
همس بهدوء: لا يلا بينا .
قاطعتهم سارة اللي وقفت قصادهم : سيف ازيك وحشتني ، حمدلله على سلامتك .
همس رفعت حاجبها بتحفز وماعلقتش بس بتتمنى لو تمسح بها الجنينة أو سيف يسيبها ترد هي بس قررت تشوفه هيرد ازاي، أما سيف فبصلها باستنكار وردد بذهول : نعم ؟ وحشتك ؟ وده من ايه ؟ – قام وقف ونظراته كانت حادة وهو بيسألها- وبعدين من امتى بقيت سيف كده ؟
سارة ارتبكت لانها ما تخيلتش أبدا رده فحاولت تبرر بتوتر : يعني احنا نعرف بعض من كام سنة و
قاطعها بصرامة : تعرفي آية مش أنا وبعدين وقت ما اتعرفتي عليها أنا كنت مسافر برا ماكنتش في مصر أساسا فبلاش تدي انطباع اننا اصحاب لاننا مش اصحاب ، فالزمي حدودك وما ترفعيش التكلفة ما بينا .
مسك ايد همس علشان يطلعوا أوضتهم ، همس كانت مبتسمة بتشفي وابتسامتها ظاهرة، عدت من جنب سارة وبصتلها بابتسامة متهكمة و نظراتها وضحت كتير من اللي عايزة تقوله، سارة اتعصبت أكتر من نظرات همس وتابعتهم وهما ماشيين بغيظ .
سيف أول ما وصل جنب أخته بصلها وقال بتنبيه : علمي صاحبتك تلزم حدودها وإلا هتعامل معاها بشكل مش هيعجبها .
يادوب هيبعد بس نهلة وقفته بتردد : دكتور سيف لحظة لو سمحت .
وقف وبصلها بجمود فوضحت بحرج : أنا آسفة جدا على الموقف اللي حطينا آية فيه ، اعذرني لو اتصرفت بأنانية شوية أنا مافكرتش غير في نفسي وبس لكن عمري ما تخيلت ان هيحصل خلاف بينكم بسببي، أنا كل اللي فكرت فيه ان سبيدو صاحب حضرتك واحنا من طرفك وبس .
سيف رد بهدوء: لو كلمتيني أنا كان هيبقى أفضل وأشيك وحتى أفضلك انتِ لما أنا أكلم صاحبي غير لما اصحاب أختي يكلموه فمن كل النواحي كان المفروض تتكلموا عن طريقي مش عن طريق آية .
روان اتدخلت وقالت باعتذار : احنا بجد ما فكرناش نهائي يا دكتور فاعذر تهورنا ونوعدك انها مش هتتكرر تاني
نهلة بتوضيح : والله هاني جوزي كمان اتحرج من تصرفنا وزعل مني وكان عايز موبايل حضرتك يعتذرلك بشكل شخصي .
سيف بإيجاز : حصل خير الموضوع مش مستاهل ده كله وزوج حضرتك مش مطالب أبدا يعتذرلي أو يحس بإحراج ، الموضوع بسيط سبيدو كلمني وحب ان التعامل يكون عن طريقي وعلشان كده بلغت آية تبلغك ان جوزك هو اللي هيتعامل معاه ، بعد إذنكم .
لف دراعه حوالين همسته وأخدها وطلعوا أوضتهم وبعد ما قفلوا الباب همس بصتله لفترة بدون ما تتكلم .
راقب نظراتها وماعرفش يحدد هي مالها ، قال بهدوء : هغير هدومي وأجيلك .
دخل غير هدومه وخرج ويادوب هيقرب من السرير بس لقاها قامت وقالت : هغير هدومي أنا كمان .
مسك دراعها قبل ما تبعد وقفها وسألها باهتمام : مالك ؟ مش طبيعية ليه ؟
بصتله وحاولت تظهر عادية : مفيش عايزة أغير زيك ينفع ؟
سابها وهي دخلت غيرت هدومها ودخلت الحمام تهرب شوية علشان ترتب أفكارها قبل ما تخرج وتواجهه ، ليه سارة كلمته بالشكل ده ؟ معقول الجرأة دي كلها لمجرد انها تضايقها ؟ بس هي اتصدمت من رد سيف عليها زي ما تكون مش متوقعاه أبدا أو متعشمة يرد بشكل تاني وده صدمها ، بس سيف بطبيعته مش ناعم في ردوده ولا له اصحاب بنات فما بالك بصحبات أخته؟! لا سيف مالهوش أصلا في اللف والدوران ، غسلت وشها وخرجت بصت للمرايا جددت مكياجها وبرفانها وخرجتله ، بصلها بإعجاب واضح، كل حاجة فيها عاجباه ، عيونهم اتقابلت في نظرة طويلة قبل ما تقعد قصاده فاتعدل بسرعة وشدها عليه قربها منه أكتر، سألها بهمس ووشه قصاد وشها : ايه اللي مضايقك؟ – قبل ما ترد كمل برفق- كلميني زي ما بتفكري جواكي أنا وانتِ واحد يا همس فكلميني زي ما بتتكلمي مع نفسك وتفكري .
حطت ايديها على صدره وسندت راسها على راسه وأخدت نفس طويل قبل ماتعترفله باللي ضايقها : سارة ضايقتني بطريقة كلامها قبل ما انت تيجي وكمان اتكلمت بأسلوب فج معاك أو ..
سكتت فسألها باهتمام : أو ايه كملي
بعدت علشان تعرف تبص لعينيه وردت بمغزى: أو هي متعودة تتكلم معاك كده واتصدمت من ردك عليها ، كانت متعشمة يا سيف وحسيت انها ممكن ترمي نفسها في حضنك وهي بتقولك وحشتني .
سيف ابتسم من غيرتها بس احترم مشاعرها ورد بلين: تعالي يا حبيبي نتكلم بالعقل ، آية لما دخلت الكلية أنا كنت سافرت ، بنزل شهر في السنة أو ممكن أطبق سنتين ما أنزلش وهم بيجوا عندي في الاجازة ، متخيلة اني في الشهر اللي بنزله ده بقعد مع صحبات آية العيال بالنسبالي ؟ يعني هسيب اصحابي وخروجاتي والسباقات وأجي أقعد مع آية واصحابها ؟
كلامه مقنع ومنطقي بس قالت بعناد : ما تنساش انك حبيت عيلة أصغر منهم .
ضحك لانه كان مستنيها تقول كدا ، حب يشاكسها فرد: يعني انتِ معترفة انك عيلة اهو ؟
ضربته على صدره بغيظ فمسك ايدها وضحك : حبيبتي، هتكلم بجد خلاص ، بلاش كل اللي قلته ده انتِ شايفة شخصية زي سارة دي ستايلي ؟ ممكن تعجبني ؟ نوعية البنات دي بتلفت انتباهي حتى ؟
نفت بدماغها فمسك دقنها بابتسامة : امال ايه بقى ؟ مكشرة ليه ؟
بصتله بغيظ : متضايقة انها قالتلك وحشتني يا سيف .
قلدتها بسخرية فضحك تاني وضمها وهي استكانت في حضنه وضربته بخفة على صدره وقالت بغيرة : والله لولا عملت حساب ليك ولآية كنت جبتها من شعرها مسحت بها الجنينة وعلمتها ازاي تقول سيف بالمياعة دي – رفعت راسها وبصتله بحدة- ده أنا مش بقول سيف بالطريقة دي .
سيف بصلها واكتفى من الكلام عن آية وصحباتها فمسك الحمالة بتاعة همس نزلها لتحت وباس كتفها ببطء.
بالرغم من ان حركته ثبتتها و وقفتها عن الكلام بس اعترضت بمكابرة : انت سامعني بقول ايه ؟
بصلها واتعدل وبحركته دي وقعها على السرير ، وقال بمغزى : أنا سامعك كويس بس اكتفيت من الرغي في مواضيع مملة ، في مواضيع أهم وأحلى وأجمل نتكلم فيها .
رددت بتهكم : نتكلم ؟
ابتسم بمشاكسة : مش هنتكلم أوي يعني ، بطلي تفصليني .
حطت ايديها حوالين رقبته وهمست بتحذير : بطل تخليني أغير عليك
رد باستغراب : دي مش هعرف أعملها كل اللي هعرف أعمله اني أوعدك اني أفضل أحبك انتِ وبس ، وما أشوفش غيرك انتِ وبس وأفضل في حضنك انتِ وبس ، ينفع معاكي الوعد ده ؟
ضمته لحضنها وهمست بارتياح : ينفع أوي .
النهار بدأ يطلع ، أمل صحيت من نومها كان كريم صاحي وبيلبس هدومه ، اتعدلت وقالت بنعاس : صباح الخير يا حبيبي ، هي الساعة كام ؟
ابتسم وقرب باسها ورجع يكمل لبس هدومه : قربت على ٨ قومي البسي علشان نروح الفندق .
استغربت وبصتله بصمت لاحظه فسألها: مالك يا حبيبتي ؟
ردت بحيرة : الساعة ٨ ليه مستعجل كده ؟ خلينا شوية حتى للظهر.
بصلها بابتسامة: ياريت يا قلبي بس مش هينفع .
اتعدلت مرة واحدة وسألته بفزع : الولاد حد جراله حاجة علشان كده مستعجل ؟
بصلها وقرب منها مسك وشها بابتسامة : حبيبي الولاد بخير والكل كويس مفيش الكلام ده اهدي .
أخدت نفس طويل بارتياح بعدها بصتله بحيرة : طيب ليه ؟ ليه بدري ؟
بصلها بتردد قبل ما يتكلم : نسيتي الندوة بتاعة ناريمان صح ؟ مش قلتلك عليها وطلبت منك تشاركي في الكورس و وافقتي ؟
هنا عينيها وسعوا تماما لانها بالفعل نسيت كل حاجة عن ناريمان واستغربت هو ازاي فاكر أصلا وليه مهتم كده ؟
لاحظ نظراتها وصدمتها فسألها: أمل في ايه ؟ مالك ؟
سألت بصوت مهزوز : انت بجد هتسيبني دلوقتي علشان تروح لناريمان ؟
هنا هو استغرب وردد : أسيبك ؟ أسيبك ازاي يعني ؟ وبعدين ايه أسيبك دي ؟ أنا هوصلك الفندق الأول وبعدها هتحرك .
ردت بتهكم : لا والله فيك الخير ، ما كنت تسيبني هنا وأصحى ما ألاقيكش .
أخد نفس طويل بنفاد صبر : أنا مش فاهم مالك على فكرة ، اعتراضك فين ؟ الندوة انتِ عارفة بها من بدري و وافقتي تشاركي في فكرتها وجينا هنا انبسطنا وقضينا وقت حلو و ورايا مشوار هياخد مني كام ساعة وأرجعلك فين المشكلة ؟
بصت بعيد وبتحاول تداري غضبها : اعتذر عنها .
رد بذهول : نعم ؟ ليه ؟ وبعدين لو هعتذر يبقى أعتذر بدري وأديها فرصة تلاقي حد غيري مش قبل الندوة بكام ساعة أعتذر ، أمل بطلي تهريج .
بصتله بغيظ : مش عايزاك تروح أصلا ولا تسيبني ايه المشكلة في ده ؟