روايات

الفصل الثالث والثلاثون

مؤمن زعق : امال رد فعلك ده كان ايه ؟
كريم بعصبية: خفت ، شكيت ، سيف رجع وحسيت ان برجوعه في حاجات كتيرة ناقصاك ، زي السباق اللي سيبته
قاطعه بتهكم : إذا كان سيف نفسه ساب السباق! دي مرحلة في حياتنا وعدت وبنتغير ، طيب سيف سابه ليه ؟ علشانك زيي ؟
كريم بص بعيد ومؤمن كمل : سبت السباق مش علشانك علشان مرحلة وعدت وكبرنا أما سيف فهو صاحب وجدع ويمكن أقرب حد ليا بس مش زي كريم ومؤمن لانهم في مكان تاني ، الأب غير الأخ غير الصاحب كل واحد في منطقة خاصة به ومش أنا اللي هقولك الكلام ده – بصلهم كلهم و وجه كلامه للكل بنبرة حازمة – اسمعوني كلكم علشان دي آخر مرة هقول الكلام ده ، قرار اني أسيب البيت وأعيش في القاهرة كان قراري ودي حياتي اللي لو الزمن رجع هعيد نفس اختياراتي كلها تاني فمحدش استغل حد ولا حد أناني ولا تسمحوا لأي حد يشوه العلاقات الحلوة اللي بين العيلتين بالشكل ده .
فايزة سألته وهي بتمسح دموعها : حتى جوازك من نور هتعيده يا مؤمن ؟
بصلها: اه هعيده لاني عايز إيان اللي أجمل نعمة ربنا أنعم عليا بها ، يمكن بس هحاول أفهّم نور من البداية طبيعة علاقتي بالبيت ده وأكون حازم أكتر معاها من البداية خالص ودلوقتي ياريت تتفضلوا كلكم البيت ترتاحوا والصبح نشوف الدنيا فيها ايه ، كريم روحهم وخصوصا أمل علشان إيان لوحده في البيت مع الشغالين .
خالد كان عايز يمشي بس عاصم وحسن رفضوا تمامًا وأخدوه هو ومراته وملك البيت ونادر فضل في المستشفى .
مؤمن مسك دراع كريم : وصّل سما وخالتي صفية بيتهم
كريم بص ناحية ما شاور وسأله : خالتك صفية مين ؟
مؤمن كشر : يا أخي ما أنا سبق وحكيتلك
كريم بتذكر : هي دي البنت اللي وقعتك في الترعة ؟
مؤمن بغيظ : اه هي اتفضل بقى
كريم ابتسم : هتفضل بس تعال عرفني بيهم وقولهم
مؤمن راح ناحيتهم وصفية وقفت هي وسما : خالتو ده كريم انتِ عارفاه هيروحكم البيت
ردت برفض: أنا مش هسيبها هنا ، انت روح انت وأهلك لكن أنا هفضل معاها
ابتسم بامتنان : طيب روحي دلوقتي والصبح تعالي ، هي كده كده هتنام للصبح
رفضت فمؤمن نادى لنادر : قولها انها هتنام للصبح علشان مش مصدقاني
نادر أكد كلام مؤمن وطلب انهم يروحوا لان محدش هيدخلها جوا غير بعد ما تفوق ده غير انها ممكن على الصبح حالتها تتحسن ويخرجوها.
اعترضت تاني على توصيل كريم بس مؤمن شبه اتنرفز : وبعدين يا خالتو هو أي اعتراض وخلاص المهم أعترض ؟ ما تسمعي الكلام لو سمحتي
سما ابتسمت من نرفزة مؤمن وهو لاحظ ده فعلق بغيظ : ما تقولي حاجة لأمك بدل ما انتِ
سما كملت جملته اللي قطعها : بدل ايه ؟ ما أنا ساكتة اهو
رد بغيظ : ماهي المشكلة انك ساكتة ، قوليلها يا ماما يلا بلاش مقاوحة لانهم مش هيسيبونا نروح لوحدنا فخديها من قاصرها .
سما بصت لأمها : انجزي بقى علشان بعد كده هيتكلم بايده .
مؤمن غصب عنه ابتسم بس ودى وشه بعيد بعدها بص لخالته : اتحركي مع كريم والصبح تعالي هيعدي يجيبك
كريم ابتسم وأكد كلامه : اتفضلي حضرتك والصبح فعلًا هاجي لحضرتك أجيبك .
مشيت معاه وكريم قبل ما يمشي قاله: هوصلهم وأرجعلك .

عند ناريمان اتصلت بكريم بس ماردش عليها فاتصلت بأمل اللي كانت مع ناهد وحسن وعاصم مروحين البيت، ردت عليها واستغربت اتصالها .
ناريمان : بأكد عليكي ميعاد بكرا إن شاء الله هيكون الساعة ١٢ الظهر صح ؟
أمل نسيت تمامًا فاعتذرت : لا آسفة مش هقدر أجي ، والدة مؤمن تعبت وكلنا سافرنا المنيا عندها أول ما نطمن عليها هنرجع وأبلغك لكن بكرا مش هقدر أجي
تقبلت اعتذارها وقفلت معاها بغيظ وبصت لأبوها جنبها : مامت مؤمن تعبت
ردد بتفكير: علشان كده كلهم سافروا ؟ أنا برضه استغربت ايه اللي خلاهم كلهم راحوا المنيا ، حتى خالد وعيلته كده وضحت .
ناريمان : امتى هنعلن عن ضربتنا ؟
ابتسم : مستعجلة ليه ؟ وبعدين كل ما الوقت يتأخر أحلى ، لازم كريم يتواجد معاكي بشكل أكبر ، حاولي تظهري كتير معاه وخلي بالك انك لازم تتغلبي على مراته .
ابتسم وكمل بمكر : يااا قد ايه متحمس لخطوتنا الجاية، بداية سقوط كريم المرشدي .

الصبح فرد نوره أخيرًا ومؤمن قاعد جنب سناء بيحاول يفكر نور قالتلها ايه وازاي خلاها تقع بالشكل ده منهم ، علاقته بنور كانت مؤذية من البداية ، من أول ما عذبته في حبها وهو متخيل انها على علاقة بخالد ومايعرفش انه أبوها وهي رفضت حتى تطمنه وتطمن قلبه ، بيحاول يرجع بذكرياته السنتين اللي فاتوا بس في حاجات كتيرة عمل نفسه مش شايفها ، ساب الأمور تفلت من ايده لحد ما وصلت للمرحلة دي .
سناء فتحت عينيها ببطء فاتعدل بسرعة مسك ايدها بلهفة: ماما كلميني أنا جنبك اهو ، طمنيني عليكي
حاولت تتكلم بس كان واضح انها تعبانة ومش قادرة وده وجع قلبه هو وكريم ونادر اللي صحيوا على حركته وصوته ، نادر قام يطمئن عليها ويشوف مؤشراتها الحيوية وكريم وقف قريب منها وقال باهتمام : ألف سلامة عليكي
بصتله بتمعن قبل ما تبتسم وتمدله ايدها فقرب منها بسرعة مسكها وباسها : احنا كلنا جنبك ومعاكي قومي بس بالسلامة .
كل واحد منهم ماسك ايدها فحطت ايديهم على بعض وضغطت عليهم وكأنها عايزة توصلهم انهم يفضلوا ايد واحدة مهما يحصل وأخيرا قالت بصوت ضعيف : طول عمري بندم اني خليت مؤمن يكبر من غيري بس كل ما بشوفكم مع بعض قلبي بيطمن ويهدا ، كل ما بتكون ايديكم في ايدين بعض بقول قراري صح وأهم بقوا رجالة ظهرهم في ظهر بعض العمر كله ، نور ماقدرتش تفهم ده وبتشوه كل حاجة حلوة وكل تضحية اتعملت .
كريم ضغط على ايدها بهدوء: انتِ مش محتاجاني أقولك ان مؤمن مش بس أخ ليا ده حاجة أكبر من كده بكتير ، حاجة مش بتتلاقى كتير في الزمن ده ، فاطمني احنا دايما ايدينا في ايدين بعض ومفيش حد ممكن يفرق أو يكسر الرابطة دي ، قومي بس بالسلامة
مؤمن طمنها : احنا مع بعض ، يا أمي مش شوية كلام هيمحوا سنين كتيرة فاطمني وقومي بس بالسلامة – بص لنادر – طمنا عليها .
نادر ابتسملها : هي بس عايزة تشوف غلاوتها عندك ايه ، ما تقلقش هي بخير وبإذن الله هترجع لطبيعتها في وقت بسيط .
خرج برا وكريم لحقه يسمع منه ايه اللي ماقالهوش قدام سناء .
مؤمن فضل جنب سناء اللي ضغطت على ايده: إياااان فين؟
ابتسم : اطمني بخير ومعاه إياد وطول ماهو معاه مش هيفكر في حد تاني
سألته بقلق : مين معاهم ؟
وضحلها : الكل معاه ما تخافيش عليه ، أمل ونونا الكل جه يا أمي انتِ مش عارفة غلاوتك عندنا ولا ايه ؟ حتى عمي خالد ومراته هنا
كشرت بتلقائية ففهم و وضح: نور مشيت لو دي سبب تكشيرتك ، أخوها أخدها ومشي اطمني .
سألته بصعوبة: أخدها ازاي ؟ ليه ؟
ماكانش عارف لو قالها ده هيبسطها ولا يضايقها فقرر يقولها بشكل مختصر : شدينا أنا وهي فنادر أخدها ومشي بها ، كان عايز يطمن عليكي بس عمي خالد طلب منه يروحها .
عملت إشارة بايدها انه أحسن انها مشيت فابتسم وباس ايدها : هقوم أكلم أبويا لاحسن الراجل هيتجنن عليكي وكان هيضربني لما قلتله يروح هو مع عمي حسن وعمي خالد وفضلنا احنا هنا ، ماكنتش أعرف ان الراجل ده بيحبك أوي كده .
قالها بهزار فابتسمت وهو ابتسم وباسها : أيوة كده ابتسمي والله ما في أغلى عندي من ابتسامتك دي ، هخرج أكلمه وأطمنه وأجيلك ماشي ؟
وافقته بدماغها فخرج لنادر وكريم : قولي حالتها ايه من غير لف ودوران ولا تزويق كلام .
نادر أخد نفس طويل : هي دي بوادر جلطة مش جلطة الحمدلله بس ننتبه على صحتها أكتر ونحاول نبعد عنها التوتر والقلق والزعل لكن الحمدلله هي بخير
مؤمن بحذر : نادر انت مش بتقول أي كلام علشان تطمني ؟ صح ؟
نادر بوضوح: بص أنا ما بخبيش حالة المريض عن أهله علشان يقدروا يساعدوه فلا مش بزوق الكلام بس خلي بالك هي سهل تتعرض لجلطة ومن اللي شايفه ومن حالتها هتبقى جامدة عليها ، لان لو دي بوادرها وعملت كده ورقدت بالشكل ده فيها فلو حصلتلها بجد هتبقى نتيجتها كارثية – الصدمة سيطرت عليهم الاتنين فحب يخفف عنهم – لحظة انتم الاتنين ما تبصوليش بالشكل ده الموضوع صعب اه بس بيتعالج ، هتخف وهتقوم على رجليها لكن ده هيعتمد بشكل كبير عليكم؛ لان المريض في الحالة دي لو لقى حب ودعم حواليه بيقوم من تاني لكن لو لوحده وفي مشاكل بيبقي صعب جدا فانتم هنا اللي هتحددوا هي هتقوم امتى.

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل