روايات

الفصل السابع والخمسون

سيف فتح عينيه وكانت همس في حضنه، ضمها أكتر وما اتحركش من مكانه لحد ما هي صحيت. اتحركت باسترخاء مبتسمة لما لقت نفسها في حضنه ودراعه حواليها وإيده بتلعب في شعرها.
سألته بدلال: “صاحي من إمتى؟ وما صحتنيش ليه؟”
ابتسم في وشها: “كنتِ مبتسمة وإنتِ نايمة، فمحبتش أصحيكِ وأقلق نومك.”
اتعدلت وسندت على صدره علشان تعرف تبوسه كذا مرة، قبل ما ترجع لحضنه من تاني وتسأله: “إنت روحت شفت باباك ومامتك؟”
ما ردش على طول، فعدلت نفسها وسندت عليه: “حد يعرف إنك رجعت؟”
نفى بهزة من راسه وهو عنيه في عنيها، فاستغربت وسألته بشك: “مش ناوي تعرفهم؟”
ابتسم: “عندك مانع نفضل هربانين يومين تلاتة؟”
ابتسمت بفرحة: “طبعًا معنديش.” (كشرت فجأة): “بس هيكلموني ويسألوني إنتِ فين، هقولهم إيه؟”
ابتسم بتفكير: “قولي لهم عند هند.”
فكرت لحظات: “سلوى مش هتوافق، وهتقولي من غير ما جوزك يرجع مفيش بيات بره البيت.”
سكتوا الاتنين، بعدها سألته وهي بتلاعب وشه بإيدها: “مش هتقولي مالك؟ ومهموم ليه؟”
بصلها باستغراب: “مين قالك إني مهموم؟ أنا عادي.”
كشرت بغيظ ومسكت وشه يواجهها: “مش إنت بس اللي بتعرف تقراني، أنا كمان بعرف أقرأك كويس. من أول لحظة ضمتني فيها وحسيتك بتهرب من الكون كله في حضني. جبتني لهنا، ونيمتنا هنا، وقعدتنا دلوقتي هنا.”
علق ببساطة: “وحشاني وعايز أشبع منك الأول.”
ابتسمت ومسكت وشه تاني وثبتته قدام عنيها: “كنت هتشبع مني برضه في الڤيلا.”
علق بهروب وهو بيبعد إيدها: “سلوى مكنتش هتسيبنا براحتنا، وتفضل: اتغدوا، اصحوا، انزلوا، وهكذا.”
كشرت همس: “ماشي براحتك يا سيف، همشيها وحشاك وعايز تشبع مني.”
سكتوا الاتنين وهو ماسك خصلة من شعرها وسرحان تمامًا، لحد ما هي قطعت شروده: “إنت عرفت إن مروان فسخ خطوبته بهالة؟”
بصلها بصدمة: “إيه؟ بتقولي إيه؟ ليه؟”
همس استغربت إنه ما يعرفش: “معرفش، كنت منتظراك إنت تقولي وتقولها ليه عمل كده؟”
سيف بذهول: “ده متخلف ولا إيه؟ مروان بيعشقها، فليه يبعد عنها؟”
همس بحيرة: “معرفش بجد، هو مرة واحدة جه الكلية وأخدها يتغدوا، وقلع الدبلة وقالها مش هقدر أكمل، وحتى أبوها لما جه قاله نفس الكلام.”
سيف في حالة ذهول: “متخلف، مهما يكون سببه متخلف وبس. اطمني، هعرف في إيه وإن شاء الله نحل المشكلة اللي حصلت ونرجعهم لبعض.”
سكتوا شوية، بعدها هي اتعدلت: “مش هناكل أي حاجة؟ أنا هموت من الجوع، ما فطرتش.”
ابتسم واتعدل يجيب موبيله: “تحبي نطلب إيه؟”
فكرت لحظات: “بيتزا.”
استغرب وردد: “مش شاورما يعني؟”
ضحكت: “لا بيتزا، الشاورما بأكلها في الجامعة كل يوم، وكنت بغرق أمها ثومية كل يوم وإنت مسافر.”
طلب لها بيتزا واستلموها وقعدوا الاتنين ياكلوا، موبيله رن، فهى علقت: “آه نسيت إنه هو الوحيد اللي عارف إنك رجعت.”
ابتسم ورد: “أيوه يا سبيدو.”
سبيدو: “أنت فين يا سيف؟”
استغرب: “في الشقة، ليه؟ في حاجة؟”
سبيدو بتردد: “هينفع تيجي لعندي المعرض؟”
سيف اتعدل وسأله بجدية: “في إيه؟”
سبيدو: “تحليل الـDNA قال إن ناريمان حامل في إبن كريم، وهو ومؤمن جايين لعندي.”
سيف بذهول: “يعني إيه إبنه؟ إبنه إزاي؟ تلاقيها مزورة النتيجة دي.”
سبيدو: “مش عارف تفاصيل لسه، بس اللي عرفته إنهم عادوا التحليل كذا مرة وفي كذا مكان، والنتيجة واحدة، إبنه.”
سيف وقف: “طيب هاجيلكم المعرض، بس هوصل همس الأول الفيلا وأجي، سلام.”
قفل وبصلها، وقبل ما ينطق وقفت: “هلبس، حاضر.”
ابتسم لتفهمها، وأخدها في حضنه: “كان نفسي نهرب كام يوم لوحدنا الأول، بس الظاهر إنه صعب.”
ابتسمت: “حبيبي إحنا مع بعض وده المهم.”
خلال ساعة كانوا قدام الفيلا، فسألته: “هتدخل تسلم عليهم الأول؟”
ابتسم بتكلف: “آه طبعًا.”
نزلوا، ولأول مرة همس تلاحظ إن سيف بيدخل وهو بيقدم رجل ويأخر رجل، لحد ما دخلوا. قابلتهم هوليا اللي فرحت بسيف وحضنته بحب وفرحة.
سلوى خرجت على صوتها، اتفاجئت بابنها فضمته بحب، واستغربت إنه بيسلم عليهم بفتور واضح.
نادت على عز اللي كان يدوب واصل قبلهم، فنزل بسرعة، اتفاجأ بسيف فكمل درجات السلم جري علشان يسلم عليه.
سأل عن آية، وعرف إنها لسه بالشركة.
اتلموا كلهم حواليه وسلوى وقفت: “خليهم يجهزوا السفرة نتغدى مع بعض كلنا.”
سيف وقف هو كمان قدامها: “اتغدوا إنتوا، أنا ورايا مشوار.”
بص لهمس، وقبل ما يتكلم سلوى وقفته: “بقول نتغدى كلنا، مش تخرج.”
بصلها: “اتغديت أنا وهمس من بدري.”
سلوى استغربت إجابته، بعدها سألته: “إنت جيت إمتى؟”
بصلها بهدوء: “الصبح، وروحت الكلية، وأخدتها للشقة، وأدينا جينا هنا. عندك أسئلة تانية؟”
سلوى بتهكم: “للدرجة دي وحشاك هي بس و…”
قاطعها عز اللي وقف وشدها من دراعها: “حمدالله على سلامتك يا حبيبي، المهم إنك بخير.” (بص لمراته): “دي أول مرة يبعدوا عن بعض من ساعة ما اتجوزوا، طبيعي تكون وحشاه وهو واحشها.”
سيف بص لهمس: “ساعتين وهاجي، تمام يا روحي؟”
ابتسمت له بحب: “هطلع إذاكر لحد ما ترجع.”
باس خدها وبصلهم: “يلا سلام.”
عز وقفه: “مش هتقولي عملت إيه في سفرك؟”
سيف بصله: “هقولك أكيد، لينا قعدة طويلة إحنا الأربعة.”
عز باستغراب: “مين الأربعة؟”
سيف بصلهم: “أنا، وحضرتك، وسلوى، وهوليا. إحنا الأربعة.”
عز نوعًا ما اتوتر لأنه مش فاهم في إيه بيحصل، وإبنه ماله متغير بالشكل ده ليه؟
سابهم وخرج، وساعتها الأنظار تلقائيًا اتجهت لهمس اللي بتتراجع: “هطلع إذاكر أنا لحد ما يرجع علشان امتحاناتي.”
وقفتها سلوى: “استني هنا، سيف رجع إمتى بالظبط؟ وليه مجيتوش على هنا؟ دي أكيد فكرتك تروحوا شقتكم الأول؟”
هوليا بدفاع: “حتى لو كانت فكرتها، هي حرة دا ا! جوزها وهي حرة، ومن حقها تشبع منه الأول، tamam mı؟”
سلوى هترد، بس همس ردت بسرعة: “أنا اتفاجئت بسيف في الجامعة عندي، وبعدها لقيت نفسي قدام الشقة مش الفيلا، فدي قراراته هو، مش أنا. بعد إذنكم.”
وقفتها تاني: “هو ماله زعلان ليه؟”
همس بصتلها بحيرة: “معرفش، ما اتكلمش معايا في أي حاجة.”
سلوى بغيظ: “مفيش راجل بيخبي على مراته حاجة إلا لو مش بيحبها.”
هوليا ردت: “وإنتِ nerden عارفة كل الرجالة؟ ولا جبتي منين الافتراض الفظيع ده؟ Eğer parmakların bile مش زي بعضها، nasıl diyorsun مفيش راجل معرفش إيه؟”
عز زعق: “بس إنتوا الاتنين! همس، اطلعي ذاكري يا بنتي.”
همس استغلت تدخل عز واختفت في لحظات.

