روايات

رواية حين تنبت القلوب البارت الأول والثاني والثالث والرابع بقلم ملك الحريري حصريه وجديده 

رواية حين تنبت القلوب البارت الأول والثاني والثالث والرابع بقلم ملك الحريري حصريه وجديده 

— “هل هذا هو أفضل ما يمكنكِ تقديمه؟”

شعرت ميرا بأن الدم يتراجع من وجهها:

— “ماذا تقصد؟”

— “أقصد أنه عمل ضعيف، سطحي، ولا يليق بشركة مثل شركتنا.”

ساد الصمت المميت في الغرفة، الجميع يراقبون بقلق التوتر المتصاعد بينهما.

حاولت ميرا التماسك، لكن صوته الحاد كان يضرب أوتارها بشدة:

— “إذا لم يكن لديكِ شيء أفضل، فلا تتعبي نفسكِ بالحضور غدًا.”

رفعت عينيها إليه بغضب:

— “هل تهددني بالطرد؟”

— “بل أحذّركِ من الفشل.”

شعرت بقلبها ينبض بجنون، ليس خوفًا، بل غضبًا.

لكنها لن تعطيه هذه المتعة.

رفعت رأسها بثقة وقالت ببرود يضاهي بروده:

— “حسنًا، سأريك ما هو أفضل.”

استدار ليخرج، لكن قبل أن يصل إلى الباب، قال دون أن يلتفت:

— “لديكِ 24 ساعة.”

وغادر، تاركًا الجميع في صدمة… وميرا في حالة حرب.

❈ ❈ ❈

منتصف الليل

في مكتبها، جلست ميرا وسط الأوراق، القهوة، والملفات المفتوحة، تحاول إعادة تصميم كل شيء. لن تدعه يربح.

لكن فجأة، انفتح باب المكتب!

رفعت رأسها بفزع لتجد حمزة يقف هناك، مظهره متعب لكن عينيه تلمعان بحدة.

— “لم تذهبي للمنزل.”

لم يكن سؤالًا.

أجابت وهي تعود لعملها:

— “ولن أفعل قبل أن أريَك عرضًا لا يمكنك رفضه.”

صمت قليلاً قبل أن يقول بصوت منخفض:

— “عنيدة.”

ابتسمت بسخرية دون أن ترفع رأسها:

— “هل هذه مجاملة؟”

لم يجب، لكنه اقترب وجلس على المكتب مقابِلها، يراقبها وهي تعمل، وكأنه يريد أن يعرف إلى أي مدى ستذهب في هذا التحدي.

كان الجو بينهما مشحونًا، مزيجًا من التحدي… والتوتر الذي لا يمكن تفسيره.

لكن لم يكن هناك وقت لهذا.

غدًا، ستكون المواجهة الأخيرة… ومن سيربح؟

ماذا سيحدث في الاجتماع؟ هل ستنجح ميرا أم أن حمزة لديه خطة أخرى؟

حين تنبت القلوب

البارت الرابع

قاعة الاجتماعات كانت ممتلئة بالتوتر… والعيون المترقبة.

جلست ميرا في مقدمة القاعة، عيناها مسمرة على الشاشة الضخمة، بينما حمزة جلس في المقعد الرئيسي، يتابعها ببرود شديد. الجميع ينتظر… والجميع يعرف أن هذه اللحظة ستحدد الكثير.

إنها لحظة إما السقوط… أو الانتصار.

أخذت نفسًا عميقًا، وبدأت العرض.

❈ ❈ ❈

عشرون دقيقة لاحقًا…

ساد الصمت القاتل في القاعة.

الأنظار كلها موجهة نحو حمزة، الذي لم يقل كلمة واحدة طوال العرض.

رفع رأسه ببطء، نظراته ثابتة على ميرا، قبل أن ينطق أخيرًا بصوت هادئ، لكنه كالسيف:

— “أحسنتِ.”

لم يكد أحد يصدق ما سمع!

حتى ميرا نفسها تجمدت في مكانها، وكأن عقلها يعيد تحليل الجملة مرارًا.

أحسنتِ؟

أحسنتِ؟!

لكن قبل أن تهنأ بانتصارها، قال بصوت حاد وهو ينهض من كرسيه:

— “لكن هذا لا يكفي.”

التفتت إليه بصدمة:

— “ماذا؟!”

اقترب منها حتى بات بينهما أقل من متر، نظراته باردة لكنه كان يخفي خلفها شيئًا آخر… شيء لم تستطع تفسيره.

— “ما قدمتِه اليوم رائع، لكنه ليس الأفضل. أعلم أنكِ قادرة على تقديم شيء أقوى… ولذلك، لن أقبل بأقل من ذلك.”

كان هذا الاعتراف بمثابة حرب جديدة.

كان هذا الرجل يقلب المعركة إلى مستوى آخر.

لم يكن يريد إسقاطها… كان يريدها أن تحارب أكثر!

❈ ❈ ❈

في المساء، في الشركة

بقيت ميرا في مكتبها، لم تستطع المغادرة. كان عقلها يعيد تحليل كل كلمة، كل نظرة… لم تفهمه بعد!

لكن قبل أن تغرق أكثر، فتح الباب فجأة.

حمزة!

دخل بخطوات ثابتة، أغلق الباب خلفه، ثم قال مباشرة:

— “لماذا لم تغادري بعد؟”

رفعت حاجبيها بحدة:

— “وهل أنت مخوّل لتقرّر متى أغادر؟”

ابتسم بخفة، لكنه اقترب أكثر، حتى باتت المسافة بينهما لا تطاق.

— “أنتِ غاضبة.”

— “وهل هذا يهمك؟”

— “لو لم يهمني، لما كنتُ هنا.”

ارتجف قلبها… لكنه لم يكن خوفًا.

بل كان شيئًا آخر، شيء لم تشعر به من قبل.

رفعت عينيها إليه وقالت بوضوح:

— “ماذا تريد يا حمزة؟”

— “أريد إجابة واحدة…”

صمت للحظة، ثم أضاف بصوت خافت:

“متى ستتوقفين عن القتال ضدي… وتبدئين بالقتال معي؟”

جملته الأخيرة كانت كالقنبلة، انفجرت في عقلها ولم تترك لها مجالًا للتفكير المنطقي.

وقفت أمامه، يملؤها الذهول والتردد، لكن نظراتها لم تهتز:

— “وهل هذا طلب أم أمر آخر منك، حمزة؟”

ضحك بخفة، لكنها لم تكن ضحكة سخرية هذه المرة… بل كانت ضحكة رجل يعترف بشيء لن يعترف به بسهولة.

— “ربما هو تحدٍ جديد؟”

— “لستُ معتادة على الخسارة، لا تنسَ ذلك.”

— “وأنا أيضًا، ميرا.”

الصمت اشتعل بينهما… صمت لم يكن فارغًا أبدًا.

❈ ❈ ❈

بعد يومين

اليوم كان مختلفًا، والشركة كانت تعج بالحركة. المشروع الذي كانت تعمل عليه ميرا تم اعتماده أخيرًا، والنجاح بدأ يتضح أمام الجميع.

لكن بدلًا من الشعور بالراحة، كانت تشعر بشيء آخر… شيء لم تستطع تفسيره.

القلق؟

الترقب؟

أم أن السبب هو أن حمزة أصبح مختلفًا فجأة؟

كان يراقبها، لكن ليس كما كان يفعل سابقًا. كان يتحدث إليها، لكن صوته لم يكن يحمل الجفاف المعتاد.

وكأن هناك تحولًا لم تكن مستعدة له.

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل