رواية غفران”قُيو,د بلا حدود”- الثامن 8 بقل,م الكاتبه اميره عمرو حصريه وجديده
البعيـد عن العيـن بعيـد عن القلب!!
هكذا يقولون و لكن لا يعل,مون ان البعيد عن العين يسكن القلب و العقل يستوطنه بعش,ق له قيو,د بلا حدود!.
يستعمر القلب بتشييده ألغام تنفج,ر إلي هو,س و تملك و جنون يأخذه إلي عال,م الأحلام الوردية.
السعادة تعطي للحياة لذة ذات طَعم مختلف و لكن ينقصها لذ..ة العش,ق فلا وجود للسعادة ال,مزيفة بل سعادة يملئها الح,ب و الغرام.
أتساءل ح,بيبتي متي سنخرج من هذه ال,متاهة
فـ الفراق صعب بدونك أشبه بالطفل التائه من أبيه.
_بتركيـا بلد لاول مرة نذهب لها مدينة إسطنبول._
بمنزل يبدو عليه الرقي و الفخامة عفواً هذه ليس منزل بل قصر كبير يشبه القصور ال,ملكية به أكثر من خمسون غرفة و باحة القصر الواسعة و ألوان طلاء الحائط الذهبية كـ الذهب الخالص القصر يحتوي علي أكثر من خمسة طوابق و غرف القصر خمسون غرفة و مكتب كبير يخص كبير العائلة و غرفة ال,مكتبة للقراءة و الاسترخاء و الصالون و حجرة الضيافة و صالة الرياضة الخاصة لحفيد العائلة و ايضاً ال,مطبخ الكبير الواسع و طاولة الطعام الكبيرة التي تكفي أكثر من ثلاثون شخصاً.
كان الخد,م يعملون علي قد,م و ساق و ل,ما لا فـ لا يوجد شئ يسمي بالاستهتار و التخاذ,ل بالعمل بل يكون متقن علي أتــم وجه و هذه هي أوامـر السيدة “نـازلي نـور الديـن”.
وقفت فتاة بمنتصف العقد الثاني ببهو ال,منزل بجسدها ال,ممش,و,,ق و طولها الذي لا يتعدي 166 سنتيمتر ببنطال چينز ازرق يلتصق بساقيها الرشيقتين و فوقته بادي كات من اللون الابيض يصل إلي منتصف البطن و شعرها البني ال,مجعد بما يسمي” الكيرلي” يصل إلي اسفل كتفيها بقليل بينما عيناها البنية الساحرة زينتها اهدابها الكثيفة و انفها الصغير لائم وجهها ال,مربع بينما شف,تيها تشبها,ن ح,بات الكرز لتبدو بأجمل صورة.
كانت تشرف علي الخد,م و هم يضعون الطعام فوق ال,مائدة بطريقة مزينة و رائعة راقبت بحدقتيها ال,مكان لتتأكد بأن كل شئ منظم و نظيف تأففت بملل وهي ترفع يدها الشمال تتطلع بعيناها في ساعة يدها لتجد أن الساعة السابعة و النصف مساءً لتذم شفتيها بعبو,س تتمتم بانزعاج:(الحوار مترجم إلي اللغة العربية الفصحي):
-أوووف ل,ماذا تأخروا لهذا الوقت لقد انتابني القلق عليهم الافضل بينما اقف هكذا اتأكد من كل شئ حتي لا توبخني السيدة نازلي.
وقفت مع الخد,م تملي عليهم التعليمات لل,مرة الأخيرة و بينما هي تتحدث معهم حتي وصل إلي مسامـع الجميـع صوت صرا,,خ أنثوي يصر,,خ بإسمها:
-زيييييييينب، زيييييييينب، زيييييييينب.
استدارت الفتاة و تدعي زينب نور الدين لتجد شقيقتها الصغري تركض بتجاهها بقوة و كأن هناك ذ,ئب يلاحقها لتجعد بين حاجبيها متسائلة بض,جر:
-ماذا هناك ليلي ل,ما تصر,,خين هكذا وكأن هناك وح,ش يطارك؟.
وصلت ليلي إلي شقيقتها تلتقط أنفاسها و جاءت بالرد ليسمعوا صوت رجولي يصر,,خ با,سمها بغضب جم:
-ليلللاااااا، ليلللاااااا.
انتف,ضت زينب بخضة من صرا,,خ شقيقها الأكبر بينما شح,ب وجه ليلي و اخت,بئت بجسدها خلف شقيقتها تحتمي بها ليأتي شقيقها بوجه مكفهر و ملامح لا تنذر بالخير تبشر بقدوم جح..يم لهم يسير تجاههم يصيح باهتياج:
-ستدفعين ثمن فعلتك أيتها الحم,,قاء.
وقف امام شقيقاته يحاول الامساك بـ ليلي بينما وقفت زينب تدفع شقيقها بعيداً عن الصغيرة التي تكاد تمو,ت ر,عباً منه قائلة بهدوء مزيف:
-اهدأ يا حسن ل,ماذا تصر,,خ بالفتاة هكذا اخبرني ماذا فعلت لك؟!.
وقف حسن و عيناه علي ليلي التي ترتجف خلف شقيقتها بخوف يجيب بض,يق:
-الغبية سكبت ال,ماء فوق ال,ملفات التي اعمل عليها منذ اسبوع و الآن ستفتك بي السيدة نازلي بسببها هذه الفتاة الغبية.
زفرت زينب تلتفت إلي ليلي ال,مذ,,عورة تتشدق بنزق وهي تكز علي اسنانها البيضاء كـ ح,بات اللؤلؤ:
-اين كان عقلك يا غبية و انت تفعلين حماقتك تلك!. ال,م تجدي غيره كي تعبثي معه ألا تعل,مين انه لن يرحمك أبداً.
تجهم وجه ليلي بض,يق تدبدب الارض بقد,ميها تغمغم بانزعاج:
-ل,ماذا تقولون عني غبية غبية و كـ اني لا امتلك اي ذرة عقل بحق الله إنني احصل علي ال,مركز الاول كل عام بدراستي.
حدقت بها زينب بغضب ته,مس بوعيد و فظاظة:
-اتعترضين يا ليلي!. حقاً انت غبية ما فائدة ال,مركز الاول و انت بالحياة اليومية لست سوي فتاة تافهة تجلب ال,مص.ائب فوق رؤوسنا.
ثم استدارت إلي حسن شقيقها تستطرد حديثها بنبرة هادئة و رزينة:
-جميعنا نعل,م كم هي غبية ليلي و افعالها الصبيانية، لا تحزن، ستتمكن يا اخي بعمل ملف آخر و تعطيه للجدة.
غرز اصابعه بخصلات شعره الفحمية يسحق شفتيه بغيظ من افعال شقيقته الصغيرة و قال بهدوء:
-الحمدلله انني احتفظ بنسخة علي الحاسوب من ال,ملفات ساطبعها فوراً قب,ل ان تأتي جدتك و لكن أنتِ.
قالها مشيراً ناحية ليلي و استكمل بوعيد: لن تفلتي من عقابي ليلي فيكفي مقالبك الح,مقاء مثلك.
خرجت ليلي من خلف جسد زينب و صاحت بغيظ:
-ل,ماذا ساتعاقب ما د,مت تحمل نسخة من ال,ملف هذا لأنني الصغيرة بهذا البيت يحق لك معاقبتي.
اومأ برأسي و رمقها بعينيه السوداء بنظرة ار,عبتها لتختبا خلف جسد زينب:
-نعم لأنك الصغيرة ال,مدللة الحم,قاء.
نطقت بحدة من خلف جسد شقيقتها: -سأشتكيك لجدتي يا حسن.
كاد بالرد الحاد اللاذع و لكن استوقفه صوت نسائي حاد صارم يتساءل بلهجة قوية:
-و ل,ماذا ستشتكيه يا ليلي اخبريني؟. ماذا فعلت للصغيرة يا حسن كي تشتكيك لي.
التفت الثلاثة ليقفوا جوار بعض بخ,وف إلي تلك السيدة بينما ابتلع حسن ريقه بر,عب، تقد,مت السيدة العجوز و الذي خطي الشيب شعرها البني بخصلاته البيضاء و تجاعيد وجهها زادت من جمالها، و زوج العيون الزرقاء الشبيهة بالأمواج و جسدها الرشيق لا زالت تحتفظ به رغم سنوات عمرها السبعون هي السيدة “نـازلي نـور الديـن”.