
تجاهلت داليا سؤال فريدة
وامسكت هاتفها لتتصل بنسرين
تدلي عليها التعليمات
“اسمعي الي هقول عليه ،، دلوقتي انا
هبعتلك حبوب تحطي لزفتة ملاك حبايتين
بس حبايتين مش اكتر لان دي حبوب اجهاض
مش لعبة لو كترتي اكتر من كده هتبقى كارثة ”
في الجهة الاخرى
فغرت نسرين فمها من هول ما سمعت لم تتوقع ان
الشر بداخل داليا او كما تعرفها بفرح ان يصل
لحد القتل ،، ولكن داليا اسكتتها بمبلغ
ضخم جعلها تفغر فمها ولكن بسعادة
*****************
بعد مرور يومين
قضتها ملاك تارة في احضان ادهم
وتارة في الحمام تفرغ ما في معدتها
كانت تجلس مع ادهم في غرفة المكتب يشرح
لها بعض المسائل الهندسية المصتعصية عليها
فهي بعد ان عادت لمزاجها الطبيعي ،، اول شئ
فكرت به هو دراستها
شعرت ملاك بالغثيان فاسرعت للحمام
الملحق للمكتب ،، هرع ادهم خلفها للاطمئنان عليها
خرجت ملاك بعد دقائق تمسح فمها بالمناديل وتضع
يدها على بطنها
اجلسها ادهم برفق على الكرسي المجاور
هاتفاً بحب ممزوج بالخوف
“مالك يا حبيبتى انتي بقالك كام يوم
الاكل ما بقعدش فمعدتك ،، انا هتصل
بالدكتور ”
اجابته ملاك بخفوت
“لأ يا حبيبي انا كويسة بس شكلي
واخدة برد فمعدتي هشرب دلوقتي اي حاجة
دافية وهبقى اكويسة ”
اتصل ادهم بالهاتف الداخلي بالمطبخ
ولسوء حظ ملاك اجابته نسرين
حدثها بصيغة امرة
“اعملي اي حاجة ساخنة وهاتيها للست
ملاك على المكتب ”
اجابته نسرين بطاعة
“حاضر يا فندم ،، ثواني ويكون عندها ”
حمدت ربها انها الوحيدة فالمطبخ
فأخرجت الحبوب التي ارسلتها داليا
ووضعتها في كوب الاعشاب الذي اعدته لملاك
هتفت بشر
“بالهنا والشفا يا ست ملاك ،، وباي باي
يا ولي العهد ”
في منتصف الليل شعرت ملاك
بمغص حاد يعصف بطنها والم مرافق له
في اسفل ظهرها
رواية عشق الملاك الفصل الثاني و العشرون 22
استيقظ ادهم على صراخ ملاك
وهي تضع يدها على بطنها
قال بصوت خائف
“مالك يا حبيبتى حاسة بإيه ”
هتفت ملاك بصوت متقطع بسبب الالم
“بطني …. بطني …. بتوجعني ”
حملها ادهم وخرج من الغرفة مسرعاً
صرخ بغضب للحرس الواقفين دون حركة
“حد يتحرك يا بجم منك ليه ويفتح باب
العربية ”
هرع احد الحراس بخطوات مسرعة
خوفاً من غضب رئيسه
وضع ادهم ملاك في الكرسي الخلفي واسند رأسها على ساقيه ،، تعالت انفاسه عندما شعر
بعدم حركتها وسكونها بين يديه
صرخ بالسائق بغضب
“زود السرعة اكتر من كده مراتي
هتروح مني ”
بعد عدة دقائق مرت على ادهم عالساعات الطويلة وصل ادهم للمستشفى الخاص به
حملها بين ذراعيه ودخل للداخل بسرعة
صرخ بالموجودين ليهرع اليه الاطباء بخوف
وضعها بلطف على احد الاسرة الموجودة
اقتربت منها احد الطبيبات وفحصتها تحت نظرات ادهم الخائفة
قالت الطبيبة للممرضات
“جهزولي غرفة العمليات بسرعة ”
وقبل ان تخرج اعترض طريقها ادهم
“هي حالتها ايه ”
“دي حالة اجهاض ولازم تعمل عملية تنظيف
فوراً عشان ميحصلش مشاكل فالرحم ”
صدم ادهم من كلمات الطبيبة
فزوجته كانت تحمل قطعه منه داخل احشائها
ولكنهم فقداها قبل ان يعلمو بوجودها
بعد قرابة الساعة
خرجت الطبيبة من غرفة العمليات ،، اسرع
ادهم اليها متسائلاً بخوف
“هي عاملة ايه دلوقتي والبيبي اكويس ”
أجابته الطبيبة بخبث مبطن
“بيبي ايه الي بتتكلم عنه حضرتك البيبي
وصل ميت ،، وطالما انتو عاوزين البيبي
ليه مراتك واخدة حبوب للاجهاض ”
ضيق ادهم حاجبه باستغراب
“حبوب اجهاض ازاي مش فاهم ”
اكملت الطبيبة بخبث اكبر
“واضح انك متعرفش ان مراتك كانت واخدة
حبوب عشان تنزل البيبي ،، شكلها مش عاوزة
تخلف منك ،، على العموم هي اشوية
وهتفوق وهننقلها اوضة عادية تقدر
تسألها براحتك ،، عن اذنك ”
ذهبت الطبيبة من امامه وما ان وصلت
لاحد الزوايا البعيدة عن الانظار
جذبت هاتفها واتصلت بداليا
“ازيك يا داليا هانم ،، كل الي طلبتيه
حصل وقولت لادهم بيه الي فهمتهوني
بالضبط ،، بس في حاجة ”
سألتها داليا بخوف
“بس ايه ادهم عرف حاجة ”
اجابتها الدكتورة بسرعة
“لأ الموضوع مش كده ،، اصل البيبي موصلش
ميت انا نزلته زي ما طلبتي مني ”
…
اتسعت ابتسامة داليا على نجاح خطتها
ثم هتفت بشكر
“شكراً ليكي يا دكتورة ،، وبكره الصبح
250 جنيه هبقو فحسابك فالبنك ”
“شكرا ً بس انا لحد هنا معرفكيش ولا انتي
تعرفيني ”
ثم اغلقت الهاتف وفرت مسرعة قبل ان
يراها احد وهي تتحدث بخفوت ويشك في امرها
اما ادهم ففور ذهاب الطبيبة جلس على اقرب
كرسي بنهيار وكأن قدماه لا تحملانه
اصبحت الافكار تعصف بعقله
فكل ما يفكر به انها اجهضت نفسها
ولاتريد ان تنجب منه ،، بدأت الافكار لديه
بالترابط ،، فهي من يومين كانت حالتها سيئة
فكيف تحسنت هكذا بين ليلة وضحاها ،، الرسائل
التي ارسلتها لجاسر فهو تاكد من هذا الشى من
شركة الاتصالات ولكنه كذب نفسه وصدقها ،،
ذكره للأطفال
وانه يريد ان ينجب واعتراضها على الفكرة بحجة
الدراسة ،، كل تلك الامور اصبحت واضحة من وجهة
نظره ،، حدث نفسه بغضب
“يعني هيا كانت مش طايقة نفسها من كام
يوم عشان الوسخ الي بتكلمه من ورايا مبردش
عليها ،، ولما شافت انه مش هيرد رجعت لوضعها
الطبيعي وقالت اضحك على العبيط الي عندي
بكلمتين ،، ولما لقت نفسها حامل وهتتربط بيا
طول عمرها قالت انزله ومحدش هيعرف ،،
ورحمة امي لخليكي تشوفي النجوم
فعز الظهر ،، وحياة كل لحظة خدعتيني بيها
لكون مطلعها على جتتك بلا ازرق ”
دلف لغرفتها ،، تقدم نحوها بخطوات متريثة
ونظراته لا تبشر بخير ،، نظر لوجهها الشاحب
الذي لميخفي جمالها ،، استهزء نن نفسه
عندما فكر بها الامر فهذا الوجه البرئ خدعه
ومثل ببراعة دور الضحية ،، ابتعد عنها
عندما صدرت منها همهمة خافتة،، تدل
على زوال المخدر وانها بدأت تستعيد
وعيها من جديد
رمشت ملاك عدة مرات قبل ان تستوعب
انها في غرفة اشبه بغرف المشافي
جالت بعيناها المكان بضعف ،، وجدت
ادهم يقف بجانب الشباك يثني يديه
امام صدره وينظر اليها بنظرات غامضة
لم تستطيع تفسريها ،، سألته بوهن
“ادهم ،، ايه الي حصل انا جيت
هنا ازاي ”
اجابها مستهزئاً
“هه ،، ابداً كان في حاجة مش مهمة عندك
وخلاص راحت لحالها ”
تطلعت إليه بتعجب بسبب
طريقته المستهزئة بها
همت ان تعيد عليه السؤال ،، لكن
قاطعها دلوف الطبيبة التي اجرت
اليها عملية الاجهاض
سألتها ملاك بقلق
“دكتورة هو ايه الي حصل ،، انا كل
الي فكراه اني حسيت بمغص جامد
ووجع فظهري وبعديها مش فاكرة حاجة ”
اجابتها الطبيبة بخبث قاصدة اثارة
غضب ادهم
“ده طبيعي من حبوب الاجهاض الي حضرتك
اخديتها ،، بس واضح انك فاهمة بتعملي ايه
اكويس اوي لأن الجنين لسا مكملش شهر عشان
كده الموضوع جه بسيط ومحصلش
مضاعفات ”