سيف وصل لسبيدو، وكان كريم ومؤمن هناك. سلم عليهم وقعدوا مع بعض. كريم سأل: “وصلت لإيه في سفريتك دي؟”
سيف رد: “سيبك من اللي وصلت له وقولي إزاي ناريمان حامل في إبنك؟”
كريم وقف بضيق: “ما تقولش إبني لو سمحت.”
سيف استغرب وتبادل نظراته مع مؤمن وسبيدو، : “اللي وصلني إن التحليل قال…”
قاطعه كريم: “مهما يقول، برضه مش إبني.”
سيف بهدوء: “ماشي، مش هنقول إبنك، بس ده ما يمنعش حقيقة إن التحليل طلع إيجابي لصالحها. فالخطوة الجاية إيه؟”
كريم بغيظ: “الخطوة الجاية أقتلها لو رسيت على ده.”
كلهم بصوا له بذهول، وسيف علق بتهكم: “شوف مين اللي بيتكلم عن القتل؟ الأخ اللي زعل من إشاعة سباق وهمي!”
كريم بضيق: “لكل مقام مقال.”
سيف بص لمؤمن: “إيه؟ هنعمل إيه علشان الأخ ده أووف دلوقتي وعقله مش فيه؟”
مؤمن بحيرة: “مش عارف صراحة. جزء مني بيقول نكلمها ونحاول نوصل معاها لحل وسط، وجزء تاني بيقول نديها علقة موت تعرف إن الله حق.”
سيف قعد باستسلام، وبص لسبيدو: “هو الاتنين عندهم تخلف عقلي ولا بيتهيأ لي؟”
كريم بغيظ: “عندك حل؟ قوله بدل التهكم اللي لا هيودي ولا هيجيب.”
سيف تراجع: “معنديش حل. بس هي حامل إزاي في إبنك؟” (كريم بصله وقبل ما يعترض) “وقول مسمى غير إبنك لو ده مش عاجبك. بس التحليل بيقول تبعك، فده حصل إزاي؟ هل زورت النتايج؟ هل هو إبنك؟”
محدش رد، فسيف كمل: “طيب مفيش إجابة. نحاول نفكر بصوت عالي. هل شربت مرة وسكرت مثلًا؟”
كريم بنرفزة: “إنت شايفني كل يوم بشرب وأطوح؟”
سيف بغيظ: “يا كريم، أنا مش بتهمك. أنا بحاول أفكر معاك، أصلها هتحمل منك إزاي؟”
كريم زعق: “معرفش، وهو ده اللي مجنني.”
فضلوا ساكتين شوية، بعدها كريم غير الموضوع: “المهم، إنت وصلت لإيه في سفرك؟ مين وراك؟ وهل له علاقة بيا؟ أو بناريمان؟ سفريتك طلعت منها بإيه؟”
سيف فضل باصصلهم وساكت، فمؤمن بص لسبيدو: “وصلتوا لإيه هناك؟”
سبيدو رفع إيديه: “وحياتك ما أعرف. آخر واحد وصلنا له، هو قابله وحده، ومن بعد ما قابله وهو ملتزم الصمت التام.”
مؤمن بص لسيف: “مين الواحد ده؟ وإيه اللي حصل؟ فهمنا.”
خلصوا اجتماعهم، وكل واحد اتحرك في طريقه. موبايل كريم رن كتير، لكنه ماردش وطلع على الشركة.

سيف راح لشركته، وأول حاجة عملها إنه دخل على أخته. اتفاجئت بيه قدامها في المكتب، فقامت جري حضنته وفرحت برجوعه جدًا، وبدأت تتكلم بسرعة عن الشركة والشغل وهمس والبيت، وهو كان بيسمعها باهتمام ومستمتع بالتفاصيل الصغيرة.
وهو خارج، وقفته بحرج: “سيف، هو…”
معرفتش تصيغ سؤالها، فسألها: “هو إيه؟ عايزة تقولي إيه يا روحي؟”
بصت للأرض بحرج: “يعني أقصد لو…”
ابتسم: “السؤال يخص سبيدو، صح؟ لو إيه؟ عايزة تتصلي بيه؟”
ردت بسرعة: “لا، لا مش هتصل، بس لو هو يعني…”
ابتسم ورد: “لو هو اتصل، هيكلمني الأول. فلو اتصل، ردي عليه، بس كلامك على القد لحد ما ناخد خطوة رسمية، يا روحي، وربنا يسعدك.”
ابتسمت وحضنته: “بحبك أوي يا سيف.”
ابتسم زيها: “بتحبيني علشان قولتلك تكلميه؟ أخص عليكِ بجد.”
ردت بسرعة: “لا، لا، مش علشان قولتلي أكلمه، أنا فعلًا بحبك.”
ربت على شعرها: “عارف يا روح قلبي، وأنا كمان بحبك. يلا، هروح أشوف المتخلف مروان.”
علقت بسرعة: “آه، شفت؟ صح! ساب هالة وفسخ خطوبته.”
سألها بفضول: “ليه بقى؟ تعرفي ليه؟”
هزت رأسها بنفي، فكمل: “تمام، هروح أشوفه، ربنا يهديه.”

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل