
#عشقت_طفلتي
#بقلمي_الكاتبة_مريم_وليد
༺༺༻༻
الفصل الحادي والعشرون والاخير🦋
كان يقف امام غرفة العناية ويحدق بها ككل يوم منذ ثمانية أيام وتحديدا منذ ذلك اليوم المشؤم الذي كاد ان يفقدها به هي وطفله الذي لم يخرج هو الاخر من الحضانه منذ ذلك اليوم حتي بات يشعر انهم يعاقبونه علي توريطهم في تلك المشاكل الذي لم ينتج عنها سوي الا”لم والمعناه له ولهم…..
كانت عيناه تمر علي كل انشا بها بإشتياق كبير وكأنه لم يتثني له رؤية عيناها والتحدث معها منذ سنوات وليس ثمانيه ايام… بينما انق”بض قلبه بضيق شديد وهو يتذكر بأنه كاد ان يفقدها خلال تلك الايام حيث انها تعرضت لنز”يف حا”د بعد الولاده ومهما حاولو الاطباء ايقا”ف ذلك النذ”يف لم يسيتطيعوا لدرجه انهم اضطروا لنقل الد”ماء لها تعويضا لتلك الد”ماء التي نز”فتها وهكذا استمر الحال لسبعه ايام بنز”يف مستمر دون انقطاعه لثانيه واحده حتي استطاعوا الاطباء أخيراً بإيقا”فه ليله
البارحه ومنذ ذلك الوقت وهي تمكث في غرفه العنايه
تحت اشراف اكبر الاطباء…..
بينما تميمنا لم يتحرك من امام غرفه العناية لثانيه واحده حتي منذ يوم الحادث عندما اخذوها منه هي وطفله ظل واقفا مكانه رغم الحاح ريان ومحمد عليه بأن ينصت للطبيب ويذهب معه حتي يخرجوا الرصاصه من كتفه لكنه أيضاً لم يستمع الي احد وحينها
اضطروا بأن يخرجوا الرصاصه من كتفه وهو جالس امام غرفه العناية ومن بعدها لم يستطع ان يبعده شيء
عن غرفتها سوى ذهابة لقضاء حاجته او تبديل ملابسه
وخلال تلك الايام قد نمت لحيته كثيرا اصلا هي كانت
طويله وخلال تلك الايام ازداد طولها بينما يظهر عليه التعب علي وجهه الملئ بالكد”مات كثيراً واصبح اسفل
عيناه اسود وكأنه يتعا”طي المخدر”ات بينما قد اصبح
جسده هذيلا قليلاً بسبب قلة نومه والارهاق والتفكير
المستمر بجانب قلة تناولة للطعام فهو لا يتناول سوي
ما يجعله يتنفس وهكذا استمر الحال ومرت الايام عليه
وهو بتلك الحالة المذريه بينما زوجته وصغيرة ماذا لو
يعاقبوه ولم يفق احد منهم…..
بينما كان يقف هكذا شعر بوجود احد خلفه ولكنه لم يتحرك من مكانه بل ظل علي وضعيته حتي شعر بذلك
الشخص يضع يداه علي كتفه ثم اقترب منه ليقف بجانبه وهنا نظر تميم بطرف عينه ليجد ريان…..
= مش كفايه كدا…..
وهنا نظر له تميم بعد فهم ليكمل ريان بتوضيح….
= مش كفايه اللي انت بتعمله في نفسك دا انت كدا هت”مو*ت ومش هتلحق تطمن عليهم عشان كدا لازم ترتاح وتريح جسمك علي الاقل شويه بس…..
تميم بهدوء بينما يحدق بها من خلال اللوح الزجاجي
الموجود في الغرفه….
= مستحيل اقدر ارتاح طول ما هي مش مرتاحه لازم اتأ”لم زيها لاني وعدتها طول ما انا عايش هحس بأ”لمها
وسعادتها…..
ريان بجديه…..
= بس الدكتور طمنك امبارح والحمدلله النز”يف وقف وان شاء الله هتكون بخير هي وابنك بس الموضوع محتاج شويه وقت……
تميم بنفي….
= مش هقدر اعيش حياتي وهي مقيده بالاجهزة دي كلها هي وابني ومش حاسه بأي حاجه حواليها مش قبل ما اطمن عليها علي الاقل…..
ريان بستياء……
= بس انت كدا بت”قت*ل نفسك بالبطئ انت مش شايف نفسك وجسمك بقوا عاملين ازاي…..
تميم بلامبالاه……
= مش مهم مهما حصلي عمري ما هوصل للحاله اللي هي فيها دلوقتي…..
ثم اكمل بسخريه……
= وبعدين اطمن المسوخ مش بيجرالهم حاجه بسهوله كدا وانا اكبر مسخ في الدنيا لاني مقدرتش احميها وسبتها في جحيمي لغاية ما اتأذت بأ”بشع طريقه….
ريان وهو يتنهد بحزن…..
= قدر الله وماشاء فعل لعل كل اللي حصل خير ليك وليها علي الاقل قدرنا نتخلص من المجنونه اللي اسمها نسرين دي هي والزفت امجد دا اللي معرفش كان عايز ايه من داليدا اصلا…..
تميم بشرود….
= اكيد كان بينتقم مني فيها وللأسف نجح وبجدارة…..
ريان……
= الحمدلله ربنا خلصنا منهم وننهي الموضوع دا اهم حاجه دلوقتي داليدا وابنك يقوموا بالسلامة…..
تميم بجديه….
= سلامة داليدا عندي اهم من سلامة ابني لاني متأكد اني مستحيل اتحمل خسارتها لكن اقدر اتحمل خسارته هو…..
ريان….
= ان شاء الله تطمن عليهم الاتنين في اقرب وقت ويرجعوا لحضنك بالسلامه…..
انهي ريان جملته وعم الصمت المكان لبعض الوقت فقط يحدقون امامهم بتجاه داليدا….. مرت دقيقه تاليها
الاخري وهما هكذا حتي قاطع صمتهم صوت احد الممرضات وهي تقول بعمليه….
= مين فيكم تميم الاسيوطي والد الطفل اللي في الحضانه….
وهنا التفت الاثنين ليقول تميم مسرعا…..
= انا تميم في ايه حاجه حصلت لابني….
الممرضه بجديه….
= اطمن هو بخير واحنا بنجهزه عشان يخرج من الحضانه وهو دلوقتي بقي كويس جدا بس عايزين حضرتك تيجي تاخده…..
ريان بسعادة وهو يضع يده علي كتف تميم….
= مش قولتلك ان شاءالله خير وربنا هيقومهملك بالسلامه…..
تميم ببتسامه واسعه….
= طيب يعني هو دلوقتي بقي زي اي طفل طبيعي مفيهوش حاجه….
الممرضه ببتسامه…..
= ايوة حضرتك بقي زي الفل اطمن خالص وياريت حضرتك تيجي معايا عشان تاخده…..
انهت الممرضه حديثها واوما لها تميم بسعادة بينما يقول لريان بتحذير….
= اياك تتحرك من هنا لغاية ما ارجع فاهم…..
ريان بإمياء…
= اطمن دي في عنيا بس روح انت جيب ابنك يلا…..
انهي ريان جملته وذهب تميم مع الممرضه نحو حضانه الاطفال ليجد ان صغيرة قد خرج فعلا وينام كالملاك بين يدي احدي الممرضات ليقترب منها بهدوء وهو يمد لها يداه حتي وضعت الصغير بين يداه وبمجرد ان امسكه منها لم يستطع الوقوف علي قدميه اكثر وكأن حمله للصغير ورؤيته قد اصابوه بالضعف ليجلس علي احد المقاعد بالغرفه ثم ظل يقبل الصغير في كل انشا به ليبتسم الصغير بطفوله وبرائه وكأنه يشعر بوالده وعندما رأي تميم ابتسمته الذي بثت الدفئ داخل قلبه قربه الي وجهه بينما يغمض عيناه بقو”ة حتي لا تهطل دموعه علي وجهه…..
