روايات

رواية سوء تفاهم الفصل الاول حتى الفصل التاسع بقلم الكاتبه بتول عبد الرحمن حصريه وجديده 

رواية سوء تفاهم الفصل الاول حتى الفصل التاسع بقلم الكاتبه بتول عبد الرحمن حصريه وجديده 

جدها ضحك ضحكة قصيرة، لكن كانت مليانة سخرية أكتر من كونها ضحكة بجد “أنقذك؟! وهي دي طريقة البنات المحترمة؟ تقفي في الشارع مع غريب وتتسندي عليه؟ بالقذاره دي”
عمتها استغلت اللحظة وضربت آخر مسمار في التابوت، بصوت ناعم لكنه سام “الصور بتتكلم، وإحنا عيلة ليها اسمها، ومش هنسمح بأي حد يلوثه.”
ليلى حسّت بالدموع بتتجمع في عيونها، لكن رفضت تسيبها تنزل، بصّت حواليها، مستنية حد يوقف معاها، حد يقول كلمة، حد يصدقها، لكن الصمت كان هو الإجابة الوحيدة
جدها اتنهد بعمق، صوته جاي مليان ثقل ” قراري اخدته يا ليلى، هتتجوزي بكره”
جدها نادى على والدها بحزم “جهز نفسك… لازم نرتب لجوازها قبل ما الفضيحة تنتشر أكتر!”
ليلى شهقت، صدمة عنيفة ضربتها في صدرها، كأنها تلقت صفعة قوية من الواقع
جواز؟! من مين؟! وإزاي؟!
بلعت ريقها وقالت بصوت هادي رغم إنها كانت بتحاول تسيطر على رعشة صوتها ” أنا كنت في شغلي، زي كل يوم، اتأخرت شوية بس… ده مش معناه أي حاجة عشان تقرر قرار زي ده”
عمتها بصّتلها بنظرة كلها استهزاء وقالت وهي بتحرك راسها “شغل؟ لوحدك في الشارع بالليل؟! قولتلك يا حاج، البنت دي مش مننا، متربية على كيفها!”
حسّت ليلى بحرقة في قلبها، ازاي ممكن يتكلموا عنها كده؟ بس قبل ما ترد، صوت عصاية الجد ضرب الأرض بقوة تانية، صوته جه حاسم وقاطع “مش عايز قيل وقال! ليلى، هتتجوزي بكرة!”
” مش عايزه اتجوز أنا، مش بالعافيه”
بصتلها رحمه اللي كانت مستنية اللحظة دي وقالت بصوت كله شماتة “أهو ده القرار الجديد يا ليلى، مالوش رجعة.”
حاولت ترد، تحاول تفهم، تحاول تقنعهم… لكن جدها رفع إيده بإشارة منها فهمت إن مفيش نقاش، قلبها كان بيدق بسرعة، عقلها بيرفض يستوعب، ولسه كانت هتتكلم، لكنه قال بجملة قتلت فيها أي أمل للمقاومة “جوازك من مراد بقى أمر محسوم.”
رحمه ردت بصدمه وقالت “بس يا جدي، إزاي؟ مراد مسافر، وسامر كان طالبها من أول مرة شافها فيها!”
بصّلها بحدة، والغضب بان في صوته وهو يقول “قولت مفيش مره تتكلم! كلامي خلص.”
لف للكل وقال بصوت حاسم “مراد هيوصل الليلة دي، وبكرة كتب الكتاب.”
صمت ثقيل خيّم على المكان، الكلام ماكانش عاجب حد، لكن محدش قدر ينطق بحرف، كانوا عارفين إن الجد قراره ما بيتراجعش، وإن أي اعتراض ممكن يقلب عليهم الدنيا
أما ليلى، فكانت حاسه انها مخنوقه
جريت على أبوها، ركعت عند رجليه، مسكت طرف جلبيته بايدين بتترعش، ودموعها بتنزل وهي تقول بصوت مكسور “بابا، أنا معملتش حاجة عشان تجوزوني!”
قال بصوت ضعيف لكنه قاطع “جدك قال كلمته، يا ليلى.”
عينيها وسعت بصدمة، دموعها زادت، هزت راسها بعنف وقالت بتوسل ” بس أنا محدش يهمني غيرك!”
الكل شهق، الصدمة خيمت عليهم، كأنها قالت شيء محرم، كأنها تحدّت قوانين غير قابلة للكسر، نظرات الاشمئزاز والاستنكار اتوجهت ليها من كل مكان، والهمسات بدأت تدور بينهم
تجاهلت همساتهم وكملت ” انت اللي جبتني هنا، وانت بابايا انا، انت اللي ربتني ومحدش غيرك يهمني، عمرك ما أجبرتني على حاجه، ليه دلوقتي ساكت، معقول مصدق الصور الفيك دي؟!”
أبوها أخد نفس عميق، وبصّلها بحنان مخلوط بحزن وهو بيقول بصوت واطي “أنا واثق فيكي… بس متخليش حد يشمت يا ليلى، خليني أرفع راسي من جديد”
كلماته نزلت على قلبها تقيلة، كأنها كانت مستنية منه حاجة تانية، حاجة أكتر، لكنه رغم ثقته، كان بيطلب منها تستسلم للقرار.
رفعت راسها ومسحت دموعها بسرعة، وكأنها بتحاول تخفي ضعفها، وقفت بثبات مزيف، وبصّت لجدها اللي كان متجنب يبصّ عليها، كأنها مجرد شخص غير مرئي
كانت على وشك تتكلم، على وشك تعترض، لكن قبل حتى ما تنطق بحرف، هو لفّ ضهره وسابها ومشي.
باقي العيلة انسحبوا واحد ورا التاني وسابوها لوحدها

