
سمعوا صوت عربية بتركن فأنس وقف بحماس : ده بابا .
جري على برا استقبله وسيف بص لهند باعتذار : حقك عليا يا هند أنا فعلًا واخد منكم بدر .
ابتسمت بحرج : لا عادي يا سيف احنا بقينا أسرة واحدة وأهل وطبيعي نقف جنب بعض ونساند بعض .
عز بود : ونعم الأهل يا بنتي ونعم الأهل .
خاطر ربت عليه بسعادة وفرحة : ربنا يديم المحبة بينا يا أبو سيف دايما يارب .
الكل أمن على كلامه وبعدها دخل بدر اللي فوجئ بالكل قاعد فعلق بهزار : الاجتماع المنعقد ده بخصوص مين ؟ سيف باشا بنفسه كمان موجود يادي النور يادي النور
الكل ضحك وسيف كان هيقف يسلم عليه بس بدر سرع خطوته ناحيته: يا عم خليك قاعد احنا ما صدقنا تبقى كويس ، حمدلله على سلامتك .
انضملهم والكل اتكلم وهزر معاه شوية بخصوص نزوله طول اليوم، بعدها سيف قال بجدية: ايه رأيك يا بدر لو تخليك معايا على طول بشكل دايم ؟
بدر بمرح : لا يا عم أنا هخلص الملفات دي وآخد عيلتي وأرجع بيتي اللعبة دي مش حلوة مش لاعب .
عز بهزار : قوله يا ابني هو في حد عاقل يروح يطحن نفسه في شركة زي دي ؟ دي بتمص دم موظفينها .
سيف بصدمة : شوف مين اللي بيتكلم !
عز ضحك : امال أنا لبستك فيها وهربت ليه ؟ عايز ألحق أعيشلي يومين .
سيف بغيظ : تقوم ترميني أنا مكانك ؟ على فكرة أنا ابنك ؟
أنس باستفزاز: على فكرة في أوقات كتيرة الآباء بينسوا عيالهم ويختاروا نفسهم وتلاقيه بيعمل تصرفات غريبة زي كده – بص لأبوه وقال – اسأل مجرب .
بدر بصدمة مزيفة: مجرب ؟ وانت مجرب ايه يا ابن امبارح ؟
أنس غمزله بعينيه : أما تاخد هند وتلبسوا حلو أوي وتخرجوا تسهروا لوحدكم ، ولا ألاقيكم سهرانين لوحدكم في أوضتكم وتخليني أنام بدري ولا
بدر فتح بوقه بذهول وإحراج وسيف اتدخل ومنع أنس يكمل : بس يا ابني كفاية عليه هو أصلا فقد النطق خلاص .
هند وقفت بهروب : أنا هطلع أطمن على همس بعد إذنكم .
أنس بهزار : خلاص يا بابا هستر عليك مش هكمل ما تخافش
بدر بصدمة : تكمل ؟ وهو في تكملة؟
أنس شهق : يوووووه كتير
بدر بص لسيف اللي ضحك : حاسس بيك أنا
بدر ضحك بتعجب : وتقولوا الآباء معرفش مالهم ؟ ده احنا مساكين وغلابة صح ؟
بص لعز اللي ضحك : لا اتكلم عن نفسك أنا بعرف أسكت ابني كويس انت اللي مش مسيطر .
سيف بتأكيد : أيوة الراجل ده مفتري ، يعني أنا عريس والله وشايف حالتي عاملة ازاي ؟ وهو …
عز بضحك : هنقر بقى
سيف بغيظ : هنقر وهنحسد وهبصلكم في كل حاجة
بدر بضحك : ده ايه الحقد الدفين ده كله ؟ ده زي أبوك
سيف بصله بمرح: لا انت مش عارف الراجل ده بيعمل فيا ايه ؟
عز ضحك : اه عنده حق أنا بقوم من النوم براحتي أفطر مع مراتي براحتي وأقعد معاها براحة راحتي وهو يا عيني يصحى بدري مراته تجري على الجامعة وهو على الشركة ويرجعوا محتاجين يشوفوا وراهم ايه ويناموا بدري أنا آخد مراتي ونسهر برا للصبح.
بدر بص لسيف بشفقة: احقد عليه براحتك حقك يا ابني .
سيف : وما خفي كان أعظم ، ده أنا بحقد عليه حقد الراجل ده .
خاطر اتدخل في الكلام بمزاح: حد قالك تتجوز طالبة لسه قدامها سنة في الجامعة ؟ لا تلومن إلا نفسك .
سيف بص لخاطر بغيظ : هو أنا نطقت ؟ ما أنا ساكت اهو ، ماهي سابتني وطلعت تعمل الشيت شوفتني فتحت بوقي ولا اتنفست ؟
أنس بضحك : يا عيني يا عمو سيف صعبت عليا .
سيف بص لبدر بتذمر: ما تلم الواد ده
بدر رفع ايديه باستسلام : لا سيديهاتي معاه شوفلك سكة انت .
استمر الضحك والهزار بينهم لحد ما سيف بص لبدر بجدية : على فكرة أنا كنت بتكلم بجد عن موضوع الشغل في الشركة ، حاول يا بدر بجد وخليك هنا ، وأعتقد هند هنا وسط أخواتها هيكون أفضلها .
بدر بصله بحيرة وما ردش على طول بس فاتن اللي ردت : وبالنسبة لأبوها ولأمها ؟ يولعوا ؟
سيف بصلها : ليه يا ست الكل بتقولي كده ؟ و بعدين لو عيالك التلاتة هنا في القاهرة ايه المانع انك تيجي هنا تعيشي وسطهم ؟ وكل يوم هتلاقينا حواليكي بدل ما تستني زيارة بأحفادك كل فين وفين ! مش ده كان كلامك ؟ عايزة عيالك وأحفادك جنبك وحواليكي طول الوقت ؟
خاطر بصلها باستغراب فوضحت بحرج : ماشي قلت كده بس ماقلتش اني أسيب بيتي وبلدي
سيف : اللي أعرفه يا حماتي ان البيت مش بحيطانه ، البيت هو المكان اللي فيه حبايبنا وبنرتاح فيه – بص لبدر وكمل – فكر يا بدر في الموضوع ده وبعدين أعتقد القاهرة هتكون أفضل في كل حاجة يعني هتكون قريب مننا والشركة الحمدلله وضعها كويس وهغريك أكتر وأقولك حط عدد الاصفار اللي يعجبك في المرتب ، ومن ضمن مميزات الشركة اننا في حالة المغترب بنوفر سكن وعربية كمان ومدرسة للولاد يعني متكفلين بكل حاجة .
بدر بهزار : والموضوع ده لكل الموظفين عندك ولا العرض ده اتفصل مخصوص علشاني ؟
سيف ضحك وقبل ما يرد عز رد بهدوء : مش كل الموظفين يا بدر بس العرض ده موجود فعلا للناس المميزة اللي عايزينهم معانا ، يعني هتلاقي كذا حد في الشركة واخد نفس العرض ده بنوفرله سكن وعربية ومدارس محترمة لعياله ، مش عرض مخصوص ليك انت ، هو عرض مخصوص للمميزين .
سيف أكد : دي حقيقة يا بدر ، فكر وادرس الموضوع مع هند وخد قرارك
خاطر اتدخل : ما تسيب الراجل في بيته وشقته اللي لسه شاريها ويادب متجوز
سيف بص لحماه بمكر: الخطوة اللي بعد دي يا عمي هنقنع حضرتك تيجي هنا وتستقر وسطنا
سلوى بصت لفاتن : فعلا طالما ولادك التلاتة هنا ايه المانع انكم تستقروا هنا جنبهم ؟
فاتن بتردد : بيتي ودنيتي وحياتي كلها هناك .
سلوى ابتسمت : والظروف حكمت فايه المانع؟ يعني بدل ساعتين تلاتة محتاجة نص ساعة بالكتير وتبقي عند عيالك ، أي حد فيهم، كلهم حواليكي .
فاتن بتفكير : ربنا يقدم اللي فيه الخير .
هند دخلت عند همس كانت قاعدة على المكتب وقدامها ورق وكتب وكشاكيل بس مش مركزة فيهم
قعدت قدامها باهتمام : زعلانة منه ليه ؟
همس بصتلها وحاولت تبتسم : مين قال اني زعلانة ؟ ورايا حاجات كتيرة ومتضايقة علشان هو تعبان .
هند بعدم اقتناع : يا سلام وعلشان كده كل ما يقرب منك تبعدي؟ بعتلك ونزلك وقعد جنبك وسيادتك بتسيبيه
همس كشرت : لا بيتهيألك على فكرة أنا فعلًا عندي شيت محتاجة أخلصه .
هند بإصرار: همس عيني في عينك كده وقولي انك مش متضايقة منه
همس رفعت راسها بضيق : ماشي يا هند متضايقة منه بس مش حابة أتكلم ينفع ؟
هند قامت من مكانها حضنتها : ينفع يا روح قلبي طبعا أنا بس مش هاين عليا أشوفك متضايقة – بعدت ورفعت وشها تواجهها وكملت بنصح- خلي بالك ان جوزك تعبان فحتي لو قال كلمة كده ولا كده تتحميله في ظروفه دي وبعد ما يقوم بالسلامة ويتحسن تعاتبيه وتطلعي عليه القديم والجديد وساعتها الحق اللي عليه هيتضاعف لانك احترمتي تعبه لكن دلوقتي لو ليكي حق ضيعيته لانك ماقدرتيش تعبه، ده بس اللي حابه أقولهولك .
همس اتنهدت بتعب : عارفة بس حتى لو طردني من عنده يا هند ؟
هند بصتلها بشك لان سيف مش الشخصية دي فردت بحيرة : سيف طردك ؟ ما أصدقش و بعدين بأمارة ايه ؟ انه نزل وراكي تحت وهو تعبان ؟ ولا انه حاول يمسك ايدك وانتِ سحبتيها منه وقمتي هربتي منه ؟
همس اتنهدت بحزن : بس طردني قبلها
هند مسكت وشها بحنان : بس بيحاول يصالحك وجه على نفسه وهو تعبان علشان يصالحك فما تسوقيش فيها لانه تعبان ، معرفش ايه حصل بينكم وليه طردك بس ندم وبيصلح فساعديه لان زي ما قلتلك تعبه يغفرله دلوقتي لحد ما يقوم بالسلامة .
الباب خبط وهند اتعدلت وفتحت الباب لقت سيف قدامها فابتسمت : اتفضل يا سيف
اتحرج منها : أنا ممكن افضل
قاطعته بسرعة : أنا كنت خارجة علشان أشوف بدر فاتفضل أوضتك .
خرجت وسيف قالها : بلغت عواطف تبعت الغدا لأوضتكم علشان بدر ما يتحرجش
شكرته وراحت أوضتها مباشرة وهو قفل الباب وراه ودخل بص لهمس اللي قاعدة على مكتبها ومركزة في ورقها أو ده اللي حاولت تظهره .