
مروان عزم كريم ومراته ومؤمن اللي اعتذر منه ، وعزم نادر وملك اللي وافقوا يحضروا وأهل سيف كلهم ، اتحركوا بالعربيات ورا بعض وبعد فترة وصلوا بيت هالة والبنات جريوا على البلكونة يتفرجوا عليهم، طلعوا والكل بيرحب بيهم والزغاريد مالية البيت ، سيف عينيه بيدوروا بلهفة على همسته اللي النهار كله محروم منها .
الكل بيتعرف ويسلم وهمس خرجت كانت بتسلم معاها لحد ما وقفت أخيرا قدام سيف اللي شدها لحضنه وسط الزحمة ومحدش واخد باله وهمسلها بشوق : وحشتيني أوي
ابتسمت وهمست بحب : وانت كمان وحشتني
بعدت عنه شوية بس فضل دراعه حواليها ضاممها وهي جنبه همسلها بغزل : أول مرة أعشق البينك مش أحبه
همس بصت لفستانها اللي فعلا كان جميل عليها ، لفت ايدها على وسطه هي كمان بابتسامة سعيدة ، الاتنين اتخضوا من سلوى اللي جت وراهم حطت ايديها عليهم وقالت بابتسامة تخفي بها استياءها : راعوا انكم وسط ناس فما ينفعش تقفوا حاضنين بعض كده
سيف بصلها باستنكار : في ايه يا أمي ؟
همس بعدت عنه بإحراج بس سيف ما سابهاش ووجه الكلام لسلوى : بصي وراكي كده هتلاقي كريم وأمل واقفين بنفس الشكل ونادر وملك واقفين كده مش احنا بس ، كل واحد جنبه مراته ، بصي حواليكي وبطلي تركزي معانا بالشكل ده .
آخر جملة كانت حادة فهمس مسكت دراعه بتنبيه : سيف اهدا
سلوى بصتلها بتهكم: لا والله ؟ بجد يهدا ؟
سيف هيتكلم بس كريم نادى عليه فسابهم وراحله ، همس قبل ما سلوى تتكلم شاورت لهالة اللي نادت عليها فاعتذرت من حماتها : هالة بتنادي لحظة
جريت من قدامها وهي بتتشاهد .
سيف راح لكريم و وشه كان باين عليه انه متضايق، كريم أخده تحت بحجة انه ناسي حاجة في العربية وهناك سأله : في ايه مالك ؟ وليه حسيت انك كنت هتتخانق ؟
رد بنرفزة : تخيل أمي بتقولي شيل ايدك من على مراتك ؟ متخيل انت ؟
كريم استناه يهدا بعدها اتكلم بهدوء: ما احنا قلنا
قاطعه بغيظ : قلنا ماشي وبعدين أنا عملت ايه ؟ سلمت عليها عادي جدا ، ما شوفتهاش من الصبح حضرتك بتسلم على مراتك ازاي ؟ و واقف جنبها وأمي مش لوحدها جنبها بابا يعني أنا مش سايبها مثلا في مكان لوحدها بس كده كتير بجد .
كريم علق بهدوء : ماشي كده كتير و والدتك مزوداها تقدر تقولي ايه الحل ؟ تتخانق معاها وسط خطوبة صاحبك والناس تتفرج عليكم ؟ اهدا دلوقتي ولما تروح البيت اتكلم مع والدتك بمنتهى الهدوء وقولها ايه بيضايقك واسمع منها ايه بيضايقها واوصلوا لحل لكن أكيد مش دلوقتي .
سيف اخد نفس أكتر من مرة علشان يهدا بعدها بص لكريم وهز راسه بموافقة وشكره وطلعوا فوق، وقفوا الرجالة مع بعض وهمس وقفت مع أمل وهالة وملك بس عينيها على سيف اللي بصلها وحس انه مربوط، نفس الإحساس اللي كان بيحسه زمان قبل ما يكون له حق فيها ، كان مربوط زي دلوقتي بالضبط والإحساس ده ضايقه .
بص للدبلة في ايده عليها اسمها وبصلها بس قاطع أفكاره مروان اللي بيسأله بتوتر : ألبسها الدبلة دلوقتي ؟
سيف بصله لوهلة بعدم تركيز بعدها انتبهله ولام نفسه انه بدل ما يهتم بصاحبه بيفكر في نفسه ، ابتسم: لحظة هشوف أبوها .
سيف اتكلم مع أبوها وبعدها هالة ومروان قعدوا جنب بعض وسط زغاريد الكل ومروان لبسها الدبلة وهي لبسته دبلته ، كان جايبلها طقم دهب فاجأها به فرحت به، مامته قربت منها باركتلها وحضنتها بشدة وطلعتلها علبة فيها عُقد رقيق وثمين، هالة بصتلها بدهشة فوضحت بابتسامة صادقة : ده كان هدية من المرحوم جوزي واتفقنا نديه لمرات ابننا لما يكبر ويتجوز ، مبروك عليكي أحن راجل في الدنيا ومش بقول كده علشان ابني بس هو فعلا حنية الدنيا كلها فيه .
هالة حضنتها ومامتها ابتسمت بارتياح و حست انها اختارت راجل صح لبنتها .
سيف قرب من همس واداها علبة صغيرة : خدي هادي صحبتك .
بصتله بابتسامة : تصدق أنا كنت ناسية أصلا اني المفروض أجيبلها حاجة ؟ كويس انك افتكرت
فتحت العلبة كان فيها سلسلة جميلة وراقية فابتسمت بحب وإعجاب : ذوقك كالعادة فوق الروعة
سيف ضيق عينيه بتفكير : مش قادر أحدد الجملة دي مدح ليا ولا كبرياء منك
ضحكوا الاتنين وردت بغرور : طبعا كبرياء مني لان ذوقك عالي باختيارك ليا
سيف بضحك : مش هعترض يلا نباركلهم
سألته بفضول : ليه ماجيبتش ألماس ؟ مش مروان صاحبك الانتيم ؟
جاوبها : علشان يا حبيبتي ما ينفعش ذوقيا نجيب هدية أعلى من العريس نفسه يعني مراعاة له
بصت لكريم وأمل وقالت بحيرة: ما ممكن يجيبوا هما ألماس ويفتكروا اننا مش بنحبهم
ضحك على تفكيرها : حبيبتي أولا كريم بيفهم في الذوق والأصول جدا وبعدين مروان صاحبه عن طريقي فمش أي حد بنجيبله ألماس يا قلبي ( مسك دقنها وكمل ) الألماس هدية مميزة لحد مميز للقلب فهمتي ؟
ابتسمت وراحت معاه ناحيتهم وتمتمت : هيبقى شكلنا وحش لو هديتنا أقل
سيف بصلها : يا بنتي اهدي
باركولهم وهمس ادت الهدية لهالة اللي فرحت بها وحضنتها جامد ، كريم وأمل قربوا وباركولهم وأمل ادت هديتها لهالة اللي همس بصتلها بفضول وسيف لاحظ ده فابتسم وشغل نفسه بالكلام مع اصحابه ، هالة فتحت علبة أمل كان فيها اسورة رقيقة وشكرت أمل جدا ، همس ابتسمت وبصت لسيف اللي ابتسملها وغمزلها .
ملك باركت لهالة وادتها بوكس كبير شوية فهالة استغربت
ملك بتوضيح: كنت محتارة أوي في الهدية بس مش هنكر ( بصت لهمس وكملت ) في حد ساعدني واقترح عليا .
هالة ابتسمت بحرج : والله مجيكم بس كفاية عندي وربنا يتمملك على خير بكرا .
أمها جنبها سألتها بفضول : هي خطوبتها بكرا برضه ؟
هالة ابتسمت : كتب كتابها ، ماما انتِ عارفة دكتور نادر أخو همس صح؟ ملك هتبقى مراته بكرا بإذن الله.
مامتها باركتلها ودعتلها ربنا يوفقها وملك عزمتها تحضر مع هالة.
السهرة كانت جميلة والكل كان مبسوط والأجواء عائلية و مبهجة .
آخر الليل قبل مايمشوا همس اقترحت ان هالة تروح معاها علشان تحضر حفلة أخوها بكرا بس والدها رفض على وعد انها بكرا تروح وخليها الليلة دي وسط أهلها .
كل واحد ركب عربيته بأسرته، سيف معاه سلوى وعز اللي قبل ما يركب سلوى مسكت دراعه : عز رجليا واجعاني أوي وعايزة أفردهم ، مش هقدر أتحمل الطريق كله على الكنبة ، ايه رأيك لو تسوق انت ونقعد أنا وانت قدام ؟
سيف فهم مامته عايزة توصل لايه وقبل ما يتكلم همس ضغطت على ايده يسكت واتكلمت هي : طيب لو حضرتك هيريحك تقعدي قدام وتفردي رجليكي اتفضلي
سلوى : بس عز يسوق وانتم تقعدوا جنب بعض براحتكم
سيف رد بجمود قبل أبوه : لا بابا خليه مرتاح واتفضلوا خلونا نتحرك بدل ما احنا واقفين كده معطلين الكل .
كريم قرب منهم بتساؤل: سيف في حاجة ؟ احنا معانا مكان لو في أي مشكلة
سيف التفتله ورد بغيظ : لا يا كريم متشكر بس والدتي رجليها تعبانين وعايزة تقعد قدام مش أكتر .
كريم كان هيضحك بس حاول يتكلم بجدية: ألف سلامة عليها طيب أقدر أساعدك بأي حاجة ؟
سيف شكره وبص لأهله بضيق : اتحركوا يلا
عز اقترح : طيب أسوق أنا يا سيف
سيف بصله باقتضاب : لا يا بابا اتفضل حضرتك وبعدين الطريق مش طويل
ركبوا وسيف راح لكريم عند عربيته وكان واقف لسه و معاه نادر وملك : بقولكم أنا هطير
نادر : ما كلنا هنمشي
سيف وضح : لا أقصد همشي بسرعة فمحدش يحاول يمشي على سرعتي امشوا براحتكم عايزين حاجة مني ؟
كريم مسك دراعه بتحذير : سيف، انت معاك أغلى ناس في حياتك ولو جرى
قاطعه بضيق : كريم عارف كويس بس معلش مش هقدر أمشي بالراحة وبرضه مش هتهور ما تقلقش يلا سلام
نادر وقفه ومشي معاه بعيد عنهم وسأله باهتمام: في حاجة مضايقاك ؟ همس مضـ
قاطعه بسرعة : لا لا مفيش أي حاجة أنا وهمس كويسين جدا بس أنا في الطرق السريعة دي مابعرفش أمشي مع حد وبحس اني متكتف فبنطلق براحتي مش أكتر
راح عربيته وسلوى سألته : في ايه لكل ده ؟
رد باختصار بدون ما يبصلها : مفيش كله يربط حزامه
أبوه وهمس استغربوا وهمس سألته : حتى احنا هنا ؟
بصلها في المرايا: اه ياريت كلكم
اتحرك بسرعة عادية لحد ما خرج برا البلد وهنا سرعته اختلفت وكريم تمتم بقلة حيلة: يا مجنون
أمل سألته بفضول : هو ماله ؟ حسيته في حاجة خانقاه أو متضايق
كريم بصلها بغيرة : نعم يا اختي ؟ حسيتي بايه ؟ وانتِ مالك وماله تحسي به ليه أصلا ؟
أمل ضحكت جامد ومسكت دراعه بدلال : حبيبي الغيران
زق دراعها بزعل مصطنع: اوعي بقى بلا حبيبي بلا بتاع قال حسيته متضايق قال
أمل بضحك : لا لا بجد والله ما أقصد بس فعلا هو كان شكله هيولع أصلا لو حطيت جنب وشه عود كبريت هيولع لوحده
كريم شرحلها الوضع فقالت بتعاطف: يا عيني عليكي يا همس دي حتى غلبانة ، البت دي طيبة أوي وتحسها على نياتها كده وبطبيعتها
كريم : هي فعلا على نياتها وبعدين دي لسه طالبة يعني لسه ماخرجتش للحياة أصلا ، وللأسف دخلت المطحنة بدري بدري بحبها لواحد زي سيف .
استغربت : ليه ماله واحد زي سيف ؟ مش إنسان كويس ؟
وضح بسرعة : طبعا كويس أنا أقصد بالمشاكل اللي كان واقع فيها وصراعه مع المحلاوي واضطراره يرتبط بشذى مش هي كانت طرف في كل الحوارات دي ؟
أمل بتفهم : أيوة ماشي بس كل ده انتهى
كريم اتنهد : انتهى بس في حد بيلعب ورانا كلنا ، في حد بيحاول يخربله المصنع ، في حد بيحاول يخربلي حياتي ، في حد ورانا يا أمل والحد ده مجهول .
سكت الكلام بينهم على كده وفي حالة قلق سيطرت على الجو فكريم حاول يغيرها وقال بتحذير : نرجع للمهم ممنوع منع تام تحسي بحد غيري فاهمة ولا لا؟ ولا سيف ولا مؤمن ولا حتى أبويا ولا أي راجل في الدنيا مهما كان مين ، ممنوع الإحساس غير بكريم وبس مفهوم ؟
رجعت تضحك تاني : علم وينفذ اباشا .
في عربية سيف صمت تام مسيطر على الطريق وسلوى حست ان ابنها طاير مش سايق : ينفع تهدي السرعة دي شوية ؟
رد بجمود بدون ما يبصلها : الطريق فاضي قدامنا وبعدين دي مش سرعة أصلا بالنسبالي أنا كده مراعي انكم معايا
عز حس ان في حاجة مضايقاه فسأله بشك: انت في حاجة حصلت يا سيف ؟
بص لأبوه في المرايا : لا يا بابا مفيش أي حاجة ، أنا مش سايق بسرعة تحبوا أوريكم سرعتي بسرعة تبقى ازاي ؟
عز رفض بس سلوى وافقت بتحدٍ : اه وريني سرعتك لو دي مش سرعة، ايه هتطير بالعربية ؟ انت أصلا طاير .
عز بتحذير : سلوى وبعدين ؟ سيف هدي السرعة شوية لو سمحت .
سيف تجاهل الاتنين وزود سرعته بشكل مخيف فأبوه زعق : سيف وبعدين ؟ هي أرواحنا لعبة ولا ايه ؟
سيف قلل السرعة شوية بعدها بص لأبوه : لا يا بابا بس بوريكم الفرق بين سرعتي دي والسرعة اللي بجد ، فأنا لما أقولكم مش ماشي بسرعة تصدقوني .
الكل سكت بعدها لحد ما وصلوا البيت وركن عربيته قدام الباب واستناهم ينزلوا بعدها اتحرك علشان يركن ، دخلوا التلاتة وعز وقّف همس بتساؤل : هو سيف ماله يا همس ؟ انتم زعلانين ؟
همس ردت بسرعة : لا يا عمو مش زعلانين .
رد بعدم اقتناع : حبيبتي سيف مش بطبيعته وفي حاجة مضايقاه وأكيد انتِ عارفة هو ماله وساكتة، لو زعلانين ومش عايزانا نتدخل ماعنديش أدنى مشكلة لكن ما تقوليش مفيش حاجة وهو هيولع بالشكل ده
همس بصتلهم الاتنين بحيرة ومش عارفة تقول ايه ، بصت لسلوى اللي قعدت وحطت رجل على رجل بمنتهى الهدوء بعدها بصت لعز : عمو والله مافيش أي زعل بيني وبين سيف ، احنا مش متخانقين
عز بحدة : طيب هو ماله طيب ؟ عرفيني فيه ايه ؟
قبل ما همس ترد سيف دخل وراها وهو اللي اتكلم بحزم: يبقى حضرتك تسألني أنا في ايه ؟ مش تقف تقرر في مراتي بالشكل ده