رحمة كانت قاعده في أوضتها، غضبانة جدا من قرار جدها، ما كانش في دماغها فكرة إنه مراد يتجوز ليلى، حسّت بإن ده ظلم، وقالت بغل “مراد إزاي يتجوزها؟ أنا افتكرت هيجوزها سامر، مراد لاء، مراد ده بتاعي أنا!”
ردّت عليها أمها بصوت مليان خيبة أمل “يا خايبة، احنا كده مخلصناش، ممكن تخلصي منها لسه”
رحمة بصتلها بتعجب وقالت “إزاي؟”
أمها قعدت جنبها وقالت بخبث “لو بكره اكتشفوا إنها مش بنت، وإنها ضيعت شرف العيلة، وقتها إيه اللي هيحصل؟”
رحمة كانت بتفكر للحظة وقالت “هيقتلوها.”
أمها ابتسمت ابتسامة خبيثة وقالت “بس كده، ده اللي احنا عايزينه.”
رحمة استغربت وقالت باندهاش “بس إزاي؟ إزاي هنخليها مش بنت؟”
أمها بصتلها بصه حاده وقالت بصوت جاد “نفذي اللي هقولهولك واتفرجي.”

ليلى كانت لسه قاعده تحت مكانها، مش قادرة تستوعب اللي بيحصل حواليها، الحيرة والألم كانوا جايين من كل مكان، فجأة، حسّت بشخص قريب منها، ولما رفعت عيونها لقيت أدهم ابن عمها واقف قدامها، نزل لمستواها كأنه مش عايز يسيبها لوحدها في اللحظة دي
“عارف إنك زعلانة، بس جدي قال كلمه والكل هينفذها من غير جدال”
صوته كان هادي ومليان تأكيد، لكنه كان صعب بالنسبة ليها “مراد هتحبيه جدا صدقيني، عارف إنك مش واخدة على الجو ده بس معلش، لو مراد مش نصيبك، عمرك ما كنتي هتتجوزيه.”
ليلى بصتله بعيون مليانة دموع، مش قادرة تتحمل الكلام اللي بيقوله، هي مش عارفة، مش فاهمة إزاي كل ده بيحصل فجأة، إزاي يكون في شخص بيحدد مصيرها وهي مش قادرة حتى تاخد قرار لنفسها.
“أنا مش مستعدة…” قالتها بصوت متقطع.
“فاهمك، وأنا عارف إن ده صعب عليكِ، لكن مرات كتير لازم نواجه اختيارات ما نقدرش نتحكم فيها، جدي مش ممكن يقول حاجة من غير ما يكون واثق فيها، ومراد هيفهمك، هو مش شخص وحش زي ما انتي متخيله، مراد ده احسن واحد في العيله، جدي فعلا بيحبك أنه اختارلك مراد مع أنه كان ممكن يختار سامر، وسامر شخص سئ ”
“أدهم، بس أنا… أنا مش قادرة، انا بجد مش قادره ”
“أنا عارف، بس لازم تصبري شوية، اصبري وهتعرفي أن القرار مش سئ زي ما انتي متوقعه”
” شكرا لمحاولتك، معنديش اصلا وقت اعترض، مصيري اتحدد خلاص”
قالت كلامها ومشيت من قدامه بسرعه

#سوء_تفاهم

رحمة سمعت كلام أمها بخبث وقررت تنفذه، مسكت التليفون بسرعة واتصلت بسامر اللي كان لسه مش عارف أي حاجة عن اللي حصل، أول ما رد عليها قالت بصوت متشوق “مش هسألك عن أخبارك، أكيد سمعت اللي حصل!”
سامر عقد حواجبه وقال ببرود “إيه اللي حصل؟”
ضحكت بخبث وقالت “إنت بجد مش عارف؟”
ردّ بنفاد صبر “ادخلي في الموضوع على طول.”
قالت بخبث “ليلى هتتجوز.”
اتصدم وقال بسرعة “إيه؟!”
رحمة زودت من جرعة التلاعب وقالت ” وهتتجوز بكره ”
سكت لحظات كأنه بيحاول يستوعب الكلام، وبعدين قال بحدة “كذابة.”
ضحكت وقالت بلهجة كلها خبث ” عارف هتتجوز مين ؟! هتتجوز مراد”
هنا الصدمة كانت أكبر، كأنه اتخبط في الحيطة، قال بانفعال “بطّلي تلعبي بيا!”
ردّت رحمة بثقة “لو مش مصدق، ممكن تتأكد بنفسك بكل سهولة…بس بدل ما تتأكد وتضيع وقت، ممكن تكسب الوقت ده وترجع ليلى ليك، والفرصه قدامك”
أتردد شويه بس قال ” قصدك ايه يعني؟!”
ابتسمت بخبث وقالت ” لو الكل شكوا فيها وعرفوا انها قضت انهارده معاك، وقتها هيجوزوهالك”
قال بسخرية “إنتِ متخيلة إنهم لو شكوا فيها هيجوزوهالي؟ لا يا حلوة، أول حاجة هيعملوها إنهم يخلصوا عليها!”
قالت مكر “لو الموضوع اقتصر على البيت، هيلموه ويجوزوها ليك، بس لو الفضيحة خرجت بره، لو كل البلد عرفت… وقتها هيقتلوها”
“وأنتِ ناوية على إيه؟”
رحمة ابتسمت بخبث، لمست كتفه بلطف وقالت “هجيبهالك على طبق من دهب، بس إنت لازم تكون جاهز… الليلة.”

ليلى كانت قاعدة على سريرها، دموعها بتنزل بهدوء وهي بتحاول تستوعب اللي بيحصل حواليها، الباب خبط بخفة، رفعت راسها بسرعة ومسحت دموعها بسرعة قبل ما تقول بصوت مبحوح “ادخل.”
الخدامة دخلت وهي ماسكه في إيدها كوباية ماية وشريط دوا، قربت منها بحذر وقالت بصوت ناعم ” ليلى هانم، بقالك كتير قاعدة لوحدك، شكلك مش مرتاحة… جبتلك برشام للصداع، يمكن ترتاحي شوية.”
ليلى بصتلها بتردد، حست إن جسمها فعلاً متكسر من كتر التفكير والتوتر، مدت إيدها وخدت البرشام من الخدامة وبعدها شربت المايه، الخدامة نزلت بسرعة، لقت رحمة مستنياها بترقب، قربت منها وقالت بصوت واطي “خدته.”
رحمة رفعت حواجبها بخبث وقالت “أكيد؟”
الخدامة هزت راسها بثقة “بلعته قدامي وشربت وراه ماية كمان.”
ابتسامة انتصار ظهرت على وش رحمة وهي بتقول “تمام”
طلعت رزمة فلوس من جيبها وادتهالها وهيا بتقول ” محدش يعرف حاجه عن اللي حصل ”
اخدت الفلوس وهيا بتقول ” انا لا شوفت ولا سمعت”

