
اترددت كتير قبل ما تجاوبه بهمس وهي بتحرك ايدها على وشه بحب : هتعرف انك بقيت الهوا اللي بتنفسه ، أو بقيت زي الدم اللي بيجري في عروقي ، هتعرف اني حاسة ان عمري كله اللي عشته قبلك في كفة وحياتي من يوم ما عرفتك دي في كفة تانية ، أصلا حياتي بدأت في اليوم اللي قابلتك فيه ، كل اللي قبل كده كان مجرد تمهيد لحياتي معاك ، كل اللي فات مش مهم ومش عايزاه ومش فاكراه ، لكن لما انت دخلت حياتي خليت ليها معني وطعم ، سيف انت مجرد عدم وجودك في مكان بيفقد حيويته وأهميته ، بحس ان الكون كله بيختلف في المكان اللي انت موجود معايا فيه ، حياتي بدأت بيك ومعاك وليك .
فتح عينيه الاتنين وبصلها بحسرة : حرام تقولي الكلام ده وأنا مش قادر أقوم وأرد عليه بشكل يليق به .
ابتسمت بحب: سلامتك عندي بالدنيا قوم بس والباقي كله يتعوض .
شوية ولقوا نصر جاي بشنطة صغيرة لهمس بطلب من سلوى، فيها كل حاجة ممكن تحتاجها وهمس فرحت ان حماتها بتفهم في أدق التفاصيل .
في بيت حسن المرشدي أول ما دخلوا حسن لسه هيتكلم بس مؤمن اعتذر من الكل : بعد إذنكم أنا محتاج أغير هدومي وآخد دش
حسن نادى اسمه فوقف بس كريم شاورله بدماغه برفض وانه يسيبه ، مؤمن بص لحسن بإرهاق : خير يا عمي ؟
حسن نقل نظراته بين مؤمن وكريم بعدها قال: خير يا ابني اطلع أوضتك ارتاح الدنيا مش هتطير .
طلع أوضته كانت نور قاعدة بهدوم خروجها زي ما هي بس ماعندهوش طاقة يتكلم أو يسألها عن أي حاجة ، رمى السلام ودخل للحمام أخد وقت طويل وبعد ما خرج كانت غيرت هدومها ومستنياه ،
خرج صلى وقعد على السرير وقال بجمود : نعم عايزة تقولي ايه ؟ اتفضلي سامعك .
بمجرد ما قالها كده نسيت كل الكلام اللي كانت مجهزاه أو عايزة ترصه ورا بعض، لما لقاها ساكتة قال قبل مايقف : طيب هقوم أنام لحد ما يبقى عندك كلام تقوليه
قبل ما يقوم مسكت دراعه : اقعد نتكلم الموضوع مش نص حافظاه هسمعه
رد باستسلام : عايزة تقولي ايه ؟ قلتلك هسمعك أو أسهلهالك ، عايزة تسيبي البيت ده ليه ؟
أخدت نفس طويل قبل ما تبدأ تتكلم : مش برتاح هنا ، بفضل متكتفة طول الوقت بالحجاب و
قاطعها ببساطة : عندك الملحق برا مستقل تماما ومحدش معاكي فيه بناكل وبنشرب فيه ومستقلين بحياتنا مش علشان باجي ساعات أفطر هنا أو أتغدى ان حياتنا هنا ، قولي كلام منطقي علشان أعرف أسمعك ، لينا بيتنا منفصل ومستقرين تماما فيه .
ردت بحدة : انت على طول هنا
حاول يفضل هادي وهو بيسألها : هاتيلي مرة واحدة طلبتي مني فيها أفضل معاكي وسيبتك أو مرة واحدة جهزتي فطار وقلتلك لا هفطر هنا أو غدا أو عشا ؟ فكريني بس مرة قلتي فيها نفضل وأنا قلت لا نروح، انتِ بتقولي كسلانة أعمل فطار بقولك مفيش مشكلة تعالي نفطر معاهم ، كسلانة أعمل معرفش ايه تعال ناكل برا بقولك امين ، امتى أجبرتك على وضع مش عاجبك أو أجبرتك تيجي هنا ؟ فكريني بس يمكن أنا ذاكرتي ضعيفة
نور حست ان دي أول جولة تخسرها فلازم تفوز في الجولة التانية : حسن المرشدي طردني من البيت وكلم أبويا ياخدني وماكلمش أبو أمل
أخد نفس طويل بنفاد صبر وحاسس انه بيضيع وقت ومجهود وبس مش أكتر ولا أقل فثال بحزم : أولا ما تقوليش حسن هو مش عيل هترفعي الألقاب ما بينكم ، عمي حسن وثانيا كان رد فعل في وقت معين وجه اعتذرلك واعتذر لأبوكي هو وأنا وأبويا وناهد فالموضوع ده انتهى تماما مش هنعيد ونزيد فيه .
قالت بتحفز : أمل غلطت فيا وأخدت ابني مني ، ناهد طردتني من بيتها ، كريم طردني انت عايز ايه تاني ؟
مؤمن وقف ورد بحدة ونفاد صبر : أنا بسألك عن ليه عايزة تسيبي البيت لحد دلوقتي ما سمعتش إجابة واحدة بتتكلمي في أمور كلها حصلت بعد ما سبتي البيت وبعد ما اتطلقنا وبعد ما غلطتي في كل واحد من اللي ذكرتيهم دول الأول فردوا عليكي ، ما ينفعش تجيبي رد الفعل وتسيبي الفعل نفسه ، لما تدخلي البيت تغلطي في الضيوف اللي فيه وفي أهله لازم نونا ترد عليكي ، لما امّن أمل على ابني لازم تحافظ عليه كل واحد كان في فعل قصاده رد فعل فلآخر مرة هسألك ليه طلبتي الطلاق وليه سيبتي البيت ؟ بطلي تتكلمي عن دلوقتي ليه سيبتي البيت ؟
زعقت بغضب : لانك ليا أنا لوحدي بتاعي أنا وبس محدش له حق فيك غيري أنا ومن حقي تكون ليا لوحدي .
سيطر الصمت عليهم شوية بعدها قال بهدوء : أنا ليكي لوحدك كزوج دي مفيش فيها أي كلام لكن كابن أو كأخ أو فرد في العيلة فلا كل أهلي ليهم حقوق عليا ، أبويا له حقوق ، أمي ليها حقوق ، نونا عمي حسن كريم ابني كل اللي حواليا ليهم حقوق عليا ، احنا مش عايشين لوحدنا في الدنيا دي وعندنا أهل فليه نكون لوحدنا ؟ لو دي نظرتك للعيلة وللحياة فأنا آسف أنا مش الشخص اللي هيسيب عيلته ويكتفي بمراته ، أنا مش الراجل ده ، أقصى ما أقدر أقدمهولك الملحق تحت منفصل استقلي فيه براحتك، عايزة تغيريه وتعدليه ، تدهنيه ، تغيري ألوانه ، تكبريه ، نبني دور كمان فوقه ، تغيري فرشه ، اعملي ما بدالك فيه لكن نخرج برا البيت تماما وننفصل بحياتنا فأحب أطمنك ده مش هيحصل ، لا دلوقتي ولا بعدين ولا في المستقبل ( استنى لحظات تستوعب كلامه بعدها كمل ) بما ان ماعندكيش أسباب مقنعة وماعندكيش كلام متزن تقوليه هقولك أنا تصبحي على خير .
الباب خبط على أوضة سيف وتبعه دخول نادر اللي لاحظ ان همس نايمة على صدر سيف فرجع لورا بحرج بس هي اتعدلت بسرعة و وقفت : تعال يا نادر احنا صاحيين ادخل
دخل بإخراج : سوري بس تخيلته نام فماحبيتش أخبط كتير أصحيه
سيف رد بإرهاق : لو عندك حاجة تنيمني هاتها
قرب منه باهتمام : انت بجد مش عارف تنام ؟ طيب ليه ؟ المفروض في حالتك دي تنام
سيف بتهكم : يمكن علشان البتاعة اللي حوالين رقبتي دي ؟
نادر ابتسم وفكها فسيف اتنفس بصوت مسموع : حرام عليك بجد اللي كنت عامله فيا .
رد بمرح : مش بطمن عليك ؟ المهم محي والممرضة جايين يطمنوا عليك ونشوف لو يديلك حاجة تنيمك شوية
الباب خبط فنادر فتح ودخل محي ومعاه الممرضة اللي بتطمئن على المحلول اللي متركب في دراع سيف .
محي اطمن على سيف وطلب حقنة من الممرضة تديهاله علشان ينام شوية ويهدي الصداع اللي عنده ، انسحب بعدها والممرضة جت وادتله الحقنة اللي نادر الأول اطمن انها حقنة سليمة بعدها بدأت تعمله كمادات على عينيه فهمس سألت نادر بغيرة: بتعمله ايه ؟
نادر : كمادات علشان الورم يهدا .
همس بغيظ : طيب ما أعملهاله أنا بدل ما هي لازقة فيه كده
نادر ابتسم: يا بنتي ده شغلها وبعدين هي عارفة بتعمل ايه ولا بتضغط ولا بالراحة بحيث تجيب مفعول ونتيجة و بعدين لا مش لازقة فيه هي واقفة طبيعي
همس بغيرة : امال أنا لسه حاساها لازقة وعايزة أطلعها برا الأوضة كلها ؟
شدها لبرا وسط اعتراضها ، خرجها بالعافية وبعدها قالها: حبيبتي الممرضة دي من أكفأ الممرضات ولا مش لازقة بتتعامل بشكل طبيعي ، الغيرة حلوة بس مش للدرجة .
لفت وشها بعيد بعبوس: حاجة تانية علشان أدخله ؟
نبهها : همس، سيف تعبان بجد ولو هو بيقولك انه كويس فده مش معناه انه كويس
بصتله بقلق : قصدك ايه ؟ بتضحكوا عليا و
قاطعها بسرعة: لا لا مش ده قصدي خالص ، هو مفيش عليه أي خطورة بإذن الله أقصد انه تعبان ، بصي أقصد لما دخلت وانتِ نايمة على صدره و
قاطعته بتبرير: هو أكدلي انه كويس يا نادر
وضحلها : حبيبتي عارف أنا بس بنبهك انه تعبان يعني ما تضغطيش عليه ، انتبهي للنقطة دي حتى لو قالك كويس لا هو مش كويس والمجهود والحركة حاليا غلط عليه الارتجاج محتاج راحة تامة مش عارف فاهماني ولا ايه حكايتك ؟
كشرت بإحراج : فاهماك وعارفة تقصد ايه ومش فاهمة ليه متخيل اني هبلة أو متخلفة أو مش بحبه كفاية اني أخاف عليه
وضحلها بحب : حبيبتي عارف انك بتحبيه بس من الحب ان الواحد عايز قرب حبيبه فبوضحلك بس انه محتاج يومين لتلاتة علشان يقدر يمارس حياته الطبيعية معاكي مش قبل كده لكن مش بمنعك من حضنه ، بالعكس قربك منه ده راحة نفسية له لكن مش أكتر من كده ده فقط اللي بقوله
ربعت ايديها بضيق: خلصت ولا لسه ؟ البنت زمانها
قاطعها بتهكم : زمانها ايه هتاكله ؟
بصتله بحدة : اه تاكله
دخلت بسرعة ونادر وراها بس قبل ما تتكلم الممرضة شاورتلها تسكت وهمست : نام
خلصت وبصت لنادر واتكلمت بهمس : لو في أي حاجة رنوا الجرس بعد إذنكم
خرجت بعدها نادر بص لهمس : هسيبك انتِ كمان ترتاحي شوية وهروح أشوف باقي المرضى بتوعي تصبحي على خير .
سابها وهي غيرت هدومها وقعدت على الكنبة اللي جنب السرير مسكت موبايلها تقلب فيه بس سمعت صوت سيف : همس
وقفت بسرعة مسكت ايده : أنا جنبك
اتكلم بنعاس : امال مش في حضني ليه ؟ تعالي في حضني ما تناميش بعيدة عني
ابتسمت وطلعت نامت على كتفه زي ما متعودة دايما .
ونكمل بعدين
توقعاتكم
بقلم / الشيماء محمد أحمد
شيموووووو