روايات

الفصل الرابع والخمسون

همس ضمته تاني: “مش هقدر، افهم بقى، ما ينفعش تسيبني وتطلع من البلد كلها.”
بعدها شوية: “ما إنتِ بتسيبي البيت وتمشي، بتاخدي القرار ده إزاي هاه؟”
كشرت بغيظ: “سيف، بطل تهريج لو سمحت.”
رفع إيديه لوشها: “هبطل تهريج، حاضر، هسافر يومين أو ثلاثة، هتقضيهم مذاكرة وتركيز وهتدعيلي في كل لحظة إن ربنا يوفقنا في سفريتنا دي، هيعدوا بسرعة كان بها، هيعدوا ببطء، هتستغلي البطء ده في المذاكرة. المهم صح، عملتي حملة على الفيس لإيان وأنا آخر من يعلم؟”
عينيها برقت: “يا لهوي، نسيت أكلم أمل أشوف عملت إيه؟”
جت تتحرك بس مسك دراعها منعها تبعد عن حضنه: “إيان رجع لحضن أبوه بفضل حملتك دي يا قمر.”
اتنططت بفرحة: “بجد؟ بجد يا سيف؟ ياااه، يارب ما يحرمش أب من إبنه ولا إبن من أبوه، ياااه بجد كنت زعلانة أوي، سيف، بجد مبسوطة إنه رجع.”
سيف ابتسم: “مؤمن كلمني، الحياة رجعت لصوته يا همس، كان ميت حرفيًا، الحمدلله إنه رجع لحضنه.”
همس اتعلقت في رقبته: “الواحد بيموت حرفيًا من غير حبيبه ونصه التاني، إنت عايز تموتني وتبعدني عنك.”
ضمها لحضنه: “بعد الشر عليكِ، بس بجد لو السفرية دي مش مهمة مكنتش فكرت فيها.”
الباب خبط وبعدت عنه شوية، وسمح بالدخول. دخلت مريم: “هتشربوا أي حاجة؟”
سيف بص لهمس اللي نفت بحركة راسها وشكرها، وقبل ما تخرج: “ما تسمحيش لأي حد بالدخول مهما يكون، واقفلي الباب.”
خرجت وقفلت الباب، وهو شدها تاني لحضنه وهيبوسها، فهي علقت وهي بتبص حواليها: “موضوع الكاميرات في المكاتب بقى حاجة تخوف.”
ابتسم وشدها قدام مكتبه، فتح درج وراها جهاز صغير منور: “الجهاز ده بيوريني أماكن الكاميرات اللي هنا أو اللي في المبنى كله، والكاميرات اللي منورة أخضر دي الكاميرات اللي أنا حاططها. لو أي كاميرا غريبة هتنور أحمر وبيتم تعطيلها بشكل أوتوماتيك، فهنا أنا براقب شركتي كلها بس محدش يقدر يراقبني.”
بصتله بشك: “بس ده معناه إن في كاميرا هنا بتصور حتى لو إنت اللي بتصور.”
ابتسم يطمنها: “فيه فعلًا، بس كاميرا مكتبي مش مسموح لأي حد يشوف محتواها غيري. بس علشان أطمنك، هقفلها.”
فتح اللاب اللي على مكتبه وقفل الكاميرا، وشغل جهاز: “وده شوشرة يعطل أي حاجة علشان تطمني بس.”
مسكت الصورة اللي على مكتبه: “بحب الصورة دي أوي.”
ابتسم: “عارف إنك بتحبيها، كان نفسي ساعتها أضمك لحضني بجد، مش مجرد صورة وإيحاء إنك في حضني.”
ابتسمت وبصت لعينيه: “خدني في حضنك، مين مانعك؟”
ضمها لحضنه يشبع منها شوية قبل ما يضطر يبعد عنها كام يوم.
سيف قعدها على رجليه وشبكت إيديها حوالين رقبته، قرب منها بهدوء وبص في عينيها بابتسامة. همست بخجل: “هو ممكن حد يدخل علينا؟”
رد عليها مطمئنًا: “مريم مش هتدخل حد، اطمني
سيف قاعد على كرسيه وهمس قاعدة على رجليه مسترخية في حضنه لحد ما التقط أنفاسه: “همس، مالك؟”
ضمته أكتر ودفنت وشها في رقبته: “مفيش.”
حاول يبعد وشها علشان يشوف عينيها، بس ضمته أكتر مش عايزة تبعد عن حضنه، فتكلم بتحذير: “على فكرة، ممكن حد يدخل وإنتِ قاعدة كده.”
كشرت ورفعت وشها بصتله: “دلوقتي حد يدخل؟ ومن شوية؟ مكنش في حد هيدخل ليه؟”
رجعت مكانها تاني، فهو ضحك: “هو محدش هيدخل، بس…”
قاطعته: “عايزني أروح، صح؟ أخدت غرضك وعايزني أروح؟”
بصلها بذهول وردد بعدم تصديق: “أخدت غرضي؟ على أساس إني شاقطك من الشارع يا بنت؟إنتِ مراتي على فكرة.”
ضمته بغيظ: “مش هروّح غير معاك، وهفضل متعلقة في رقبتك لحد ما تبقى رايح للمطار. عندك شغل، اعمله وأنا كده مش هتكلم.”
ضحك وهو متخيل كل موظف يدخل وهي كمشانة في حضنه، دافنة وشها في رقبته ومستخبية بين إيديه.
بعد شعرها عن جنب وشها وباسها: “متخيلة الموظفين يدخلوا وإنتِ كده؟”
ضحكت: “واحدة مستخبية في حضن جوزها فيها إيه بقى.”
ضحك زيها: “ماشي، بس الوضع اللي إنتِ قاعدة بيه هيخلي كل راجل يطلع من هنا…..”
هي كملت: “يروح يدور على مراته، والشركة تفضى، ومش هتلاقي حد يشتغل، تقوم تقعد في البيت في حضني.”
بصلها بذهول: “يا لهوي عليكِ! خربتي الشركة في لحظة؟”
الاتنين سمعوا صوت سبيدو، شكله بيحاول يدخل لأنه بينادي بصوت عالي: “صيااااااد!”
سيف شال همس وهي بتقفل زراير فستانها، فشاورلها: “ادخلي الحمام، ظبطي نفسك بسرعة.”
جريت للحمام، وقبل ما تقفل الباب: “ظبط هدومك إنت!”
ابتسم وزعق بهزار: “اقفلي الباب إنتِ!
ظبط نفسه وقام للباب، وبعد ما ظبط شعره بإيديه وحس إن كل حاجة طبيعية، فتح الباب: “صوتك عالي ليه يا بني آدم إنت؟”
دخل سبيدو ومسكه من قميصه بس ساب فجأة، وبص حواليه مكشر وبص لمريم: “قولتي مراته معاه؟ مفيش حد هنا معاه.”
مريم استغربت، وسيف دخل لجوه وسبيدو وراه، وفجأة وقف: “أوعى تكون مخبيها تحت المكتب؟”
سيف بصله بذهول وتهكم: “هخبي مراتي تحت المكتب ليه؟ هخاف حد يشوفها مثلًا؟ ولا إيه؟ هاه؟”
سبيدو بتريقة: “لو عايزني أطلع برا لحد ما تطلعها من تحت المكتب، هطلع؟”
سيف متنح: “يا إبني مفيش حد تحت المكتب، بطل هبل. المهم جاي ليه؟ تغيظ فيا؟”
سبيدو: “آه، جاي أغيظ فيك. سكرتيرتك مش عايزة تدخلني وتقولي مراته معاه؟ ولا واخدة أوامر ما تدخلنيش ولا إيه؟
قاطعه سيف بزهق: “في الحمام، مراتي في الحمام، وآه، قولتلها ما تدخلش أي حد مهما يكون. ارتحت خلاص؟”
سبيدو ضحك وبصله كله: “أنا جيت في وقت غير مناسب، نظرا لقميصك المفتوح وشكلك اللي مش ولابد، فنأسف للإزعاج، وهبقى أتصل قبل ما أقتحم حرمات المكاتب.”
سيف ضربه في كتفه بغيظ بس ضحك معاه: “إنت فعلًا جاي تغيظني، صح؟”
سبيدو بيضحك: “والله أبدًا. عرفت إن إيان رجع؟”
سيف ابتسم: “آه عرفت، وكنت هكلمك، بس…”
قاطعه: “بس حضرت المدام فنسيت الدنيا باللي فيها، المهم…”
سيف باهتمام: “إيه المهم؟ حجزت التذاكر؟”
سبيدو مسك دراعه بتملك: “جوزني أختك، أبوس إيدك، قبل ما مصيبة تانية تحصل. إنتو ما تفصلوش مصيبة ورا مصيبة. جوزني ليها النهارده و…”
سيف زقه بعيد: “أجوزها لك النهارده؟ إنت أهبل ولا شكلك كده؟ امشي يا عم، اطلع بره.”
سبيدو بغيظ: “مش هطلع بره، اتصل بأبوك، قوله سبيدو هيجي يكتب كتابه على آية الليلادي، وقبل ما نسافر، وأول ما نرجع إن شاء الله نعمل الفرح. سيف، اتصل بأبوك… ولا أقولك، اتصل بهوليا، هي اللي ممكن تجوزني آية النهارده.”
سيف كان هيرد، بس همس طلعت من الحمام، فالاثنين بصوا لها وهي سلمت على سبيدو: “إزيك يا سبيدو؟”
ابتسم بمجاملة: “إزيك يا هندسة؟ النهاردة الكل بيتكلم عن إينو ورجوعه لأبوه بسببك، والله برافو عليكِ، عملتي اللي كلنا معرفناش نعمله.”
بص لسيف: “إحنا لازم نهتم بالميديا أكتر من كده، مفعولها باتع.”
اتحرك من جنب سيف وراح لهمس: “عايز مساعدتك بما إنك بتحليها وبتجيبي القاضية، اقنعيلي جوزك الغتيت ده و…”
قاطعته بتحذير: “هتغلط فيه، هتحل عليك لعنتي، فانتبه.”
سيف ضحك وسبيدو رفع إيده بسرعة باستسلام: “سيف باشا الصياد، حلو كده؟”
ابتسمت: “آه، كمل، عايز إيه من سيف باشا؟”
سبيدو كمل: “أنا عايز من قلب الباشا اللي هو حضرتك (ابتسمت)، تقنع الباشا اللي هو حضرته إني أتجوز أخته النهارده.”
همس كانت مبتسمة بس ابتسامتها اختفت: “تتجوز مين النهارده؟ وأي نهارده؟ هو لسه في النهارده؟”
سيف علق: “قوليله المتخلف ده؟”
سبيدو بص لهمس: “نكتب بس النهارده يا همس وبعدها ربنا يسهل بالباقي.”
همس بتفكير: “ماهو أقوله حاجة مش داخلة دماغي. ازاي؟ اقنعني علشان أقنعه.”
سبيدو: “يعني إنتِ شايفة العيلة دي ما بتخلصش مشاكلها؟ إنتِ استنيتي سنة بحالها، أنا مش عايز أستنى سنة. دول بيخرجوا من نقرة لنقرة ما بيفصلوش، ودلوقتي الحمدلله قضيتكم خلصت، إيان رجع، في استقرار لحظي نستغله.”
همس بصت لسيف: “أقنعني، عنده وجهة نظر.”
سبيدو: “قوليله الغتيت ده.”
همس بتحذير: “أنا قلت إيه؟”
سبيدو لحق نفسه: “أقصد الباشا ده.”
همس بصت لسيف اللي مستمتع بنقاشها، بس رجعت بصت لسبيدو: “على فكرة، إنت مش مشكلتك في سيف، أُبسلوتلي.”
سبيدو باهتمام: “أمال مشكلتي في مين؟”
همس وهي بتبص حواليها كأنها هتقول سر: “في أمه.”
سيف ضحك جامد وأكد: “في دي هي عندها حق.”
همس كملت: “حماتي صعبة، ولو الكل وافق هي مش هتوافق أساسًا.
سبيدو بتفكير: “طيب بناءً على خبراتك أعمل إيه؟ انصحيني، ينوبك ثواب، نصيحة صغيرة تمنع بلاوي كبيرة.”
همس ابتسمت: “إنت عليك بالراس الكبيرة.”
سبيدو: “عز باشا؟”
همس بتصحيح: “أكبر… أمه.”
سبيدو بهزار: “تاني أمه؟”
همس كشرت: “إنت هتهرج ولا عايز حل؟”
سبيدو بسرعة: “آسف، اتفضلي، قولي حضرتك، كلي آذان صاغية.”
همس ابتسمت وقربت: “هوليا هي الوحيدة اللي بتقدر على سلوى، سيبك من سيف وسيبك من أبوه وروح لهوليا، دي نصيحتي.”
همس اتفاجئت بسيف ماسكها من قفاها يشدها: “إنتِ قولتيله إيه دلوقتي؟ يسيبه من مين؟ إنتِ متخيلة إن هوليا ممكن تمشي كلامها عليا أو على أبويا؟”
همس بتشد إيده: “على فكرة، عيب أوي تمسك مرات سيف الصياد بالشكل ده! هقول لجوزي والله.”
سبيدو أكد: “وأنا هشهد لصالحها قدام جوزها.”
سيف ابتسم وسابها: “طيب، راعي جوزك ده، هاه.”
همس مسكت دراعه بحب: “ماهو يا حبيبي، إنت موافق عليه، صح؟ فالعقبة حاليًا في…”
قاطعها: “لو قلتي أمه دي تاني، هعلقك.”
قاطعت بمشاكسة: “هتعلقني فين؟”
سبيدو ابتسم ورجع خطوة لورى، وسيف سكت للحظة بعدها ابتسم: “هقولك في البيت بعدين، ما تغيريش الموضوع.”
همس بأسف: “خلاص، مش هقول. المهم، عايزين نكتب كتابهم.”
سيف بصلهم الاتنين: “النهارده لا يمكن بأي حال من الأحوال، بعد ما نرجع من السفر بإذن الله.”
سبيدو اقترح: “طيب نكلم والدك.”
الباب اتفتح ودخل عز: “سيف، هو بجد إيان رجع لأبوه؟”
سيف ابتسم: “آه، رجع.”
دخل وحكوله التفاصيل اللي عرفوها وكان فخور بهمس، سبيدو بيشاورله يفتح الكلام لحد ما عز لاحظ: “هو في إيه؟”
سيف بص لسبيدو: “ما تتكلم، ماهو قدامك أهو، مش كنت عايزه؟”
سبيدو كشر: “يا واطي، بتبيعني؟”

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل