
بصت لوشه وحست إنه تعبان من فترة طويلة مش يومين: “حبيبي انت هتاخد الحقن بعد شوية ومش هتعرف تاكل فـ…”
قاطعها: “يوم يعدي زي ما يعدي بس بجد مش قادر.”
كشفت طبق: “طيب ده رز بلبن خد معلقتين، عواطف قالت إنك بتحبه وعملته أخر الليل بس كنت نمت، إيه رأيك؟ هيديك طاقة؟”
بالرغم من إنه مش قادر ياكل بس نظرتها والحزن اللي شافه خلاه يوافقها واكل معلقتين بالعافية بعدها حط الطبق من إيده: “جهزتي الشيت؟ هتسلميه.”
قاطعته بضيق: “يولع الشيت اللي انت مهتم بيه ده؟ – بصت لوشه ولعنيه تحديدا والدموع بتلمع في عنيها – انت بتطلب مني فوق طاقتي يا سيف.”
اتمنى حاجات كتير في اللحظة دي بس قربها منه: “انتي متخيلة إنّي مش عارف ده؟ عارف يا همس كويس بس عندي ثقة إنك قدها، في الوقت اللي أضعف فيه لازم تكوني انتي قوية لان مطلوب منك تسنديني، فخليكي قوية.”
سندت راسها على كتفه: “أنا مش قوية وضعيفة ومش عايزة غير إنّي افضل في حضنك اعيط فيه وبس.”
ابتسم وربت على شعرها بعدين بعدها بهدوء: “للأسف مفيش وقت للعياط، قومي روحي كليتك واحضري محاضراتك وارجعيلي علشان بكرة هننزل إيدينا في إيدين بعض، معندناش وقت نضيعه يا همس.”
الساعة ٦ أبوه خبط علشان ميعاد الحقن، أخدها وبدأ يوم جديد من التعب والألم.
همس بتستعد علشان تنزل ومش عارفة ازاي تسيبه في الحالة دي وتنزل، بتعيط بصمت وهي بتراقبه.
سيف رن على نصر يطلعله، عواطف طلعت معاه خبطت وسيف طلب منها تدخل نصر لعنده اللي استغرب لما شافه تعبان بالشكل ده، سيف ربت على كتفه: “همس وراها حاجة مهمة في الكلية وكان المفروض أكون معاها بس زي ما انت شايف يا نصر، فانت هتوصلها ومعلش افضل معاها بحيث لو حبت تروح في أي وقت، ما تسيبهاش لوحدها.”
وصاه عليها قبل ما ينزل ينتظرها، همس كانت سمعاه وهي بتجهز، خلصت وطلعت قعدت قصاده: “أنا مستعدة في اللحظة دي أسيب الكلية كلها مش بس تسليم شيت وانت بتضغط عليا اروح واسيبك انت في الوضع ده.”
ابتسم وحط إيده على خدها بيمسح أثار دموعها: “على فكرة أنا كويس وانتي بتأفوري علشان تهربي من تسليم الشيت، يلا اتحركي علشان ما تتأخريش واوعي تسمحي لحد يأثر عليكي، حاتم هيرخم عليكي ما تديهوش فرصة.”
همس دخلت تسلم الشيت لحاتم اللي أخده منها فضل يقلب فيه وبدون ما يبصلها: “بقالي كام يوم مش شايف سيف في أي مكان، هو مش بيجي ولا إيه؟”
همس استغربت سؤاله بس جاوبته: “فعلًا مش بيجي لانه تعبان شوية.”
استغرب ورفع راسه: “تعبان ازاي؟”
علقت بجمود: “تعبان إيه اللي ازاي؟ وبعدين حضرتك مش هتسألني في الشيت؟”
حاتم قفل الشيت وبصلها: “عز الصياد ذاكر معاكي صح؟ أسلوبه في الحل، أي سؤال هسأله هتبقي عرفاه، انتي مهما كان الأولى على الدفعة وبشرح واحد زي سيف وواحد زي عز الصياد هتبقي في حتة تانية.”
همس استغرابها زاد أكتر وأكتر ولقت نفسها بتسأله: “انت تعرف عز الصياد منين؟”
حاتم ضحك قبل ما يعلق: “الا اعرفه، الظاهر إن جوزك مش عايز يفتح أو خايف يفتح دفاتر قديمة، على العموم مش أنا شرير الحكاية، لو في حد شرير الحكاية فالحد ده هو سيف الصياد – قبل ما تفتح بوقها تعترض هو كمل – قومي شوفي وراكي إيه؟”
وقفت وسألته تاني: “حضرتك بجد مش هتسألني في الشيت؟”
حاتم أخد نفس طويل قبل ما يفتح الشيت على مسأله معينة: “حليتي دي ازاي؟”
جاوبته وهي بتجاوب لاحظت إنه ابتسم بس معلقش لحد ما خلصت وسكتت فهو رفع دماغه بصلها: “قولتلك عز الصياد لا يعلى عليه، اتفضلي يا باشمهندسه وألف سلامة على سيف بلغيه سلامي.”
خرجت من عنده اتصلت بسيف تطمنه بس معرفش يتكلم معاها كلمتين من التعب والترجيع.
نزلت من المبني اتفاجئت بنصر لسه منتظرها فراحت لعنده وطلبت منه يمشي وما ينتظرش وبالرغم من اصراره الا انها برضه اصرت عليه يمشي وهي هتبقى تروح براحتها أو تكلمه يرجعلها.
اليوم كتب الكتاب سما اتفقت مع بنت ميكب ارتيست تجيلها البيت لانها عايزة بس لمسات بسيطة مش عايزة اي حاجة اوفر ولا بتحب التكلف في أي شيء.
لبست فستانها البسيط بس كانت ملكة جمال وكل اللي بيشوفها بيكبر وأمها بتحصنها طول الوقت خايفة عليها من عيون الناس.
اخواتها كانوا طايرين بيها والكل مبسوط والاغاني والزغاريد مالية البيت.
سيف زهق من القعدة لوحده وهمس اتأخرت فنزل من أوضته يقعد مع أبوه شوية اللي كان قاعد هو وسلوى وقعد وسطهم وبيحاول يلهي نفسه.
شوية ووصلته رسالة فبصلها واستغرب، عز سأله: “مالك؟ كشرت ليه؟ إيه الرسالة دي؟”
سيف علق بقلق: “دي رسالة من البنك، اعتقد الفيزا اللي مع همس.”
عز باستغراب: “طيب فيها إيه؟ ليه مكشر.”
سيف بص لابوه: “همس اشترت حاجة بـ ١٠٠ ألف.”
سلوى علقت بذهول: “١٠٠؟ دي هتشتري إيه بالمبلغ ده؟ هي متعودة تسحب مبلغ زي ده؟ بدون ما تقولك؟”
سيف بص لوالدته: “لا يمكن تعملها – بص لابوه – همس لا يمكن تعملها.”
عز علق: “يمكن احتاجت…”
قاطعه بتوتر: “تحتاج إيه؟ همس آخرها ساندوتش أو تعزم صاحبتها على الفطار أو حتى اصحابها كلهم مش هتسحب أكتر من ألف واحدة وبعد ما تقولي كمان.”
عز اتوتر زي ابنه: “تفتكر إيه؟ الفيزا وقعت منها وحد بيستعملها؟”
سلوى علقت: “اتصل بالبنك وقفها.”
سيف بص لموبيله: “اتصل بيها الأول افهم منها إيه اللي بيحصل.”
اتصل واتفاجيء لما قفلت عليه فبص لابوه بذهول: “تخيل كنسلت عليا؟”
سلوى بتهكم: “اه تكنسل وتلاقيها هي سحبت الفلوس دي، دلعك لها اوفر و…”
قاطعها سيف بضيق: “ماما لو سمحتي.”
اتصل بها تاني بس برضه قفلت عليه، اتصل بنصر: “اديني همس يا نصر.”
نصر علق: “أنا وصلت البيت يا باشمهندس، باشمهندسة همس في الجامعة.”
سيف زعق فيه: “قولتلك خليك معاها سيبتها ليه وجيت؟”
نصر بتوتر: “هي طلبت مني ورفضت افضل معاها يا باشا.”
قفل السكة في وشه وبص لابوه: “تفتكر حصلها إيه؟ أوقف الفيزا ولا اعمل إيه؟”
سلوى: “أوقف الفيزا لو هي بتسحب بهبل هتوقفها ولو حد سرقها منها هتوقفه، اتفضل منتظر إيه؟”
بص لأبوه اللي شاورله بدماغه: “أوقفها يا سيف لحد ما نتأكد إنها بخير وأمورها تمام.”
سيف بص لموبيله وقرر يتصل بهمس تاني بس وصلته رسالة ثانية من البنك والمرادي سحبت ٢٠ ألف، أبوه سأله: “إيه الرسالة دي المرادي؟”
سيف بص لأبوه: “المرادي سحبت ٢٠ ألف، همس لا يمكن تسحب المبالغ دي بمزاجها، همس جرالها حاجة أو الفيزا وقعت منها.”
ونكمل
توقعاتكم
بقلم / الشيماء محمد أحمد
شيمووو