روايات

رواية شتات الأرواح الفصل الاول والثاني والثالث وقبل الأخير بقلم سليمان النابلسي حصريه وجديده 

رواية شتات الأرواح الفصل الاول والثاني والثالث وقبل الأخير بقلم سليمان النابلسي حصريه وجديده 

زين (موجهًا حديثه إلى مريم، بصوت خافت): “أنتِ تعلمين أنه لم يكن بإمكاننا الهروب للأبد. هذا المصير الذي كنا نواجهه منذ البداية. مهما حاولنا، كانت النهاية تقترب.”

مريم (بتنهدة طويلة): “أنت محق. ولكن ماذا عن المستقبل؟ هل نعيش في الماضي إلى الأبد؟”

لم يكن لزين إجابة جاهزة. كان يعلم أن الحقيقة مريرة، لكنه لم يكن مستعدًا للكشف عنها بعد. كان الوقت قد حان، لكن الكلمات كانت تقف في حلقه، لا يستطيع البوح بما يعرفه. كان هناك شعور عميق بالذنب يثقل قلبه.

ومع ذلك، كانوا على وشك أن يعرفوا. كان السر الذي يخبئه عنهم يتسرب إلى الهواء من حولهم، ومع كل لحظة يمرون بها، كان يقتربون أكثر من الحقيقة.

في تلك اللحظة، دخل عمر إلى الغرفة فجأة، يلهث من الركض، وجهه مشوه بالقلق.

عمر (بلهجة قاطعة): “لقد وجدناهم. الأشخاص الذين كانوا وراء كل شيء، وراء هذه اللعبة الملعونة.”

مريم (بغموض، وهي تنظر إليه): “ماذا تعني؟ هل تعني أننا في النهاية على وشك أن نواجههم؟”

عمر (بحزم): “نعم. لا وقت لدينا. إذا أردنا أن ننجو، يجب أن نتحرك الآن. اللعبة قد انتهت. هذا هو وقت الحقيقة.”

سادت حالة من الارتباك، ولكن كان هناك أيضًا شعور بالراحة. لا مزيد من الجري، لا مزيد من الهروب. إذا كان هناك شيء يجب أن يعرفوه، فإن اللحظة قد حانت.

زين (يستقيم وهو ينظر إلى الجميع، بصوت منخفض): “لقد وصلنا إلى النهاية. ولكن هل أنتم مستعدون لما ستكتشفونه؟”

لم يكن هناك وقت للانتظار. على الرغم من الظلام الذي يحيط بهم، كانت الأضواء الباهتة من النوافذ تشير إلى أنهم على وشك أن يواجهوا ما لم يتخيلوه من قبل.

مريم (بتصميم، وهي تقف فجأة): “نعم، نحن مستعدون. لنعرف الحقيقة، ولنواجه المستقبل.”

وقف الجميع، وكان قرارهم قد اتخذ، وبدأوا في السير نحو المصير الذي كان ينتظرهم. لم يكن هناك طريق للعودة، ولا شيء يمكن أن يغير ما كانوا سيواجهونه.

وفي تلك اللحظة، فتحت مريم الباب ببطء، لتجد زين و عمر وراءها. كل واحد منهم كان يحمل في قلبه مزيجًا من الخوف والتصميم. كانت الساعة قد دقت، وما كان قد يبدو مستحيلاً أصبح حقيقة.

زين (بصوت هادئ، وهو يخطو خطوة أخرى نحو الباب): “لن يستطيع أحد أن يوقفنا الآن. ربما كنا ضحايا، ولكننا اليوم نملك القوة للتغيير.”

عمر (بتنهدة عميقة): “العدو كان دائمًا قريبًا منا. كل خطوة كانت محفوفة بالمخاطر، لكننا هنا اليوم، ونحن نملك السر في أيدينا.”

خرجوا من الغرفة، متجهين نحو المجهول، وكان كل واحد منهم يعلم أن ما سيواجهونه سيكون تحديًا كبيرًا. لكنهم لا يستطيعون التراجع. كانوا على وشك أن يواجهوا الأشخاص الذين كانوا وراء هذه اللعبة الملعونة، وكان كل شيء على المحك.

مع كل خطوة، كانت العيون تراقبهم. كان هناك من يحاول أن يضعهم في زاوية مغلقة، لكنهم كانوا أقوى من أي وقت مضى. كانوا يعرفون أن الحرب لم تنته بعد، ولكن هذه المرة كان لديهم الأسلحة اللازمة لخوضها.

زين (بحزم، وهو يلتفت إلى مريم وعمر): “إذا كان هناك شيء واحد يمكنني قوله الآن، فهو أننا لا نواجههم فقط، بل نواجه أنفسنا. ولن نسمح لأحد بأن يحكم علينا بعد الآن.”

مريم (بتفاؤل، لكنها لا تخفي خوفها): “لقد بدأنا هذا الطريق معًا، وسنكمل معًا. سنواجه هذه العاصفة ولن نخرج منها خاسرين.”

اللحظة التي كانوا ينتظرونها قد أقبلت، والأمواج التي كانت تحاول أن تبتلعهم كانت تتلاشى أمام عزيمتهم. كانت هناك بعض الأشياء التي لا يمكن الهروب منها، ولكن مع كل تحدٍ كان ينتظرهم، كانوا أقوى مما يتخيلون.

عمر (بابتسامة حادة، وهو يواصل السير): “لن ننسى ما حدث. ولكن لا يمكننا السماح لهم بالتحكم في مصيرنا بعد الآن.”

وضعوا قدمهم في الطريق الذي كان يفضي إلى النهاية. لا أحد كان يعرف ماذا سيحدث، ولكنهم كانوا مستعدين لملاقاة مصيرهم وجهاً لوجه.

وكانت السماء تنذرهم بعاصفة جديدة، ولكنهم كانوا يواجهونها بكل شجاعة، لا يسعون فقط للبقاء على قيد الحياة، بل أيضًا لاستعادة ما كان لهم من حق.

يتبع.

انت في الصفحة 4 من 4 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل