
محي خرج من عند سيف فهمس وقفت قصاده برجاء: خليني أدخله أرجوك ، مش هتكلم ولا هتنفس بس خليني أدخله
محي بص لنادر اللي شاورله براسه يسمحلها ، همس دخلت عنده و مسحت دموعها وقربت منه حطت ايديها الاتنين على وشه بلهفة: سيف حبيبي انت كويس ؟ سيف علشان خاطري رد عليا ( صوتها مهزوز من العياط ) اوعى تكون صدقتني اني أقدر أعيش من غيرك لحظة ، أنا ماأقدرش أصلا أعيش لحظة واحدة في الدنيا دي وانت مش معايا فيها ، فتح عينيك علشان خاطري قولي أي حاجة
سمعته بيهمس : عارف انك بكاشة
ضحكت وسط دموعها : انت فايق ؟
رد بتعب واضح : مش قادر أفتح عيني والصداع هيفرتك دماغي
باست وشه في كل حتة وما اهتمتش بأي حد برا وقالت بحب: المهم انك بخير يا سيف .
سيف بتعب : همس ، مؤمن فين ؟
ردت : ماكانش راضي يطلع بس كريم نزل جابه وهو برا .
مسك ايدها: خليه يدخل ممكن ؟
ابتسمت وباست ايده : حاضر يا حبيبي حاضر
مسحت دموعها وخرجت عندهم والكل بيسألها عنه فقالت بابتسامة: هو كويس ، تعبان بس الحمدلله انه بخير ، مؤمن ( بصلها فكملت) عايزك تدخله
مؤمن بص لكريم اللي شاورله بدماغه يدخل فاتحرك ولما وصل جنب همس قالها : سامحيني
همس ابتسمت بتعاطف : مفيش حاجة أسامحك عليها الحمدلله انه بخير
مؤمن دخل عنده وقرب منه مسك ايده بتأنيب ضمير : سيف
سيف حاول يفتح عينيه : انت مستخبي فين يا واطي ؟
ابتسم : أنا آسف بجد مش عارف كان مالي ، كأني مش في وعيي أو حاجة مسيطرة عليا ، ماكنتش سامعك ولا شايفك بجد حقك عليا
سيف بتعب: مؤمن اللي حصل حصل خلاص ، ما تلومش نفسك حصل خير خلاص ، المهم دلوقتي أنا كويس ، مش أنا كويس ولا ايه ؟
ابتسم بهدوء : اه قالوا عندك ارتجاج بس
سيف بسخرية: ارتجاج وبس ؟ واطي من يومك
مؤمن ضحك وسيف كان هيضحك بس ماقدرش : اطلع برا يا واطي .
مؤمن ربت على ايده : ألف سلامة عليك ، أنا هسيبك ترتاح
قبل ما يخرج سيف وقفه : مؤمن
رجعله وقرب منه باهتمام : عايز ايه ؟
سيف بتعب : اشكر كل اللي برا وياريت لو يمشوا محدش يفضل هنا أو أقولك دخلي أبويا وأمي وخلي أبويا ياخد كل اللي برا ويمشي
مؤمن بهزار : نروح الكل حتى همس ؟
سيف مسك هدومه بغيظ : إلا همس يا واطي
ابتسم : حاضر هنسيبهالك ، هدخلك أبوك وأمك ولو عايز حاجة كلمني أنا هفضل موجود أنا وكريم
سيف بإصرار : بقول امشوا وانت روح لمراتك اللي رديتها وبتهرب منها روح اقعد واتكلم وفضي اللي جواك معاها مش في ماتش روح بيتك .
خرج طمنهم عليه بعدها بص لعز وسلوى : هو طالب تدخلوله وطلب ان الكل يمشي .
عز دخله ومعاه سلوى والاتنين وقفوا حواليه كل واحد مسك ايد ، سلوى بحنو: سيف انت بخير طمني عليك يا حبيبي
عز بلهفة : سيف طمني عليك انت كويس ؟
سيف ابتسملهم وفتح عينيه : أنا كويس في ايه لكل ده ؟ دي يادوب خبطة
عز بحزن: قالولنا نزيف في المخ وعملية وحوار كبير بس الحمدلله انك بخير ، الحمدلله وألف حمد وشكر يارب ، سيف انت سندي في الدنيا دي انت فاهم ؟ انت سندي بعد ربنا
ابتسمله باطمئنان : أنا كويس ، صدقني كويس
سلوى بخوف : بجد كويس ؟ مش بتقول كده بس تطمنا ؟
ضغط على ايدها : بجد كويس اطمني ، طمني الكل اني بخير
باست ايده وخده : هسيبك ترتاح ، ألف سلامة عليك يا حبيب روحي وعمري كله .
سابتهم وخرجت وهو قال لعز : مشي كل الناس اللي برا لو عايزين يدخلوا يطمنوا دخلهم بس بعدها خلي الكل يمشي ، هند حامل وغلط القعدة عليها كده ، مامت مروان ، هالة ومدينتها ، كل اللي برا مشيهم بس بدر وعمي خليهم في البيت اوعى يسافروا .
ابتسم عز لابنه اللي شايل هم الكل حتى وهو في حالته دي وربت على ايده بحنو : ما تخافش كل اللي عايزه هيتم اطمن انت ، همس هتفضل معاك صح ؟
بصله بعينه المفتوحة : ايه حكايتكم مع همس ؟ اه همس هتفضل
ضحك بمرح : خلاص بالراحة حاضر هنسيبهالك أنا قلت تكون عايزها تروح ترتاح وأسيب والدتك معاك .
سيف : والله ما رادد أنا أصلا مصدع .
أبوه ربت عليه واطمن انه بخير وجه يخرج بس سيف وقفه : بابا لو نادر برا ناديه
عز : أنهي نادر فيهم؟
سيف بصله : هو نادر أخو ملك برا؟ مين قاله ؟
وضحله : مش نادر بس ده كمان أبوه موجود وحسن المرشدي كمان ومراته ، بص الكل برا .
سيف اتنهد بتعب : طيب دخل الكل بس الناس دي الأول علشان يقدروا يمشوا بس الأول دكتور نادر .
عز خرج وطلب من نادر يدخله بس آية وقفت نادر وسألته : ينفع أدخله بسرعة قبلك ؟
ابتسملها : أكيد اتفضلي
دخلت آية عنده ومسكت ايده علشان يحس بها وهمست باسمه : سيف
ابتسم : أنا كويس يا آية
آية دموعها نزلت غصب عنها وقالت بصدق : أنا بحبك أوي يا سيف مهما أقول ومهما أتخانق معاك وأقول غير كده لازم تكون عارف اني بحبك أكتر حد في الدنيا دي .
ضغط على ايدها بحنان: عارف يا آية وانتِ كمان لازم تكوني عارفة اني بحبك وخناقي معاكي كله حب مش أكتر ، عايزك تكوني مبسوطة دايما وعايزك فوق مش عايزك ترخصي نفسك لأي حد علشان انتِ غالية أوي
باست ايده : ربنا ما يحرمني منك أبدا ، هسيبك ترتاح دلوقني وهدخلك نادر .
انسحبت بهدوء ونادر دخل بعدها وقال باهتمام : ايه يا سيف طمنا عليك
سيف بصله : أنا كويس بس عينيا مش قادر أفتحهم غير الصداع ، عايز مسكن ويكون قوي مش أي حاجة .
نادر شاور لمحي من الإزاز: لحظة هنادي الدكتور بتاعك
سيف : هو مش انت الدكتور بتاعي ؟
نادر بصله بتهكم: هو حد قالك اني مخ وأعصاب ؟
سيف : هي وصلت لمخ وأعصاب ماكانتش وقعة دي
نادر قرب منه وفهمه بجدية : سيف انت اغمى عليك وماكنتش مستجيب لأي حاجة، أنا حاولت أفوقك ماعرفتش ، عندك نزيف في المخ وده مش حاجة سهلة بس الحمدلله انه بسيط و وقف لوحده بدون تدخل جراحي ، انت من الآخر اتكتبلك عمر جديد زي ما بيقولوا فلا دي مش مجرد وقعة انت موتنا كلنا معاك في الساعتين اللي فاتوا دول الحمدلله ان ربنا رأف بحال الكل وانت بخير .
محي دخل وقال : طمنا عليك
نادر رد : عايز مسكن قوي علشان الصداع وعلشان يقدر يفتح عينيه .
محي بتأكيد : ماشي أنا بس كنت مستنيه يفوق ، وحاضر هنديله مسكن قوي .
سيف سأل : هي ليه الأوضة دي شكلها غريب مش أوضة عادية ؟
نادر : علشان دي العناية المركزة مش بقولك حالتك كانت صعبة ؟
سيف : طيب ينفع تخرجوني منها بلاش الخضة دي للناس اللي برا
محي ابتسم : حاضر بس الأول خلينا نعالج عينك دي وبعدها ننقلك أوضة عادية والناس اللي برا يقدروا يدخلولك ويطمنوا عليك .
محي طلب الممرضة اللي جت بسرعة طلب منها مسكن وهي راحت تجيبه
محي طمنه : ما تقلقش الورم ده هيهدا لوحده
نقلوه لأوضة عادية لانه لازم يفضل تحت المراقبة ٢٤ ساعة على الأقل منعا لحدوث أي مضاعفات والمسكن مفعوله اشتغل فالألم هدي شوية ، وعز دخله حسن وناهد وخالد ونادر وملك اطمنوا عليه وخرجوا بعدها دخل مروان ومامته وهالة علشان يلحقوا يروحوا هالة ، بعدها دخل سبيدو ومعاه كريم ومؤمن والتلاتة عرضوا يفضلوا معاه في المستشفى بس هو رفض تماما وقالهم ان نادر هيفضل معاه وكمان همس ولو احتاج حاجة هيتصل بأي حد فيهم .
دخله بعدها أهل همس كلهم و اتلموا حواليه باهتمام صادق وحب هو حسه من كل الأطراف حواليه .
خاطر بحب واضح : ألف مليون سلامة يا سيف يا ابني ( بص لأبو سيف وقال ) ألف سلامة عليه يا أبو سيف
عز : الله يسلمك يارب
فاتن قعدت على طرف سريره بخوف : انت بجد كويس ولا الواد ده بيقول أي كلام وخلاص يطمنا ؟
ابتسم وهو شبه قافل عينيه : الواد ده اللي هو المفروض دكتور نادر ؟
نادر علق بابتسامة : أنا عايز أطمنك ان أمي آخر شخص مقتنع بيا كدكتور .
فاتن بغيظ : علشان كلامك ما بيدخلش دماغي أبدا ، عمره ما قال رأي عجبني واهو ختمها
سيف قاطعها : يا حماتي ارحمي الراجل ده زي ابنك برضه – غير الموضوع وهو بيحط ايده على رقبته بضيق – هو ما ينفعش يا نادر تفك البتاعة اللي على رقبتي دي ؟ مضايقاني .
نادر قرب منه باستفسار : مضايقاك ليه ؟ دي هتثبت رقبتك و
قاطعه بحنق : هو في مشكلة في رقبتي أو في ظهري ملبسهالي ؟ لو مفيش فكها لانها بجد بتخنق .
نادر مسك موبايله : طيب هسألك محي لو قالي أفكها هفكها غير كده سيبها مكانها .
خرج برا علشان يعرف يتكلم براحته .
سلوى لاحظت ان فاتن جنب سيف بتعدل مخدته وبتشد الغطا عليه زي أي أم بتقعد وتهتم بابنها وده نوعا ما ضايقها فقربت منه : حبيبي محتاج أي حاجة ؟ عايز تاكل أو تشرب ؟
سيف بص ناحية صوتها : لا يا ماما تسلمي
حطت ايدها على خده : انت من بدري ما أكلتش خليني أسأل
قاطعها : لا لا مش عايز أي أكل أصلا
أصرت : ما انت لازم تاكل علشان
قاطعتها آية : يا ماما ما تضغطيش عليه ، حاليا الراحة أهم من أي حاجة تانية
سلوى بصتلها بغيظ : انتِ بقيتي دكتورة دلوقتي وأنا مش واخدة بالي ؟
آية باستنكار: لا بس سألت الدكتور قال ان أهم حاجة حاليا له النوم والراحة ويفضل يكون مكان ظلمة مش في نور زي كده ، وبلاش أكل ممكن سوائل علشان ما يرجعش علشان الخبطة اللي في دماغه ، فما تضغطيش عليه ممكن نجيبله عصير .
سلوى بصت لعز : خلينا نجيبله عصاير يا عز .
عز وافقها وهي قعدت جنبه باستسلام .
أنس بقلق : ألف سلامة عليك يا عمو انت بجد كويس ؟
سيف حافظ على ابتسامته اللي بيحاول يداري بها تعبه وإرهاقه : أنا كويس يا أنس ، صداع مش أكتر
أنس بخوف : بس عينك ورمت جامد و وشك
قاطعه بدر : انس ياحبيبي هو قالك كويس أيوة تعبان بس الحمدلله بخير ، عينه بكرا بإذن الله تبقى كويسة
سيف بريبة : بدر للدرجة دي شكلي بشع علشان خايف ابنك يتكلم وبتقاطعه كده ؟
بدر مسك ايد سيف : انت بخير ودي أهم حاجة الباقي كله شكليات ، صحتك بالدنيا يا ابني ، المهم أنا هروحهم وأرجعلك هنا و
قاطعه بحزم : انت هتروحهم وتفضل معاهم والصبح يا سيدي ابقى تعالى مش هقولك لا.
قبل ما يعترض نادر دخل وطفى النور وسط استغراب الكل فبرر : محي قال يفضّل انه يكون قاعد في مكان بدون إضاءة عالية
خاطر وقف : طيب خلينا نسيبه يرتاح وينام طالما الراحة حاليا علاجه ، خلونا نطلع برا وهو يرتاح
سيف برفض : مش برا روحوا ، علشان خاطري بجد لو عايزيني أكون مرتاح روحوا كلكم ، نادر نبطشيته وهيفضل موجود وهمس موجودة .
بعد مجادلة طويلة عز بالفعل أخد الكل وروح البيت .
بعد ما الكل خرج والأوضة أخيرا فضيت سيف مد ايده لهمس اللي مش شايفها : همس
ردت عليه : لحظة يا سيف أنا في الحمام
قال بهدوء: خليكي براحتك أنا بس مستغرب انتِ فين ؟
دقيقة وكانت جنبه وهمست: حبيبي أنا معاك اهو قولي حاسس بايه ؟
رد بنفس الهمس: حاسس بدماغي هتنفجر من الصداع وعيني هتخرج من وشي وخصوصا ان تقريبا مفعول المسكن بدأ ينتهي .
سألته باهتمام : تحب أنادي على نادر ونقوله ؟
مسك ايدها قبل ما تبعد : لا ما تناديش على حد مش هيقدر يديني مسكن تاني على الأقل مش دلوقتي ، خليكي جنبي وفي حضني، اشغليني بالكلام يا همس
حطت ايدها على وشه وشعره بحنان : طيب مش الافضل لو نمت ؟
حط ايده فوق ايدها اللي على خده : ياريت أنام بس مش جايلي نوم خالص ، اتكلمي معايا أو دردشي في أي حاجة لحد ما أنام .
بدأت تتكلم عن طفولتها واصحابها وحياتها بشكل عام وكل شوية تسكت علشان لو نام ما تزعجهوش بس بيتكلم أو بيضغط على ايدها لحد ما خلصت وقالت بقلة حيلة : سيف مابقاش عندي كلام أقوله وخصوصا انك مش بتتكلم معايا .
ابتسم وسألها: مش هتقوليلي الكشكول بتاعك فيه ايه ؟
ابتسمت وقربت منه فشدها كلها في حضنه وقال: اقعدي بشكل مريح ما تفضليش قاعدة كده ، أنا مصدع اه بس كلي سليم ها ، حاسك خايفة تلمسيني
ردت بتأكيد : أنا فعلا خايفة ألمسك تكون بتتوجع ومخبي عني
رد بحب : لا يا حبيبي أنا كويس اقعدي براحتك
ربعت ايديها على صدره وسندت عليهم : طيب عايز تعرف ايه عن الكشكول بتاعي ؟
سألها : ليه رفضتي أشوفه ؟
اتنهدت بحب : علشان هتعرف أنا بحبك قد ايه وأنا مش عايزاك تعرف بحبك قد ايه .
استغرب إجابتها : أنا عارف انك بتحبيني يا همس زي ما أنا بحبك
وضحت بهدوء : أيوة عارف ماشي بس مش عارف قد ايه أو بتفترض لكن لو قرأت اللي كاتباه عنك هتعرف
سألها بهمس: هعرف ايه ؟