
ساره بنبرتها المرحه : و راح طلب رقمي والله انا قولت هديهوله حتي لو هيعاكسني والله انا راضيه ده قمر يعني
هدير شعرت بالضيق : بطلي بقا سفاله كملي
ساره بانزعاج : بس رجع خيب املي اااااه … و كسر طموحاتي و انا بحلم اني خلاص داخله اولد ابننا و رجع قالي انه هيتصل بيا كل شويه او يبعتلي رساله يطمن عليكي ساعتها
عرفت ان انتِ اللي داخله تولدي
هدير شعرت بالاستغراب حتي انها ابتسمت علي مزاح ساره الذي لا ينتهي و في دقيقه انزعجت مشاعر مختلفه في انن واحد هل هي لديها فوبيا و ليش شي طبيعي و هل هو يعلم ذلك و يتركها
ساره : مش كده و بس اليوم ده بقي يوميا يسألني عنك و مكمل تجريح في قلبي و قررت اقطع شرايني زي ما انتِ عارفه بس قولت ان اكيد هلاقي حد من اصحابه حلو زيه فسكت و بعدين
هدير بانزعاج حينما سكتت ساره : ما تخلصي أحلام اليقظه و كلامك ده و فهميني بعدين ايه
ساره بتفسير : يوم ما اتخانق مع الواد في الشارع هو اللي طلب مني اجي و اشوف الوضع ايه و انه خايف ان عمك و ابنه يعملوا فيكي حاجه و حقيقي انا ساعتها جيت بس انتِ كنتي رافضه تشوفي حد و بعديها بقا من ساعتها ممكن كل يومين يسألني عن احوالك عن اصحابك بتعملي ايه في الجامعه
ثم اكملت بمرح : و حطم قلبي للمره المليون و قالي ان انا زي اخته و هو خايف عليكي و في نفس الوقت مش عايز يخلي حد يتكلم عليكي او يقول عنك كلمه وحشه
و مش عايز يعلقك بوجوده و انك تعتمدي علي نفسك في نفس الوـ,ـقت و قالي ان لو سؤاله عنك بيـ,ـضايقني و انه يكلمني علي الفيس و كده هيزعلني او هو بيزعـ,ـجـ,ـني قولتله لا يعني براحته
هدير بمشاعر متناقضه تماما مع بعضها : كل ده و بعدين بيسالك انتِ ليه و ما يسالني انا و ازاي كل ده و انتِ بتنقلي ليه ؟
ساره : مدام كله بما يرضي الله يبقي انا زي الفل هو انا عملت حاجه غلط الراجل بيطمن عليكي لو هتقلبي وشك كده هتخليني اندم اني قولتلك …
هدير : مش عارفه افرح وله ازعل حاسه ان كل حاجه زي ما هي حتي لو بيطمن عليا انا كنت عايزاه جنبي حتي لو سأل النالس كله في حاجات جوايا عارف اني مش بحكيها حتي لو ليكي ..
ساره : انا وافقت علي خطيبي و كده و قولت اني فتره الخطوبه هتعود عليه و اعرف طباعه فضلنا خمس شهور مكنتش عيزاه يقولي بحبك كل عشر دقائق لاني منطقيه جدا انه اكيد ملحقش يحبني او حتي عارف يعبر عن حبه بس في حاجه مفقوده مكنش في لغه حوار بقيت بحس اني مش عارفه اتناقش معاه بيزعل لما يسمعني و بيضايق لو قولت راي تاني في اي حاجه عايز يلغي شخصيتي … ببقي ماشيه معاه و انا مش حاسه بالأمان .. مش حاسه انه حاميني .. بقيت بخبي عليه حاجات في حياتي لمجرد أنه مش هيعجبه رايي او انشطه بعملها او مؤتمر بروحه … عرفت انه مش بيحترم وجودي كانثي و شايف ان لما يسمع كلامي ده ضعف منه و ده كان بيقولي ان في المستقبل مش هيسمعني … عمره ما حسسني اني مطمنه و انا معاه احساس غريب .. مبشتاقش ليه … محستش ان قلبي مطمن في وجوده … مبيشاركنيش تفاصيله .. مخافش عليا في مره .. تخيلي رغم انه قالي بحبك مدخلتش قلبي .. اوعي تفرطي في قاسم لان كل ده حب اشتياقكم لبعض لغايت دلوقتي حب انتِ مش فهماه
ياله تصبحي على خير
التفتت ساره و أعطت ضهرها لهدير لتنام و تتركها بين مشـ,ـاعرها و قلبها الذي اصبح يشعر بالتـ,ـوهان و اصبح يفقد صوابه و طريقه و كان الطرق و المشاعر كلها اصبحت متوتره
نامت ساره لتلحقها هدير بعدها بفتره و لكنها فاقت في الساعه السادسه صباحا و هي تلهث و تلك الضربات السريعه .. و كأن الحلم اقترن بالواقع
استوعبت هدير ان كل ما حدث كان حلم حينما وجدت ساره بجانبها لا تصدق ما رأته مازالت غير مستوعبه
– يخربيتك يا ساره خلتيني اتجنن و احلم بحاجه زي دي ..
_________________________________________
لتمر شهور اخري و كلا منهما محتار .. كل شخص منهما يؤلمه قلبه و تؤلمه افكاره المزدحمة … بالفعل افتتح قاسم معمله و سلك طريقا جديدا في حياته و لكنه مازال يحمل همهاا حتي و ان كان يجعلها تظن ان سؤاله لها كل فتره غير مهم و لكنه كان مهم له و اذا حدثها مره في الهاتف ليهنئها في اي مناسبه يستطيع
ان يأخذها كحجه لسماع صوتها الذي حُرم ان يسمعه و تلك الأعين البريئه التي كانت تجعله يشفق عليها اشتاق لهم و لكنهم حُرموا عليه و ما زاد الطين بله مقابلته لهاجر و ما كلفته به و الهم الذي استطاعت ان تحمله له مره اخري و كأنه مهما بعد عنها حتي و ان كان ظاهريا تجبره الظروف علي البقاء فماذا يحدث له باي شي يشعر و باي شي يُختبر هل هذا اختبار من ربه علي فقدانه حقيقه ما يشعر به .. ام ان هذا الشي بسبب عدم مصارحته لنفسه ..
هل يكفر عن ذنب لا يعلمه … فلما كل ذالك التفكير و التعب و لما لا ينتهي الموضوع هنا .. لما لا يستطيع التقرب منها و لا يستطيع البعد عنها
اما هدير بدائت في عامها الثالث في الجامعه ربما شغلتها الجامعه مره اخري و لكن كلما تنفرد بنفسها تزدحم افكارها السوداء حول كل شي .. و تلاحقها احلام وردية و لكنها تراها سخيفه و كان عقلها الباطل يتعلق بسخافات غريبه و يؤلف أحلام غريبه ..
_________________________________________
علي لسان هدير او ما كتبته يوما حينما شعرت ان القلم اصبح يحتفظ بسرها : صعبه صح ؟؟ .. مفيش اصعب من انك تحس ان بلخفنه ..
و تحس انك مش عارف انتَ حاسس بايه ولا عارف المفروض تعمل ايه يمكن لاني كنت ناسيه حاجه مهمه اووي لمده سنين طويله .. انا كنت ناسيه هدير اللي شخصيتها ضاعت من وسط شخصيات كتيره عشتها و من وسط معتقدات كتيره اعتنقتها
خلوني اقول ان بعد سنين طويله و انا بكتب الكلام ده و برغم الحاجات دي متمسحتش من ذاكرتي في ايام و مواقف بتعلم العمر كله مهما عدت السنين و ناس بتفضل معلمه في حياتنا سواء بالسلب او بالايجاب مش بنقدر ننساهم
خلوني اقول اني مُعقده و اني في يوم من الايام حسيت اني مريضه نفسيا … بس مين فينا مش مريض نفسي باي مرض … مين فينا اقل شي معندوش عُقده من شي معين .. مين فينا محسش انه لوحده رغم وجود الكتير … يمكن لاني نسيت هدير و نسيت رب اللي خلقها هدير اللي عمره ما نساها ..
_________________________________________
في شهر مارس من عام ٢٠١٦ و هذه هي السنه الحاديه عشر بعد وفاه والده هدير و تمر هدير في كل فبراير من كل عام بحاله نفسيه سيئه جدا و الألم و الوجع مازال يعيد نفسه
و انغمست قليلا في تلك الايميلات و الحسابات التي تفعلها بشخصيه مستعاره كانفصام في الشخصيه و كانت تحاول ان تتحدث مع الناس دون خجل ظننا منها ان خجلها سبب عُقدتها في الحياه … ربما كانت قد تركت تلك الحسابات لفتره و لكنها عادت لها حينما اختفت ساره قليلا بسبب انشغالها في زفاف اخيها الذي قرر اخيرا الزواج و تغير اعتقاده و لكن كان حفل زفافه في البلد
كانت كالعاده تبحث هدير عن اي شي في الفيس بوك لعلها تستطيع إكتشاف شي جديد يشغل وقتها فدخلت علي صفحه ما بالخطا الشائع الذي قد يحدث مع اي شخص
لتظهر لها فيديوهات و مناظر لم تتخيلها في حياتها حتي ربما الشي الذي تعرضت له الفتره الأخيره حينما رات تلك الصور لم يكن شيئا شعرت بالاحراج و الخجل مما رأته لم تتخـ,ـيل ان تلك الاشياء تصور هكذا
كانت تظن أن تلك الاشياء مُحرمه او ان هذا الشي يكون في تلك المواقع الاباحية التي ليست متوفره او يعلمها الجميع لم تتخيل ان هذا الشي انتشر في الاستخدامات اليوميه
هل تصبح العلاقات التي يجب ان تكون علاقات خاصه بين الرجل او المرأه حينما يجمعهم الزواج او حتي و ان كان ذلك الشي بغير زواج و زنا
هل تُصور في اي حاله تلك اللحظات ؟؟ و تنتشر بهذا الشكل ؟؟
المره الماضيه كانت بعض الصور لبعض الفتيات و هي شبه عاريه .. و لكن الإنسان لم يكن يوما ملاك و للأسف ليس هناك اسوء من الشيطان و نفسك الاماره بالسوء لتشجعك انكرت هدير المنظر تماما حتي انها خجلت و شعرت بالتقزز و لكن هذه المره دفعها فضولها لتتابع بعض التعليقات التي تركها بعض الاشخاص
كانت متعجبه من كميه الاشخاص الذي من الممكن ان يعلقوا علي شي كهذا كانت من الممكن ان تقل دهشتها اذا وجدت ان هذه الفيديوهات في صفحه غير عربيه
و لكن تلك التعليقات كانت غريبه و عالم غريب و مصطلحات تقسم انها لم تكن تفهمها لتقابل تعليقات اخري تشرح مفهوم مختلف تماما عن المتعه و عن تشرح تلك المصطلحات التي لم تفهمها في تعليقات اخري اغلقت كل شي حتي انها كانت علي وشك ان تفرخ ما في جوفها و لكنها تحاملت حتي لا تقلق عمتها عبثا
لم تكن ساذجه لتفهم بعض الاشياء التي للاسف وجدت اشياء ليس يجب ان تعلمها
عن العلاقات من هذا النوع و لكنها لم تتخيل ان تجد هذه الكميه من البشر لا يخجلوا مما يكتبوه .. طبعا تعلم انهم بالتاكيد ليست هذه الحسابات الرسميه لهم و لكن هل من الممكن ان يكتب تلك الكلمات شخص جيد ؟؟ …
كيف تنتشر الفاحشه بهذا الشكل فالوقت الذي انتشر به النور علي الاقل .. كيف تكون هذه الأشياء محل فخر و تلك الكلمات هل يستطيع احد كتابتها حتي و ان كان لا ينطقها ظلت تردد انهم لابد ان يكونوا اشخاص سيئه ..
هل تصبح المواقع الإلكترونيه التي تهدف لنشر الثقافه و التكنولوجيا و العلم و التطور و التواصل بين الناس
هل من الممكن ان يكون بها كل ذلك السوء ؟؟؟
نامت بعد فتره من الأفكار الغريبه و تولد لديها شعور لاول مره تشعر به هو انها تريد التجربه و استكشاف كيف يفكروا الناس بهذا الشكل تريد ان تعلم شعورهم كان فضولها و شيطانها مسـ,ـيطران عليها بشكل كامل
و مع مرور الايام كانت هدير كل ليله حينما تنفرد بنفسها تقرا تلك التعليقات و تلك الكلمات ربما صور عقلها الباطن ان هناك متعه في ذلك مثلما يقولون …. حتي انها اصبحت لا تفتح حسابها الشخصي كثيرا …
اهملت الاشخاص الجيده التي كانت تقرا لهم .. ربما كانت محتفظه و مازالت متعلقه بقراءه منشورات عبير نيازي … كانت دائما هدير في صراع نفسي بين ضميرها و بين نفسها دائما تلوم نفسها علي ما تقرأه او ما تراه
ربما لم تكتب شي او كلمه و لم تعجب بشي فقط تشاهد تلك الفيديوهات و تقرأ التعليقات في صمت ليس حبا في هذه الأشياء و لكنها كانت تصنع لنفسها شي مختلف تريد ان تشبع فضولها في أشياء تلوم نفسها عليها .. تريد ان تنسي هدير و تنسي قاسم حتي لو لمده دقائق في اليوم ثم تنتهي من المشاهده و تبدا لومها لنفسها … و كره ذاتها … و لكن مازالت نفسها تحرضها بانها لا تفعل شي غير المشاهده فهناك من يفعل اكثر منها فهي شخص جيد بالنسبه لهذه الاشخاص … و كأن تلك المقارنه السخيفه ترضيها لفتره من الزمن … ربما لا تستند علي إيمان قوي بأن هذه الاشياء ذنب و لا يوجد به نقاش
و بدائت صراعها مع ذاتها و دخولها لعالم ملئ بالاثم و الذنوب و الامراض النفسيه و العصبيه …
_________________________________________