
كانت بتتكلم بثقة، من الأول خالص وهي بتتكلم بثقة.
كريم ما قدرش ينطق، عقله بيحاول يحلل: إزاي ده حصل؟ هل اشترت الناس اللي في المعمل؟ لكن ده صعب، لأنه هو اللي إختار المعمل. طيب، زورت النتيجة؟ عملتها إزاي؟
وأخيرًا، وصل مؤمن عندهم، فكريم وقف بلهفة:
عملت ايه؟
مؤمن قرب وبصلهم كلهم:
هو في إيه؟ مالكم؟
كريم بنفاد صبر:
عملت إيه الأول؟
مؤمن طلع كذا ظرف:
النتايج أهي، من المعملين اللي سلمناهم العينات. اتفضل.
كريم أخد الظرف من مؤمن وفتح أول واحد بسرعة، اتصدم من النتيجة ورمى الظرف على الترابيزة، بعدها فتح الثاني وهو بيقطع الظرف بعصبية، وبعدها قعد باستسلام وهو مش مصدق.
محدش فيهم احتاج يسأله لأن النتيجة واضحة على وشه، إلا مؤمن:
في إيه؟ النتيجة إيه؟
محدش رد، فمسك مؤمن الورقة اللي في إيد كريم وقرأها واتصدم زيهم:
إزاي يعني تطابق؟ تطابق إيه؟
حسن سأل بقلق:
مين يعرف إنكم عملتوا التحليل في معملين تانيين؟
مؤمن رد:
ولا أي حد، مفيش غيرنا إحنا التلاتة، حتى أمل ما تعرفش. إزاي يعني تطابق؟ أنا مش فاهم.
كريم ردد بتوهان:
تفتكر عملتها إزاي؟ إزاي خلت المعامل تقول إن …
مؤمن برفض:
تلاقيها زورت العينة نفسها، ولا رشت المعمل، ولا…
حسن قاطعه بنرفزة:
تلاقيها إيه يا مؤمن؟ رشت المعمل إيه؟ إحنا ودينا العينات لكذا معمل ومحدش يعرفهم غيرك إنت! ده أنا قولتلك خدهم وديهم لأي معمل وما تقولش لا ليا ولا لكريم. يبقى إيه بقى؟
الصمت سيطر على الكل، ومحدش عنده أي تفسير منطقي للي حصل. أمل وقفت:
بعد إذنكم، أنا هطلع أوضتي.
كريم حاول ينطق أو يتكلم بس مقدرش، معرفش يقولها إيه.
ناهد وقفتها برجاء:
أمل، استني. إنتِ…
سكتت لأنها معرفتش تقولها إيه. أمل اتنهدت:
محتاجة أرتاح شوية، اعذريني يا نونا، بعد إذنك.
كملت طريقها لفوق، وناهد فضلت متبعاها لحد ما اختفت. قامت مسكت إبنها من دراعه:
عملتها إزاي؟ فهمني! إنت ليك علاقة بيها؟
كريم وقف باستنكار:
عمري! عمر ما كان ليا علاقة بأي حد.
حسن وقف في وشه وزعق:
طيب فهمني!إديني عقلك وفهمني! قولي أي حاجة وهصدقها. قولي هي حامل منك إزاي؟
كريم زعق زيه:
معرفش!
حسن مكمل بعصبية:
يعني إيه ما تعرفش؟ ها؟ يعني إيه؟ حامل والعيل اللي في بطنها إبنك. يبقى إزاي ما تعرفش؟ رد عليا!
كريم زعق بانهيار:
معرفش، أنا معرفش!
حسن:
أمال مين يعرف؟ ها؟
مؤمن دخل ووقف بينهم:
عمي، مش كده الكلام. هو في لعب في الموضوع، محتاجين نهدى علشان نعرف إزاي ده حصل.
حسن بصله بنرفزة:
أديني هديت. قولي حصل إزاي؟ ده حمل، مش لعب عيال! في إبنه في بطنها! قولي ده حصل إزاي؟
مؤمن بحيرة: معرفش، بس أكيد في تفسير منطقي.
حسن بتهكم: هو فيه، بس سيادته مش عايز يعترف بيه.
كريم بصله بصدمة: قصدك إيه؟ هاه؟ أنا عمري في حياتي كلها ما لمست واحدة غير مراتي، فاهم؟ عمري ما عملتها ولا هعملها. أنا بحب مراتي، وبحب بيتي، وبحب حياتي.
حسن بتهكم مماثل: أمال مين اللي من شوية كان بيقول اتسرعت في حياتي ومراته مش عجباه، وبيفكر يسيبها بحجج واهية ملهاش تلاتين لازمة؟ مش إنت؟
كريم الصدمة لجمته للحظة، بعدها باستنكار: إنت بتقول إيه؟ واخد بالك بتقول إيه؟ أنا بحب مراتي.
حسن زعق: مش بالكلام! سيادتك في واحدة حامل منك.
كريم مكنش عارف يرد على اتهام زي ده: طيب أنا مبحبش مراتي، مش بحب أمل، بس إنت شايف إن دي أخلاقي؟ أنا كريم إبنك، دي أخلاقي؟ أنا ممكن أخلي واحدة حامل مني وبعدها أقولها ماليش دعوة ومع السلامة؟ إنت ربتني كده؟
حسن دور وشه بعيد، معندوش رد ومش عارف يقول إيه ولا يتصرف إزاي. عقله متوقف، واحدة بتتهم إبنه إنه خلي بيها وهو كانت ثقته فيه بلا حدود، لكن تحليل الـDNA قال إنه إبنه. إزاي يفكر بعد كده؟
كريم بترجي: قولي، دورت وشك بعيد عني ليه؟ دي أخلاقي؟
حسن بصله من فوق كتفه: أنا مبقتش عارف أي حاجة. اللي عارفه إن في واحدة بتتهمك بهتك عرضها وبوعدك لها بالجواز، ودلوقتي حامل في إبنك. تحليل الـDNA قال إنه إبنك. ده حصل إزاي؟ معنديش تفسير. بعد إذنكم.
حسن سابهم وطالع أوضته. أمل أول ما حست بيه جريت لأوضتها، قفلت الباب وقعدت على سريرها تعيط بصمت.
محدش فيهم قدر ينطق حرف بعد ما حسن طلع. ناهد وقفت بتهالك، حاولت تطلع وراه، بس كريم مسك دراعها:
أمي، أنا أقسم بالله عمري ما لمست واحدة غير مراتي. إنتِ مصدقاني، صح؟
ناهد ربتت على إيده، ومعرفتش تقول أي حاجة. سابته وطلعت، وقفت قدام أوضة أمل، سامعة عياطها. مدت إيدها تخبط على الباب، لكنها وقفت. هتقولها إيه؟ هتدافع عن إبنها؟ طيب، هتقولها إيه؟
ملقتش أي حاجة ممكن تقولها. بعدت عن الباب ودخلت أوضتها.
كريم فضل مكانه، قصاده مؤمن اقترح:
إيه رأيك لو نعيد الاختبار تاني؟ وهاخد العينات أنا بنفسي ووديهم لكذا معمل و…
قاطعه كريم بيأس: وإيه؟ ولو النتيجة فضلت زي ما هي، هعمل إيه؟
مؤمن معرفش يرد وفضل ساكت، كريم فجأة وقف وطلع خطوة ناحية السلم، لكنه وقف تاني وبص له بتوهان: تفتكر أمل هتصدقني؟ هتعرف تلاقيلي عذر في الوقت اللي أنا مش عارف ألاقي فيه عذر أو حاجة منطقية أقولها؟
مؤمن لأول مرة مش لاقي حاجة يقولها، وكريم كمل: تفتكر أمل ممكن تسيبني بجد وتروح بيت أبوها؟ وتاخد إياد وتمشي؟ تفتكر ممكن تحرمني من إبني؟ طيب لو عملتها بجد، هقدر أقف في وشها وأقولها تسيب إياد؟ طيب إيان هيبقى إيه وضعه؟ هتاخده هو كمان؟ هتسيبه؟ هتفرق إياد وإيان عن بعض؟
بص لمؤمن بتوتر: إنت مش بترد عليا ليه؟ أنا أعمل إيه؟
مؤمن رد بحيرة: معرفش يا كريم، معنديش أي إجابة لأي سؤال سألته، فمعرفش أقولك إيه.
كريم قعد بانهيار، مؤمن قرب منه: بس اللي أعرفه إن ربنا عادل وما بيقبلش الظلم، فاللي حصل هيتعرف حصل إزاي، لكن إمتى؟ ده شيء في علم الغيب.
أمل دخلت أوضتها بتحاول تلاقي تفسير منطقي أو تحلل اللي حصل ده حصل إزاي؟
موبايلها رن، كانت ناريمان، فردت عليها. قبل ما تنطق، ناريمان بدأت الكلام: اتصلت بالمعمل، قالوا إنكم استلمتوا النتيجة. فإيه النتيجة؟ صدقتي إنه إبن كريم؟ أنا مكدبتش عليكِ لما قلتلك إننا بنحب بعض، بس هو خايف ياخد خطوة معايا بسببك. ممكن تسيبيني أخد خطوة مع حبيبي؟
أمل ردت بدفاع واهي: زورتي النتيجة إزاي؟ هاه؟
ناريمان ضحكت ضحكة مستفزة: بجد مصدقة إني أزور حاجة زي دي؟ أنا حامل في إبن كريم المرشدي، سيادتك هتفضلي دافنة راسك لحد إمتى؟ أنا علاقتي بكريم مش جديدة. إنتِ متخيلة إن وجودي في نفس رحلة شهر عسلكم كان صدفة؟ وإن قعدتي قدامكم في الطيارة كانت صدفة؟ بجد إنتِ هبلة للدرجة دي؟
أمل عنيها وسعت بصدمة وهي بتسمع ناريمان اللي كملت: أنا كنت على علاقة بكريم من زمان لأنه كان بيتعامل مع بابي من زمان، وفي شهر العسل اشترى العربيتين وبعتهم عن طريقه. معقول كل ده صدفة؟
أمل حاولت ترد بأسلوب واثق: ومسح موبايلك كان إيه؟ لما هو بيحبك؟
ناريمان ردت بنبرة فيها أسف كاذب: قرصة ودن، عقاب، سميه زي ما تحبي. قالي ما أظهرش في الصورة ولا أضايقك، وأنا عاندته وحجزت على نفس الرحلة معاه، فحب يعاقبني بطريقته ويأدبني لأني عصيته. أنا رضيت بعلاقة في السر معاه، وعايزني أفضل في السر. قلت مش مهم، أنا بحبه وهو بيحبني، لكن دلوقتي في بيبي. بكرة هيكبر ويقولي بابي فين؟ معدش ينفع أفضل ساكتة. أمل، إنتِ أم وعارفة إبنك بيحب أبوه إزاي. إبني كمان من أبسط حقوقه إن أبوه يكتبه باسمه. أنا كلمتك كزوجة وحبيبة وأم، والباقي عندك.
قفلت المكالمة بدون ما تستنى تسمع رد من أمل، اللي فضلت جامدة مكانها. بتحاول تعصر دماغها: من يوم ما عرفت كريم للنهاردة، ناريمان كانت فين في حياته؟ هل هي كذابة في كله ولا صادقة في كله؟ طيب، لو كذابة، إزاي حامل في إبن كريم؟
همس مش قادرة تقعد في أوضتها من غير سيف، فبتاخد كتبها وتنزل تذاكر في أوضة المكتب أو التراس أو الجنينة في النهار، المهم ما تقعدش في أوضتها.
كانت بتذاكر في المكتب والباب خبط عليها، فأذنت بالدخول، لقت عز الصياد قدامها. وقفت بحرج، لكنه ابتسم: اقعدي، وقفتي ليه يا همس؟ بتذاكري إيه؟
ردت وهي محرجة: بذاكر سيستم. حضرتك محتاج تقعد في المكتب؟ لحظة هفضيه و…
قاطعها بسرعة: لا يا بنتي، أنا جيت أطمن عليكِ وأشوفك لو محتاجة حاجة. (قرب وقعد قصادها) لو هتفضلي متوترة كده هسيبك براحتك، بس قولت أقعد معاكِ شوية في السيستم، إيه رأيك؟
همس رحبت جدًا وقعدت معاه أكتر من ساعتين، لمت فيهم كل اللي واقف قدامها. بعدها سابها وانسحب تكمل مذاكرتها.
إياد طلع عند أبوه ومعاه إيان بيشدوه، بس هو ساب إيد إبنه: إياد، سيب بابي دلوقتي.
إياد بص لأبوه مش فاهم ماله وليه ساكت بالشكل ده وليه مش مبتسم زي كل مرة بيشوفه. إيان كمان قرب منه مستغرب وبص لأبوه اللي وقف: تعالوا، إنتو الاتنين.
الاتنين مسكوا إيديه، وهو بص لكريم: العيال معايا، اطلع لأمل شوفها واتكلم معاها.
كريم بيأس: أقولها إيه؟ أنا مش عارف أفكر مع نفسي، فهقولها هي إيه؟
مؤمن بتشجيع: كريم، إنت مش محتاج تتكلم معاها، إنت بس محتاج تكون معاها.
كريم وقف وطلع لأوضته، مش عارف يدخل، وخصوصًا لما سمع صوت عياطها. فكر يسيب البيت ويخرج، بس برضه مقدرش يعمل ده. واقف قدام الباب، لا قادر يمشي ولا قادر يفضل.
أمل قاعدة بتمسح دموعها اللي بتنزل غصب عنها. موبيلها نور، بيعلن عن وصول رسالة. فتحتها، كانت من ناريمان. فكرت ما تفتحهاش، بس لاحظت إنها صور. فضولها منعها تتجاهلها، ففتحتها، وياريتها ما فتحتهم. فضلت باصة للصور، مش قادرة ترفع عينيها عنهم. وصلتها رسالة تانية منها:
(مكنتش حابة إني أبعت صورنا الخاصة جدًا دي، بس إنتِ مصرة تهمشي علاقتي بحبيبي. علاقتنا حب وبس، حب ظاهر في الصور، أعتقد. كنت بتمنى كل حاجة تحصل بهدوء، بس إنتو أجبرتوني أخد الخطوة دي. زي ما بتقولي جوزك مش هتتنازلي عنه، فأنا زيك، حبيبي وأبو إبني مش هتنازل عنه أكتر من كده. ده دوري، ودي حياتي وحياة إبني، لازم أحارب علشانه).
سابت الموبيل من إيدها، مش عارفة تعمل إيه؟ تنسحب فعلًا من حياته؟ ناريمان عندها حق؟ ولا دي لعبة تانية كبيرة داخلين فيها ومحتاجة منها تكون أقوى؟ ليه كل حاجة فيها صعبة بالشكل ده؟ ليه العاصفة المرة دي إعصار بيشيل كل حاجة في وشه؟ وهل المرة دي هيدمرهم ولا حبهم أقوى من كل حاجة حواليهم؟
الباب اتفتح، ودخل كريم قعد قصادها. مارفعتش وشها تبصله، فضلت قاعدة مكانها ضامة ركبها بإيديها وبتعيط.
مد إيده يلمسها: أمل، أنا…
بعدت رجلها عنه ومقدرتش ترفع عينيها له. رد فعلها صدمه. معقول هتصدقه؟ طيب لو صدقت، هيدافع عن نفسه إزاي قدامها؟