
استغرب وبصوا لبعض هو وبدر بعدها بصلها: “مش كنت معاه امبارح في الاجتماع اللي همس جت أخدته منه؟”
علقت آية: “دي مش اجابة سؤالي، اقصد مكلمتوش من امتى كصاحب مش كحد شغال معاه؟ المهم هو تعبان شوية ومش هيقدر يجي ولا النهاردة ولا بكرة لو في حاجة مهمة اتصل بيه، بس للضرورة فقط يا سبيدو.”
سبيدو قلق عليه هو وبدر وهي حاولت توضحلهم حالته على قد ما فهمت.
انسحبوا بعدها بس سبيدو رجع تاني لآية: “بقولك يا آية…”
رفعت راسها بصتله فهو كمل: “لو عديت عليه دلوقتي الوقت مناسب ولا إيه؟”
آية بحيرة: “معرفش، ممكن ما يوافقش يقابلك، العلاج اللي بياخده بيتعبه جامد فمش عارفة، جرب وانت وحظك.”
أمل وهي في مكتبها وصلتها كذا رسالة من رقم غريب على الواتس فتحتهم واستغربت لانها لقت صور لكريم، صور عادية وهو ماشي في شارع، نازل من عربيته، داخل مبني، صور عادية جدًا في أوضاع كتيرة مفهمتش دي مبعوته لها ليه؟ هل حد بيقولها إنه مراقبه مثلًا؟ هل هو بيتصور الصور دي وهو عارف وحد قصاده بيصوره؟ لان في صور هو باصص بشكل مباشر ناحية اللي بيصور.
مبقتش فاهمة حاجة بس هنا لازم تعرف كريم فقامت راحت مكتبه وأول ما دخلت وشافها ابتسم: “جيتي في وقتك وحشتيني وكنت محتاج فاصل من الحب.”
ابتسمت بس ابتسامة سريعة: “للأسف حبيبي مش جاية بفاصل من الحب.”
أستغرب واتعدل: “في حاجة؟”
حطت موبيلها قدامه: “الصور دي وصلتني ومش فاهمة معناها إيه؟”
كريم مسك الموبيل وشاف كمية الصور المبعوتة لها واستغرب زيها: “إيه ده كله؟ هو حد مراقبني؟ ولا ازاي صوروني كل الصور دي وفين وازاي؟ وليه أنا مش مميز أي مكان في الصور دي كلها، يعني مش قادر أحدد ميعاد صورة فيهم.”
استغربت لانها تخيلت هتلاقي أي اجابة عنده، بعت الصور لنفسه بعدها وصل موبيلها باللاب بتاعه وبدأ يشتغل عليه بعدها بصلها بضيق: “الصور مبعوتة من جهاز محروق (جهاز بيستخدم لمرة واحدة ويترمي).”
علقت: “طيب اللي بعتهم ليا عايز يقولي إيه؟”
حرك دماغه بحيرة: “معرفش ومش قادر أفكر في سبب.”
علقت بعد شوية صمت: “ممكن تكون ناريمان؟”
بصلها بذهول وردد: “ناريمان؟ طيب ليه؟ عايزة تقولك إيه؟ معايا صور لجوزك؟ براقبه في الشارع وهو ماشي وهو راكب عربيته؟ لا لا ناريمان هتستفاد إيه؟ بعدين قلقانة منها خلينا نبعدها عننا يا أمل.”
امل اعترضت باصرار: “لأ، من غير ما أفهم وراها إيه مش هبعدها، بعدين أنا – اترددت قبل ما تقوله – ”
كريم باهتمام : “انتي إيه يا أمل؟”
امل نفخت بضيق: “شوفتها خارجة من الباب الوراني للشركة امبارح…”
كريم باستغراب: “امتى؟ وليه الباب الوراني؟”
حكتله بالتفصيل كل اللي حصل مع السكرتيرة لحد ما طلعت لعنده وهو سمعها باهتمام لحد ما سكتت فهو علق: “ليه مقولتيش ليا امبارح بعد ما طلعتي لعندي؟”
امل بتوتر: “خوفت تترجم كلامي غلط أو تعتبره عدم ثقة فيك، مش عارفة ليه يا كريم بس خوفت من رد فعلك.”
كريم شد اللاب بتاعه فهي سألته بفضول: “هتعمل إيه؟”
جاوبها وهو بيشتغل على اللاب يشوف كاميرات المراقبة: “لازم اعرف هي طلعت عند مين وقابلت مين؟”
شويه لحد ما عرف يوصلها : “اخيرًا ظهرت .”
بس اتفاجؤا الاتنين إنها وقفت بس قدام الباب الخلفي وبتكلم حد بعدها طلعت تجري لعربيتها فالاتنين بصوا لبعض وأمل علقت: “ده معناه إيه؟”
كريم باستغراب أكتر: “زي ما يكون بس عيزاكي تشوفيها، بس انتي ليه عديتي من ورى؟ ليه ما جيتيش من قدام الشركة؟”
امل بصتله بتذكر: “كان في عربية نقل قافله الطريق وصاحبها قالي إنه عطلان وهيبعت لحد يقطره وده خلاني لفيت من ورى.”
كريم بتفكير: “يعني هم وقفوكي عمدًا وخلوكي تعدي من ورى علشان تشوفيها، طيب كل ده ليه؟ هل معقولة عيزاكي بس تشكي فيا؟ هل ده غرضها؟”
أمل مسكت إيده: “تبقى متخلفة لو ده غرضها، أنا عمري ما أشك فيك لو أي حصل، أخلاقك خارج النقاش المتخلفة دي، غبية لو ده تفكيرها.”
كريم بص لأمل: “بس هي مش غبية يا أمل ولا يمكن يكون ده بس تفكيرها، أنا وانتي مش الناس البسيطة اللي حاجة هبلة زي دي تشككنا في بعض فمعنى كده إنها بتخطط لحاجة أكبر بكتير.”
أمل بفضول: “زي إيه؟ إيه اللي ممكن توصله؟”
كريم اتنهد: “والله ما عارف يا أمل وجزء مني عنده فضول يشوف أخرها إيه بس جزء تاني بيحذرني وبيقولي نقفل صفحتها تماما ونبعدها عننا.”
أمل علقت: “لا يا كريم، نبعدها لا نفهم الأول وبعدها نتصرف المهم أنا راجعة مكتبي لو في جديد كلمني.”
هتمشي بس رجعت باسته وهتبعد فمسك دراعها: “هو بتعلقيني وتمشي ولا إيه؟”
ضحكت وشدت دراعها: “بصراحة اه، بجننك علشان نمشي بدري لاوضتنا وما نتأخرش هنا باي.”
ابتسم وبيتخيل من دلوقتي لما يروحوا هتعمل إيه جديد؟ بس بمجرد ما قفلت الباب فتح الصور تاني يحاول يوصل لأي حاجة وبدأ يفتح صورة صورة من اللاب ويشوف خلفيتها ويدرسها يمكن يوصل لاي حاجة.
مؤمن دخل عنده يتكلم معاه وقبل ما يخرج وقفه: “شوف الصور دي وقولي شايف فيها إيه؟”
مؤمن قرب شاف الصور كلها بعدها بصله: “صور ليك، مالها؟ مفيهاش حاجة مميزة.”
كريم بتفكير: “طيب لو قولتلك إن رقم غريب بعتها للواتس بتاع أمل هتقولي إيه؟”
مؤمن استغرب: “أمل؟ طيب ليه؟ هيستفيد إيه؟ صور ليك لوحدك فيها إيه؟ غريبة.”
كريم اتنهد: “فعلًا غريبة ومش قادر احط أي تفسير منطقي.”
سبيدو راح لسيف في البيت واتفاجيء بتعبه بالشكل ده، طمنه على أحوال الشغل ومحبش يطول معاه لانه حاسس بتعبه، كمان بدر آخر النهار قبل ما يروح مر عليه علشان يطمن عليه ويطمنه إنه هيفضل معاه وسيف فرح جدًا للخبر ده.
آخر النهار حسن المرشدي وناهد راحوا يزوروا سيف في بيته ويطمنوا عليه، استقبلهم عز ومراته وطلعوا لاوضته كان تعبان جدًا وحالته صعبة ومقدرش يقعد معاهم، حسن المرشدي قبل ما يخرج من عنده بص لعز: “شغل الرقية الشرعية في البيت وفي أوضتهم دي خصوصًا، ارقيه.”
ناهد علقت: “طيب ارقيه انت يا حسن قبل ما نمشي، اللي بيحصلهم ده مش طبيعي، في عين راشقالهم في حياتهم – بصت ناحية همس اللي كمشانة في جنب – البنت دي مش بتلحق تفرح.”
حسن وافق وطلب منهم يطلعوا ويسيبوه مع سيف وقعد جنبه في السرير وبدأ يرقيه والغريب إن بمجرد ما بدأ يرقيه سيف هدي تمامًا ونام قبل حتى ما حسن يقوم.
حسن خلص وقام من جنبه بهدوء كانت همس قاعدة بره الباب وأول ما شافته قربت منه: “عامل إيه؟”
حسن بتعاطف: “هدي ونام.”
همس استغربت: “بجد نام؟ أصلاً هو من الفجر صاحي.”
نصحها: “شغلي يا بنتي الرقية الشرعية طول الوقت جنبكم، بصوت هادي وشغليه وارقي نفسك وارقيه وحصنوا نفسكم بالأذكار و و واظبوا عليها.”
همس سألته: “هو ممكن يكون تعبه ده حسد؟ أصلاً احنا طول الوقت من ساعة ما اتخطبنا يا حد تعبان يا بنتخانق، مش بنلحق، احنا اتجوزنا بس حاسة إنّي محرومة منه.”
حسن حاسس بيها وفاهمها: “علشان حبكم يا همس يا بنتي كان على الملأ، الدكتور اللي حب الطالبة بتاعته وعمل المستحيل علشانها واتجوزوا، كل ما بتدخلوا الجامعة في كام عين بتحسدكم؟ في كام واحدة بتتمنى تبقى مكانك؟ في كام واحد بيتمنى يبقى مكانه؟ سيف شخصية عامة وبالتالي الأنظار عليه واللي حصل ومريتوا بيه خلى الكل بيتكلم عنكم فهتلاقي الخناق والتعب والمشاكل بينكم الا لو حصنتوا نفسكم دايما من العين وداريتوا على حبكم، مش لازم ندخل الجامعة ماسكين إيدين بعض، مش لازم حبنا يظهر لانه هيتدمر خلي بالك يا بنتي وربنا يحميكم.”
همس ابتسمت بعرفان: “متشكرة لحضرتك يا عمي.”
حسن هز دماغه وبعد ما مشي خطوة بصلها: “طلعي صدقة بنية إن ربنا يشفيه.”
همس باستغراب: “صدقة؟”
حسن ابتسم: “حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع، تصدقي على حد محتاج وربنا هيقوملك جوزك بالسلامة.”
سابها ونزل وهي دخلت قعدت جنبه كان غرقان في النوم فعلًا وبتفكر في كلام حسن المرشدي.
جابت موبيلها وشغلت الرقية على صوت هادي جدًا.
سيف صحي من نومه كانت همس نايمة جنبه، بعيدة عنه، بص لساعته كانت أربعة الفجر، كان عايز يقوم ياخد دش أو حتى يقرب من همس اللي بعيدة عنه بس زي ما يكون جسمه مش ملكه ومش بيطاوعه، يوم واحد مر بس حاسس إنه سنة كاملة عدت عليه، بص لهمس وحس قد إيه وحشاه، ليه وحشاه بالشكل ده بالرغم من إنها مراته؟ عمره ما تخيل إنه ممكن تكون قدامه معندوش المقدرة إنه حتى يرفع دراعه يشدها لحضنه، قد إيه الصحة دي نعمة كبيرة مش بنحس بقيمتها إلا لو فقدناها!
أخيرًا قدر يقوم ياخد شاور يمكن يفوق شوية قبل ما ياخد الحقن تاني.
همس فجأة صحيت لقت نفسها لوحدها في السرير بس سمعت صوت الدش فعرفت إن سيف جوه، اتعدلت بارهاق بصت لساعتها، لسه قدامها شوية على ميعاد الحقن.
قامت بسرعة جابت فطار خفيف وسريع علشان سيف يلحق ياكل أي حاجة.
سيف خرج اتفاجيء إن همس مش في الأوضة بس دقايق ودخلت بصينية الفطار واول ما شافته ابتسمت: “صباح الخير حبيبي، قولت أكيد صاحي جعان تعال نفطر مع بعض.”
سيف بص للصينية باحباط بس حاول يبتسم لهمسته: “صباح النور يا روحي، ليه تعبتي نفسك؟”
حطتها قدامهم ويدوب هتعمله ساندوتش بس مسك إيدها: “همس مش قادر آكل أي حاجة اعذريني.”