
اصحابها هيصوا إلا هالة اللي فهمت أو اتأكدت ان صاحبتها متخانقة مع زوجها .
طلعوا على السكشن كلهم وفوجئوا بعدها بدخول سيف فالكل هيص ، سيف عينيه على همس اللي بصت لشنطتها بتطلع الشيت وكشكولها علشان تهرب من نظراته وتعرف تبصله بدون ما عينيها تفضحها لان قلبها هيخرج من مكانه ويروحله .
سيف بصلها ومستنيها ترفع عينيها تواجهه وعرف انها هتحاربه بأكتر شيء ممكن يحرق دمه وهو التجاهل فقط .
بدأ يتكلم ويقول انه هيعوضهم عن فترة غيابه وتعبه ، لاحظ ان محمد عبدالمقصود اللي ورا همس قرب منها وهمسلها بحاجة بس هي ابتسمت ولفتله شاورتله براسها بنفي ورجعت بصت قدامها ، كانت حركة بسيطة وسريعة ومجرد سؤال وابتسامة وإشارة بس كانت كفيلة انها تولع نار في قلب سيف وتخليه يبص بعداء لصاحبها اللي اتجرأ وكلمها وهي ابتسمتله ، خلفاوي خبط عبدالمقصود على كتفه وهمسله بتحذير: الدكتور هيولع فيك .
بصله بذهول : وأنا عملت ايه ؟
رد بهمس : مش بتكلم مراته ولا سيادتك ناسي ؟ شكلهم أصلًا متخانقين وهمس مسقعاله علشان كده هو هيولع فابعد واتلم وانتبه .
سيف بدأ يشرح بس كان واضح جدا انه متعصب وخصوصًا ان همس متجاهلاه تمامًا ورافضة ان عيونهم تتقابل .
حل مسألة وعطاهم فرصة ينقلوها وهو سند على الشباك وراه ومتجاهل كل حد غيرها وعينيه عليها .
مايا همست بغيرة : ياما نفسي أعرف ايه المميز فيها مخلي عينيه مش عارفين يشوفوا غيرها ؟
نانيس ابتسمت : بيحبها ، بس شكلهم زعلانين؛ البت منفضاله ومش بتبص ناحيته خالص وهو هيولع
مايا لاحظت ده فعلًا وابتسمت : غبية همس دي ، ياكش يزهق منها ويطلقها ونخلص منها .
نانيس كانت هتضحك بس رددت بسخرية : يزهق منها مرة واحدة ؟ ده انتِ طيبة .
سيف بيدور على أي طريقة يتكلم بها مع همس بحيث نظراتهم تتقابل وهي فاهمة ده كويس وخايفة عينيها يخونوها لانها واثقة انهم هيخونوها فبتهرب من نظراته دايما.
سيف قرر يجبر همس تكلمه فناداها : باشمهندسة همس
استنى تبصله لكن بصت للسبورة بدون ما تبص لعينيه وردت باقتضاب : افندم يا دكتور
سيف كان هيزعق فيها من لامبالاتها بس سيطر على أعصابه وأمرها بهدوء : تعالي حلي آخر مسألة في الشيت .
همس بصت للشيت وقرأت المسألة بعدها قامت بهدوء و بدأت تحل بصمت فقال باستفزاز : اشرحي لزمايلك بتعملي ايه ؟
ابتسمت بتحدي وبصت لزمايلها وبدأت تشرحلهم المسألة وحلها لحد آخر مطلوب و حطت الشيت على الترابيزة اللي قدامه وقالت وهي باصة للشيت : أعتقد آخر مطلوب لسه ما أخدناهوش أو أنا مش عارفة طريقة حله .
سيف واقف بيفكر في كذا فكرة يعملها لكن ولا فكرة منطقية أو ينفع ينفذها ، همس قدرت تمامًا تجاوبه وتشرح وتقف جنبه وتحرمه من عينيها ، عمره ما تخيل أبدا في يوم انه يشتاق لنظرة من عينيها وخصوصًا بعد ما بقت مراته .
انتبه عليها بتكلمه ببرود : ها يا دكتور ، أنا مش عارفة حلها ولا احنا ما أخدناهاش أصلًا ؟
سيف قرب منها وهو بيجاوبها بمغزى: سبق وقلتلك اني مش حافظ الشيت .
افتكرت السنة اللي فاتت أول مرة اتصلت به ليلة الامتحان وقالها برضه انه مش حافظ الشيت ، اشتاقت في اللحظة دي تبصله بس لقته وقف جنبها وبيبص في الشيت بتاعها بيقرأ المسألة ، هيجرى ايه لو لمست ايده ؟ أو لمسته هو شخصيًا ، كرهت إحساسها ده لانها خلال سنة كاملة بتتمنى تبصله أو تلمسه وهو زي الحلم البعيد أوي عنها ، ليه رجع من تاني حلم بعيد ؟
انتبهت من أفكارها على صوته : فعلًا آخر نقطة لسه هنشرحها المحاضرة الجاية ، شكرًا يا باشمهندسة .
همس مدت ايدها تاخد الشيت بس حط ايده عليه فبتلقائية رفعت عينيها بصتله وهي بتشده ، هنا الاتنين عيونهم اتكلمت؛ هو بيعاتبها بنظراته و هي كمان نظراتها مليانة عتاب ، مجرد لحظة تبان طبيعية قدام الكل بس بينهم الاتنين هو حوار كامل ويمكن خناقة كاملة اتعملت بصمت بينهم وهي بتشد الشيت وهو مش عايز يسيبه لحد ما اتكلم بشكل واضح : سيبي الشيت معايا .
رجعت مكانها وهي بتلعن غباءها لان أكيد عينيها فضحوها قدامه ، هو بيفهمها كويس أوي من نظراتها وأكيد نظراتها قالتله قد ايه هي محتاجاه وقد ايه هو واحشها
سيف بيبص للشيت وهو بيلوم نفسه انه زعلها وانه وصلها للمرحلة دي انها تمنع عينيها عنه وتمنع نفسها عنه ، قد ايه صعب تحس ان حبيبك مانع نفسه عنك لانك مابقيتش حصن الأمان اللي بيخبي نفسه من العالم كله فيه
هو واثق وعارف كويس أوي انه واحشها زي ما هي واحشاه بس هي مانعة عينيها منه علشان ما يفضحوهاش قدامه ، هو عارف كويس أوي النار اللي جواها لانه عايشها ، عارف و واثق انه زعلها لدرجة انها تمنع نفسها من شوقها له .
بص لطلبته بهدوء عكس اللي جواه: حد عنده أي سؤال ؟ المحاضرة الجاية هنكمل وهنغطي باقي أفكار الشيت ، اتفضلوا السكشن خلص .
الكل بدأ يتحرك وفي اللي خرج واللي قعد يتكلم واللي قام يسأل سيف في حاجة مش فاهمها وهو عينيه عليها من وقت للتاني وهي وسط اصحابها .
لاحظ انها خارجة مع اصحابها فـوقفها : همس الشيت بتاعك مش عايزاه ؟
ردت وهي باصة ناحيته لكن مش لعينيه : هاخده في البيت عادي ، مش محتاجاه دلوقتي .
إجابتها خلته في حيرة ؛ هل قصدها هتروح معاه مثلًا ؟ ولا علشان هي مش محتاجاه دلوقتي فخليه معاه ؟
سألها بتردد : هتروحي معايا ؟
قلبه كان مستني الرد وهو شبه وقفت دقاته لحد ما ترد أما هي فمستغربة ازاي بيسألها كده قدامهم كلهم ؟ بس بعدها استوعبت انه محدش عارف بخناقهم فالكل هيعتبره مجرد حوار عادي بين اتنين متجوزين
حاولت تتكلم بنبرة طبيعية : هستناك تحت مبنى عمارة بعدها نشوف هتروح الشركة ولا البيت ولا فين ؟
خرجت علشان ما تديهوش فرصة يضيف أي حاجة وهو استغرب امتى همس بقت بتعرف تراوغ بالشكل ده وتقول إجابات عايمة ليها أكتر من معنى ؟ ولا هو اللي بطل يفهمها ؟ أو يمكن بدأت تتطبع بطباعه ؟