روايات

الفصل الثامن والاربعون

 

سيف قام من مكتبه لانه مبقاش قادر يقعد وطلع عند مريم : أنا هروح المستشفى اطمن على العمال بعدها هروح البيت ، ما تكلمينيش الا لو في مصيبة زي بتاعة حريق المصنع غير كده بجد محتاج ارتاح ، تمام ؟
مريم بتعاطف : تمام يا باشمهندس اتفضل حضرتك .
خرج بس قابله بدر في وشه سلم عليه بعدها بدر علق : انت مال شكلك مضروب علقة كده ليه ؟
سيف ابتسم : تقريبًا بقالي يومين ما نمتش
بدر اقترح: طيب ما تروح تنام ؟ يا ابني انت مدير شركتك ، انت مدير نفسك ، ادي نفسك اجازة باقي اليوم وروح .
ابتسم وعلق : هروح المستشفى اطمن على العمال بعدها هروح أنام ، المهم عمي وحماتي اخبارهم ايه ؟ بخير ؟
بدر طمنه عليهم وقبل ما سيف يمشي بدر وقفه : بقولك قبل ما تمشي
سيف باهتمام : قول خير ؟
بدر بتردد : ايه مدى ثقتك في سبيدو ؟
سيف استغرب وبصله بذهول لانه حاليًا مش حمل اي صدمات من أي حد قريب : ثقتي فيه تتلخص في انه طلب إيد آية اختي وأنا موافق ، كده جاوبتك ؟ ليه سؤالك ده ؟
بدر اخد نفس طويل وبعدها بصله : طيب روح نام ونتكلم بعدين
سيف شد بدر وشاور ناحية مكتب بدر : لا تعال نوم ايه بعد السؤال اللي رميته ؟
دخلوا مكتب بدر وسيف قعد قصاده : سبيدو غير جوازه من اختي تقريبًا كل حاجة في ايده ، سبيدو لو خاين هتبقى ضربته في مقتل يا بدر ومش مقتل ليا أنا بس لا ده هيبقى للكل ، أنا وكريم وكلنا ، فركز كويس اوي قبل ما تتهمه بأي حاجة لاني والله ما هستحمل .
بدر بتراجع : سيف أنا مش بتهمه أنا بس سألتك سؤال
سيف بـضيق : ده مش مجرد سؤال يا بدر ده تشكيك في حد ممكن اسلمه روحي حرفيًا ، اذا سمحت فهمني بالتفصيل الممل.
بدر وقف شد اللاب من على مكتبه وحطه قدام سيف : شوف الملف ده ؟ ده جاي من المصنع
سيف وضح : دي كل المعدات اللي بناخدها من الشركة الأم في فرنسا مالها بقى ؟
بدر فتح ملف تاني : اصبر عليا وشوف الملف ده كمان
سيف بعد ما شافه علق : ده اعتقد الطلبية اللي قبلها بدر فهمني
بدر فتح ملف كمان : طيب دي الطلبيات اللي خرجت من المصنع ، يعني بعد ما المصنع صنع وانتج ده الانتاج
سيف بحيرة : طيب وفين المشكلة ؟
بدر بهدوء : ان مفيش نسبة وتناسب الكميات اللي داخلة غير اللي خارجة فده معناه ان حد بيختلس يا سيف ، يا اما بيطلب اكتر مما هم محتاجين وبياخد الفرق لحسابه ويديك اللي طلبته ، يا اما بياخد بعد ما بيصنع ويبيع لحسابه ، المهم ان اللي داخل غير اللي خارج ، مين مسؤول عن القصة دي في المصنع ؟ مين اللي بيحدد الطلبيات ومين اللي بيستلمها ومين اللي بيستلم الخارج من المصنع ويوزعه ؟
سيف بتفكير : هو مبدئيا مش سبيدو لانه ما بيفهمش في الأمور دي ده أولًا ، وهو مش هيسرقني لانه مش حرامي ده ثانيا ، ده حد كان تبع حسام وتبع مدير المالية اللي رفدناه ، هو كان بيسرق ومدير المالية يبرر سرقته ويخليها مصاريف منطقية ويتقاسموا مع بعض ، شبكة متوزعة في الشركة بشكل صح وكلهم بيسندوا بعض
بدر : بس بيقعوا واحد ورى الثاني وهيقعوا كلهم تباعًا لا تقلق .
سيف وقف : الكلام ده خليه بينا لحد ما ادرسه كويس بس بكرة مش النهاردة لاني حرفيًا مش شايف قدامي .
قام راح المستشفى يطمن على العمال واحد واحد وبعدها طلع على بيته كان الجو هادي دخل لأوضة نومه كانت نايمة في السرير فقلع هدومه براحة ودخل السرير شد همس لحضنه وغرق في النوم مباشرة .

حسن المرشدي رمى الكلمة لابنه ان ناريمان حامل في ابنه ، حالة من الذهول المطلق سيطرت للحظات على كريم ومؤمن اللي بصوا لبعض بعدها كريم علق بتهكم : ابني أنا ؟ هي حامل مني أنا ؟
مؤمن أضاف: ايه يا عمي هو أي حد مجنون يتكلم تصدقه ؟
هاني زعق : لاحظ انت بتتكلم عن بنتي فاحترم …
قاطعه مؤمن : احترم ايه بنتك حامل وبترمي بلاها على اي حد انت تسكت خالص ، لو عايز تعمل راجل كنت عملت على بنتك اللي الله اعلم حامل مين ؟
هاني هيقرب من مؤمن بس ناريمان مسكت ايده منعته بهدوء : بابا لو سمحت ، كريم خايف يتكلم علشان أبوه وعلشان مراته وابنه ،أنا سبق وحكيتلك ، أنا اسفة اني غلطت غلطة زي دي بس غصب عني حبيته .
كريم علق بتهكم : شوف ازاي ؟ ده بجد بقى ؟ ما صدقتش أمل وهي بتقولي على الهبل اللي قولتيه لها ، بصي علشان بس ما نضيعش وقتي ، ابويا قدامك ومؤمن اهو موجود وأمل سبق وكلمتيها فدول أهم ثلاثه في حياتي ، بقولك قدامهم أعلى ما في خيلك اركبيه ، مش هتوصلي لحاجة .
حسن قرب من هاني وبتحذير : لم بنتك انت اتصلت بيا وجيت لعندك علشان أنا راجل صعيدي وأفهم في الأصول وعارف ربنا كويس وعارف تربية ابني ، ابني ما يبصش لواحدة زي بنتك مجرد نظرة ، نظرة ما يعملهاش مش يلمسها وتيجي تقول حامل ؟ فشوف حد تاني ترمي بلاء بنتك عليه لان ابني أبعد من نجوم السما ، أنا سمعتك المرادي بس هتزود في الكلام هأدبك انت وبنتك .
لف وبصلهم : يلا بينا من هنا
هاني وقفهم : بنتي حامل من ابنك وهعرف أجيب حقها .
كريم : هات حقها وماله
ناريمان علقت : مكنتش اتمنى انك توصلني للحالة دي بس أنا رفعت عليك قضية نسب وهجبرك تكتب ابني باسمك ، وده وعد مني ، أنا حاولت أحل الموضوع معاك بس انت رفضت تسمعني وحاولت احله مع أمل فأنا عملت كل اللي عليا علشان بس ابني ما يجيش في يوم يقولي عملتي كده ليه مع بابا .
كريم ومؤمن بصوا لبعض وضحكوا ومؤمن علق : دي مالها دي ؟
كريم : شكلها بتتفرج على هندي كتير
حسن بصلهم : يلا من هنا ، خلص الكلام – بص لهاني – نتقابل في المحكمة ما تكلمنيش انت تاني .
ناريمان قبل ما حسن يقفل الباب : جهز نفسك لتحليل ال DNA يا كريم .
حسن قفل الباب وخرجوا الثلاثه من المستشفى، حسن بص لابنه: سؤال واحد ، انت لك علاقة بيها ؟
كريم بهدوء : لأ عمري
حسن هز دماغه : يلا طيب على البيت .
ركب عربيته وكريم ومؤمن ركبوا عربيتهم وحالة من الصمت سيطرت عليهم شوية بعدها مؤمن بحيرة : تفتكر ليه بتتكلم بثقة كده ؟
كريم بحيرة زيه : معرفش ، عمالة تتكلم بهبل وتتصرف بهبل ودلوقتي بتتكلم في حمل ؟ معقوله هي متخلفة للدرجة دي ؟ ولا فاكرة انها لما تعمل كده ممكن أمل تسيبني مثلًا وتصدقها ؟ ما اعتقدش انها بالغباء المطلق ده .
مؤمن بصله بذهول : قصدك ايه ؟ هي عايزة تعمل شوشرة مش أكتر .
كريم برفض : دي سمعتها واسمها واسم ابوها ، معقول هتحطهم في الطين لمجرد احتمال شوشرة ليا ؟ نفسي أعرف مصدر ثقتها ايه ؟
مؤمن بتفكير : ممكن فاكرة انها تقدر تشتري المعمل اللي هيتعمل فيه تحليل ال DNA ؟ وعلشان كده هي مطمنة انها تقدر تزور النتيجة ؟
كريم بصله بحيرة : تفتكر ده مصدر ثقتها ؟ طيب ما أنا ممكن اطلب التحليل مرة ثانية وفي معمل تاني وتالت ورابع ، ايه هتشتري كل معامل مصر ؟
مؤمن علق : هو في حل تاني – كريم بصله باهتمام بس هو هزر – انك تكون فعلًا عملتها وهي حامل منك ؟
كريم ضربه بغيظ : والله انك بارد ، اسكت بقى خالص .
سكتوا شوية بعدها مؤمن سأله بجدية : هتقول لأمل ؟ ولا هتنتظر لما يكون في حاجة بجد ؟
كريم بتأكيد : هقولها طبعًا ، هي في الحوارات دي من بدري ومش عايزها تعرف القصة دي من أي حد غيري ، ربنا يسترها بقى .
مؤمن بعد شوية سأله : هتعرف سيف ؟ وشلتنا دي ؟
كريم سكت شوية بعدها بص لمؤمن : اعتقد اه يعرفوا ، احنا من بدري مع بعض على الحلوة والمرة فنعرفهم ، كلنا مع بعض اقوى من لوحدنا ، نعرفهم ايوه علشان يحترسوا كمان ، محدش عارف ايه الخطوة اللي جاية ، بس مبدئيا ناريمان لازم تتأدب .
مؤمن ابتسم : نأدبها وماله .

حسن وصل بيته كانت ناهد قاعدة مع أمل والعيال قصادهم ، دخل رمى السلام وطالع لأوضته مباشرة ، ناهد وقفته : هتتغدى يا حسن ؟
حسن باقتضاب وهو طالع : لا
الاتنين بصوا لبعض باستغراب وناهد وقفت : أما أشوف الراجل ده ماله ؟
طلعت وراه وبعد ما دخلت اوضتها وقفلت الباب : في ايه يا حسن ؟ مالك ؟
حسن بصلها بتفكير شوية وهي استغرابها بيزيد : هسألك سؤال تجاوبيني عليه بصراحة ، كريم ابنك
ناهد قلبها دق بسرعة : ماله ابني ؟
جاوبها : ممكن يخون أمل ؟
قلبها هدي وكشرت بغيظ : يخون أمل ازاي ؟
اتكلم بهدوء مخيف : يخونها ، هل لها معاني كتير ؟ يعمل علاقة مع واحدة تانية ده معنى الخيانة.
ناهد قلبها اطمن ان ده اللي مخوفه : لا ما يخونهاش ، ليه بتسأل بقى ،بتوقع قلبي ؟
حسن دخل يغير هدومه بس ناهد عندها فضول تعرف في ايه فدخلت وراه : حسن ؟ اسئلتك دي ليه ؟ عرفني ايه حصل اللي ؟
حسن بصلها : هقولك بس أمل ما تعرفيهاش أاي حاجة
ناهد اتوترت تاني : حاضر بس قولي في ايه ؟ قلقتني
حسن حكالها اللي حصل وهي سمعته بهدوء بس بعد ما سكت هي وقفت : هتتغدى ؟ هنزل اجهز السفرة زمان كريم ومؤمن جايين .
حسن باستغراب : انتِ ما سمعتيش اللي حكيتهولك ؟ غدا ايه وبتاع ايه ؟
ناهد بصتله باستغراب : حكيت ايه يا حسن ؟ واحدة متخلفة تقول حامل من ابنك تصدقها ؟ ده لو ايه اللي حصل لا يمكن أصدق في ابني الكلام ده ، حامل مرة واحدة ؟ دي متخلفة ولا مهووسة المهم انها مش طبيعية ولا عاقلة ، مختارة زينة الرجالة وبتتهمه ؟ هبلة دي ولا مجنونة ؟ كريم ما يلمسش واحدة مش حلاله ، كريم ما يخونش أمل ، كريم ما يهدش بيته ، أي سبب من دول اقنع نفسك بيه لو شاكك فيه .
حسن رد بدفاع : أنا عمري ما شكيت فيه ولا يمكن أشك فيه بس كنت عايز اسمع رأيك انتِ كمان .
ناهد ربتت على كتف جوزها : ابننا ما يعملش عملة زي دي أبدًا.

كريم ومؤمن رجعوا كانت السفرة جاهزة وكلهم منتظرينهم ، كريم بص لأبوه باستغراب بس أبوه علق : اقعدوا اتغدوا يلا كلنا جعانين .
قعدوا وأمل بصت لجوزها حست ان في حاجة حصلت وخصوصًا ان ناهد بعد ما نزلت رفضت تقولها أي حاجة وحاولت تتوهها ، كمان كريم ومؤمن وحسن نظراتهم غريبة لبعض ، في حاجة حصلت بس هي مش عارفاها .

سيف صحي من نومه كانت الدنيا ظلمة حواليه ، همس مش جنبه ، نوّر موبيله بعدها قام من مكانه طلع بره كانت همس قاعدة بتذاكر ، ابتسم ونادى عليها فابتسمت أول ما سمعته وقامت من مكانها بسرعة : اخيرًا صحيت يا سيف ؟
اخدها في حضنه : ما صحيتينيش ليه اول ما صحيتي ؟
همس اتعلقت في رقبته : مهنش عليا ، انت محتاج للراحة . نزلها مكانها : كملي مذاكرتك عقبال ما ادخل الحمام واتوضى واصلي وارجعلك .
قامت هي تسخن الأكل اللي سبق وأحلام جابته جاهز من بيت أبوه بس لقته سخن في الحافظات بتاعته فبدئت تجهز السفرة على قدهم الاتنين .
سيف خرج شم ريحة الأكل واستغرب لما لقاها بتجهز السفرة : ايه ده كله ؟
همس ردت : قومت بدري قولت أجهزلك غدا معتبر .
سيف بص للأكل : انتِ عاملة كل ده يا همس ؟ ده يشهد عليكِ الرز المعجن اللي اكلناه في شهر العسل ، لسه ما نسيتش طعمه .
ضحكوا الاتنين بعدها علقت : هو أكل وبحلقة ؟ ما تاكل وانت ساكت ؟ الله
سيف حط ايده على بوقه : عندك حق ، هاكل وأنا ساكت – قعد مكانه وهي قعدت جنبه بعدها علق – مع اني كنت ناوي اخدك نتغدى بره
همس كشرت بس بعدها علقت : لا مش هنخرج النهاردة خلينا نقعد في البيت ليلة ، أنا وانت لوحدنا وبس .
مسك ايدها: عندك حق خلينا أنا وانتِ .
اكلوا مع بعض وهو ساعدها في شيل الأكل ولموا السفرة بعدها طلعت تذاكر وهو قعد جنبها باللاب بتاعه يدرس الملفات اللي بدر عرضها عليه وجننه بيها .
جات رسالة من مؤمن فتحها ( لو فاضي وتقدر تيجي تعالى ياريت )

السابقانت في الصفحة 1 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل