روايات

رواية سوء تفاهم الفصل الاول حتى الفصل التاسع بقلم الكاتبه بتول عبد الرحمن حصريه وجديده 

رواية سوء تفاهم الفصل الاول حتى الفصل التاسع بقلم الكاتبه بتول عبد الرحمن حصريه وجديده 

رواية سوء تفاهم الفصل الاول حتى الفصل التاسع بقلم الكاتبه بتول عبد الرحمن حصريه وجديده

خرجت من شغلها في المستشفى وفي طريقها للبيت خرج في طريقها شابين قطعوا عليها الطريق، الخوف دب في قلبها خاصة أنها اتأخرت على البيت، واحد وقف في طريقها والتاني لف وراها، قلبها بدأ يدق بسرعة، حست بجسمها بيتجمد مكانه
اللي قدامها ابتسم ابتسامة مستفزة وقال “رايحة فين كده لوحدك يا دكتورة؟ متأخرة أوي النهارده!”
بصت حواليها تدور على حد ممكن يساعدها، لكن الشارع كان فاضي، حاولت تاخد خطوة لورا، لكن اللي وراها كان أسرع، قرب أكتر وقال بصوت واطي “إحنا بس عاوزين نتكلم، ليه القلق ده؟”
بلعت ريقها وحاولت تتحكم في رعشة إيديها، بتدور على مخرج، فجأه بدأت تجري وهما جريوا وراها، رجليها خانتها في آخر لحظة، اتكعبلت ووقعت على الأرض، حسّت بألم في ركبتها لكن مكانش في وقت تفكر، قبل ما تلحق تقوم لقتهم بيقربوا بسرعة، واحد منهم ضحك ضحكة خبيثة وقال “فاكرة إنك هتهربي؟!”
حاولت تتحرك، لكن قبل ما يمد إيده عليها، فجأة صوت خطوات تقيلة اتسمع من بعيد… وبعدها صوت واحد حاد وغاضب “إبعد عنها حالاً!”
عيونهم وسعت، بصّوا وراهم، لقوا شخص واقف في الضلمة، مش باين منه غير ظله الطويل، لكن نبرته لوحدها كانت كفاية تخليهم يتجمدوا مكانهم…
الشابين كانوا فاكرين إنهم يقدروا عليه، لكن في لحظة لقوا نفسهم واقعين تحت ضرباته، واحد منهم حاول يلكمه، لكنه تفاداه بسهولة وردله الضربة بقوة خلّته يترنح لورا، التاني حاول يهاجمه بس قبل ما يلمسه حتى لقى نفسه واقع على الأرض بعد ما خد ضربة قوية في بطنه، في خلال لحظات كانوا الاتنين بيترنحوا، نظرة واحدة منه كانت كفاية تخليهم يقرروا يجروا ويهربوا لكن من غير ما يبصوا وراهم
فضل واقف مكانه لحد ما اختفوا من قدام عينه، وبعدين لف ناحيتها… كانت لسه قاعدة على الأرض، نفسها سريع وعنيها مليانة خوف وصدمة، قرب منها ومد إيده ليها “انتي كويسة؟!”
قامت بسرعه وهي بتعدل حجابها، لسه قلبها بيدق بعنف من اللي حصل، سحبت نفس عميق وقالت بصوت مهزوز “أنا كويسة، شكراً.”
عقد حواجبه وهو بيتأملها، كان واضح إنها بتحاول تفضل قوية، رغم إن عيونها كانت بتقول العكس، سألها “انتي تعرفيهم؟”
هزّت راسها بسرعة وقالت “لا، كنت راجعة من شغلي ولقيتهم فجأة في طريقي.”
فضل ساكت لحظة، كأنه بيحاول يستوعب اللي سمعه، بعدين قال بنبرة هادية ” أوصلك؟!”
رفعت عيونها ليه بسرعة وقالت “لاء، مش لازم، بيتي قريب من هنا، شكرا”
لفت بسرعة ومشيت، لكنه فضل واقف مكانه، متابع خطواتها لحد ما اختفت عن نظره، فتح فونه وابتسم بخبث وبعت رساله بتقول ” تم”

وصلت البيت لقت العيله كلها متجمعين والعيون كلها متعلقة بيها، الجو كان مشحون بطريقة غريبة، كأنهم مستنينها بفارغ الصبر… لكن مش بحب، بل بترقب، بشماتة، باتهام.
جدها كان قاعد على كرسيه الكبير، ماسك عصايته، نظرته تقيلة، جامدة، كأنه خلاص قرر حاجة ومش ناوي يتراجع. عينيها دارت في الموجودين، في ناس كانت بتتجنب تبص فيها، وناس تانية كانت مستمتعة بالموقف، مستنية تتفرج على سقوطها
جدها كان قاعد في مكانه المعتاد، ماسك عصايته، نظراته جامدة وصوته خرج بحدة “كنتي فين كل ده؟”
قبل ما تلحق ترد، الست الكبيرة، عمتها ، ردّت عنه، قالت بنبرة مليانه شماته “وكمان هتسألها يا أبويا؟!”
ضرب الأرض بعصايته بقوة، فصوت الخشب على البلاط عمل صدى في المكان، صوته جه حاد وقاطع “مش عايز أسمع صوت مره فيكوا!”
البيت كله سكت، وعيونهم رجعت تتركّز عليها، مستنية ردها. أخدت نفس عميق وحاولت تخلي صوتها ثابت “كنت في المستشفى، هكون فين يعني؟”
عمتها بصّتلها من فوق لتحت، نظرتها كانت تقيلة، مستفزة، كأنها بتقول إنها مش مصدقاها، أما جدها سألها بحدة أكبر “واتأخرتي ليه؟ المفروض تكوني هنا من بدري.”
بصت لباباها علشان تفهم في ايه، لكن اللي شافته كان نظرة خذلان… نظرة خلت قلبها يغرق أكتر، شدّت نفسها وحاولت تدافع عن موقفها “كان عندي عملية كبيرة وطوّلت شوية، ليه السؤال؟”
لفّ بنظره ناحية رحمة، حفيدته ، اللي كانت واقفة وعلى وشها علامات الانتصار، كأنها كانت مستنية اللحظة دي بالذات، بصّلها وقال بحزم “فين الصور يا رحمة؟”
رحمة اتحركت بهدوء، راحتله وهي ماسكة الصور في إيدها، قدّمتها له وهي بتقول بصوت بارد “أهي يا جدي، عشان كده اتاخرت ”
الجد مسك الصور، وبص فيها للحظات قبل ما يرميها على الطاولة قدام ليلى، قلبها كان بيدق بعنف وهي بتلمح الصور، إيديها بدأت ترتعش لا إرادياً، لكن حاولت تفضل واقفة، مدّت إيدها وخدت واحدة من الصور، وقلبها غاص أكتر وهي بتشوف المشهد اللي حصل قدامها بس بمنظور مختلف… منظور ظالم.
الصور كانت مع الشاب اللي أنقذها، لكن الزوايا… طريقة التقاطها… كلها كانت بتدي إحساس كأنهم قريبين، كأنهم متفقين على المقابلة، كأن اللي بينهم شيء مختلف عن الحقيقة
قبل ما تلحق حتى تدافع عن نفسها، صوت جدها جه ساخط، قاطع زي حد السيف “إيه يا ليلى؟! ما عندكيش كرامة؟! ما عندكيش سمعة تخافي عليها؟!”
عقلها كان لسه مشوش، مش قادرة تستوعب إن حياتها كلها ممكن تتدمر بسبب صور اتاخدت من زاوية غلط، رفعت عيونها لوالدها، كان واقف ساكت، صامت، لكن الصمت أحيانًا بيبقى أقسى من أي كلمات
الصمت كان خانق، لكن في حد كان مبسوط باللحظة دي… رحمة، بنت عمتها، اللي كانت واقفة على جنب، عيونها بتلمع بانتصار وهي بتقول ببرود قاتل “أنا قولت أعمل الصح يا جدو وأوريك الحقيقة بدل ما تفضلوا مخدوعين.”
رفعت راسها وقالت بصوت حاولت تثبّته
“دي مش الحقيقة! أنا كنت راجعة من شغلي وفي اتنين وقفوني وكانوا بيضايقوني، الشاب ده أنقذني، بس مفيش بيني وبينه أي حاجة!”

السابقانت في الصفحة 1 من 8 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل