
قاسم بتأكيد علي كلامها : ايوه طلبت
هدير بهدوء مُزيف : تمام و انا مش عارفه ارد عليك دلوقتي و كنت بحاول اتهرب بشكل كويس
قاسم : تمام يعني برضو موصلتش لحاجه ايه اللي اتحولتي للاوحش و متنفعنيش و الكلام ده كله كان ايه و عايزه توصلي بيا لفين يا هدير ؟
هدير تحاول ان تبرر له ربما صراعها النفسي كان اقوي من اي شي و خوفها من ان يكتشف احد امرها و لكن لا يمكنها تجاهل هذه الحقائق ايضا حتي و ان كانت سليمه و لا تعاني من اي مشكله نفسيه : بص يا قاسم انا طول عمري صريحه معاك اكلمك بشكل اوضح اكتر من كده يا قاسم … انا لغايت دلوقتي مش عارفه حقيقه مشاعري تجاهك و تايهه و دي اول حاجه … اما تاني حاجه انا بمر بحاله نفسيه وحشه و لاسباب كتيره اووي تعرفها و متعرفهاش .. اما تالت حاجه بقا لازم تعرفها ان مشاكلي مع ابويا زايده و انا حاليا مش حمل اني اطلب منه يجهزني في عز ان هو ابتدي
يقطع مصروفي الطبيعي اللي هو شبه ابتدي يقطعه اصلا لما عرف اني اشتغلت يعني اللي لازم تعرفه اكيد ان الجواز عموما او الخطوبه او اي حاجه انا هحتاج حد يجهزني مثلا و اكيد مش هطالب عمتي بده و لا حتي هجبر اي حد يتكفل بشي مش الزامي عليه … انا لسه متخرجه و لسه ابتديت اشتغل
و بحاول اقف علي رجلي و اعتقد ان فكره الارتباط بيك او بغيرك حتي لو خطوبه بس صعبه عليا يا قاسم و اعتقد ان خطوه زي دي مش قبل حتي تلت سنين
قاسم لم يهمه اي حرف مما قالته فهو اكثر مما يعرف ما ذلك فلا تحتاج ان تعلمه شي عنها : حلو الكلام ده كله لدرجه اني مخبيش عليكي اقتـ,ـنعت و هل ده الي كنتي بتهري فيه
هدير بانزعاج فهي بها ما يكفيها : جرا ايه يا قاسم في ايه انتَ عمال تتريق عليا ايه اللهجه اللي بقيت بتتكلم بيها دي
قاسم لاول مره تشعره بهذا الكم من الاستفزاز بها رغم انها فعلت الاكثر من ذلك و لكن ربما لانه شعر ان هناك شي بها غريب و انه لم يكن يجد بها ذلك البرود بهذا الشكل : هو انتِ بارده وله غبيه وله يعني ايه الوصف الصحيح ليكي يعني حتي كنت منتظر منك تسأليني انا طلبتك ليه .. تساليني ايه اللي خلاني اخذ خطوه زي دي لو عريس متقدملك صالونات و اول مره تشوفيه هتساليه عن اختياره ليكي او جاي ليه انت محسساني ان اني اتقدملك ده شي متوقع مثلا او اني كنت قاري فتحتك و انتِ صغيره
شعرت هدير بالاستغراب فهو محق علي الاغلب تلك الاخبار الغريبه التي اخذتها عن موضوع الزواج جعلتها في موضع الحمقاء
فاي فتاه حينما يتقدم منها شاب فمن الطبيعي ان تسأله ما دفعه الي الزواج او اختياره لها علي الاقل
هدير و هي تشعر بانها حمقاء : احم يعني مش قصدي اكيد كنت هسالك
قاسم بمكر : ايوه ها اسأليني ؟
هدير و اخيرا شعرت بالفضول حيال هذا الموضوع : ايه اللي خلاك تفكر تطلب ايدي يا قاسم برغم اللي حصل زمان
قاسم بنبره هادئه و ابتسامه لم تفارقه طوال حديثه : هعتبر اننا لسه في الاول بعيدا عن المقدمه اللي لازم افهم ايه اللي كنتي بحاولي تشليني بيها و اللي تاكدي اني لازم افهم انتِ قصدك ايه بس نسيب الموضوع ده شويه …
ثم سكت و كانت هدير تستمع له جيدا و تحاول الا تقاطعه لفضولها اولا .. و ثانيا لانها لا تمتلك اي تعليقات او إجابات
ليستكمل قاسم حديثه و هو محتفظ بنبرته الهادئه و هو يشعر ان تلك اللحظه تساوي الكثير فلاول مره يبوح بما يكنه و ليس لاي احد لها هي : اللي حصل زمان … محصلش حاجه تحتاج تفسير انا حبيتك فعلا كاخت ليا هونتي عليا موت اختي الله يرحمها زمان كنتي سبب في ابتسامتي
مره تانيه و سبب للبهجه اللي رجعتلي تاني لاني كنت متعلق بيها جدا و مجيك بعدها كان رحمه من ربنا عليا لاني شفتك فيها تمن “” ثمانيه “” سنين عدوا و انتِ بتكبري قدامي و بتعلق بيكي اكتر و بدخل في تفاصيلك اكتر و يعلم ربنا انا طول السنين اللي كنت معاكي فيها اني عمري ما بصتلك بنظره تانيه صحيح
ممكن اكون اديت فرصه للناس تفهمنا بشكل غلط وقتها واضح اني كنت عقلي مش في محله بس كلنا بنتعلم من غلطنا .. و بعدت عنك علشان احكميكي مش حبا في البعد اللي في يوم من الايام افتكرته هين
ليستكمل بنبره مليئه بالصدق و العاطفه : و عمر ما كان بعدك عندي شي هين انا كنت عايز اكون معاكي في كل لحظه خلال السنين اللي فاتت كان نفسي افتح البلكونه و الاقيكي عايز اضايقك بالاغاني اللي بسمعها و انا عارف انك مش نايمه و انك بتسمعيها و انتِ جوا و شايف خيالك .. كنت عايز اصحي الصبح اوصلك و اجيبك .. عايز اكون اول حد تحكيله همك و عايز لاكون اول حد تستنجدي بيه لو عندك مشكله .. عايز اكون جنبك في كل نتيجه و اقولك مبروك يا هدير اول واحد
كانت هدير تحاول ان تتفادي النظر اليه فهي تقسم ان ضـ,ـربات قلبها ستفضحها و انه يخجلها بحديثه اكثر من تلك المشاهد المُخله التي تراها و تسلـ,ـلت الحـ,ـمره لتشعل وجهها و كأن تلك الكلمات كانت كفيله ان تجعلها تشعر بفرحه في قلبها و ارتجاف مشاعرها البكر ..
ليستكمل قاسم حديثه و هو يري خجلها و نظرها علي الطاوله لعلها تتفادي تلك النظرت و يكفي اثر كلامه العذب علي اذنيها
– عايز اقولك مبروك و انتِ قدامي .. مش مجرد كومنت سخيف بعمله علي بوست نزلتيه .. عايز اقولك مبروك مش مجرد رساله جافه .. عايز اكون جنبك و اشوف انتِ ايه اخبارك مش بمجرد سؤال مش بيفيدني إجابته كل شي مكنش ليه طعم .. كل يوم انا كنت عايزك و كل يوم مشاعري بتتغير كل يوم و انا خايف اخد خطوه مش ضعف بس خوف من خسارتك .. خوف من اني اكون بظلمك لغايت ما اتاكدت …
ليتحدث بعفويه تماما و لم يكن قصده شي : بعد لما حضنتيني …
قاطعته هدير بارتباك : والله انا مكنتش قصدي حاجه يا قاسم وقتها والله
قاسم علم انه احرجها و لكنه تحدث بعفويه اليوم شديده و لم يكن بوسعه ان يُحضر ما يقوله او يفكر فكان يقول كل ما كتمه بداخله من البداية : اسكتي يا هدير .. و سبيني انا اتكلم و انا مش قصدي حاجه أو اني احرجك ابدا .. انا عارف ان كان تصرفك متهور و مقدر الحاله اللي انتِ كنتي فيها و مقدر انك انتِ كنتِ نازله حالتك عامله ازاي و مش بلومك لان كان تصرف عفوي منك و متاكد انك ندمتي عليه لانها غلط و انا حتي غلطت و انبت نفسي بعدها اني مبعدكيش ..
ليراها خجلت و لكن هدائت الي حد ما بعد كلماته التي بثت فيها الراحه : بس انا من بعد اليوم ده و انا بستـ,ـخير ربنا … و من بعد اليوم ده انا بفكر في كلام ابويا و بفكر في راحتي اني اتقدم ليكي و بفكر في حاجات كتيره اووي عارف انك مُعقده زي ما انا كنت بتريق عليكي زمان كهزار