
راغب: “مش طبيعي؟ أكيد مش طبيعي! شايفاني هنا وأنا بحاول أظبط حياتنا، وأنتي تحت بتخلي عثمان يشيلك؟ هو إيه اللي بيحصل؟!”
تراجعت سما خطوة للخلف، محاوِلة تهدئته فهى ليست لها طاقة به الان ولا عنفه عندما يغضب.
سما: “أنا وقعت، وهو كان بيحاول يساعدني، ماكانش في حاجة تانية.”
لكن غضبه كان أكبر من أن يهدأ بسهولة. أمسك بذراعها بشدة وقال بصوت خافت لكنه مهدد:
راغب: “بصي، آنى مش هسمح لأي حد يجرب منك،يا سما. فاهمة؟ ولا حتى عثمان.”
ابتعدت سما عنه بصعوبة، تنظر إليه بخوف ممزوج بالغضب.
سما: “راغب، أنا تعبت من كل دا. أنتَ مش بتسيب لي فرصة أتنفس حتى مش كفاية انى عايشة معاك بالغصب .”
راغب تجاهل كلماتها تمامًا وخرج من الغرفة بغضب، مغلقًا الباب خلفه بقوة. كانت سما تشعر بأن الوضع بينهما يتجه نحو الانفجار، ولم تعد تعرف كيف ستنتهي الأمور.
في مكان آخر، عثمان كان مع عمه صالح.
عندما انتهى من مناقشة موضوع أكرم، عاد إلى غرفته ليجد الورقة التي التقطها سابقًا في جيب معطفه. فتحها ليكمل قراءتها. كلمات قليلة كانت كفيلة بإثارة ذهوله:
“التحاليل تؤكد أن المريض عقيم تمامًا.”
جلس عثمان على الكرسي بصدمة. “راغب عجيم؟ كيف ده؟… إذا كان راغب ميجدرش يخلف، تبجى نچمة… نچمة مش بته؟!”
تدفقت الذكريات إلى عقله بسرعة. مواقف سما، نظراتها، كل شيء بدأ يتضح الآن. لكن عليه التأكد أكثر. هذه الورقة ليست دليلًا كافيًا ليواجه راغب.
في اليوم التالي، عثمان قرر التصرف بحذر.
ذهب إلى أحد المختبرات الطبية وأخذ عينة من دمه وأخرى من نجمة. كان يعرف أن هذا القرار قد يقلب حياته رأسًا على عقب، لكنه لم يعد يستطيع تحمل المزيد من الأكاذيب.
راغب، بدأ يشعر أن عثمان يشك في شيء ما، قرر اتخاذ خطوة جريئة.
في إحدى الليالي، استغل غياب عثمان وكانت سما تقوم باعداد كوبا من القهوة فدخل المطبخ وجذبها من ذراعها بقسوة ودخل بها المكتب وقد بدا على وجهه مزيج من التوتر والغضب.
راغب: “آن الأوان نتكلم بصراحة. إنتى مخبية حاچة عني، مش اكده؟”
سما، ببرود: “وانت ليه مهتم دلوقتي؟ مش كل حاجة بتكون دايمًا تحت سيطرتك يا راغب.”
اقترب منها بغضب وقال بصوت منخفض:
راغب: “انتى متعرفيش آنى ممكن أعمل إيه لو حسيت إنك بتلعبي بيا. فاهمة؟ لو حد عرف أي حاچة عن نچمة… هتكوني إنتي السبب فى اللى هيچرى وساعتها ماتلوميش غير نفسك وحبيب الجلب هعيشك العمر كلاته تتحسرى عليه .”
كانت كلماته تحمل تهديدًا واضحًا. شعرت سما بالخوف والضعف، لكنها قررت ألا تُظهر ذلك.
سما: “لو عايز تعرف الحقيقة، اسأل نفسك الأول: إيه السبب اللي مخليك تخاف؟”
خرجت كلمتها كالصفعة على وجهه، لكنه تجاهل الرد وترك الغرفة غاضبًا.
بعد أيام قليلة، استلم عثمان نتيجة التحاليل.
وقف في المختبر، ينظر إلى الورقة بين يديه، ووجهه شاحب. كانت النتيجة واضحة:
“نچمة بتى آنى مش بت راغب.”
أغمض عينيه للحظة، مشاعر مختلطة من الغضب، الحزن، والراحة اجتاحت قلبه. لكنه الآن لديه دليل قاطع. عاد إلى المنزل وهو يعلم أن المواجهة أصبحت وشيكة.
في المساء، عثمان قرر أن يبدأ مع سما.
دخل غرفتها بهدوء بينما كانت جالسة تقرأ. رفعت عينيها لتجده يقف أمامها، يحمل في يده ورقة.
عثمان، بهدوء لكنه يحمل في صوته نبرة حزم:
“سما، آنى عايز أعرف الحجيجة دلوك . نچمة… تبجى بتي، مش اكده؟”
كانت سما تنظر إليه بصدمة، عيناها امتلأتا بالدموع. لم تكن تعرف كيف ترد، لكن الكلمات بدأت تخرج منها ببطء:
سما: “عثمان… أنا حاولت أحميها… حاولت أحميك… كان غصب عنى والله ”
اقترب منها وقال:
عثمان: “عايز أعرف كل حاچة، يا سما. ماينفعش نسكت أكتر من اكده الحجيجة كلاتها تتجالى من غير حرف ناجص فاهمة يابت الناس ولا حرف ينجص.”
في تلك الأثناء، كان راغب يستمع خلف الباب.
كلمات سما واعترافها كانت كافية لتحطم عالمه. لكنه لم يكن ينوي الاستسلام بهذه السهولة.
راغب بكره وغضب: “لو كانت اللعبة انتهت بالنسبالهم، فآنى لسة عندي خطوات أخيرة لازم ألعبها.”
يتبع