روايات

رواية هـ,ـوس من اول نظرة الفصل الاول والثاني (الجزء الأول و الثاني) بقلم الكاتبه ياسمين عزيز حصريه وجديده

رواية هـ,ـوس من اول نظرة الفصل الاول والثاني (الجزء الأول و الثاني) بقلم الكاتبه ياسمين عزيز حصريه وجديده

ببرود قبل أن يلقي التحية على رؤى
:”إزيك يا رؤى”.
رؤى بتوتر :”تمام و إنت؟؟
صالح بصوت خاو:” الحمد لله “.
انزل يده ليلفها حول خصر يارا ليسير
بها نحو باب الخروج قائلا :” عاوزك في
كلمتين برا .
أومأت له يارا لتمشي بجانبه بهدوء و دماغها
يكاد ينفجر من شدة التفكير… لماذا جاء و كيف
علم انها هنا… هو ابدا لا يأتي لهذه الحفلات
فلماذا هذه الليلة بالذات…..
فتح الباب ثم دفعها بخفـ,ـة لتركب سيارته
قبل أن ينطلق خارج الفندق….
أوقف السيارة على حافة الطريق ثم اخرج
هاتفه ليضغط بعض ازراره قبل أن يرميه
فوق ساقيها دون أن ينبس بحرف…
يارا بتوتر و هي لا تعرف ماذا تقول لتبرير
فعلتها (كذبها عليه و ذهابها للحفلة) :”صالح
إسمعني انا حفسرلك…
صالح و هو يضع سبابته على شفتيه :” شششش
إسمعي و إنت ساكته…
ضيقت يارا حاجبيها و هي تنصت لصوتها
في الهاتف.. ركزت قليلا قبل أن تشهق بقوة
عندما.

الفصل الثاني من رواية هوس من أول نظرة
مضت أكثر سبعة أشهر على وجود سيلين
في عملها الجديد كبائعة في إحدى المولات
الكبيرة في برلين….تعرفت على زملائها الجدد
و لكنها كانت تفضل ان تكون وحيدة طوال
الوقت….
رغم إبتسامتها الدائمة التي كانت نرسمها على
وجهها لتستطيع القيام بعملها على أكمل وجه
إلا انها كانت تخفي حزنها الكببر في قلبها
بسبب أوضاع حياتها التي كانت تتدهور يوما
بعد يوما….
أكملت عملها على الساعة الثامنة مساء
ثم توجهت إلى محطة القطارات حتى
تستقل القطار المتوجه نحو الحي الذي
تقطن فيه… لفت سترتها الجلدية حول جسدها
بسبب برودة طقس شهر سبتمبر اول أشهر
الخريف قبل أن تجلس على احد المقاعد…
نظرت للشاشة العملاقة التي تعرض مواعيد
قدوم و إنطلاق القطارات لتجد ان قطارها
سيصل بعد دقيقتين….
بعد نصف ساعة كانت تقف أمام باب منزلها
تبحث عن المفاتيح في حقيبتها…فتحت الباب
ثم دلفت لتجد والدتها عافية على الاريكة
كعادتها تنتظر مجيئها…تقدمت نحوها بعد أن
رمت حقيبتها جانبا ثم بدأت في إيقاظها
بهدوء حتى لا تفزع….
:”مامي… إصحى حبيبي انا جيت…”.
فتحت هدى عينيها ببطئ لتجد طفلتها الصغيرة
تقف أمامها… تنهدت بارتياح قبل أن تمسح
وجهها المتعب قائلة :”إنت جيتي يا حبيبتي
الحمد لله… كنت مستنياكي بس الظاهر إني
نمت مكاني… تعالي إغسلي إيديكي و انا
ححط الاكل على السفرة عشان نتعشى سوى “.
سيلين بعتاب و هي تتوجه نحو الحمام لتغسل
يديها :”مينفاش (مينفعش) كده يامامي مكانش لازم
تتعب نفسك كنا طلبنا بيتزا من برا ا اي
حاجة ليه تطبخ “.
هدى :” و هو زحنا كل يوم حنقضيها اكل شوارع
و بعدين انا مش بتعب و لاحاجة….انا طول
النهار قاعدة لوحدي زهقانة و مش بعمل
حاجة… بفكر فيكي يابنتي و ببقى مرعوبة
كل ما ييجي الدنيا تظلم و إنت بتبقي برا
أنا خايفة عليكي مش كفاية مستقبلك اللي
ضاع بعد ما سبتي جامعتك… “.
خرجت سيلين بعد أن نشفت يديها و هي
تلوي شفتيها بامتعاض من حديث والدتها
الذي إعتادت على سماعه كل مساء تقريبا
جلست على كرسيها و هي تقول :” مام
ليه دايما نفس الكلام…حضرتك عاوزانا
نعمل إيه مافيش حل غير إني أسيب جامعة
و اشوف شغل….أكملت بالالمانية :” أبي رحل
و أنت مريضة لاتستطعين متابعة عملك..نحن
في بلد غريب و لا أحد سيشفق علينا…لم يكن
أمامي اي حل يجب أن اخرج للعمل حتى أجلب
النقود… من أين سنأتي بثمن الاكل و الدواء
و فواتير الماء و الكهرباء و غيرها… نحمد الله
أن المنزل ملكنا و إلا كنا الان مشردون في
الشوارع…. “.
رمقتها هدى بتردد قبل أن تهتف بنبرة منخفضة
:” خلينا نرجع مصر يا بنتي كفاية مرمطة هنا “.
سيلين بغـ,ـضب :” أمي…تعلمين رأيي في هذا
الموضوع لن اذهب لتلك البلاد رواية بقلمي ياسمسم عزيز … أكرهها و أكره
المصريين جميعا “. قالتها بغل و هي تكز على
أسنانها بغضب عندما تذكرت سيف المصري
الذي كان سببا في طردها من عملها….
هدى بعتاب :” ملكيش حق يا سيلين و هو في
أطيب من المصريين و جدعنة المصريين
يعني عاحبينكم الألمان.. جامدين و قلوبهم
حجر… خليني ساكتة أحسن “.
سيلين و هي تغرس ملعقتها في صحن الشوربة
:”على الاقل هم لديهم وجه واحد…قلوبهم قاسية
و لا يعرفون معنى الرحمة او التعاطف و لكنهم
غير ناكري للجميل….امي دعينا من هذا الموضوع
لن أعود لمصر ابدا انا ألمانية لقد ولدت هنا
و ترعرعت هنا و لا اعرف بلدا آخر غير ألمانيا….
هدى بحزن :” بس يا بنتي الحمل ثقل عليكي
أوي إنت مش ملزومة إنك تشتغلي و تصرفي
علينا…إنت مكانك في كليتك مع زمايلك لحد
إمتى حتقعدي تشتغلي في المطاعم و المحلات
أنا لو مت حتبقي لوحدك يا بنتي إحنا ملناش
حد هنا…..
سيلين باستهزاء:” سنعود لمصر لنجد أروع
عائلة في العالم تنتظرنا.. ارجوكي امي”.
هدى بتحسر:”أيوا هناك في عيلتي اللي
هربت منها من عشرين سنة…عشان حبيت
ابوكي و أصريت إني أتجوزه و هربت معاه
على هنا بعد ما أبويا رفض علاقتنا….ياريت
السنين ترجع بيا لورا مكنتش حعمل اللي
أنا عملته زمان …مكنتش حغلط غلطة
قعدت ادفع ثمنها عمري كله…. رواية بقلمي ياسمين عزيز
سيلين :” إنت لم تخطئي انت أحببتي والدي
فقط…عائلتك قاسية لماذا تركوكي كل هذه
السنوات لم يحاولي البحث عنك حتى”.
هدى :”أنا كمان من ساعة ما سبت القصر
محاولتش اتصل بيهم ثاني…الحق عليا انا
اللي غلطانة…الجواز مش بس حب بين
إثنين… الجواز مسؤلية قبل كل شي انا
و ابوكي غلطنا كنا انانيين مفكرناش غير في
نفسنا…مفكرناش في أولادنا لما ييجوا يلاقوا
نفسهم وحيدين في بلد غريبة و اهو اللي
خفت منه حصل…. “.
نفخت سيلين وجنتيها بضيق قبل أن تكمل
طعامها و هي تستمع لحديث والدتها و هي
تحكي لها على حياتها السابقة في قصر
والدها عندما كانت صغيرة…”.
إنتهيا من العشاء لتقوم سيلين بغسل الصحون
و ترتيب المطبخ قبل أن تدلف غرفتها طلبا
للراحة بعد تعب يوم طويل….
في القاهرة….
و تحديدا في قصر صالح عزالدين….
يقف فريد بين زملائه و أصدقائه الذين
أتوا ليحتفلوا معه بحفل زفافه و الذي
سعى ان يكون بسيطا و ضيقا يقتصر
على حضور عائلته و بعض أصدقائه
و طبعا سميحة والدة أروى لم تمانع فالمهم
عندها هو أن يتزوج إبنتها….
اما أروى المسكينة فقد كانت اشبه بجسد
بلا روح وسط أقاربها الفرحين بحفل
الزفاف الذي ادخل على القصر بعضا من
البهجة و الفرح…
تشعر انه سيغمى عليها من الخوف في كل دقيقة
تمر و كأنها ذبيحة تساق نحو هلاكها…
تعالت دقات قلبها و بدأ جسدها بالارتعاش
بعد أن شاهدت الوحش كما تسميه هي
يتقدم نحوهها بجسده الضخم و هيئته
المرعبة التي جعلت قلبها يهوي داخل اضلعها
فزعا و رعبا منه…
رفعت يدها بسرعة لتمسح دموعها التي نزلت
رغما عنها و هي تتخيل الجحيم الذي ينتظرها
في حياتها القادمة…فهي لطالما سمعت عن
جبروته و عجرفته و غروره….
جلس بجانبها دون إهتمام بها حتى أنه لم يلتفت
نحوها…إنشغل بالحديث مع والدته قبل أن يقف
من جديد و يتجه نحو بعض المدعوين يصافحهم
و يرحب بهم….
بعد سويعات قليلة كانت أروى تجلس في جناحه
و على سريره بتوتر و هي تفرك يديها بعنف تشعر أن قلبها سيتوقف في اي لحظة من الخوف…
دارت بعيناها أرجاء الغرفة لترتجف عظامها
من ديكورها القاتم الذي يعكس شخصية
صاحبها خاصة اللون الاسود الذي طغى
على المكان ليعطيه مظهرا كئيبا و مرعبا بالرغم
من فخامة التجهيزات……
تنهدت بصوت عال و هي تتمنى داخلها لو أن كل ما تعيشه هو كابوس لعين و ستصحو منه بعد قليل…
تمنت لو أنها كانت بتلك الجرأة و القدرة
على الوقوف أمام والدتها ودت لو أنها إستطاعت
الهرب لكن إلى أين؟؟ كان يجب أن تجرب
كل شيئ قبل أن تستستلم.. كان يجب أن تحارب
أكثر من ذلك أن تظل قوية و ان تبحث عن حل
آخر…
أخرجها من دوامة أفكارها دخوله المهيب
بطلته الجذابة ببدلة الزفاف التي زادته
وسامة و جمالا…. توقف قليلا عن السير
عندما رآها ثم زفر بحنق قبل أن يكمل
سيره نحو الحمام ليغير ملابسه…
خرج بعد دقائق يرتدي ملابس بيتيه سوداء
اللون و ينشف شعره بمنشفة بنفس اللون…
رمى المنشفة بإهمال على أقرب كرسي
قبل أن يتقدم نحو طاولة الزينة ليأخذ منها
زجاجة عطره ليرش منه بسخاء على جسده
أعاد الزجاجة لمكانها ثم إتجه نحو الاريكة
السوداء ليجلس عليها بارتياح واضعا ساقه
فوق الاخرى…إلتفت نحوها بعينيه الحادتين
كالصقر الذي يكاد ينقض على فريسته
يطالع هيئتها بسخرية….
صغيرة و ضئيلة الحجم لا تكاد تصل لاسفل
صدره لا ينكر جمالها الملفت و خاصة عينيها
السوداء الشبيهة بأعين الريم…أغمض عينيه

انت في الصفحة 7 من 11 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
8

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل