
رواية احببت معقدة الفصل التاسع للكاتبة فاطمة سلطان
حصريه وجديده
أحيانا قد نظن ان كتابه النهايات سهله و نظن ايضا ان إختيار مستقبلنا شي هين … و حتي انني طوال عمري قد تمنيت ان أختار ما اريده و افعل كل شي يجول في خاطري .. و لكن اكتشفت مؤخرا ان الاختيار قد يكن خدعه في بعض الأوقات و قد يكون أحيانا الاعتياد و التعامل مع الواقع مريح و هين بكثير عن اختياره .
فانا تلك المُعقده يا ابن ادم لما تريدني ؟
و ان كنت انا اكره نفسي و لم يحبني احد .. الرجل الوحيد الأحق بحبي لم يكن باستطاعة ان يحبني … لاقول لك يا قاسم و ساقسم ايضا بذلك فانا لم اعرف ما هو الحب و حتي الآن لم اعرف من هي الفتاه التي تسكن بداخلي !
فأنا تلك المُعقده يا ابن ادم لما تريدني ؟
فانا هاشه و ضعيفه و لم اكن يوما سوي جاهله حتي ان تلك الاشياء كنت اظن ان معرفتها فخر و انها لشي ممتع و لكني لم اجد متعه سوي في الحديث معك
_________________________________________
هدير بتوتر شديد : قاسم انا مش عارفه اقولك ايه انا ….
قاطعها قاسم بهدوء : قولي اللي انتِ حاسه بيه و عيزاه ده مش هيغير حاجه ما بينا سواء قبول او رفض انا دايما جنبك .. بس صراحتك هتفرق معايا
هدير حاولت ان تتغلب علي ترددها لتقول مره واحده : حاسه اني منفعكش يا قاسم
ربما شعر قاسم بألم شديد في قلبه فتلك المُعقده وجعته و بشده بكلامتها المبهمه و المستفزه رغم ان عقله كان يتوقع ان السنوات الاخيره التي مرت لم تتغير من يعرفها … كان يعرف انها ستقول رد فعل مثل هذا و لكنه لم يعرف هل احبها بهذا القدر ليؤلمه قلبه و كان الكلمه لها معني اقوي و رد فعل قلبه عليها قوي
حاول قاسم ان يجيب بنبره هادئه و بارده رغم انها احرقته رغم انه كان يتوقعه … فما خفي كان اعظم مما توقعه و مما وصل به عقله : بمعني ؟!
ثم تحدث بنبره حاول جاهدا ان تكون هادئه : بلاش تتكلمي بتوتر يا هدير يعني عمر ما كان في بينا توتر في اي موضوع طول عمرك كنتي بتحكي ليا انا اول واحد كل حاجه و انا كنت بحكيلك عن مستقبلي و مش معني اني طلبتك للجواز يبقي تتوتري .. قصدك ايه متنفعيش يعني شيفاني اخ بمعني اصح و دي حاجه متخلكيش تتوتري لو عايزه تقوليها لانه شي متوقعه ..
لو تعلم هدير كم شعر قاسم بالوجع و دقات قلبه المتلهفه التي تسارعت و تريد ان تسمع ما تريده و في نفس الوقت تدل هذه الدقات السريعه علي الخوف من ان تصيب بخيبه امل و لكنه مجبر في كل الحلات الحفاظ علي تعابير وجهه الهادئه
هدير حاولت ان تقول اي كلمات قد تسعفها : قاسم انتَ اكتر واحد كنت عارف قد ايه نفسيتي مضطربة و قد ايه انا متردده و يمكن تلات سنين دول
انا زاد فيا عيوب و بقيت عندي عُقد و مشاكل و علطول مخنوقه و التلات سنين دول انا متقدمتش فيهم انا اتأخرت … و انا مش حكايه شيفاك اخ إطلاقا و مش ده السبب انا منفعش ليك يا قاسم و اني اكون شريكه حياه ليك صدقني يا قاسم التلات سنين دول غيروني للاوحش مش للأحسن زي ما ظاهر
قاطعها قاسم بنبره منفعله قليلا و لكن قاسم دائما حتي في حديثه الطبيعي نبرته مرتفعه : هدير انتِ بتقلـ,ـقيني و بتقـ,ــ,ـتليني بجد يعني ايه اللي اتغير فيكي للاوحش ؟
قاطعته هدير قائله بنبره حاولت اكتساب فيها بعضا من الشجاعه : صدقني يا قاسم انا مش عايزه اوتر نفسي اكتر من كده و اضغط علي أعصـ,ـابي بس لازم تعرف ان هدير بتروح عادي الاماكن العامه من غير ما يجرالها حاجه هدير اتخرجت بس بقت
اضعف من هدير اللي انتَ كنت في يوم من الايام كل حاجه ليها … بس هدير بقت اضعف من زمان و افشل من انها تقدر تديك اي حاجه انتَ او غيرك و باي صفه انا مش بقولك منفعش زوجع ليك لاني شيفاك زي اخويا ابدا يا قاسم بس اني اكون زوجه ليك او اني اوافق علي طلب زي ده فانا بشيل نفسي مسؤوليه كبيره اوي في وقت انا مش عارفه اشيل حتي مسؤوليه موقفي و مسؤوليه نفسي … صدقني انا هشيلك مسؤوليه و هخنقك و مش هكون غير حمل و شي هيكرهك حياتك بقيه العمر اكتر من كوني حمل ليك قبل كده …
صمتت حينما وقف قاسم و خلع جاكت بدلته و خلع و شمر أكمام قميصه مما جعل هدير تتوتر و تشعر بالاستغراب حتي ان بعض الناس نظرت لهم
و جلس ايضا بنرفزه فهي ستقتـ,ــ,ـله بما تقوله فهو ايضا لديه قوه تحمل و شعر بالصداع الشديد
قاسم و هو يجز علي أسنانه و حاول : طيب خليني اتكلم بوضوح اكتر علشان انا شويه و هفرج الناس علينا انا عايز افهم انتِ عماله تتوتري و بتحاولي تقولي ايه من الصبح و وحش ايه اللي انتِ بقيتي فيه و اتكلمي كلام مفهوم عن كده
هدير حاولت ان تتمالك نفسها قدر المستطاع : متصعبش الموقف يا قاسم عليا يعلم ربنا انا بقول الكلام ده ازاي مش انتَ قولتلي اكون صريحه معاك
قاسم بسخريه و كانه الغي تلك النبره الهادئه : و هي دي الصراحه من وجهه نظرك ؟
هدير عقدت ساعديها و بنرفزه : اه
قاسم بسخريه : جتك اوه … صراحه ايه انتِ خليتي دماغي تودي و تجيب
ثم اكمل بسخريه : ده شويه و هتقوليلي انك بتاجري في المخدرات لو رافضه الموضوع بلاش كلامك ده انه بينرفزني اكتر و بيخلي دماغي تشتغل بشكل هيودينا في داهيه
كأن كلماته التي كانت يوما ما سبب في ابتسامتها اصبحت كلماته اليوم سبب في ارتباكها تخاف ان يعرف الشخص الاهم بالنسبه لها حقيقه ما وصلت إليه
يا ليتها توقفت عند المشاهده بل هي اصبحت تتراسل معهم ايضا و اذا لم تجرب ان تتكلم مكالمات صوتيه في احد المرات
فاردفت هدير بنبره مرهقه و فاقده الأمل تماما : انتَ عايز ايه يا قاسم ؟
قاسم بكلمات لا تقبل النقاش و كأنه شعر ان هناك شي اخر : عايز افهم ايه اللي عماله بترغي فيه من الصبح
هدير بنبره خاليه من المشـ,ـاعر فعلي الاغلب تداخلت مشـ,ـاعرها وأحـ,ـاسـ,ـيسها لتصبح لا تعلم ما هو شـ,ـعورها الان : مش انتَ طلبت تتجوزني ؟