
الفصل الواحد والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون من رواية شمس تتحدى الغيوم بقلمي :عبير سليم حصريه وجديده
💖💖💖💖💖💖💖💖
مرت عدة أيام وبدأت الحياة تسير فى مجراها الطبيعى وبدأت شمس تتعافى وتقرر الرجوع الى عملها الذى غابت عنه عدة أيام.
هذا الغياب الذى لم يعتاده احد من قبل الا فى اضيق الحدود فشمس مثال للالتزام فى عملها.
ولقد برره يزيد للجميع بأنه ارهاق واحتياج الى الراحه بعض الوقت. ولكن اليوم تقوم شمس من نومها فى نشاط وحيويه تصلي وتدعو ربها ان يزيح عنها الهم والحزن وان يكتب لها نصيبا من الفرح تقبل خالتها حبيبتها وتخرج لعملها الذى أصبح كل شئ بالنسبه لها تظل تفكر طوال الطريق الى ماوصلت اليه حياتها وكيف مرت باحداث لم تكن تتوقع يوما ان تمر بها ولكن لامفر فقد حدث ماحدث ولا بد من الرضا بقضاء الله وقدره.
تتنفس الصعداء على باب الشركه تأخذ نفسا عميقا يساعدها على التخلى عن كل مامرت به ومايطاردها من ذكريات لا تحمل لها سوى الهم والحزن والإحساس بالظلم الذى خلفه لها ذلك الزمان.
تدخل مكتبها فتقابلها إيمان بكل حب وتاخذ شمس منها اعمالها المعطله خلال هذه الفترة وتبدا فى ممارسة عملها
يدق الباب ويدخل بابتسامه جميله لم يعهداها من قبل :صباح الخير يابنات
إيمان وشمس:صباح النور يابشمهندس
يتقدم نحو شمس:عامله ايه ياشمس بقيتى كويسه
شمس:الحمد لله والله أحسن
إيمان :ماشاء الله ده انت بتضحك زينا اهوه
عمر:ايمان انا مليش مزاج اتخانق عالصبح
إيمان :خناق ايه بس يابشمهندس ربنا ميجيبش خناق يارب
بس يعنى مستغربه شويه طب انت سخن واللا فيك حاجه يعنى فتلاحظ الغضب على وجهه
فتبادر بالكلام :طب ايه رايك اجيب قهوة نشربها كلنا سوى مع انى مبحبهاش بس ياللا ميضرش.
عمر:ياريت والله ده لو مكنش يتعب سيادتك يعنى
إيمان :لا هو حضرتك متاكد انك بشمهندس عمر لا اقسم بالله انا مامصدفه
تخرج ايمان وهى تتحدث لنفسها بينما شمس تضحك على منظرها:ههههههههههه
يلتفت عمر الى ضحكة شمس التى تخطف القلوب وتذيب الحجر ولكن سرعان مايطرد عن تفكيره اى شئ يجعله ينجذب إليها يتحدث معها فى أمور العمل على الفور حتى لا يترك لقلبه اية مساحه للتفكير فيها
تخرج ايمان وهى تدندن باغنيه :اه يااسمرانى اللون حياتى لاسمرانى
ثم تقول لنفسها: اسمر ايه بس ده حتى حسونتى ابيضانى وزى القمر وحشنى ابن الجذمه ده . فجأة تجدها فى وجهها
ايمان:ياصباح ياعليم يافتاح ياكريم
مياده:ليه شفتى بعبع واللا ايه ياحبيبتى
إيمان :بت انتى تعرفى تبعدى وتمشي من ادامى واللا تحبي اخليكى تعرفى بطريقتى؟
مياده:هو فى ايه ياايمان هو انتى ماشيه تقولى شكل للبيع واللا ايه هو انا جيت جمبك ولا لمستك ياباي عليكى ده انتى بنى ادمه لاتطاق انا مش عارفه خطيبك ده واخدك على ايه
إيمان :بيحبنى وبيموت فية مش زى ناس مش لاقيين حد يلمهم
مياده:بيحبك وبيموت فيكى ماغيرك كان بيقول كده وبعدين اخد بمبه
إيمان :ياخى بمبه لما تفرقع فيكى ياشيخه وتريح الشركه من امثالك امشي ابت غورى من قدامى بدل ودينى لحجيبك من شعرك ده جتك مصيبه وانتى عامله شبه امنا الغوله
مياده:انا عارفه انك متكاده ومتغاظه منى عشان انا اجمل منك واصغر منك واشيك منك.
ايمان:استغفر الله العظيم يابنتى ابعدى من ادام وشي واشتري نفسك احسن
مياده:وان مبعدتش يعنى حتعمليلي ايه
ايمان:حعملك ايه طب تعالى بقى وانا حقولك حعملك ايه تسحبها من شعرها وتضربها. فتصرخ مياده
فيخرج عمر وشمس وبعض الموظفين على الصوت و يحاولون فك الشباك بينهم
مياده:الحقنى يابشمهندس المتوحشه دى بهدلتنى اهئ اهئ
عمر:فى ايه ياايمان هو انتى محدش عارف يلمك فى الشركه دى واللا ايه مالك طايحه فى الكل كده ليه انتى فاكرة نفسك مين ان شاء الله عشان تبهدلى موظفه زيك بالمنظر ده انتى زيك زيها بالظبط وانا ممكن ارفدك حالا دلوقتى واخليكى عبرة لكل فى الشركه.
ولأول مرة تجرى الدموع فى اعين إيمان ويعجز لسانها عن الرد امام ذلك الكم من الاهانات الذى وجهه عمر اليها
بينما كانت مياده تنظر اليها بتشفي
عمر:مياده تعالى ورايا على المكتب
ايمان وهى تنظر لايمان بتشفى:حاضر
يدخل مكتبه بينما تتبعه مياده:ايوة يابشمهمدس
عمر:ممكن تقوليلي ايه اللى حصل ده وازاى تمسكوا فبعض بالشكل ده انتوا فاكرين نفسكم فى الشارع احنا فشركه محترمه ياهانم
مياده :والله ماعملتلها حاجه هى اللى بتكرهنى من غير سبب دايما تتشاكل معايا وتجر شكلي وبعدين تضربنى
عمر:تضربك هى ضربتك قبل كده؟
مياده:ايوة يابشمهندس ضربتنى عشان خاطر صاحبتها والبشمهندس يزيد بدل مايعاقبها هى عاقبنى انا
هو انا ليه حظى كده دايما الكل ظالمنى وجاى علية مع انى والله مالية دعوة بحد ودايما فحالى وبحب الخير للناس كلها
اهئ اهئ اهئ
عمر:خلاص يامياده معلش حقك علية انا حشوف الموضوع ده وحوقف البنت دى عند حدها
مباده وهى تقرب خدها منه:شوف يابشمهندس بهدلت خدى ازاى ومسكت فية زى الكلبه انا عارفاها هى متغاظه منى
عمر وهو يتماسك أعصابه فمنذ وصوله مصر وهو قد انهى كل علاقاته السابقه ولم يقم باى فعل بسئ له او لأهله
بمصر :خلاص معلش يامياده انا حجيبلك حقك
مياده:طب بزمتك يابشمهندس انا وحشه
عمر:وحشه هى مين اللى وحشه ده انتى زى القمر
مياده بدلع:اصلها بتقوللى انى وحشه وانى بايرة ومش لاقيه حد يعبرني تصدق مع انها داخله فى التلاتين ولسه يادوب مخطوبه.
عمر:ههههههه لا طبعا وحشه ده ايه ده انتى اجمل واحده فى الشركه
مياده :بجد يابشمهندس حضرتك شايف كده
عمر:طبعا امال ايه دى غيرة بنات مش اكتر وياللا بقى روحى مكتبك ونبقى نكمل كلامنا بعدين.
مياده:حاضر يا بشمهندس ثم تخرج من أمامه ببطء
بينما هو يتماسك اعصابه:الله يخرببيتك ياشيخه.
بينما فى مكتب يزيد تبكى بحرقه وقهرة لم يعهدها عليها يزيد من قبل
يزيد:ايمان عشان خاطرى انتى عارفه ان دموعك دى غاليه عندى هو احنا حسدناكى على ضحكتك واللا ايه بس
إيمان :بهدلنى قدام الحيوانه دى وخلاها تشمت فية ويقوللى انا ممكن اطردك واخليكى عبرة
يزيد:هو مين ده اللى يطردك وانا موجود انتى عبيطه واللا إيه وبعدين تعالي هنا قوليلي مش انا قلتلك قبل كده مالكيش دعوة بيها خالص كأنها مش موجوده بتحتكى بيها ليه؟
إيمان :والمصحف ماجيت ناحيتها انا بس لما شفتها قلت يافتاح عليم بصراحه كده بتشائم لما بشوفها هى اللى استفزتنى بكلامها اللى زى السم.
يزيد :هى جابت سيرة شمس تانى
إيمان :لقحت بالكلام من غير ماتقول اسمها بس طبعا الكلام واضح انه على شمس
يزيد:والله انا ماحايشنى عنها غير انى مش عاوز اقطع رزقها من الشركه.
يفتح الباب فتدير وجهها عنه
يزيد :عاوز ايه سايب مكتبك وشغلك وجاى ليه
عمر:وهى الاستاذه دى سايبه شغلها وقعده هنا ليه طبعا عشان تشتكيلك وتمثل دور الضحيه مش كده؟
فسكت إيمان ولاترد عليه
عمر:غريبه يعنى اول مرة تسكتى ومترديش ده انتى مفيش أطول من لسانك واللا عشان عارفه انك غلطانه ملكيش عين تردى
إيمان وهى تقف دون ان تعيره اى اهتمام :بعد اذنك يابشمهندس
يزيد:اتفضلي يا ايمان
تخرج ايمان دون ان تعيره اى اهتمام وتنجه الى مكتبها مباشرة.