روايات

الفصل الرابع عشر

أمل بصت حواليها و مستغربة في فين ؟ هل ده شاليه خاص ؟ هي واقفة في ريسبشن فيه انتريه مودرن وركنة على جنب وباب بيفتح على جنينة تقريبا ، أخدها كريم وخرجوا من الباب وهنا انبهرت من المنظر قدامها ، ممر طويل من الأنوار الصغيرة أو زي شموع محطوطة جوا كاسات وخيمة منصوبة على البحر الأنوار مزيناها كلها وترابيزة وكرسيين ، جنبها في مفرش كبير مفروش على الأرض محطوط عليها مخدات وسلة مليانة فاكهة و وورد كتير حواليه .
قاطع السحر اللي هي فيه صوت الجرسون بيسأل : تحبوا تتعشوا الأول ولا تشربوا أي حاجة والعشا بعدين ؟
انتبهت على كريم بيجاوبه : نتعشى الأول ياريت .
أخدها لحد الترابيزة وهي منبهرة ، شد الكرسي وساعدها تقعد وبعدها قعد قصادها وقال باهتمام : ما نطقتيش بحرف يا أمل
بصت حواليها بابتسامة : منبهرة بس يا كريم .
مسك ايديها بحب : عجبك المكان ؟
حطت ايدها فوق ايده اللي ماسكة ايدها وأكدت بعينين بيلمعوا : بجد بتسألني ؟ حبيبي أنا عايشة في حلم ، بس ليه قلتلهم نتعشى الأول ؟ كنا قعدنا الأول شوية .
وضحلها : علشان بعد ما نتعشى الكل هيمشي والمكان ده هيبقى لينا لوحدنا أنا وانتِ فهمتي ليه مستعجل على العشا ؟
ابتسمت بخجل وغيرت الموضوع بتوتر: حلوة الموسيقى دي ، ناعمة كده .
وقف وشدها بابتسامة: قومي نرقص عليها أنا وانتِ يلا .
وقفت واعترضت بخجل : كريم هيشوفونا
بصلها باستغراب : بت ايه حكايتك النهارده في هيشوفونا دي ؟ سارقك أنا ولا خارج معاكي من ورا أبوكي ؟
ابتسمت وضمها فاسترخت أخيرًا في حضنه واستمتعوا برقصتهم الهادية ، العشا جهز وأخدها وقعدوا ياكلوا ومستمتعين بالهدوء اللي مفتقدينه وسط دوشة الولاد والشغل .
بعد العشا الجرسونات خلصوا شغلهم وسألوا كريم هل محتاج أي حاجة تانية ؟ شكرهم وخرج معاهم لبرا علشان يقفل الباب وراهم، وهو داخل بص للمطبخ لقى كل حاجة فيه متروقة ونظيفة ، فتح التلاجة واطمن ان التورتة اللي طلبها موجودة بالشكل اللي وصى عليه .
خرج لأمل وقفها من على الكرسي وقعدوا على المفرش على الأرض ، كريم بهدوء: قد ايه مفتقد الهدوء في حياتي يا أمل ، الصمت ده وصوت البحر مع الموسيقى دي بجد الواحد محتاج كل شوية يفصل كده عن الدنيا .
سألته وهي بتقرب منه : ندمان ؟
بصلها بحيرة : على ايه بالضبط ؟
وضحتله : انك اتجوزت وخلفت و
قاطعها وحط ايده على شفايفها : انتِ أجمل حاجة حصلت في حياتي كلها وإياد أجمل نعمة في حياتنا و إيان ربنا يعلم انه في غلاوة إياد بالضبط وبحمد ربنا كل يوم انكم في حياتي ولسه من كام يوم كنت بقولك نكبر عيلتنا فازاي بقى ندمان ؟
إجابته طلعتها فوق السما بس حبت تسمع أكتر منه فسألته: طيب ليه حسيت انك مفتقد الجو ده والحياة الهادية اللي مش فيها الولاد ؟
شدها قربها منه بابتسامة: وهل ده معناه اني ندمان يا أمل ؟ أنا راضي ذمتك قعدة زي دي أنا وانتِ وبس في جو زي ده مش بتتمنيها ؟ مش بتتمني نفضل في حضن بعض أطول وقت ممكن ؟ مش بنبعد عن بعض بالعافية لما الولدين يصحوا ؟ مش ممكن أكون بتمناكي والعيال وسطنا ألاقيني متقيد بعيد مش عارف حتى ألمسك ؟ قوليلي وسط كل ده مش بتتمني الهدوء ده والهرب من كل حاجة و تغرقي بس في حضني ؟ لو إحساسك مختلف عني عرفيني وأنا أروح أجيب الولدين يسهروا معانا
كانت ساكتة ومبتسمة فأصر : جاوبيني يا أمل
ماعرفتش تقوله ايه بس قربت لمست شفايفه تجاوبه بشكل عملي لأن مفيش كلام ممكن يعبر عن إحساسها واستمتاعها بكل لحظة هي في حضنه فيها .
همس في الفيلا زهقانة فنزلت تتمشى في الجنينة شوية بس الجو برضه ممل، دخلت قعدت لوحدها ، جت عواطف عندها : تحبي أعملك حاجة تشربيها يا هانم ؟
همس بصتلها : بالله عليكي قولي همس بس ولا هانم ولا بتاع .
ابتسمت عواطف لطيبتها : حاضر بس قوليلي تشربي ايه ؟
اتنهدت باستسلام : ممكن شاي .
عواطف ابتسامتها وسعت : بالنعناع صح ؟ من عينيا.
غابت دقايق ورجعت بصينية عليها الشاي وجاتوه حطتهم قدامها وقبل ما تتكلم جرس الباب رن فعواطف راحت تشوف مين وهمس اتمنت لو يكون سيف رجع بس سيف معاه المفاتيح .
سمعت دوشة بنات بيسلموا على عواطف ، ترقبت بحذر ودخلوا بالفعل ٣ بنات أجمل من بعض ، همس فاكرة انها شافتهم قبل كده بس مش قادرة تحدد فين ؟
البنات التلاتة كانوا ستايل وشيك جدا بس لفت انتباه همس واحدة فيهم ضايقتها لأن فستانها عريان من فوق جدا وقصير جدا وحست ان نظراتها متفحصة وكأنها بتقيمها لدرجة انها بصت للشاي على الصينية وابتسمت بسخرية أو ده اللي همس حسته .
انتبهت على واحدة فيهم بتقرب بابتسامة: باشمهندسة همس ازيك ، أنا روان ودي نهلة ودي سارة ( اللي كانت لابسة مكشوف ) احنا اصحاب آية .
همس افتكرتهم من أسمائهم فابتسمت بمجاملة: أهلا بيكم اتفضلوا .
سارة قربت منها بصتلها من فوق لتحت بغيرة خفية : فستان الفرح والميكاب كانوا مكبرينك أوي ما تخيلتش انك صغيرة كده .
همس بصتلها بحدة وقبل ما ترد سارة لحقت نفسها وصححت: أقصد يعني انك بيبي فيس أوي ، أمال سيف فين ؟
همس رددت باستنكار : افندم ؟
روان اتدخلت وزقت سارة بعيد عن وش همس ووضحت بسرعة: احنا جينا علشان عرفنا بخناقة آية مع سيف وعلشان كده بنسأل على سيف علشان نوضح اللي حصل .
نهلة بتأكيد: أيوة أنا اللي عايزة العربية وصاحبة فكرة اننا نروح لسبيدو مش آية .
همس بصتلها وردت بهدوء: ولو كنتم طلبتوا من سيف يتدخل ماكانش هيتأخر وكنتم وفرتوا على آية خلاف جديد مع سيف المهم حصل خير .
سارة كررت باهتمام: ماقلتيش سيف فين ؟
همس أخدت نفس طويل وحاولت تفضل هادية ما تتجننش عليها ، بصتلها وردت بضيق: سيف مش موجود دلوقتي – بصت لعواطف – بلغي آية ان صحباتها هنا .
سارة وقفتها : عواطف احنا طالعينلها ارتاحي انتِ .
