
رواية انتقام عبر الزمن الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن بقلم الكاتبه إلهام عبد الرحمن حصريه وجديده
كانت تجلس كعادتها بين صفحات كتبها تقرأ كل هذه السطور في فرحة وسعادة، فهي تملك مكتبة أسطورية بها الكثير من الكتب الأثرية التي ورثتها عن أبيها، فتلك المكتبة هي ملازها الوحيد بعد وفاة والدها كانت كلما شعرت بالحنين لوالدها هرولت إلى تلك المكتبة وتجلس بها لتقرأ مقتنياتها الثمينة، وتشعر وكأن طيف والدها يحتويها بذلك المكان كانت تشعر بالدفء والأمان الذي حرمت منه بوفاة والدها فمنذ وفاته استغل عمها صغر سنها وانتقل هو وزوجته للعيش معها بحجة مراعاتها حيث أنها كانت طفلة ذات 10 سنوات توفت والدتها وهي تلدها ورفض والدها الزواج من أخرى حتى لا تعاني مع زوجة أب كان عمها قاسى القلب يعاملها كما لو كانت خادمة وليست ابنة أخيه، ولكن وضع الله الرحمة في قلب زوجته، فكانت تعاملها كإبنة لها فاستطاعت بتلك المعاملة إن تعوض نفسها إحساس الأمومة الذي فقدته.
انتهت من قراءة تلك الصفحات وجلست شاردة حزينة إلى أن أخرجها من شرودها ذلك الصوت الغليظ الذي كلما سمعته شعرت بانقباض قلبها وما كان هذا الصوت سُوى صوت عمها قاسم.
قاسم:«انتى يا زفتة يا اللي اسمك جنة انتى يا بت انتى فين؟»
هرولت جنة مسرعة من تلك المكتبة وذهبت إلى عمها ووقفت أمامه وهي تشعر بالخوف الشديد.
جنة بخوف:« خير يا عمي أنا أهو تحت أمرك.»
قاسم:«كنتى فين يا مقصوفة الرقبة وأنا بنادي عليكي من الصبح؟»
جنة بصوت متقطع:«أنا…. كنت…. ما هو….»
رفع قاسم يده وصفعها صفعة شديدة أوقعتها أرضاً، ثم تحدث بغضب شديد وهو يجذبها من يدها ويضغط عليها بشدة.
قاسم بغضب:«طبعاً كنتى فى المخروبة بتاعتك أنا مش قولت 100 مرة الأوضة دي ما تدخلهاش طول ما أنا موجود هنا عاوز أعرف انتى ليه مش بتسمعي الكلام؟!»
جنة بخوف وبكاء:«والله يا عمو أنا بعمل كل اللي بتقولي عليه وما بدخلهاش طول ما انت موجود ولما دخلتها دلوقتي ما كنتش أعرف إن حضرتك رجعت من بره.»
نظر لها قاسم باشمئزاز ثم ترك معصمها فتراجعت للخلف وهي تمسك معصمها بألم.
قاسم:« اتجرى يلا جهزيلي الغدا جاتك البلا في سحنتك مش عارف أبوىك مسميكي جنة على إيه دا انتى جهنم مش جنة، هي مرات عمك فين مش سامعلها حس يعني؟!»
جنة ببكاء:« طنط علا راحت السوق تجيب طلبات للبيت.»
قاسم بحدة:«وانتى ما روحتيش ليه يا حيلتها ولا على رجليكي نقش الحنة ولا تكوني مفكرة نفسك هانم، لا فوقي انتى هنا مجرد خدامة تخدمينا بلقمتك مش كفاية إنى ربيتك وصرفت عليكى دم قلبي لحد ما خلصتي تعليمك»
جنة بصوت يغلب عليه القهر:« تعليمي! لا والله كتر خيرك يا عمي.»
قاسم بحدة:« بقولك إيه هو انتى ناوية تبدأي وصلة النكد يلا اتجرى جهزيلي أي طفح مش هنفضل لوكلك طول اليوم.»
ذهبت جنة لتحضر الطعام من المطبخ ودموعها تتساقط كحبات اللؤلؤ المتناثر على وجهها.
بعد مدة وصلت علا إلى المنزل ودخلت إلى المطبخ لتضع الأشياء التي تسوقتها فوجدت جنة تبكي بشدة وهي تضع الطعام على الصينية، فوضعت ما بيدها أرضا وتوجهت إليها مسرعة.
علا بفزع:«مالك يا حبيبتي بتعيطي كدا ليه؟ فيكي إيه يا جنة طمنيني يا بنتي؟!»
جنة ببكاء:« مفيش حاجة يا طنط ما تشغليش بالك انتى حمد لله على سلامتك ثواني هودي الأكل لعمو وآجي أساعدك.»
علا:« اااه هو عمك قاسم وصل كدا يبقى عرفت انتى بتعيطي ليه يا ترى قالك إيه المرة دي خلاكى تعيطي بالشكل ده؟»