رحمة مسكت تليفونها بسرعة وكلمت سامر، أول ما رد بصوت متحفز قالت له بنبرة كلها خبث “جهز نفسك، الفرصة قدامك دلوقتي.”
سامر بصوت حذر ” عملتي ايه؟!”
رحمة بابتسامة خبيثة “ليلى مستنياك في أوضتها… وهدخّلك بنفسي.”
سامر ضحك بسخرية وقال “إنتي بتهزري؟ دي لو شافتني هتصرخ وتفضح الدنيا!”
رحمة ببرود “مش لما تكون في وعيها، خلتها تاخد حاجة هتخليها هادية… مش هتعرف حتى تفتح عينيها كويس.”
سامر بصوت متحمس ومترقب ” لو كده فأنا جاي حالا”
رحمة ابتسمت بانتصار وقفلوا المكالمة… كل حاجة ماشية حسب خطتها، ولسه المشهد الكبير لم يبدأ بعد.

A few minutes later
رحمة كانت ماشية قدام سامر بحذر، عينيها بتتحرك في كل الاتجاهات، بتتأكد إن محدش شايفهم، سامر كان وراها، خطواته تقيلة، عينيه مليانة لهفة شيطانيه، أول ما قربوا من أوضة ليلى، رحمة حطت إيدها على مقبض الباب بحذر، وبصت وراها، همست له “خليك ورايا، وماتعملش أي صوت.”
سامر ابتسم بسخرية وهمس “إنتي واثقة إنها مش هتقاوم؟”
رحمة بعيون مليانة خبث “صدقني… مش هتعرف حتى تفتح عينيها.”
فتحت الباب ببطء، ليلى كانت نايمة على السرير، أنفاسها هادية، ملامحها شاحبة تحت ضوء الأباجورة الخفيف، سامر دخل الأوضة بخطوات هادية، عينيه كانت مثبتة على ليلى اللي نايمة على السرير، ملامحها بريئة وهادية كأنها طفلة، رحمة قفلت الباب وراه بهدوء، وقفت جنبه وهمست “اهي… زي ما وعدتك، على طبق من دهب.”
سامر ابتسم بسخرية، قرب منها بخطوات بطيئة، قلبه بيدق بقوة، مدّ إيده للمس خصلات شعرها، لكنها تحركت حركة خفيفة، كأن عقلها بيقاوم حتى في غيبوبتها.
وقف بسرعة، لف لرحمة وقال بصوت واطي فيه نبرة تردد “إنتي متأكدة إنها مش هتفوق؟”
رحمة بعيون مليانة خبث “خدت برشام تقيل… حتى لو فاقت، مش هتبقى في وعيها، بس أنت لازم تخلّص بسرعة قبل ما حد يطلع يشوفنا.”
سامر لفّ يبص لليلى تاني، حسّ بحاجة غريبة… حاجة مش مريحة. كانت قدامه، سهلة وفي أضعف حالاتها، لكن فجأة، وكأن حاجة جواه صحيت، اتشنج مكانه. ليه حاسس إنه مش قادر يكمل؟
رحمة لاحظت تردده، قربت منه وقالت بصوت شبه هامس لكنه مليان سم “ما تقوليش إنك بقيت جبان؟… دي فرصتك الوحيدة، يا إما دلوقتي، يا إما تنسى ليلى للأبد.”
سامر بلع ريقه، عينيه فضلت معلقة على ليلى اللي ما زالت نايمه ببراءه

مراد كان قاعد مع جده، جو البيت كان تقيل، واضح إن في حاجة مهمة عايز يقولهاله، بعد الترحيب والكلام المعتاد عن السفر، الجد اعتدل في قعدته، سحب نفس عميق، وبعدها قال بنبرة حاسمة “عايزك تستعد، بكره كتب كتابك على بنت عمك ليلى.”
سأله بصدمه ” ايه ؟!’
الجد بصله بجمود “زي ما سمعت، ده قراري، ومفيش نقاش.”
مراد شد نفسه بحدة، مسح على وشه وهو بيحاول يستوعب الكلام اللي سمعه، وبعد لحظة صمت، قال بحدة “بس انا مش موافق.”
“بتقول إيه؟” صوت الجد كان تقيل، نبرته فيها تحذير واضح، لكن مراد كان مصمم.
“بقول إني مش موافق، مش هقبل أني أتجوز واحدة فجأة كده من غير حتى ما أعرف السبب.”
الجد ضرب بعصايته على الأرض بقوة، صوته علي شوية وهو بيقول “مفيش رفض في كلامي، ليلى هتبقى مراتك، غصب عن أي حد!”
بصله وقاله بتحدي “وليه الإصرار ده فجأة؟ في إيه؟”
بصله بصه طويله وبعدها قال ببرود “أنت هتتجوز ليلى لأنها لازم تتجوز، واللي مش عايز ينفذ كلامي… الباب يفوّت جمل.”
مراد وشه كان مليان غضب، لكن قبل ما يتكلم، الجد قال بجمود “فكر كويس، لأنك لو رفضت، يبقى مش بس بتخرج من الجوازة دي، أنت بتخرج من العيلة كلها.”
سكت لحظه ووقف بثبات، نبرته كانت قاطعة وهو بيقول “يبقى أخرج من العيلة.”
ملامحه اتغيرت، عصبيته بانت عليه وهو بيضرب الأرض بعصايته بقوة أكبر “بتقول إيه يا ولد؟!”
مراد لف ووشه كله تحدي “أنا مش هقبل حد يفرض عليَّ حياتي، ولو ده معناه أني مش من العيلة دي، يبقى خلاص، أعتبر نفسي خرجت منها.”
الجد ضيق عينيه وهو بيبص له، غضبه كان واضح، لكن في نفس الوقت كان بيدرسه
“هتخسر كل حاجة يا مراد.”
مراد ابتسم بسخرية، رفع حاجبه وقال بهدوء
“ما أظنش إني كنت كسبان حاجة أصلاً.”
“آخر كلامك؟”
” ومعنديش غيره، انا مش عيل صغير عشان تفرض عليا قرارات بالنيابه عني ”
الجو كان مشحون ومراد قرر قراره خلاص

عند ليلى، رحمه قربت منها منها وبدأت تقلعها هدومها، قبل ما تقرب منها سامر وقفها ” إنتي بتعملي إيه؟”
رحمة رفعت عيونها له، نظرتها مليانة خبث وثقة وقالت “إنت مش عايزها؟ مش ده اللي كنا مخططين له؟”
لما شافها بتكمل وتبدأ تحرك هدوم ليلى، قرب منها ومسح على وشه بتوتر قبل ما يمسك إيدها بقوة، صوته كان حاد “بطلي، مش هعمل كده.”
رحمة رفعت حاجبها باستغراب، سحبت إيدها وقالت بسخرية “ليه؟ خايف عليها؟”
سامر شد نفس عميق، وهو بيحاول يخفي التوتر اللي بدأ يظهر عليه، وقال بحزم “مش كده اللي اتفقنا عليه، إنتي قلتي نثبت إنها…” سكت لحظة كأنه مش قادر ينطق الكلمة، وبعدين كمل “بس مش بالصورة دي.”
رحمة قربت منه، حطت إيدها على كتفه وقالت بنبرة ناعمة لكن وراها سمّ “سامر، إحنا محتاجين دليل… الصور دي هتكون كارتنا الرابح، وقتها محدش هيقدر يفتح بقه، لا جدها، ولا مراد، ولا حتى أبوها، كلهم هيجروها ليك غصب عنهم.”
سامر عضّ شفايفه، عيناه رايحة جاية بين ليلى اللي نايمة ومش دريانة بأي حاجة، وبين رحمة اللي واقفة قدامه مستنية منه كلمة واحدة بس، وفجأة، ولا كأن حاجة ضربته، سامر سحب خطوة لورا، عنيه كانت فيها تردد واضح وهو بيقول “لاء… مش كده”
رحمه زهقت وقالت ” مش بمزاجك يا سامر، دلوقتي هتنفذ اللي انا عايزاه والا هنزل لجدي أقوله انك هنا، ها قولت ايه؟!”
عرف انها بتستغله بس مكانش عنده حل تاني، بصلها وهز راسه بتأكيد

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل