
و انتَ مش هتقدر تفيديها في الموضوع ده المهم انك متكدبش علي نفسك و تصارح نفسك مش بس تضايق لما حد يكلمك في الموضوع اتناقش مع نفسك في الموضوع و لو انتَ مقدرتش تتقبل ان هدير تبعد عنك او انها في يوم من الايام يكون في حياتها شخص تاني فللاسف انتَ لازم تتقدم ليها و تطلبها للجواز لان وقتها عمرها ما هتكون اخوه ..
قاسم انزعج من حديثه و كلماته ربما اصبح ينزعج من أحاديثهم المتكرره عن هذه النقاط و لكنه لم يجد اجابه اكثر مما يقولها حتي الان : اتقدم لمين يا كريم بطل جنان ده انتَ بتقول الالعن من انهم بيقولوه … يبقي انا فعلا ماشي معاها و لما الناس ابتدت تاخد بالها اتقدم ليها …
كان كريم سيجيب عليه و يقول له انه هذا هو الصحيح اذا وجد انه فعلا تحولت مشاعره تجاهها فهذه هي الخطوه السليمه و لكن قاطعهم دق امينه علي الباب الزجاجي الصيدليه فهي تريد رؤيه ابنها ..
اتي وليد بعد ساعه حينما ذهب الي اقرب دكتور و هو يلح عليه انه يجب ان يذهب معه و بالفعل اتي الطبيب و كشف علي هدير و استطاع افاقتها ثم تركها و خرج من الغرفه وجد حسني و وليد
وليد بقلق : خير يا دكتور ايه اللي حصل مالها
الدكتور بتفسير : هو بخبرتي مفيش حاجه تستدعي القلق هي زي ما اتكون اتصدمت او في حاجه ضايقتها فاغمي عليها تعتبر زي هروب او حاله نفسيه فاعتقد ان معندهاش اي مشكله عضويه من الكشف المبدئي
بس برضو تقدروا تعملولها تحاليل و شيك اب كامل و تطمنوا اكتر و تقدروا تعرضوها علي دكتور نفساني ..
وليد باطمئنان و قلق في انن واحد : شكرا يا دكتور احنا اسفين تعبنا حضرتك و اصريت انك تيجي رغم انك مبتروحش بيوت
الدكتور بهدوء : انا جيت من إصرارك و برضو لاني قدرت موقفكم و شغلتي انسانيه حتي لو كان ده شرط كان لازم اتغاضي عنه لما الاقي شخص مهتم كدا الحق انا اكمل كشوفات في العياده وله ايه ….
ودعه وليد و شكره علي ما فعله اما حسني كان يجلس بكل برود ولم يهتم بما يحدث حتي انه تركهم متحججا انه سيذهب ليصلي العشاء ثم ياتي مره اخري … خرجت هاجر بعد ان تركت هدير بمفردها بناء علي طلبها بانها تريد ان تكون بمفردها ربما لتكون صريحه هي لا تريد ان تكون بمفردها فلا احد يقول اتركوه بمفرده يريدكم ان تفعلوا ذلك فعلا او ربما يريد شخص معين و وجودكم انتم يؤذيه مثلما يؤذيه وجوده مع نفسه خرجت و جلست مع وليد
هاجر بتساؤل : ابوك راح فين
وليد بانزعاج : رايح الجامع و جاي … عمتي متزعليش من ابويا ده تصرف طبيعي جدا انا نفسي تحت اتنرفزت و كنت هرتكب جريمه لما لقيت الولد الشمام وله اللي مش باينله هو مين
بيتكلم عن هدير بالشكل ده و بيهين العيله كلها و لقينا شاب مجروح و دراعه بيينزف و الناس كلها ملمومه علشان بنت عمي … حضرتك منتظره ابويا يعمل ايه
هاجر بانفعال : يعمل اي حاجه الا انه يمد ايده عليها
وليد بتفسير : باب عمره ما مد ايده علي بنت بس الموضوع المره دي كان فاق اننا نعرف نسيطر علي غضبه او نتوقع رده فعله … احنا سمعنا كلام خلانا واقفين مش عارفين نقول كلمه قدام الناس و الا هنرتكب جريمه في واحد بيتكلم علينا كان نفسي بجد الارض تنشق و تبلعنا
من الاول الموضوع غلط في غلط ده انا اللي اسمي ابن عمها مجتليش الجراءه اني اخرج معاها في مره رغم اني طلبتها للجواز قبل اي حد و انتِ كنتي بتاخري و لو الموضوع اخوه كنت انا اولي واحد يمثل الاخوه قدام الناس وله ايه ..
هاجر بتفسير : وليد محدش يلوم هدير علي حاجه لو هتلوم حد فانا السبب انا اللي سمحت ان العلاقه ما بينهم تستمر كاخوه لاني كنت بشوف ان قاسم قادر يفرح هدير و قادر انه يحتويها
انا متاكده ان قاسم يعرف حاجات عن هدير معرفهاش مش فاكره اليوم و لا الساعه و لا الفتره اللي بقت هدير في ظل قاسم الوحيد اللي فهمها
وليد بانزعاج من مبريراتها : عمتي والله متتكلميش و كانك شايفه ان علاقتهم و خروجهم بمعرفتك و قدام الناس صح … و منتظره ان محدش هيتكلم و بعدين هدير اشمعنا قاسم الي متعلقه بيه دي مفكرتش انها تتكلم معايا باسلوب كويس الا من فتره قريبه و برضو اول ما تشوفني بتصدر الوش الخشب برضو
هاجر باعتراف : انا اللي ابتديت الغلط فعلا مش حد تاني لما بس قاسم نيته كانت كويسه و عمره ما بص ليها بنظره غير انها اخته و هي برضو كنت كل يوم بحاول اني اتكلم معاها في الموضوع بس يوم حاجه تشغلني تانيه
و غير الفتره الطويله اللي كانت هدير بتعيط فيها يوميا علشان ابوها و اللي بيعمله فيها لما فوقت ان الموضوع ده غلط و انا هدير بدأت تكبر و حسيت ان الموضوع لازم يوقف معرفتش امنع هدير مره واحده من قاسم لانها انطوائيه جدا و مش سهل انها تدخل حياتها ناس
بقيت بحاول اشغلها بحاجات في البيت و بقي قاسم نفسه ما بيجيش عندنا لاي سبب و في حاجات كتيره انا كنت ساعات بنام في اوضتها معاها بحجه ان اوضتي حر و شويه اني بحس اني مخنوقه
بس قاسم لوحده بقاله فتره بيبعد … هدير متعرفش الا انا و قاسم و شويه أشخاص تتعد علي الصوابع اقولها مره واحده لا يا هدير اللي بيحصل ده غلط و حرام و انا السبب … بص انتَ مبداتش تبص لهدير الا لما كبرت بس طول السنين اللي قبل كده انتَ
مكنتش موجود حتي بدورك انك ابن عمها و تجيلنا كل شهر يمكن امك و اخواتك فكروا يجيوا يزوروا هدير متهايقلي اخر مره كانوا عندنا من قبل ما هدير تدخل ثانويه عامه
كلكم بعدوا عن هدير في عز ان مكنش في غير قاسم في حياتها و انا مقدرتش امنع الموضوع ده مره واحده
دق الباب ليقاطعهم …. فقام وليد ليفتح الباب و وجد فتاه تبدو انها في بدايه العقد العشرين متوتره و هادئه في ملابسها او ابتسامتها و كانها اعتادت علي الابتسام في كل وقت حتي لو بمفردها بعد ان اخبرها قاسم ان تذهب و تطمئنه عن حالها بعد ان قص بها ما حدث فاشفقت عليهما
ساره بابتسامه هادئه : احم مساء الخير
وليد باستغراب و ملامح عابسه : مين حضرتك
انتهبت هاجر فقامت لترحب بها حينما سمعت صوتها : تعالي يا ساره يا بنتي ادخلي
فافسح وليد لها الطريق فعلي الاغلب هي احد من جيرانهم … دخلت و هي خجله فهي لا تعلم ما الذي يجب ان تقوله في وقت كهذا
هاجر حاولت ان تبتسم و لكنها كانت محاوله فاشله : اقعدي يا بنتي متتكسفيش
ساره : اسفه شكلي ازعجتكم و انتم عندكم ضيوف
هاجر : و لا ضيوف و لا حاجه ده اخويا و ابن اخويا
ساره مدت يديها باحدي الكتب التي اخترعتها حجه
– اصل هدير كانت عايزه الكتاب ده و كانت بتقولي انها هتيجي تاخده بعد لما تتغدي فقولت اجي ادهولها انا و علشان كنت بجيب طلبات من تحت بالمره
هاجر باستغراب : اكيد سمعتي باللي حصل
ساره باحراج : اه و سمعت بس كنت كده كده جايه علشان اديها الكتاب ده علشان تقراه .. هي عامله ايه دلوقتي
هاجر بدموع قويه استطاعت ان تتغلب عليها و هي تمنعها من النزول : والله يا ساره الدكتور لسه نازل من عندها و هي عايزه تقعد لوحدها و رافضه اي حد يدخلها
ساره بتفهم : خلاص مش مشكله يا طنط ابقي اديلها الكتاب و انا ان شاء الله هبقي اكلمها بكرا و اجيلها عن اذنكم انا بقا
هاجر باحراج : اقعدي يا بنتي يعني انتِ طلعتي في ايه و نزلتي في ايه
ساره : معلش بقا انا سايبه ستو لوحدها ياله مع السلامه
ذهبت معا هاجر حتي فتحت لها الباب و ساره ذهبت بالفعل و بعد وقت جاء حسني و تشاجر مع هاجر حينما رفضت ان تعود الي شقه زوجها او حتي ان تعود معه الي شقته و معلله
بانه لا يستطيع ان يقلب حياتها بعد تعودها هي و هدير علي العيش هنا و خصوصا انها لم تفعل شيئا حتي او جريمه حتي تخاف من حديثهم .. مما جعل حسني يعند معها و اقسم انه يوميا سيكون هنا او حتي سوف يبيت معهم بعد ذلك و في بيته يوجد وليد مع امه و أخواته
علي لسان هدير : عدت سنه و نصف الناس بعدها بشهر نسيوا و بقيت بمشي عادي في الشارع الحقيقي انا مبقاش عندي فوبيا بقيت اجتماعيه مش بالمعني الي يوصل لدماغ حد اني بقيت احسن وقتها بس بقيت اعرف ناس كتير حتي اني بقيت اعرف زمايل ليا سواء بنات او ولاد اشركت في اتحاد الطلبه اتبعت اكتر من نشاط و حاولت اجرب القرايه شويه
متابعه مسلسلات شويه حاجات اوي يمكن كان عندي امل اني الاقى نفسي في اي حاجه و ابتاديت اخذ كورسات سواء اني احس اللغه عندي انجليزي او كورسات تفيدني في الكومبيوتر او حتي في مجال كليتي حياتي بقت مليانه في وجه نظر الناس و بقيت بعمل اكتر من حاجه في اليوم بس لسه عندي رهبه من الاماكن الجديده بس خت علي الجامعه و بعد الاماكن اللي اروحها و عارفاها بس برضو لسه بخاف لو رايحه مكان لاول مره و موضوع الزحمه ساره كانت بتساعدني شويه في التكيف
و لدرجه اني عملت اكونت علي الفيس بوك و واتساب و اكتر من برنامج و ضفت كل الناس اللي اعرفهم و بقا عندي ارقام كتيره علي الفون بس للاسف كانوا مجرد ارقام عرفت ان برضو لما ادخل ناس لحياتي انا لسه وحيده مفيش حد لمس قلبي لاني برضو رافضه وجودهم
يمكن الا ساره وقتها اللي فضلت مكمله معايا بس كانت انشغلت شويه لما اتخطبت و رجعت فسخت خطوبتها و اهو كملنا بالطريق تاني و احب اطمنكم اني عديت من السنه الاولي و السنه التانيه و نجحت بتقديرات عاليه بس برضو كل ده مفرحنيش
علاقتي بابويا زي ما هي مكالمه كل كام يوم و مصروف شهري بس متحسنتش بقيت وحيده اووي برغم ان حياتي بقت فيها ناس كتير يمكن فهمت يعني ايه زحمه كدابه الحقيقه اني مش فاكره غير اني بعد اجازه السنه التانيه من الجامعه اللي بقيت تانيه و تالته ابديت اني اعمل اكونت بس باسم زي ما تقولوا مستعار مش ضايفه اي حد اعرفه في الحقيقه عليه حاولت اعمل لنفسي عالم جديد تماما و مختلف عن الواقع
قاسم يااااااه نطق الكلمه بقي صعب قاسم يعتبر اختفي وجوده من حياتي و عمري ما احتاجت وجود حد زيه كل فتره يبعتلي رساله علي الاكونت يطمن فيها عليا و ارد عليه زيه زي اي حد غريب و لو قابلته في الشارع بيسلم عليا و يمشي في وقتها فاكره كلمته لما قالي قاسم انه مش عايز ياذيني او يكون سبب في اني اضر و انه برضو في ضهري حتي لو عوزته و حصلتلي مشكله هلاقيه
قاسم كبر يمكن بقي عنده دقن معلش اصل قاسم عمره ما ربي ذقنه و لبس نظاره للنظر يمكن بقيت اشوفه صدفه ممكن كل كام شهر او لو فتحت البلكونه بالغلط و كان هو فيها قاسم مبقاش بيسمع اغاني و لا بيصدع ام محمد نجحوا انهم يخلونا غرب عن بعض مفيش يوم غير و انا اتمنيت اننا نرجع زي زمان …
في اغسطس 2015 لم تتذكر لنا هدير اليوم و لكنها تتذكر الشهر التي رات به ما لم تتوقعه هدير اصبحت في العشرين من عمرها و لكنها كان ساذجه في التفكير تفكر بعقل طفله مازالت في الابتدائيه
مازالت جاهله تماما عن ما يسمي الخطا مازالت ساذجه تماما في التفريق بين النوايا جاهله تماما في ان تعرف ان من امامها ليسوا ملائكه … كانت تظن ان الزنا و كل تلك الاشياء اشياء بعيده تماما عن الواقع و ان من يفعل تلك الاشياء يكون في الخفاء
او علي الاقل يخجل مما يفعله كانت في هذا الوقت ابحرت و غرقت هدير بين الصفحات و السوشيال ميديا تعمقت به و ربما كانها وصلت الي ما يسمع ادمان المواقع الالكترونيه
لا تذكر غير انها تعرفت علي ناس كثيره من الاكونت التي صنعته باسماء مستعار و لكن ما هي الا ايام او اسابيع و من الممكن ان وصلوا لشهور لتجد نفسها في حظر بينها و بين الناس وجدت ان هذا العالم مزيف و نادرا ما توجد به الحقيقه