
نور فضلت محتارة تعمل ايه ؟ بترن على مؤمن مش بيرد عليها ، أخيرا قررت ترن على أخوها اللي رد على طول : أيوة يا نور ؟
سألته بتردد : نادر انت كلمت مؤمن أو كريم من شوية ؟
حس بتوترها : في ايه ؟ لا ماكلمتش حد ، أنا يادوب واصل البيت لسه ما دخلتش حتى .
خالد لمحه قي الجنينة فخرج يكلمه قبل ما يدخل بيته ولاحظ انه بيتكلم في الموبايل فوقف يستناه.
نادر : في ايه اللي حصل فهميني ؟ وليه بتسألي عن مؤمن وكريم ؟ ما تتصلي بجوزك انتِ
ردت بغيظ : ما أنا أكيد جربت أتصل وسيادته مش بيرد
نادر بحنق : لحقتي تتخانقي معاه ؟
نفخت بضيق : أنا غلطانة أصلا اني كلمتك ، وعلى العموم لا مش متخانقة معاه ، سيادته معرفش راح يقابل سيف ومش فاهمة ايه اللي حصل بس مروان كلم كريم وقاله ان مؤمن منهار ويروحله النادي وبعدها كريم كلمه قاله انه أذاه وانه مافاقش ومش فاهمة أي حاجة والمفروض انهم راحوا المستشفى .
نادر بعدم فهم: مين في المستشفى؟ ومين اللي أذاه ؟ نور أنا مش فاهم أي حاجة
نور زعقت : ما أنا لو فاهمة كنت فهمتك ، بس هو أذى سيف
نادر بقلق : طيب اقفلي هكلم كريم أفهم منه ايه اللي حصل وهبقى أكلمك .
قفل معاها وأبوه قرب بقلق : في ايه ومين في المستشفى ؟
نادر قاله اللي سمعه واتصل بكريم لان مؤمن ماردش عليه : كريم طمني ايه اللي حصل ومؤمن ماله وسيف ماله ؟ أنا مافهمتش حاجة من نور
كريم قاله مختصر اللي حصل وقفل معاه فكلم نور شرحلها اللي حصل وقالها انهم رايحين المستشفى هو وأبوه ، نور قررت تروح زيهم وتقف مع مؤمن و مش هتسيبه معاهم .
سيف انتقل لغرفة العناية المركزة ومحي معاه مش سايبه وبيراقب كل مؤشراته الحيوية.
خالد ونادر وصلوا وسلموا على الكل ولاحظوا حالة الانهيار اللي همس وعز وسلوى فيها ، راحوا لملك ونادر ومعاهم كريم ، نادر سأل عن مؤمن فبلغه انه في العربية تحت ورافض يطلع غير لما يطمئن على سيف .
نادر قرب من ملك وطلب منها تاخد جوزها يغسل ايديه ويغير قميصه لان منظره مش حلو وخصوصا قدام أهل سيف ، ملك شدت نادر وقفته : تعال معايا
راحوا ناحية مكتبه وأول ما دخلوا طلبت منه يغير هدومه ويغسل وشه وايديه علشان أخته على الأقل مايبقاش دم جوزها على ايديه بالشكل ده .
قعد على كرسي بانهيار : انتِ عارفة ان أصعب حاجة في شغلي ده اني أشيل الدم من على ايدي ؟ وعلشان كده بنلبس جوانتي وبنلبس حاجات كتيرة فوق هدومنا ، أصعب حاجة هي انك تشيلي الدم من على ايديكي أو هدومك فما بالك لو الدم ده لحد غالي عليكي
ملك قعدت جنبه بمواساة : حبيبي إن شاء الله هيكون كويس اطمن عندي يقين انه هيكون كويس .
بصلها بخوف : شوفتي همس ؟ همس ممكن تموت حرفيا لو سيف جراله حاجة
ملك : بعد الشر عليهم الاتنين ، نادر بطل تشاؤم ، قوم يلا اغسل وشك وايديك وغير قميصك ده ويلا اقف معاهم ، حبيبي انت الدكتور يعني انت أقواهم فلازم تقوم بدورك وتقف جنب الكل وتطمنهم .
سمع كلامها وقام يعمل زي ما قالت علشان يرجع لأهله .
همس واقفة قدام الإزاز ايديها الاتنين عليه وعينيها على سيف و بتبكي بصمت ، بتناديه بقلبها وبتطلب منه يفتح عينيه و يبصلها .
نادر رجع وقف جنبها و حط دراعه حواليها فدفنت وشها في كتفه و عيطت أكتر ، حاول يطمنها بس مالقاش حاجة يقولها ، بعدها شوية ومسح دموعها بحنو: هدخل أطمن عليه .
لبس البالطو وهدوم التعقيم قبل ما يدخل عنده ، محي لقاه داخل واتكلموا بهمس الاتنين نادر اقترح : ما تيجي نفوقه
محي بص ناحيته : النوم أفضله أصلا طالما النزيف مش بيزيد فده مؤشر كويس ، أنا خايف من الخبطة اللي فوق عينه تأثر عليه .
نادر قرب من سيف ورد : الورم اللي فوق عينه مش أفضل لو فتحناه ؟
محي : يفوق بس الأول والورم ده أمره سهل ، أصلا جانب وشه كله هيزرق انت عارف .
نادر حس بحركة خفيفة فبص لمحي بلهفة: تقريبا بيفوق
الاتنين وقفوا جنبه وهمس من برا رددت بلهفة: تقريبا هيفوق
عز وسلوى وآية وقفوا جنبها ماسكين ايدين بعض وكل واحد بيدعي .
محي كلم سيف اللي بالفعل فتح عينيه بالعافية : سيف كلمني لو سمحت ، أي كلمة
نادر قرب ونور الكشاف في عينيه فغمض وده خلاه يبتسم لأن الأول ماكانش بيستجيب نهائي فقال بتشجيع: سيف ، همس برا هتموت من العياط فقول حتى لو حرف واحد عارف انك تعبان بس محتاج حرف .
رفع ايديه على رقبته فنادر مسك ايده : سيبها لحد ما نطمن عليك ، مالك كلمني .
سيف بيحرك راسه بصعوبة ومحي قرب وقال بتخمين : تقريبا هيرجع
قرب منه طبق مخصوص لده وبالفعل استفرغ، الاتنين ساندينه لحد ما خلص ونام مكانه وبيغمض عينيه بس نادر مسك ايده : بص لهمس وأبوك ومامتك برا هيموتوا من القلق ، سيف اديني أي رياكشن انك سامعني أو فاهمني
سيف فتح بوقه يتكلم بهمس فنادر قرب منه سمعه بيهمس : فين … الواااطييي ؟
نادر بصله بعدم فهم : الواطي ؟ قصدك مين ؟
هيغمض عينيه بس محي قرب منه باهتمام : تابع صباعي بعينيك وهنسيبك ترتاح ، طمني عليك وعلى عينك دي
حرك صباعه قدام عينيه والمرة دي سيف تتبع حركته بعينيه بعدها بص لنادر وقال ببطء: هاته
غاب عن الوعي من تاني بس المرة دي نادر خرجلهم بابتسامة : الحمدلله هو بخير
الكل اتنهد بارتياح وعز قرب منه بقلق: والنزيف ؟
نادر : ما زادش وده كويس وبإذن الله هيبقى أفضل المهم انه فاق وسامع وشايف اينعم مش فاهمه بس المهم انه اتكلم
همس قربت من أخوها بلهفة : قال ايه ؟ ايه اللي مش فاهمه ؟
نادر : قال الواطي فين ؟ هاته
كريم ابتسم بارتياح وجاوبهم: قصده على مؤمن دايما بنقوله كدا .
عز انتبه انه مش موجود وسأل: هو فين أصلا مؤمن ؟
كريم رد بتوضيح : ماقدرش يطلع وعمال يلوم نفسه ويؤنبها ، قاعد في العربية تحت .
عز بصله: انزل هاته يا كريم وبعدين هو عملها قصد يعني ؟ قلتلهم وقفوا اللعبة والاتنين أصروا يكملوا ، المهم انه بخير انزل وهاته لو سمحت .
كريم هز راسه بموافقة وخرج فلقى نور اللي سالته: هو مؤمن فين ؟
تجاهلها وكمل مشي بس وقفته بغيظ : كريم أنا بكلمك على فكرة، مؤمن فين؟
بصلها وغضب الدينا فيه : وأنا مش عايز أرد عليكي ، مش طايق أرد عليكي ، مش قادر أقف وأبص في وشك أصلا .
نادر خالد كان خارج يجيب نور اللي قالتله يخرج يقابلها سمع كريم بيزعق فيها فسرع خطواته يوقفه .
نور زعقت: انت ازاي تكلمني كده ؟ أنا ما أسمحلكش
قاطعها بغضب : كل اللي حصل بسببك انتِ وبس .
شهقت باستنكار : أنا ؟ مالي أنا ؟ هو أنا اللي قلت لمؤمن يضرب صاحبه ؟
زعق بعصبية: انتِ اللي وصلتيه للحالة دي ، انتِ عاملة زي الشيطان اللي بيوسوس لكل واحد ويقلب الحق كدب والكدب حق ، لأول مرة في حياتي أقفل بابي في وش مؤمن ، كنت عارف انه عايز يتكلم ويفضفض بس قلتله مش فاضيلك وشبه طردته من مكتبي بسبب كلامك اللي زي السم اللي قلتيه لأمل الصبح ، شوهتي كل حاجة حلوة بينا في لحظة ، شوهتي عشرة سنين وخليتيني لأول مرة أخاف أكون ظلمته ، خليتيني أفكر لأول مرة في حياتي أبعده عني لو أنا بستغله زي ما بتقولي وتأثيري وحش عليه يبقى أبعده عني ، سنين طول عمرنا أنا وهو ايد واحدة وقلب واحد وعقل واحد ولأول مرة النهارده أفكر أفصل العقل ده وأفصل القلب وأقول خليه يشوف حياته بعيد ، كنت عارف انه عايز يتكلم بس اتخليت عنه وسيبته لوحده وعلشان كده كان محتاج حاجة يفجر فيها غضبه من كل اللي حواليه، من كل اللي خذلوه وأولهم كنت أنا النهارده، لو كنت اتكلمت معاه وسمعته ماكانش راح يفجر غضبه بالشكل ده، أنا ندمان بجد اني طول الفترة اللي فاتت بقنعه يديلك فرصة تانية وأقول مش مهم هي ما بتحبنيش بس بتحبه ، يرجعوا علشان إيان ، يديها فرصة تانية علشان ما يندمش ، بس للأسف النهارده أنا ندمت ومن النهارده هتشوفي وش تاني مختلف تماما مني ، مش هسمحلك تشوهي الأسرة دي من تاني وتشككي الكل في علاقتنا ببعض ، النهارده شوفت الوجع في عيون أمي وأبويا بسبب كلامك فلحد هنا وكفاية وأوعدك ان من النهارده هتشوفي وش مختلف تماما لكريم المرشدي ، أرجع ما ألاقيكيش هنا اتفضلي روحي مطرح ما جيتي .
سابها مذهولة من تهديده ومشي، شافت نادر واقف وراهم وأول ما شافته بصتله بغضب : سمعت بنفسك ؟ سمعت الأسلوب اللي بيكلمني به من وراكم ؟ عرفت عايزة أمشي ليه ؟
نادر رد بأسف : انتِ فعلا المفروض تمشي ، بس تمشي من حياتهم ، أنا من يوم ما عرفتهم وأنا بحسدهم على صداقتهم وترابطهم ، بحسدهم بجد وأقول نفسي يبقي عندي زي مؤمن في ظهري ولا واحد زي كريم ، أخ راجل وقت ما أقول أخ يسندني ، انتِ ازاي قدرتي تشككيهم في بعض ؟ عملتي ايه وصّل كريم للحالة دي ؟ قلتي ايه ؟
نور زعقت بنفاد صبر: قلت وهقول تاني وتالت ان ناهد استغلت ابن أخوها وجابته أراجوز يسلي ابنها ولحد النهارده مؤمن تابع لكريم وبس بيرموله شوية فتات يسكت بيهم ويبنوله حتة ملحق زي الخدم قي الجنينة ولا زي بيت الكلب ولا
قاطعها باشمئزاز منها : بس اسكتي اسكتي ، الله لا يسيئك اسكتي ، انتِ شيطانة زي ما كريم قال .
بصتله بغضب : شيطانة علشان مش عايزة حد يستغله ؟ علشان عايزاه يستقل بنفسه وشغله وحياته ؟
مسكها من دراعها جامد ورد بعصبية : يستقل ايه ؟ انتِ عايزة تدمريه وبس ، انتِ لا يمكن تكوني حبيتيه لانك لو حبيتيه هتعرفي انه زي السمك ما يقدرش يعيش برا الميا والميا بالنسباله أهله ، ما يعرفش يعيش من غيرهم ، انتِ راجعاله ليه ها؟ ابعدي عنه أحسنله ، اتفضلي من هنا أعتقد وجودك غير مرغوب فيه وهو مش هيبقى طايقك حاليا .
سابه ورجع دخل عند الباقيين وقعد بصمت جنب أبوه .
كريم نزل عند مؤمن اللي أول ما شافه نزل من العربية بسرعة وسأله بخوف: حالته ايه ؟ فاق ؟
كريم ابتسم باطمئنان : فاق والحمدلله كويس عنده ارتجاج بس الحمدلله ، وأول ما فتح عينيه تخيل قال ايه ؟
سأله بقلق : قال ايه ؟
ربت على كتفه بمرح : قال الواطي فين ؟ هاتوه
مؤمن تراجع خطوة بتردد : مش هقدر أطلع ، بلاش دلوقتي لما الدنيا
قاطعه وهو بيمسك دراعه بإصرار : يلا هنطلع عنده ، مؤمن دي حادثة وكلنا معرضين لحاجة زي دي تحصل
مؤمن حرك دماغه بنفي : أيوة بس أنا اللي اتعرضت لده مش كلكم ، دلوقتي سيبني هنا لحد ما هو يفوق كويس أو يخرج من هنا .
كريم بصله بذهول : انت بجد مش عايز تطلعله لحد ما يخرج من هنا ؟ اهو ده تعريف الوطينة بجد ، في ايه يا مؤمن ؟ يلا نطلع لصاحبنا هو ايه اللي لما يفوق ؟ المفروض تقف مع الناس فوق ولا تستخبى هنا ؟ وبعدين من امتى أصلا مؤمن الدخيلي بيتسخبى ؟
مؤمن بص لبعيد بتعب : من ساعة ما بقى بيتهور ويأذي اصحابه ، من ساعة ما بقى مش عارف نفسه أصلا ، كريم أنا
كريم شده بصرامة : هنطلع يلا وبعدين صح مراتك فوق وسوري أنا شوطت فيها وقلتلها تمشي
مؤمن هز دماغه بعدم اهتمام: مش عايز أشوفها أصلا على الأقل مش دلوقتي .
طلعوا مع بعض ومؤمن دخل منكس راسه وده وجع حسن وناهد اللي كانت أول واحدة راحتله وحضنته بحنو : حبيبي انت بخير ؟ طمني عليك ، سيف كويس وفاق وسأل عنك
ابتسم وهو بيربت على ايدها : أنا كويس والحمدلله انه بخير
بص لعز وراح عنده بخجل : عمي أنا
قاطعه بابتسامة : لو هتتأسف فبلاش ، مؤمن أنا مش لسه هعرفك امبارح أنا أعرفك من وانت طفل صغير وعارف مدى صحوبيتك انت وسيف وكريم فانت مش محتاج تبرر أو تعتذر ( كمل وهو بيربت على كتفه ) انت محتاج تحل مشاكلك اللي وصلتك للحالة اللي كنت فيها النهارده.
مؤمن بصله بحيرة فابتسم : أنا مش ابن امبارح وكان واضح عليك انك بتلعب وبتفرغ حاجة جواك مش بتلعب عادي وعلشان كده حاولت أوقفكم بس للأسف ماحاولتش أكتر من كده ، في الأول والآخر ده نصيب .