ظل هكذا لدقائق لا بأس بها حتي فتح عيناه فجأة وبسرعه البرق بينما ظل قلبه ينبض بعنف وقبل ان يستوعب ما حدث له استمع الي صوت ريان وهو يصرخ به قائلا…..
= تميم….تميم داليدا فاقت يا تميم….
وهنا لا يعلم ما الذي حدث له فقد اختلطت مشاعره ببعضها ولم يعد.يعلم هل هو.الان مصدوم ام سعيد ام حزين ولكن كل ما كان يتأكد منه بتلك اللحظه ان الله قد اعطاه فرصه ثانيه ليحيا سعيداً وسط عائلته وبتلك اللحظه لن يبدر منه اي ردة فعل سوي دموعه التي كانت تسيل علي وجهه بصمت وكأن ما استمعه قد جعله كالتمثال…..
لم تدم تلك الصدمه طويله حيث اخرجه ريان قائلاً وهو يهزه من كتفه….
= تميم داليدا فاقت والدكتور طلب من الممرضين يخرجوها لاوضه عاديه وبتسأل عليك انت وابنك…
وهنا ابتسم تميم بسعاده بينما القي بين يدي ريان واتجه نحو الخارج بسرعه جنونيه تاركا ريان يحدق في اثرة بصدمه من القائه لصغيرة بتلك الطريقه ليقول…..
= يابن المجنونه….
صمت قليلاً ثم اردف مره واحده وهو يحدث الصغير وهو يسير به نحو الخارج….
= متزعلش يا سليم بس لازم تعرف ان امك رقم واحد في حياة ابوك وانت في المركز التاني اتفقنا…
انهي جملته وقبله من جبينه قبل ان يوقف احد الممرضات ليسألها عن الغرفه التي توجد بها داليدا لتخبره عن مكانها ومن بعدها اتجه اليها بعدما اخرج هاتف واخبر نور وحنان ويوسف ومحمد وحنان بأن داليدا اخيرا قد فاقت…..
عند تميم بعدما خرج من غرفه الحضانه اتجه سريعا نحو غرفه داليدا بعدما اخبرته احد الممرضات عن مكانها ليتجه بعدها الي هناك سريعا….
وبمجرد ان دلف وجد هنام ممرضه تضع لها كانيولا في يدها بينما تعلق لها السيروم وبمجرد ان رأته داليدا ظلت تزرف دموعها بصمت قبل ان تمد يدها باتجاهه تحثه علي الاقتراب منها ليقترب منها بتلك اللحظه بسرعه رهيبه وسحبها بكل قو”ته بين احضانه بينما يبكي بقو”ة كالطفل الصغير قد عاد لوالدته بعد ما تاه منها بينما داليدا ظلت تبكي هي الاخري وهي تشد علس عناقه وتمسح علي شعره بحنان كأنه طفلها فعلا…..
تميم بصوت اجش من اثر البكاء بينما يقبل كل انش بوجهها….
= انا اسف سامحيني انا اسف ارجو……
لم يستطع اكمال جملته بسبب وصلة البكاء الذي دلف بها لتعانقه داليدا بقو”ة اكثر وهي تقول من وسط بكائها…..
= كفاية ارجوك انا مش هقدر استحمل اشوفك كدا عشان خاطري يا تميم انا كويسه اطمن ياحبيبي مسمحاك والله انا عرفت كل حاجه….
تميم وهو يهز رأسه بالنفي….
= لا انتي مش كويسه وكل حاجه حصلتلك بسببي انا مقدرتش احميكي انتي وابني ارجوكي سامحيني…..
داليدا وهي تقبل راسه بقو”ة…..
= مسمحاك يا قلبي مسمحاك بس كفايه عشان خاطري متعملش في نفسك كدا لانك بتقت*لني بالي بتعمله في نفسك دا…
تميم وهو يبتعد عنها وهو يجفف دموعها بأنماله لتسقط دموعه علي وجنتيها….
= انا اللي كنت همو*ت لو كان جرالك حاجه مكنتش هقدر اتحمل اعيش لحظه واحده من غيرك يا حبيبي…
داليدا وهي تجفف دموعه هو الاخر….
= بعد الشر عليك يا قلبي….
ثم اكملت بتساؤل…..