طلعوا بس سارة وقفت بصت لعواطف تاني : لو سيف جه بلغيني يا عواطف .
همس كانت بتتمنى تطلع تجيبها من شعرها وتطردها برا الفيلا بس تماسكت علشان خاطر آية أكيد محتاجة صحباتها بعد الخناقة دي .
راقبتهم لحد ما اختفوا وفوجئت بعواطف بتكلمها : اتعودي على نوعية سارة دي لانك هتقابلي منها كتير جدا بس خلي بالك النوعية دي ولا تشغل بالك ولا تهز شعرة منك .
همس بصتلها باستغراب : ليه بقى ؟ ماهي حلوة وجميلة وقمر اهيه .
عواطف وضحتلها بهدوء: حلوة اه بس حلاوة ماسخة مالهاش طعم وما تلفتش انتباه سيف ببصلة حتى ، سيف مش بيحب نوعية البنات دي نهائي فما تشغليش بالك بنوعها، انتِ عارفة كويس نوع سيف المفضل ايه .
ابتسمتلها بمغزى وهمس بادلتها الابتسامة بارتياح نوعا ما .

البنات دخلوا عند آية اللي كانت متضايقة منهم بس فضلوا وراها لحد ما ابتسمت واتكلمت معاهم .
سارة بغيظ: مرات أخوكي شكلها عيلة أوي ، ده ميكاب الفرح والفستان كانوا مكبرينها .
آية بعدم فهم لقصدها: ماهي صغيرة أصلا في السن دي أصغر مننا معرفش بسنة ولا اتنين .
نهلة : المهم سيبكم منها سبيدو ماكلمكيش تاني ؟
كشرت أول ما افتكرت السيرة تاني : الغبي كان يقدر يجيب رقمي و يسألني بس راح يبعت لسيف ووقع بينا ، بني آدم …
ماعرفتش تقول ايه فسكتت بس روان
قالت بتفكير : مش يمكن ماحبش يكلمك من ورا أخوكي لانه بيحترمه ؟ ده مش غباء منه دي صيانة عهد .
سارة بصتلها بتهكم : ما تسكتي انتِ يا حاجة ، قال صيانة عهد قال ، ده تلاقيه برج التور – بصت لآية بخبث – قلتلك خليكي في باسم الكيوت سبيدو مش هياكل معاكي ولا مع عيلتك .
آية ما ردتش عليها وغيرت الموضوع : سيف قابلكم تحت ؟
سارة ردت بسرعة : لا مش تحت مراته اللي تحت ، شكلها بتغير عليه -ضحكت وكملت – اتجننت أول ما قلتلها سيف فين ، وشها أحمر وكان هاين عليها تطلع تجيبني من شعري .
روان ماعجبهاش تصرف سارة فردت بدفاع : مش جوزها ؟ حقها تغير عليه وبعدين انتِ سألتيها بأسلوب مش حلو وكأنك متعمدة تغيظيها .
سارة رفعت حاجبها بتشفي : أنا فعلا تعمدت أغيظها – بصت لآية وبررت- سوري يا آية بس عمري ما تخيلت ان دي تبقى مرات أخوكي ، قال ايه كل شوية يقولنا انتم عيال انتم عيال وفي الآخر يتجوز أعيل مننا .
آية بصتلها بتحذير: مالكيش دعوة بيهم يا سارة وبعدين همس طيبة وأخويا بيحبها فشيليهم من دماغك
سارة بغيظ: انتِ بتدافعيلها كدا ليه؟
ردت بهدوء: لانها كويسة ومش بتاعة مشاكل
سارة بخبث: طيب هو سيف فين لحد دلوقتي؟
ردت بضيق: معرفش وبعدين ممكن يكون رجع ودخل أوضته ينام على طول ده نازل الشركة من بدري وامبارح كان سهران في خطوبة أخو همس .
نهلة كانت بتتكمل في الموبايل ورجعتلهم : مين خطب مين ؟
ضحكوا عليها وهي باصالهم بعدم فهم فآية وضحتلها : بقول أخو همس خطب
سألتها : مين ؟ حد تبعهم يعني ولا ايه ؟
آية بابتسامة : لا يا بت خطب ملك عبدالرءوف
سارة بفضول: مين ملك دي ؟ نعرفها ؟
آية شرحتلهم وعرفوها بالفعل .

سيف خرج بعربيته فضل يلف بها شوية بعدها مؤمن كلمه واتقابلوا ، فضلوا ساكتين فترة بعدها كل واحد حكى للتاني اللي مضايقه وزي ما قعدوا زي ما قاموا محدش فيهم وصل لحل ولا حد ارتاح من ضيقه اللي مسيطر عليه ، كل واحد راح بيته وسيف أول ما شاف عواطف سألها عن آية قالتله معاها اصحابها وسأل عن همس قالتله في الجنينة فراح عندها لقاها قاعدة على كنبة المرجيحة فقعد جنبها، حست به وكان عندها أسئلة كتيرة بس حست انه مش عايز يتكلم ففضلت ساكتة ، سندت على كتفه فأخدها في حضنه وهمس : ساكتة ليه كده ؟
بصت لعينيه : مش عارفة بس حسيتك مش عايز تتكلم .
ضمها أكتر وأكد : أنا فعلا مش عايز أتكلم ، ينفع أفضل في حضنك وبس ؟
ابتسمتله وباسته على صدره بعدها بصتله وشاورت بايديها بمرح : اتفضلني كلي على بعضي ملكك مش بس حضني .
ابتسم ولف نفسه نام في حضنها وسند راسه على صدرها ورفع رجليه على الطرف التاني من المرجيحة ، همس ضمته ليها أكتر فلف نفسه ناحيتها ولف ايديه الاتنين حواليها ، فضلت تلعب في شعره وحست انه نام من أنفاسه التقيلة والمنتظمة .

سارة وقفت بتململ : يلا ننزل الجنينة زهقت من القعدة في الأوضة
نزلوا كلهم وخرجوا على الجنينة ، لمحوا همس قاعدة على المرجيحة وسيف معاها .
سارة علقت بضيق : شوفتي اهو أخوكي جه وشكله نام كمان .
نهلة بابتسامة : بس شكلهم كيوت أوي ، الواد هاني مش بيقعد معايا كده ليه ؟ ده أنا هطلع عينه .
آية ضحكت : علشان لسه عرسان جداد انتِ ناسية انهم لسه راجعين من شهر العسل ؟
نهلة ضمت حواجبها تفتكر بداية جوازها : لا برضه مش فاكرة انه قعد معايا في حضني زي كده ، هاني مش رومانسي خالص للأسف .
روان بعقلانية: هاني ممكن يكون مش رومانسي بس انتِ بتحبيه بعيوبه قبل مميزاته ، ما تبصيش لغيره وتقارني جوزك به ، انتِ شايفة سيف نايم في حضن مراته بس ما شوفتيهوش مثلا بيتعصب ازاي أو طباعه ايه فما تحكميش من حاجة واحدة شوفتيها ، آية خلينا نمشي ونبقى نيجي في وقت تاني نتكلم معاه ونعتذرله .
سارة بصتلها باستنكار : وقت تاني ايه ؟ هو دلوقتي تعالوا ورايا .
آية بتردد : سارة بلاش تصحيه خلاص وقت تاني
سارة تجاهلتها وراحت ناحية همس بابتسامة مزيفة : هموووس الجميلة قاعدة لوحدك ليه ؟
همس حاولت تشاورلها تسكت بس سارة تجاهلتها تماما وكملت بحماس: اوووه سيف رجع اهو .
سيف نومه خفيف وبمجرد ما سمع صوت سارة العالي فتح عينيه واتحرك بص لهمس بنعاس : أنا نمت كتير ؟
نفت بهزة من راسها وقالت برقة : ماكملتش دقايق للأسف – بصت لسارة بطرف عينيها وكملت بضيق – بس نعمل ايه بقى في الصوت العالي
سيف انتبه لسارة اللي قربت منهم وبصلها لوهلة قبل ما يتعدل ويفرك وشه بإرهاق وبص لمراته : تعالي نطلع أوضتنا ولا حابة تفضلي شوية ؟

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل