روايات

الفصل الثالث والعشرون

سما راجعة من شغلها بالليل منهكة ومرهقة قابلتها أمها : حماتك كانت هنا لسه ماشية عايزين ينزلوا بكرا يشتروا الشبكة
سما بصتلها : طيب ما علي كلمني ليه ماقالش ؟ كنت أستأذنت وأنا في الشغل بالمرة
صفية : معرفش والله المهم بكرا ننزل المغرب كده ماشي؟
سما بحماس : هتصل بصاحب الصيدلية أقوله وهو مش بيعارض .

سيف في الجامعة بعد ما تم توزيع كل الطلبة على المشاريع استلم ورقة بأسماء الطلبة اللي هيكونوا معاه .

في أول محاضرة للمشروع سيف بلغ الطلبة انهم هياخدوها دايما في المعمل بتاعه ، الكل اتوجه للمعمل وعامل البوفيه فتحلهم دخلوا واستنوا وصول سيف .
دخل باشمهندس حامد اللي بيديهم السكشن لمادة سيف فالكل انتبه ، بدأ يتعرف عليهم بشكل أوضح ويفهمهم المشروع هيكون ايه ويتكلم معاهم بشكل عام لحد ما وصل سيف اللي دخوله كان مبهج للكل ، عينيه اللي مخبيها ورا نظارته دورت تلقائيا على همسته لحد ما شافها وسط اصحابها هزلها دماغه كنوع من السلام فردت بابتسامة ، سلم على حامد وبعدها بص للطلاب: حاولوا تقعدوا ما تفضلوش واقفين احنا قدامنا محاضرتين محترمين شدوا كراسي واقعدوا ، النهارده مش هناخد المحاضرتين كاملين هندردش شوية ونفهم الدنيا هتمشي ازاي فهاتوا الكراسي من قدام الأجهزة وقربوها مني .
الكل اتحرك وهو شاور لهمس تقرب منه وشد كرسي جنبه شاورلها عليه فقربت بتردد: أقعد جنبك ؟
ابتسم : أكيد طبعا ( بص لحامد ) انت عارف باشمهندسة همس يا حامد ؟
ابتسم و وضح : اه يا دكتور عارف انها أولى الدفعة ( كمل بحرج ) وزوجة حضرتك .
سيف ابتسم : تمام
الباب خبط ودخل محمود السمري سلم على حامد وسيف بعدها بص لهمس وكان هيسلم عليها بطريقته المعتادة ولسه هيتكلم : هموو… ( نظرة سيف خلته قطع الكلمة وحمحم ) باشمهندسة همس ازيك ؟
همس كانت هتضحك على شكله بس ردت بجدية مزيفة: أهلا يا باشمهندس محمود .
الكل قعد في مكانه واصحاب همس كانوا جنبها هالة وهبة ومي وأحمد ومحمد ، حامد قعد جنب سيف وجنبه قعد محمود والهدوء عم المكان فسيف بدأ يتكلم : بدايةً عايزكم تقسموا نفسكم مجموعات المجموعة ما تقلش عن خمسة وما تزيدش عن عشرة والمحاضرة الجاية كل مجموعة هتسلمني ورقة فيها أسماء الفريق ، كل فريق يختار ليدر يتكلم نيابة عن زمايله ، يعني لو في سؤال ما ألاقيش عشرة داخلين يسألوا تكتفوا بواحد تثقوا فيه ، هيكون متواجد معاكم باشمهندس حامد ومحمود بشكل دوري مش شرط نستنى لميعاد المحاضرة تعرفوا مكاتبهم وتروحولهم في أي مكان لأي استشارة وعامة هيكونوا متواجدين هنا في المعمل آخر النهار ، في أي استفسارات بشكل عام قبل ما نتكلم عن تفاصيل المشاريع نفسها ؟
طالب رفع ايده وسيف بصله فسأل : لو حد مالهوش زمايل ومش لاقي فريق ؟
سيف بهدوء: اللي مش هيلاقي فريق ينضمله هوزعه بشكل عشوائي على أي مجموعة عددها مناسب ، تمام ؟
– ولو الفريق رفضه ؟
سيف بصوله بذهول : ليه في كي جي احنا ولا ايه ؟
طالب تاني سأل : هو ممكن حد يطلب مساعدة خارجية ؟ هل ده مسموح ؟
ابتسم : قصدك مكتب هندسي يعملك المشروع ؟ نستعمل مسميات صحيحة بس
الكل ضحك والطالب برر بإحراج : مش يعمله بس يساعد
سيف بهزار : هعمل نفسي مصدقك ، ماعنديش مشكلة لو حد ساعدك بس تبقى فاهم ايه اللي بيحصل وايه اللي بيتم ، درجة المشروع في جزء كبير منها هيكون على شغلك طول السنة مع المعيدين وفي المعمل ، انت مش هتسلمني المشروع بكرا احنا هنفضل طول السنة نشتغل فيه فبالتالي شغلك وأسئلتك والمراحل اللي بتتم كلها عليها درجات ، أنا مش هاجي آخر السنة أستلم المشروع وأسألك سؤالين لا احنا التلاتة هنتابع شغلكم على مدار السنة فلو حد هيساعدك فالمساعدة دي تتلخص انه يفهمك تعمل ايه وتعمله بايدك ، أعتقد كده جاوبتك ؟
همس سألته : انت هتكون موجود كل أسبوع في محاضرات المشروع ؟
نفى بهزة من راسه : هحاول بس أكيد مش هقدر ، بس هحاول أكون موجود .
سألته : هيكون في غياب في المحاضرات ؟ ولا ممكن نعتذر ؟
سيف بفضول : انتِ ناوية تعتذري يعني ولا ايه ؟
همس بابتسامة : لا مش القصد بس أقصد لو في ظرف يعني ولا أي حاجة
سيف : ايه الظرف اللي ممكن يخليكي تعتذري يا همس ؟
استغربت سؤاله : معرفش بس أي ظرف ، تعبانة مثلا
سألها بسماجة : انتِ تعبانة دلوقتي ؟
نفت باستغراب : لا
– هتتعبي الأسبوع الجاي ؟
بصتله بصدمة : معرفش بس نفترض ، نفترض ، أي ظرف يحصل ( كملت ردا على غلاسته ) واحدة مثلا يكون جوزها متشدد فيرفض انها تتأخر برا لان الميعاد متأخر ؟
سيف بصلها باستمتاع: وهو جوزك المتشدد ده مش عارف جدولك ومواعيدك وطبيعة دراستك ؟ ولا هو افترا والسلام ؟
همس كتمت ضحكتها : اه بصراحة افترا والسلام
سيف بمرح : والله اللي متجوزة تقول لجوزها طالما جنيت على نفسك واخترت انك تتجوز طالبة يبقى تتحمل مواعيدها
همس بصتله بغيظ، فضحك ومسك ايدها، تخيلت هيسيب ايدها على طول بس فضل ماسكها وبص للطلبة : لا بجد لو في أي حد عنده أي ظرف هيبلغ المعيدين احنا مش هنعلق مشانق لحد ، بس لو اتكرر الغياب أو عدم اهتمام الطالب بالمشروع هيترفد مش عايز طلبة مستهترين .
تليفونه رن كان صامت بس مشغل خاصية الاهتزاز، طلعه يشوف مين بيكلمه ولاحظ ان همس بتبص معاه وسألته بفضول وهمست : ايه الرقم الطويل ده ؟
بصلها وهو بيقف : من خارج مصر ، بعد إذنكم
خرج برا المعمل يرد على التليفون وفضل أكتر من ربع ساعة بعدها رجع كانوا بيتكلموا كلهم مع بعض ومع المعيدين والطلبة منتشرين في المعمل ، سيف دخل عند المعيدين ولحظات وراح لمجموعة همس اللي وسعتله يقف جنبها : طبعا انتم مع بعض ، هتدخلوا حد معاكم ؟
أحمد : هو ما ينفعش احنا الستة ؟ مش كفاية ؟
سيف : حاولوا تشوفوا اتنين كمان معاكم أفضل ، اختاروهم بدل ما احنا نختارهم ليكم .
همس همست بفضول : مين كان بيكلمك من برا مصر ؟
جاوبها بهدوء: ده بيزنس يا روحي ، إيليجا .
هزت دماغها بتفهم : احنا هنقعد النهارده لآخر المحاضرتين ؟ ولا هتمشونا بدري ؟
سيف بتهكم : علشان جوزك المتشدد؟
كلهم ضحكوا وهي علقت بمرح : انت اللي طولت إنما أنا فعلا سؤالي كان عادي .
بعد شوية هالة سألت: هو التكييف ده مش بيشتغل ؟ الجو صعب أوي
سيف بصلهم باستغراب : المفروض انه يشتغل ، الجو حر فعلا .
سابهم وراح يشوف فين الريموت واستدعى المسئول عن المعمل جاب الريموت وشغل التكييف .
كان واقف على جنب لوحده بيقلب في موبايله باهتمام، همس قربت منه ووقفت وراه وهي بتقول بمشاكسة: اللي واخدك مني
التفت ناحيتها بابتسامة : محدش يقدر ياخدني منك يا حبيبي .
سند على المكتب وراه ومسك ايدها قربها منه : لحظة بس هبعت إيميل وهكون معاكي يا روحي .
بصت لموبايله ، كانت قريبة منه بصتله بتأمل في ملامحه وتفاصيله ، وقفته ، ستايله ، شياكته ، برفانه ، سيف فعلا فتى أحلام أي بنت ، بصت للبنات حواليها معظمهم عيونهم عليهم وتقريبا الكل بيتكلم عنهم وبيحسدوها على قربها منه بالشكل ده .
انتبهت عليه بيسألها : سرحانة في ايه كده ؟
ابتسمت بمرح : بعطف على البنات حوالينا
استغرب : ليه يعني ؟
اتنهدت وردت بعفوية: إذا كنت أنا مراتك وهروح معاك وهفضل في حضنك الليل كله ولما بشوفك هنا بكون هموت عليك ، معجبة بيك ، وألاقيني بفكر زي المجنونة كده ، أقول يجرى ايه لو اتهورت وبوسته مثلا ؟
ضحك بصوت عالي وبصلها بغمزة : اتهوري ولا يهمك حد
ضحكت بعدها سألته : فاكر المعمل إياه ؟
ابتسم بتذكر : وهو ده ممكن يتنسي ؟ أنا لحد الآن نفسي أعرف انتِ كنتي شاربة ايه يومها ؟ ماكنتيش طبيعية لا
ضحكت وردت ببساطة : انت لبستني البلوفر بتاعك
علق باستنكار : ولو ، يعني فيها ايه ؟ عملك دماغ البلوفر بتاعي ؟
ردت بعاطفة : طبعا ، مش ريحتك بقت غامراني كلي؟ حسيت انك حواليا ، حاضني ، بين ايديك ، عقلي بقى مغيب ومابقيتش بفكر غير اني أكون في حضنك بجد .
ابتسم بحب ومد ايده لخدها : هيجرى ايه فعلا لو الواحد اتهور ؟
ابتسمت بحب : تعال نمشي
رد بهمس : المفروض أروح الشركة ، مش هينفع أروح البيت دلوقتي .
كشرت بغيظ : وبعدين بقى ، سيف ماهو ما ينفعش تبقى جوزي وتبقى بعيد عني أغلب الوقت
بص لعينيها ومرة واحدة مسك ايدها وأخدها لبرا تحت أنظار الكل واستغرابها هي ، خرج من المعمل وشدها لمكتبه فتحه بالمفتاح ودخلوا الاتنين بعدها قفل الباب وراه وبدون ما ينور النور أو يفتح شباك شدها على الباب وباسها لأنه سبق و وعد نفسه مش هتوحشه في الكلية بالشكل ده تاني .
بعد عنها وطلع موبايله يعمل حاجة عليه فمسكت ايده بعتاب: وقته ده ؟
بصلها : لحظة أتأكد بس ان محدش حاطط أي أجهزة في مكتبي
بصت لموبايله اللي زي كأنه بيعمل اسكان للمكان بعدها ادى إشارة فسيف هنا حطه على المكتب وشالها هي رفعها وراح بها حطها على المكتب وغرقوا الاتنين سوا .
بعد شوية سألته بحب : هنرجع المعمل تاني ؟
رد ببحة: المفروض
كانت قاعدة على طرف المكتب وهو قدامها : مش قادرة أقف تاني
ابتسم : أروحك يعني ؟
حطت ايديها حوالين رقبته وباسته وهمستله بكل اللي بتتمناه
ابتسم للتخيل ورد بنبرة محمومة : مش عايز أفكر في اللي قلتيه يا همس دلوقتي ، المهم ظبطي شعرك ده ومكياجك
علقت : شنطتي في المعمل مفيش حاجة معايا هنا
فتح مكتبه طلع فرشاة ومرايا صغيرة : ظبطي شعرك مش مهم المكياج
ظبطت شعرها ومسكت منديل مسحت به أي آثار للروچ على وشها وبعدها مسحت وشه وهي بتقول بمشاكسة: آثار الروچ على شفايفك يا سيف مش عايزة تطلع .
ابتسم : هغسل وشي قبل ما أرجع المعمل .

خرجوا مع بعض وهي سبقته للمعمل خبطت ودخلت لاصحابها .
سيف دخل الحمام غسل وشه من آثار الروچ بتاعها وبعدها رجع المعمل ، كل الأنظار كانت عليه وخصوصا انه قالع چاكيت البدلة والكرافت وقميصه مفتوح منه كذا زرار .
محمود بتساؤل: حضرتك كويس؟
سيف رد باختصار : تمام ما تشغلش بالك ( بص ناحية همس ) همس يلا ولا أمشي أنا وأبعتلك السواق ؟
أخدت شنطتها بسرعة : لا همشي معاك ( قربت منه وسألته بحيرة ) مش ينفع نمشي ولا ايه ؟
سيف : اه عادي
بصت لمحمود : أخبار منى ايه ؟
محمود ابتسم : كويسة الحمدلله بخير
سيف بصله بهدوء : هاتها في أي مرة وتعال نخرج نتغدى مع بعض كلنا ايه رأيك ؟
محمود بحرج : يا خبر طبعا يا دكتور .
سيف بتأكيد : خلاص شوف أي وقت مناسب وبلغوني به بس قبلها بيوم علشان أعرف أرتب أموري .
أخد بعدها همس روحها البيت وهو راح شركته .

يوم الخميس هالة كانت متحمسة وبتعد الساعات طول الليل علشان النهار يطلع ، أول ما شافت همس جريت عليها : طبعا انتِ هتيجي معايا ؟
همس باصالها وساكتة فهالة مسكت ايدها بشك: اوعي تقوليلي جاية آخر النهار مع سيف والله أزعل منك .
همس رددت بأسف : قلت لسيف وقال مالهوش لزوم ودي خطوبة بس و
هالة كشرت وربعت ايديها بغضب بعدها لمحت سيف رايح ناحية مكتبه فسابت همس وراحتله ، همس بصت وراها شافت سيف فجريت وراها تحاول توقفها : استني يا هالة اسمعيني
هالة زقت ايدها بعصبية: اسكتي انتِ خالص
دخلت وراه المبنى كان قدام الأسانسير ودخل نادت عليه بحدة : دكتور سيف
بصلها بس الباب قفل ، استغرب ليه الطريقة اللي نادته بها دي ؟ وهمس وراها بتمنعها ، فكر ياترى في ايه؟ ينزل تاني ؟ ولا هما هيطلعوا ؟
قرر يروح مكتبه وهما أكيد هيطلعوا وبالفعل دقايق وكانوا وراه ، أول ما دخلوا سأل بتعجب: خير في ايه يا هالة ؟
هالة وقفت قصاده بغيظ وقالت باندفاع : شوف حضرتك أنا ما سيبتش همس لحظة ، هروح أقابل دكتور سيف وماله ؟ استنيني هنا وماله ؟ أي حاجة كانت بتطلبها بعملها لانها صاحبتي وأختي، فلما أجي يوم خطوبتي أطلب من أختي انها تيجي معايا يوم وحضرتك ترفض فده اسمه ايه ؟ حضرتك رد عليا
سيف سمعها بهدوء وبنظرة واحدة لوش همس عرف انها اشتغلت صاحبتها وعلشان كده كانت بتجري وراها ، رد بنبرة حازمة: أنا زوج صاحبتك الانتيم ومقدر ده بس ده ما يديكيش الحق تعلي صوتك بالشكل ده وتتكلمي بالأسلوب ده .
هالة بصتله بذهول : شوف أنا بقول ايه وحضرتك بتقول ايه ؟ ( بصت لهمس بغيظ) اتصرفي
همس بصت لسيف ببراءة : أنا حاولت أمنعها تطلع والله وقلتلها تهدا احنا هنا في الكلية وما ينفعش بس
حاولت تستعطفه بكلامها وكأنها العاقلة المغلوبة على أمرها لدرجة ان سيف منع نفسه بالعافية من الضحك على منظر همس الكيوت وهالة اللي تقريبا بتفكر حاليا تقتلها .
هالة نقلت نظراتها بينهم هما الاتنين وكل الغضب اللي جواها اتحول لإحساس رهيب بالخذلان فدموعها نزلت ولفت علشان تخرج من المكتب في صمت بس همس مسكت دراعها بسرعة : هالة حبيبتي
هالة شدت دراعها بحزن: سيبيني يا همس دلوقتي
سيف سند على ظهر المكتب وراقبهم بصمت يشوف آخر الفيلم اللي عملته همس ده ايه ؟
همس سندت ظهرها على باب المكتب تمنعها تخرج : بشتغلك يا متخلفة يعني هنزل أختار معاكي الفستان وأسيبك لوحدك في يوم زي ده ؟ انتِ هبلة ؟
هالة مسحت دموعها : انتِ قلتي دكتور سيف
قاطعتها بتوضيح : سيف من قبل حتى ما أقوله هو قالي أكون معاكي النهارده ، بجد انتِ ازاي صدقتي أصلا اني ممكن أسيبك يا غبية انتِ ؟
هالة فضلت باصالها شوية بعدم استيعاب بعدها ضربتها على كتفها جامد بغيظ : انتِ بجد رخمة ( التفتت لسيف وعاتبته) حضرتك معقول بتشارك في التخلف بتاعها ؟
سيف رد باستنكار : هو أنا نطقت حرف واحد ؟ انتِ اديتيني فرصة أتكلم ؟
( هالة بصت للأرض بخجل لانها بالفعل اندفعت )
سيف كمل : أصلا بمجرد ما ناديتي عليا تحت وشوفت همس وراكي عرفت ان في حاجة وراكم وأول ما طلعتوا هنا وبصيت لهمس عرفت انها بتشتغلك الموضوع كان واضح جدا .
هالة بصتلهم الاتنين باعتذار : معلش بقى بس النهارده الواحد متحفز أصلا ، على العموم متشكرة لكل حاجة حضرتك بتعملها معانا أنا ومروان و وقوفكم معانا بجد فرق جدا .
سيف ابتسم ببشاشة: مروان أخويا يا هالة وأكتر شوية ، ربنا يتمملكم على خير ويسعدكم .
أمنت على دعائه بعدها انسحبت وسابتهم وهمس راحت لسيف اللي فضل زي ما هو ساند على مكتبه ، كانت بتدلك في دراعها مكان خبطة هالة فلاحظ وحط ايده على كتفها باهتمام: وجعتك ؟ هي ضربتك جامد؟ كنت هتدخل بس
قاطعته : لا لا احنا هزارنا رخم كده المهم أنا هنزل المحاضرة انت هتفضل هنا ؟
هز دماغه بنفي: عندي شوية حاجات هعملها وأمشي نصر وقت ما هتكلميه هيجي يوصلكم .
همس لفت ايديها حوالين رقبته بدلال : سيف ما تخلينا نروح مواصلات، وحشني ركوب المواصلات بجد .
رفض بهدوء : لا مش هينفع وبعدين معاكم حاجات كتيرة ليه تتلبخي بها في المواصلات يعني ؟ يلا علشان ما تتأخريش تحبي أنزل معاكي ؟
ابتسمت بحب : لا يا حبيبي يلا هتوحشني لحد ما أشوفك
أخدها في حضنه بابتسامة وبعدها مشي معاها وهي خارجة وماسكة ايده لحد الباب خرجت برا بس فضلت ماسكة ايده فابتسم : أنزل معاكي ؟
ضحكت : لا خلاص باي
شاورتله ومشيت بظهرها فنبهها بابتسامة : بصي قدامك لتقعي
حدفتله بوسة في الهوا وبعدها جريت لمحاضرتها وهو فضل مبتسم شوية بعدها رجع مكتبه ، من بعيد مراقبهم دكتور حاتم اللي ابتسم بخبث : ماهي الكلية حلوة وجميلة اهيه امال بيقولوا وحشة ليه ؟
يادوب اتحرك يروح مكتبه سمع حد بينادي اسمه فالتفت وابتسم : أفندم
قربت منه بارتباك : ازي حضرتك يا دكتور أنا خلود في سنة رابعة وحضرتك كنت بتقول اللي عنده سؤال مكتبك مفتوح
حاتم ابتسم باتساع وشاور على مكتبه : مفتوح طبعا لكل الحلوين
ضحكت وضحك معاها وفتح الباب وبعد ما دخلت بص للكوريدور لقاه كله فاضي فابتسم وقفل الباب .
قعد على مكتبه وخلود قعدت قصاده طلعت الشيت بتاعها تسأله فأخد من ايدها القلم وتعمد يلمس صوابعها فابتسمت بخجل ، شرحلها المسألة بعدها خلود وقفت وقالت بامتنان : متشكرة أوي لحضرتك يا دكتور
ابتسم بمكر : هو سؤال واحد بس ؟
وضحت وهي مبتسمة بأسف : عندي محاضرة للأسف
اقترح : خلاص المرة الجاية تيجي آخر النهار أو البريك ( أضاف بمغزى ) علشان بس تسألي براحتك
خرجت من عنده مبسوطة وبتقول لنفسها : ماشي يا همس محدش أحسن من حد .

ملك في أوضتها كل شوية تبص للفستان اللي قدامها وقلبها يدق بعنف أول ما تتخيل نفسها زوجة نادر وابتسامة خجولة بتزين وشها ، الباب خبط خبطة واحدة بعدها اتفتح ودخلت نور : انتِ روحتي اجتماع الصياد ؟
ملك اتخضت من دخولها فجأة بس جاوبت : لا ماروحتش كنت مع نادر ساعتها بنحاول نجيب فستان
ردت بدون اهتمام : البسي أي فستان دولابك مليان المهم شوفتي مؤمن من بعد الطلاق ؟
ملك أخدت نفس طويل تحاول تفضل هادية وتتحمل أختها بما انها بتمر بأزمة : لا ما شفتهوش ولا مرة .
هزت دماغها ولفت علشان تخرج فلمحت الفستان بصتله بتمعن فملك علقت بابتسامة : جميل أوي صح ؟
بصتلها وهي بتفتكر فستانها واليوم اللي كتبت فيه كتابها واتغاظت أكتر لأن كريم وأمل اللي عملولها كتب الكتاب، فردت بغيرة خفية : سيمبل أوي كان المفروض جبتي حاجة مميزة أكتر من كده لو دورتي في دولابك هتلاقي حاجات أشيك من كده بكتير ، تلاقيه ذوق نادر
ملك راحت عند الباب وفتحته بعنف: اطلعي برا يا نور
نور وقفت بصدمة : ايه ؟
ملك كررت بغيظ : بقولك اطلعي برا
نور خرجت وهي بتقول بسخط : أنا غلطانة اني بنصحك أصلا
ملك قلدتها بتهكم: وفري نصايحك لنفسك انتِ في أشد الحاجة ليها
جت فايزة على صوتهم وقبل ما نور ترد هي اتدخلت : في ايه يا بنات ؟ اهدوا مش كده ، في ايه يا نور ؟
نور بصت لأمها بعدها لفت وشها بعيد ومشيت بسرعة لأوضتها وقالت وهي بتعدي من جنب مامتها : اسألي الملاك بتاعكم
دخلت أوضتها ورزعت الباب وراها ، فايزة راحت لملك اللي قعدت على سريرها بضيق من نفسها انها ردت بالشكل ده عليها ، أول ما دخلت فايزة بصتلها باعتذار : أنا آسفة اني ضايقتها بس هي
فايزة قربت بسرعة من ملك وقالت بود : حبيبتي ما تعتذريش ، نور بقت بتعصب الكل مش انتِ بس ، بس هي زعلتك في ايه كده ؟
ملك بصت لفستانها بحزن : طلبت منها تنزل معايا نجيب فستان ورفضت قالت أنزل مع خطيبي ودلوقتي بتقول الفستان وحش وذوق نادر معرفش ماله وأشوف أي حاجة من الدولاب أرحم ، بصراحة ماقدرتش أتحمل كلامها أكتر من كده فكان لازم أطلعها برا بدل ما نتخانق .

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل