روايات

الفصل الثالث والعشرون

فايزة مسكت وشها بايديها الاتنين بابتسامة حنونة : الفستان جميل جدا ومتخيلاكي هتبقي زي الملاك الأبيض الجميل وهدعي أشوفك بالفستان الكبير ، ربنا يسعدك يا ملك .
قعدت معاها يتكلموا شوية وتساعدها في جمع الحاجات اللي هتاخدها معاها ، وسألتها فجأة : مش هتقولي لمامتك يا ملك ؟
نفخت بضيق لأن لو نور ضايقتها بكلمة عن الفستان فأمها مش عارفة هتعمل فيها ايه ؟
فايزة راقبت انفعالاتها فكملت بعقلانية : لازم مامتك تعرف ان بكرا كتب كتابك دي مهما كانت أم ، ما تروحيش لوحدك حواليكي ٣ رجالة اختاري أي واحد فيهم التلاتة رهن إشارتك
ملك علقت بضحك : بابا وأخويا مين التالت ؟
فايزة ضحكت : اللي هيبقى جوزك بكرا معقول ناسياه ؟
ملك بصتلها بحيرة : مش حكاية ناسياه بس بابا وأخويا عارفين ماما ويقدروا يوقفوها لو تمادت معرفش نادر بقى ايه طبعه ؟ أخاف تقوله حاجة تضايقه ، تحرجه ، لا نادر مع ماما لا أخاف
فايزة طمنتها : جوزك شريكك في كل حاجة المرة قبل الحلوة وهو لازم يكون عنده معرفة بمامتك وطباعها مش تفاجئيه بعد ما تتجوزوا يا ملك !
نفت بسرعة : هو عارف كل حاجة عنها بس المعرفة حاجة والمقابلة وجها لوجه حاجة تانية ، مش عارفة بقى .
سابتها وخرجت وهي بتردد مسكت التليفون تكلمه وترمي الموضوع عنده .
فايزة خرجت راحت لبنتها وبمجرد ما دخلت أوضتها نور قالت بتحفز: لو جاية تدافعي ولا تتكلمي فأنا….
قاطعتها فايزة بهدوء : أنا جاية لبنتي أقعد معاها شوية ، ينفع؟
نور سكتت وقعدت على طرف السرير وأمها قعدت قصادها مسكت ايدها بحنو : نور انتِ مش لوحدك يا حبيبتي كلنا معاكي ، حتى لو بنتعصب أو نزعق بس ده كله لمصلحتك .
نور بصتلها بسخط : أنا مش عيلة ولا صغيرة ، أنا عارفة مصلحتي كويس .
فايزة بهدوء: فهميني طيب ليه عايزة تفصلي مؤمن عن أهله؟ ايه مشكلتك معاهم ؟ كنتي متقبلة بيتهم وارتباطهم وعايشة ليه دلوقتي ؟
نور شدت ايديها و وقفت بجمود: حاولت بس اكتشفت اني حبيت حياتنا برا مصر لوحدنا أكتر ، كنت بحب أعيادنا لوحدنا ؛ بحب عيد ميلادي معاكي انتِ ونادر وبس ، كنت بحب وحدتنا مش حابة كل ده ، تخيلت اني مفتقدة اللمة والناس والصحاب بس اكتشفت ان الوحدة أحلى بكتير ، أنا بحب أكون لوحدي مع الناس اللي بحبهم ، عايزة أعمل عيد جوازنا أنا ومؤمن فقط ، عايزة عيد ميلادي يبقى بتاعي لوحدي هو مش شايف غيري ، عايزة عيد ميلاد ابني يبقى أبوه وأمه وبس ، الحياة بتفرق كده ، بتبقى أقوى ، كنت أنا ونادر وبس محدش يقدر يدخل بينا تعالي دلوقتي ؛ في مروة وتالا وملك وبابا وانتِ وشغله واصحابه كل الناس دي بتشاركك حبه، الأول كنت أنا بس ، جربت وماحبيتهوش ، لو هتكلم عن مؤمن فمؤمن بقى غير نادر يعني نادر معتدل شوية لكن مؤمن بيعشق ناهد وحسن وحاططهم فوق أوي و معاهم أبوه وأمه وقبلهم يجي كريم باشا المبجل وبعدها أجي أنا وابنه دول الأساسيين بس مش هنتكلم بقى عن إياد وعن سيف صاحبه ونادر وممكن أعدلك مليون شخص مؤمن بيحبه .
فايزة بتسمعها بذهول بس حاولت ترد بعقلانية : مش معنى انه بيحب ناس كتير وهم بيحبوه انه بيحبك انتِ بشكل أقل
نور بغيظ : بس أنا مش حابة ده مش عايزة قلبه متوزع لكل الناس
فايزة باستنكار : حتى لو هتخسريه خالص ؟
ردت ببساطة : حتى لو هخسره ، يا أنا لوحدي يا ما يلزمنيش ، بصي ريحي دماغك مش هتقولي حاجة ممكن تغير تفكيري ، ما تضيعيش وقتي و وقتك .

خلال ساعتين كان نادر خاطر واقف قدام البيت مستني خروج ملك علشان يروح معاها مشوارها ، فضلت طول الطريق توعيه وتقوله عن أمها وحركاتها وهو قبل ما ينزلوا مسك ايدها : ينفع تهدي وتبطلي التوتر ده ؟ أنا مامتك عارفها كويس ، اتقابلت معاها في المستشفى وسمعتها وعارف طريقتها في الكلام ، اهدي بقى
دخلوا الاتنين وملك رنت الجرس فتحتلها الشغالة دخلتهم عند مامتها اللي كانت قاعدة مستنياها وفوجئت بنادر معاها فبصتله بتمعن : أنا شوفتك فين قبل كده ؟
ملك جاوبت عنه : دكتور نادر يا ماما كان الدكتور بتاعي لما كنت تعبانة في المستشفى
هزت دماغها بتذكر : أيوة أيوة افتكرته
ملك مسكت ايده فمامتها تلقائيا بصت لايديهم باستغراب فملك وضحتلها بتردد : بكرا كتب كتابي أنا ونادر
أمها بصتلهم الاتنين بذهول تام بعدها قالت باستنكار : وانتِ جاية تقوليلي زي الغريب بالظبط ؟
ردت بضيق : حضرتك اللي بعدتي عننا واخترتي تكوني لوحدك مستغربة ليه بقى ؟
زعقت بغيظ : أنا برضه اللي اخترت ولا انتِ اللي فضلتي مرات أبوكي عن أمك ؟ الست اللي حرمتني من جوزي وحرمتك انتِ نفسك من أبوكي روحتي رميتي نفسك في حضنها و بعدين هو ده اللي هتتجوزيه بعد كل ده ؟ حتة دكتور فرحانة بالبالطو الأبيض بتاعه ولا …
نادر وقفها ببرود: أعتقد كل الكلام ده دلوقتي مالهوش أي لازمة هي جاية تبلغك وبس ان بكرا كتب الكتاب ( حط على الترابيزة قدامها دعوة وكمل ) مكتوب عليها عنوان المكان لو حابة تحضري وتكوني مع بنتك زي ما بتقولي يا أهلا بيكي عندك رأي تاني براحتك ، دلوقتي بعد إذنك وفرصة سعيدة جدا
شد ملك وأخدها برا ركبها عربيته وبعد بها : كلميني
ملك بصتله بحزن: هو أنا كده غلط معاها ؟ هي بتعمل كده ليه ؟ المفروض انها تحبني المفروض تفرحلي
نادر بتهكم : حبيبتي ما تحاوليش تفهمي ، أمي طول عمرها بتحبني واديكي شايفة تصرفاتها معايا ، الخلاصة ان بكرا يومنا وهنبقى فيه لبعض ومع بعض ، الباقي كله هنصلحه مع بعض واحدة واحدة اتفقنا ؟
ابتسمت ابتسامة خفيفة : اتفقنا يا حبيبي .

هالة وهمس سافروا مع بعض ونصر وصلهم لحد باب البيت ، استمتعوا مع بعض وآخر النهار لبسوا وجتلهم ميكاب ارتيست البيت عملتلهم الميكاب والاتنين كانوا أحلى من بعض .

سما لبست واستعدت هي ومامتها في انتظار علي اللي وصل بعربيته كان معاه أمه قاعدة جنبه وأخته ورا و دخلت سما وأمها جنبها واتحركوا .
صفية اقترحت محل متعودة تروحه بس مامت علي قالت انهم متفقين مع حد قريبهم هيجيبوا من عنده لانه بيراعيهم في المصنعية والضريبة ، وصلوا المحل ودخلوا كلهم مع بعض وبدأوا يتفرجوا
سما بصت لعلي : ما تيجي تختار معايا
ابتسم بحرج : أنا مش بفهم في الدهب أصلا يا سما ، علشان كده جبت أمي وأختي يختاروا معاكي .
ابتسمت بضيق وبصت قدامها و مفيش أي حاجة عاجباها
الأم اختارت طقم و ورته لسما : شوفي ده حلو أوي يا سما
سما بصتله وردت بلطف: جميل بس مش ذوقي يا طنط أنا عايزة حاجة سيمبل عن كده .
البايع طلع كذا طقم أرق لفتوا انتباه سما فابتسمت : دول أحلى بكتير
أم علي قربت وكشرت بعدم رضا: أيوة بس دول كلهم فصوص
استغربت : يعني ايه ؟ عادي
أم علي : يخسروا كتير لو حبينا نبيعهم
صفية استغربت : وتبيعوهم ليه يا أم علي ؟
علي اتدخل بسرعة : قصدها لما تحب تغيرهم مش نبيعهم نبيعهم يعني .
ابتسمت بضيق : اه طيب بس سما بنتي مش من النوع اللي كل يوم والتاني عايزة تغير دهبها ، هي لما بتقتنع بحاجة خلاص بتفضل معاها وبتحب تحتفظ بها مش بتغير ، تشتري جديد لكن ما بتغيرش فاطمني .
أم علي بصت لابنها بعدم اقتناع وبصت قدامها واختارت كذا طقم تاني وبرضه سما رافضة وآخر ما تعبت شدت الطقم اللي عاجبها قدام خطيبها وقالت بعناد : هو ده اللي عاجبني غيره مش عايزة ، براحتك بقى انت و والدتك ، أنا هقعد علشان تعبت .
شدها لبرا المحل و وقف قصادها بضيق : هو في ايه يا سما ؟ ايه تنشيف الدماغ ده ؟ يعني راضي أمي وما تحرجيهاش كده
سما اتعصبت : دي شبكتي أنا ، أنا اللي هلبسها مش أمك ، لما أختك تيجي تتجوز ابقى خلي أمك تلبسها على مزاجها أنا لا
علي بنرفزة : يعني ايه ؟ هو أي عناد والسلام ؟ بعدين اللي هي مختاراه أحلى أصلا من اللي انتِ اخترتيه
سما بعناد : وهو أنا اللي هلبسه ولا انت ؟ ولا أمك ؟ أنا صح ؟ طالما أنا يبقى يكون على ذوقي أنا مش بتدخل في لبسك ولا حاجتك الخاصة
علي بإصرار : بطلي عناد لو سمحتي وعديها على خير
سما ربعت ايديها بإصرار: انت عايز تشوف العناد بجد ؟ طيب مش هختار غيره واللي عندك اعمله ، هدخل آخد أمي وهمشي بعد إذنك
سابته وداخلة بس مسك دراعها منعها برجاء: لو سمحتي ما تحطينيش في الموقف ده مش عايز أزعلك ولا أزعلها أعمل ايه ؟
سما بصتله بحيرة : معرفش دي مشكلتك مش مشكلتي .
ربعت ايديها وهو واقف قصادها وشوية وخرجت صفية عندهم : ايه يا ولاد مش حلوة الوقفة دي
علي باستنجاد: مكنتش أعرف ان دماغها ناشفة كده ، بقولها
قاطعته سما بغضب : عايزني أختار اللي والدته مختاراه يا كده يا بزعلها
صفية بهدوء : يا حبيبي دي شبكتها ، بتاعتها هي وفرحتها هي محدش له يختارلها والمفروض والدتك كبيرة وعاقلة وعارفة الكلام ده .
علي بتفكير : بس اللي أمي مختاراه أغلى وأتقل و
قاطعته صفية : يا حبيبي احنا مش بنبص للفلوس ، هي عاجبها ده .
سما بصت لأمها بضيق: بقولك ايه أنا تعبت تعالي نروح ونبقى ننزل أي يوم تاني ( بصت لعلي ) مش لازم نشتري النهارده وبكده ما تزعلش والدتك ونيجي بكرا ولا بعده نشتري .
علي بحيرة: أيوة ونقول للراجل اللي بقالنا ساعة بنختار عنده ده ايه ؟ ولا أقول لأمي وأختي ايه ؟
سما اقترحت : قولهم صاحب الصيدلية عندي اتصل بيا وقالي في مشكلة ضروري ولازم أروحله وأنا هاخد تاكسي وأمشي ، سلام
مشيت من قدامهم ومارضيتش تقف تكلم والدتها ولا هو اللي نادى عليها يحاول يوقفها ، بص لأمها بعتاب: شايفة تصرفاتها ؟ عاجبك كده ؟
صفية أخدت نفس طويل بحيرة : الشبكة فرحة البنت وانت ضايقتها وضيعت فرحتها دي ، يلا ندخل .
دخلوا وأمه بصت وراه مستنية سما تدخل بس قفل الباب فعلقت باستنكار : سما فين ؟
قالها زي ما سما قالت وبعدها بص للراجل : هنيجي بكرا بإذن الله آخد اللي يعجبها ، يلا يا أمي دلوقتي
أمه بصت لصفية بتأنيب : بقى ده اسمه كلام ولا دي أصول ؟ شغل ايه وصيدلية ايه اللي أهم من شبكتها ؟
صفية بتهكم : انتم مش عايزينها تختار شبكتها يبقى خليها تشوف شغلها .
أمه بضيق : يا حبيبتي احنا بنختارلها حاجة تعيش وأقيم وأتقل تنفعها مش منظر على الفاضي ، كان المفروض أقنعتيها معايا
صفية بهدوء : هي بتعمل اللي يريحها دي شبكتها تلبس اللي يعجبها مش اللي يعجب الزمن ؛ هي مش هتشتريها خزينة لقدام .
خرجوا كلهم و علي وصّل صفية البيت وبعدها وهو مروح مع أمه أول ما اتحرك بالعربية قالتله بسخرية: مشت كلامها عليك السنيورة ؟ جتك خيبة هتركبك وتتنطط فوقك بعدها ولا هتعرف تمشي كلامك عليها بعد كده.
اعترض : يا أمي دي شبكتها وهي حرة
ردت بتبرير : ماهي بتبدأ بحاجات صغيرة زي كده بعدها خلاص ما بتعرفش توقف .
كشر بضيق : بقولك ايه هي اختارت واحد وأقل في السعر بكتير خلاص هجيبه وبعدين الراجل قالي لو بعته عنده بالفاتورة مش هيخصم الفصوص اللي فيه ، ما تعمليش فيلم بقى .
سما بعد ما أمها دخلت عندها وقعدت معاها سألتها : وبعدين ؟ لو أصر هتعملي ايه ؟
سما بضيق : انتِ عاجبك ان أمه هي اللي تختار ، ماشي حلو انه مش عايز يزعلها بس مش على قفايا
صفية بحيرة : يعني يا سما اللي مالهوش خير في أهله وخصوصا أمه مالهوش خير في حد
سما برفض : ماشي بس مش للدرجة دي على العموم هشوف بكرا هيعمل ايه ؟
ونكمل بعدين
توقعاتكم
بقلم / الشيماء محمد احمد
شيموووو

انت في الصفحة 3 من 3 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل