بعدها دخل لهمسته.
بقلم / الشيماء محمد أحمد
شيمووو

انت في الصفحة 5 من 5 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل