روايات

الفصل الخامس والخمسون

مؤمن ضمه بيطمنه: “مش هتخرج من هنا، ما تخافش، إينو.”
قعد بإبنه جنب جده اللي اعتذر لحسن: “اعذرني يا حسن على تصرفات نور، هي بس مش متزنة من ساعة ما ابنها اختفى، وياريت تسامحها على الهبل اللي عملته و…”
نور بصت لأبوها وقاطعته: “هو انت لو كنت راجل فقير كنت هتعمل إيه؟”
الكل بص لها بذهول، وخالد علق: “اسكتي يا نور.”
نور وقفت: “انت بتتعامل معاه كأنه ولي نعمتك، وبيصرف عليك، ولو وقف هتموت من الجوع و…”
أبوها وشدها من دراعها وقفها : “أنا وهو أصحاب من 30 سنة، وعشنا كتير على الحلوة والمرة، بس دي مشاعر لا يمكن واحدة زيك تقدرها أو تعرفها. كفاية كره وحقد في اللي حواليكِ، واطلعي بره البيت ده. أنا غلطان إني جبتك معايا، بس قولت تشوفي ابنك وتطمني عليه.”
نور بصت لأبوها بكره واضح، وسابته وخرجت. موبيلها رن، كان نادر أخوها بيكلمها: “بقولك يا نور، إيه رأيك تسيبيك من قضية الحضانة دي وتخلي الموضوع ودي بينكم؟ أنا قولتله، وهو معندوش مانع، وبيقول بيته مفتوح في…”
قاطعت نور بغضب: “أنا مش هتنازل، ولو وصلت إني أخطف إيان وأخده وأسافر بيه، مش هتردد لحظة. إنت فاهم؟ فهم أبوك ده.”
قفلت المكالمة واتصلت بالمحامي بتاعها هاني الديب، وشكت له معاملة مؤمن وشبه طردها من البيت. كمان حكتله على اقتراح نادر، ولسه بتزعق، بس هو وقفها: “استني، استني هنا.”
سكتت: “إيه؟”
هاني الديب: “هو قالك إن مؤمن مستعد يمشيها ودي؟”
نور باستغراب: “آه، قال، بس قفلت السكة في وشه و…”
قاطعها هاني: “غلطانة يا باشمهندسة نور، غلطانة. وافقي طبعًا، وحالًا وبدون تردد.”
نور بذهول: “إنت بتقول إيه؟ مش إنت اللي قولت إني في مركز قوة، ومفيش سبب يخلي القاضي…”
قاطعها: “ده كان قبل ما ابنك يضيع من عندك يومين كاملين. دلوقتي بقيتي غير كفء، واللي حصل خلى القضية في جيبه.”
نور بغضب: “يعني إيه؟ أتنازل بسهولة كده وأسيب لهم إبني؟”
هاني بخبث: “طبعًا، توهميهم إنك اتنازلتي، وتسكتي وتعملي نفسك فوقتي، وإن غياب إبنك غيرك، ومستعدة لأي حاجة يقولوها. لحد ما توقف القضية دي.”
نور بتهكم: “وبعدين؟ استفدت إيه؟”
هاني شرح لها الوضع كله، وهي ابتسمت وقفلت معاه. اتصلت بنادر أخوها: “نادر، أنا آسفة إني اتعصبت عليك، بس كنت لسه خارجة من عند إيان، وكان زعلان مني، فانفجرت فيك إنت.”
نادر بتفهم: “حصل خير يا نور. بس إبنك كان ضايع يومين، وطبيعي يفضل متعلق في رقبة أبوه لأنه مصدر الأمان حاليًا بالنسباله، وهيحتاج شوية وقت يرجع لطبيعته.”
نور: “طبعًا، طبعًا، ربنا يبارك فيه. المهم إنه رجع بالسلامة. إنت مؤمن لما كلمته قال إنه موافق نمشيها ودي، بس يوافق أشوف إبني في بيته أي وقت؟”
نادر بحماس: “أيوه، موافق. يعني هو عايز قضايا يا نور؟ إنتِ اللي عملتي قصة الحضانة دي، لكن محدش خالص فكر فيها.”
نور سكتت شوية بعدها: “خلاص، لو هو موافق وهيخليني أشوف ابني، أنا كمان موافقة. كلمه وخليه يكلم المحامي، وأنا كمان هكلم المحامي، ونتنازل ونقفل قصة الحضانة دي خالص دلوقتي.”
نادر قفل واتصل بمؤمن وهو متحمس جدًا: “مؤمن، أنا اتكلمت مع نور، وهي هتكلم المحامي بتاعها، والموضوع ينتهي على كده. إبنك في بيتك، وهي هتيجي تشوفه وتقعد معاه.”
مؤمن بتأكيد: “تقعد معاه في بيتي يا نادر، مش هتاخده، وأنا هجيبه عند جده وجدته البيت برضه .”
نادر مبتسم: “تمام كده أوي. ننهي القضية دي بقى؟”
مؤمن ابتسم: “على خيرة الله، هكلم أنا كمان المحامي.”

كريم دخل عند مؤمن اللي كان قاعد مع العيال الاتنين، وقعد جنبه، فالاتنين جريوا عليه وحضنوه، وبعدها رجعوا يلعبوا تاني.
مؤمن: “نادر كلمني، بيقول نقفل قصة الحضانة، وإيان يفضل معايا بس اسمح لنور تيجي تشوفه.”
كريم بصله باهتمام: “طيب وإنت إيه رأيك؟ اعتقد ده حل كويس بدل القضايا.”
مؤمن بتردد: “خايف من نور وغباءها، خصوصًا بعد اللي عملته آخر مرة.”
كريم: “لا يا مؤمن، ده تصرف غبي ماشي، بس اعتقد كان من قهرتها على غياب إبنها، مش تفكير حد سوي وعاقل. فلو هي عايزة تنهي قضية الحضانة دي، انهيها، لأن زي ما المحامي قال، هي ممكن تكسب أصلًا القضية بسهولة وساعتها الوضع هيتعكس.”
مؤمن: “يعني تمام، هكلم المحامي وأقوله.”
الباب خبط ودخلت أمل، بصت لجوزها: “كريم، موبايلك بيرن.”
كريم: “مين؟”
رفعته قصاده: “ناريمان.”
الاتنين بصوا لبعض، هو ومؤمن، بعدها كريم رد على أمل: “ودي عايزة إيه؟”
أمل قربت منه: “رد عليها، شوف.”
كريم بضيق: “طنشيها، مش هرد ولا…”
قاطعته أمل: “لا، رد عليها، هي قالت إنها هتعمل التحليل، يمكن عايزة تتراجع أو تحدد ميعاد. شوفها.”
مؤمن بفضول: “تحليل إيه؟ مش ده بيتعمل للبيبي بعد ما يتولد؟”
كريم وضح: “طلع ينفع وهي لسه حامل نعمله.”
مؤمن بحماس: “طيب كويس، خليها تعمله ونخلص من حوارها الفاشل ده. رد عليها.”
رد عليها: “نعم؟”
ناريمان: “مراتك قالت عايزين نعمل تحليل الـ DNA، تحب امتى؟”
كريم مستغرب مصدر ثقتها: “بكرة لو تحبي؟”
ناريمان: “طيب، اتفقنا. حدد المكان والمعمل اللي يعجبك وبلغني بيه في رسالة بالوقت والمكان.”
كريم متضايق من ثقتها الزايدة: “انتِ عايزة إيه يا ناريمان؟ آخرة ده كله إيه؟”
ناريمان: “هعمل التحليل، بس بعدها هتعترف بإبنك بشكل رسمي وقدام الكل.”
كريم بنرفزة: “ابني إيه؟ انتِ اتجننتي؟”
ناريمان: “مش عايز ولد؟ يمكن يكون بنت، محدش عارف.”
كريم زعق فيها: “ولد ولا بنت، روحي لزقي العيل ده لحد غيري. بطلي هبل وتخلف، مش هعترف بحاجة أنا.”
سمع صوت ضحكتها العالية، بعدها علقت: “هنشوف، هنشوف. باي، لبكرة، هتوحشني.”
قبل ما يرد، قفلت المكالمة. هو علق بضيق: “بني آدمه مستفزة، يا ساتر عليها.”
أمل ربتت على كتفه: “بكرة اعمل التحليل، خلينا نقفل صفحتها.”

همس رجعت البيت ذاكرت ساعتين، وبعدها اتصلت بسيف، بس موبيله كان مقفول. حاولت ترجع تذاكر تاني، بس مقدرتش، فقامت تنزل تحت تشوف هوليا فين، تقعد معاها شوية.
كانت لابسة بلوزة بيت طويلة عليها رسمة بطوط، وتحتها ليجن برمودا، وشعرها مرفوع ديل حصان. سلوى بصتلها كتير وما علقتش، فضلت ساكتة.
همس سلمت عليها، وسألتها: “هو لولي فين؟ بره البيت؟”
سلوى كانت ماسكة مجلة في إيدها، بتقلب فيها، وبعدها رمتها وبصتلها: “عايزاها ليه؟”
همس استغربت: “عادي يعني، هقعد معاها مش أكتر.”
سلوى مطت شفايفها: “طيب ما تقعدي معايا أنا؟ على الأقل في الوقت اللي نقعد فيه نحاول نقرب من بعض ونقلل المسافات بينا، علشان خاطر سيف، بدل ما خليتيه يسيب البيت.”
همس الكلام عجبها، بس الطريقة اللي سلوى بتتكلم بيها حاسة بتهكم، ومش عارفة تحدد قصدها بالضبط.
ابتسمت: “ماما، أنا عادي جدًا على فكرة، ومش أنا اللي خليته يسيب البيت.”
سلوى وقفت: “قصدك إنه أنا؟”
قاطعتها همس: “مقصديش أي حاجة، أنا هطلع أكمل مذاكرتي بعد إذنك.”
سلوى وقفتها: “اقفي، أنا بكلمك. ما تسيبنيش وتمشي لو سمحتي.”
همس وقفت: “أفندم، اتفضلي.”
عواطف سمعتهم وطلعت الجنينة لهوليا وبلغتها باللي بيحصل بينهم، فهوليا قامت بسرعة راحت لهم.
سلوى قربت من همس: “مذاكرتك على عيني وعلى راسي، بس زي ما إنتِ طالبة، إنتِ زوجة كمان . ويا ستي مش هطلب منك تعملي أكلة لجوزك بإيديك، لأن في شغالين وسيف مش هيفرق معاه الأكل، بس أضعف الإيمان…” – مسكت بلوزتها – “…تهتمي بمظهرك.” – مسكت ديل الحصان بتاعها – “شعرك. مكياجك. مفيش واحدة متجوزة من شهرين ولا ثلاثة ولا حتى سنة بتلبس لبسك ده! أنا شيفاكِ عيلة عندها ١٢ سنة، آخرها، لبسالي بطوط قال. البنات بتلبس لأزواجها حاجات تانية، عندك قمصان نوم تفتح أتيليه!”
همس بتريقة: “إذا كان ببطوط اللي مش عاجبك ده، ومش خلصانة من تعليقات حضرتك.”
سلوى وقفت حاطة إيديها في وسطها: “قصدك إيه؟”
همس قربت: “قصدي ببطوط وكل شوية شعرك مبلول ليه؟ العلامات في رقبتك ليه؟ ارحمي إبني وخافي عليه. كل ده ببطوط وكيتي، فما بالك لو لبست قمصان نوم وبيبي دول زي ما حضرتك بتقولي؟ ساعتها سيف مش هينزل الشركة ولا الشغل، فأنا بلبس كده علشان بس برأف بحال ابنك وأخليه يقدر ينزل الشغل.”
هوليا كانت بره، ابتسمت وربتت على كتف عواطف: “ما في داعي حد يتدخل، يا عواطف.”
عواطف ابتسمت، بس برضه خايفة على همس: “معلش، بس برضه مش لازم يتخانقوا ويزعلوا من بعض.”
سلوى اتصدمت من إجابة همس، وللحظة مكنتش عارفة ترد، لكن بعدها علقت: “ليه جمالك فتان؟ ولا سيف إبني ما شافش بنات هيتجنن من قميص نوم؟ أمال لو زي البنات بتهتمي بشعرك وبمكياجك ولبسك كان إيه؟”
هنا الكل اتفاجئ برد سيف نفسه: “مكنتش هخرج من أوضة نومها أبدًا.”
الكل بصله وسلوى اتضايقت، وسيف دخل وقف وسطهم: “ربنا اللي يعلم أنا بقوم إزاي الصبح من حضنها علشان أنزل شغلي، وبنام إزاي بالليل واسيبها تذاكر. فأيوه، أنا حاليًا مش محتاج منها اللي بتقوليه ده، ولا عايز قمصان نوم، ولا مكياج، ولا أي حاجة غير إنها تذاكر وتطلع الأولى على دفعتها، لأن كله حاليًا مستني نتيجتها، وأنا اتحديت الكل بنتيجتها. فلو حضرتك مش هتقدري تساعديها يبقى على الأقل ارحميها من تعليقاتك.”
سكتوا الثلاثة، وبعدها هو سأل: “بتتخانقوا ليه؟”
همس بحرج: “مش بنتخانق.”
سيف بص لها: “همس، أنا داخل وصوتكم عالي. بتتخانقوا ليه ولا على إيه؟”
هوليا دخلت من التراس وردت: “بيتخانقوا على “Donald Duck.” ( دونالد دك)
سيف بص لها مش فاهم: ” “Donald Duck؟ ليه بيتخانقوا عليه؟”
بص لعواطف اللي أشارت براسها لهمس، بس هو لسه مش فاهم، فبص لهمس: “بطوط إيه؟ علشان لا مؤاخذة حاسس إني غبي شوية.”
همس ابتسمت ومسكت بلوزتها، وهنا شاف بطوط المرسوم على البلوزة. بص لها باستغراب وهو بيحاول يفهم: “عاجبها بطوط، اديهولها يا همس.”
همس كانت هتضحك، لكن سلوى ردت: “عاجبني في إيه؟ إنت التاني؟ مراتك شكلها عيلة عندها 12 سنة!”
سيف مش فاهم برضه : “ما هو حلو 12 سنة، إنتِ عايزة أكتر يعني ولا أقل؟”
سلوى بصت له بتحذير، وهو كمل: “يعني لبسها في بيتها هي حرة، تلبس بطوط، تلبس كيتي، تلبس ورقة شجر، هي حرة. مفيش رجالة في البيت غير أبويا، ومحرم بالنسبة لها، غير إنها مش بتلبس كده قدامه. فمشكلتك إيه معاها؟”
سلوى علقت: “يعني أقصد…”

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل