روايات

الفصل التاسع والأربعون

 

سيف ضحك بتهكم ورفع إيده:
اتفضل. قبلك كان حازم حاول برضه يعمل الحركتين دول، وكان متخيل إنه لما ينشرلي فيديو وإحنا بنلعب زومبا إن ده هيهز صورتي. بس شوف، هو وصّل نفسه لفين؟
حاتم ضحك:
حازم كان حقود وبيتمنى يكون مكانك. لكن أنا…
سيف قرب منه وسأله بحدة:
إنت إيه يا حاتم؟ أقولك علشان بس ما نضيعش وقتي ووقت محاضرتك: هات آخر ما عندك. مراتي وطلبتي أهم، قدامك، قول اللي إنت عايز تقوله قدامهم. عايز تتكلم عن إيه؟ أيام دراستنا؟ تحضيرنا بره؟ البنات اللي عرفناهم؟ سهراتنا؟ سبقاتنا مع سبيدو؟ إيه؟ ها؟ عايز إيه؟ تفرقني أنا وهمس؟
قاطع نفسه وضحك بسخرية وهو بيضيف:
حاول، المحاولة مش عيب.
لبس نظارته ورفع صوته شوية:
بس معلومة صغيرة، دي بقت همس الصياد. معنى إنّي حبيتها وارتبطت بيها وشيلتها اسمي إنها مش بنت عادية. بس هنقول إيه؟ عيش وهمك.
سابه وخارج، فحاتم أضاف ببرود:
هعيشه ما تقلقش، وخلي بالك، أيامك هنا بقت معدودة.
سيف ضحك وهو خارج:
سلام يا حاتم، وصّل سلامي للي ماسك الخيوط من فوق.
بص لهمس:
باي يا روحي.
رمى آخر جملة وسلامه لهمس، يمكن علشان بس يضايق حاتم مش أكتر. قفل الباب وراه وراح لعربيته، وابتسامته اختفت تمامًا.
حاتم بص للباب المقفول وبعدها لهمس اللي مكنتش فاهمة إيه اللي بيحصل حواليها. اتقابلت نظراتها مع حاتم، اللي رجع مكانه قدام السبورة، لكنه بص لها وقال بهدوء:
هنشوف… هنشوف. الصبر حلو.
بدأ محاضرته ومركز جدًا مع همس، لدرجة إنها حسّت بالحصار، وكأنه بيعد عليها أنفاسها.

آية صحيت من نومها وبدأت تستعد للنزول للشركة. وهي نازلة، سمعت صوت حد غريب بيزعق في أحلام:
جهزي اللي طلبته منك لو سمحتي، اتفضلي.
أحلام حاولت ترد:
سلوى هانم دايمًا…
قاطعتها بسرعة:
ماليش دعوة بسلوى! اللي أنا بقوله، اتفضلي نفذيه.
خرجت عواطف بسرعة، مشت أحلام ووقفت مكانها وقالت بهدوء:
كل اللي حضرتك قولتيه هيتنفذ. معلش، البنات متعودين على نظام معين ومحتاجين وقت، اعذريهم.
آية نزلت وأول ما شافت اللي بيتكلم، صرخت بفرحة:
نااااااناااااااا !
هوليا بصت لها بفرحة وفتحت إيديها:
آآآآية! Canım benim! (يا روحي!)
آية نطت عليها وسلمت عليها بكل حب، وقالت بعد ما أخدت نفسها:
جيتي إمتى؟ إزاي هنا وإزاي محدش قالي؟
هوليا بابتسامة:
جيت بالليل، كنتي نمتي بدري ومحبتش حد يصحيكي ويقلقك.Ve bu yüzden seni uyandırmadım
آية ضمتها تاني:
روح قلبي يا نانا! كنتي صحتيني أصلًا، مكنتش هخليكي تنامي.
هوليا بهزار:
وعلشان كده ما صحتكيش.
آية فجأة افتكرت:
هكلم سيف يجي دلوقتي!
قاطعتها:
شوفته بالليل.
آية كشرت بغيظ:
طبعًا سيف حبيبك لازم تشوفيه أول واحد!
قاطعهم نزول سلوى وعز، وقعدوا كلهم مع بعض. شوية وعواطف أعلنت إن الفطار جاهز. قاموا كلهم للسفرة. أول ما سلوى شافت الأكل، بصت لـعواطف باستغراب:
إيه ده؟ من إمتى بنفطر كده؟
عواطف بصت لـهوليا اللي ردت بكل هدوء:
فطار صحي متكامل. أما الكرواسون والتوست والحاجات دي مش صحية.Sağlıklı bir kahvaltı
سلوى بصت لـعواطف بحدة:
هاتيلي فطاري، هم براحتهم ياكلوا اللي يعجبهم.
عواطف في دقيقة كانت محضرة قدام سلوى فطارها المميز:
كان جاهز يا هانم، اتفضلي.
هوليا بصت لابنها:
عز، هتنزل الشركة النهاردة ولا إيه؟
عز جاوبها بهدوء:
آه، هنزل الشركة. خير؟ حضرتك محتاجة حاجة؟
هوليا اقترحت:
هكلم سيف ومراته ييجوا يتغدوا هنا. إيه رأيك؟
عز ابتسم:
طبعًا! ياريت، وهمتك ترجعيه تاني هنا.
سلوى بتهكم:
مش هيرضى، دماغه ناشفة.
هوليا علّقت بسخرية:
البركة فيكي، Dayanılmaz bir kadınsın. إنتِ امرأة لا تُطاق!
سلوى بغيظ:
إنتِ عايزة إيه؟ ها؟ راجعة ليه؟
عز زعق:
سلوى، تخطيتي حدودك.
سلوى بصت لجوزها:
إنت عارف كويس إنها بتكرهني!
هوليا وقفت، فالاتنين سكتوا. قالت بحزم:
أنا راجعة علشان أحافظ على بيتي اللي سبق وسيبتهولك، بس محافظتيش عليه. ابنك الكبير مكانه هنا، وعياله المفروض يبقوا هنا. لكن إنتِ طفشتيه هو ومراته، وجاية تزعقيلي أنا؟ أنا غلطت لما سيبتلك البيت زمان. ثقي تمامًا إني مش هكرر الغلط ده تاني.
سلوى قامت وسابت السفرة، والباقين كملوا فطارهم بهدوء. قبل ما يمشي، عز بص لأمه :
ممكن تقللي الخناق مع سلوى؟
هوليا بتجاهل:
هي همس في الجامعة؟ ولا بتروح إمتى؟
عز:
أيوه في الجامعة… بس سمعتيني!
هوليا بصتله ببرود:
مراتك هي اللي بتجبر الناس يكرهوها. سخيفة، وانتقادية، وبتتدخل في اللي مالهاش فيه. أنا سكت زمان، دلوقتي مش هسكت. روح شركتك يلا.

خلصت المحاضرة وخلود قعدت جنب همس:
إزيك يا همس؟ عاملة إيه؟
همس بصت لها بتجاهل ورجعت تكمل كلامها مع هالة، لكن خلود وقفت قصادها ووطت عليها وهمست:
في مثل بيقول: احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة. علشان الصديق لو اتقلب عارف فين يوجع. بحكم صداقتي بنبهك… خلي بالك. الضربات هتبدأ وقريب أوي هقولك: باي باي هموس!
همس بصت لها بابتسامة هادية:
هقولك زي ما سيف دايمًا بيقول: هاتي آخرك. يلا روحي اتشعلقي في رقبة حاتم، محدش عارف… يمكن…
مكملتش الجملة، وبصت لـهالة وكملت كلامها معاها، متجاهلة خلود تمامًا.
خلود طلعت لمكتب حاتم وهي متنرفزة. أول ما دخلت، وقف وقفل الباب بسرعة ومسك إيدها:
إيه يا روحي؟ متضايقة ليه كده؟
بصتله بعصبية:
رافعة مناخيرها في السما بـسيف بتاعها ده!
حاتم قربها منه وأخدها في حضنه، وهو بيهمس:
ما تهدي. إيه رأيك؟ بعدين هو هيتِرفد من الجامعة، وهي لو اتخرجت تبقى تبوس إيدها وش وظهر. انتِ اللي هتتعيني معيدة هنا.
خلود بصت له بعنيها اللامعة:
بجد يا حاتم؟
ابتسم، وداعب خدها بلطف:
بجد يا روح حاتم!

سيف وصل المصنع بدري عن أي حد. دخل مكتبه وقعد، وبعد شوية دخل عليه حامد، سكرتير سبيدو والمسؤول عن كل حاجة في غيابه.
سيف بص له بتركيز وسأله بحدة:
إنت قولتلي… إنت مين؟
حامد ابتسم بابتسامة هادية:
حامد يا باشا، حامد.
سيف بص له شوية قبل ما يتكلم:
ناديلي عم أمين. وعقبال ما ييجي، هاتلي كل الملفات بتاعت آخر صفقة… اللي داخل واللي خارج.
حامد استغرب طلبه وسأله:
لحظة وهيكون عم أمين عندك. بس بالنسبة للملفات؟
سيف سأل باستغراب:
مالها الملفات؟
حامد قرب منه وقال باحترام:
مع احترامي الكامل لحضرتك، بس أنا باخد أوامري من سبيدو. فهل عند حضرتك مانع أتصل بيه الأول؟ في النهاية، هو مديري.
سيف حس بضيق من رفضه، لكنه في نفس الوقت أعجب بإخلاصه لـسبيدو، وحب يشوف آخره:
وأنا مدير مديرك. وراتبك بتاخده مني، مش منه.
حامد ابتسم بطريقة دبلوماسية:
علاقتي بـسبيدو مش بيزنس. علاقتي بيه قديمة، بترجع لسنين فاتت. فالموضوع مالوش علاقة براتبي، باخده من مين. لحظة وهبعت لحضرتك عم أمين.
حامد طلع وسيف اتصل بـسبيدو. أول ما رد عليه، قال سيف بنبرة فيها تهكم:
الراجل بتاعك… بطلب منه ملفات، يقولي “أوامري باخدها من سبيدو!”؟ ده بجد؟
سبيدو ضحك:
شخصية! أمال إنت فاكره إيه؟ وبعدين مش كويس إنه دخلك المصنع أصلًا؟
سيف بذهول:
نعم؟
سبيدو وهو بيضحك أكتر:
رجالتي يا سيف… لو قولتلهم ينطوا في البحر، هينطوا! المهم، إنت جاي بدري كده ليه وعايز ملفات إيه؟ وما كلمتنيش ليه؟
سيف محبش يتكلم في الموبايل:
لما تيجي، بس قول لـحامد بتاعك يجيب الملفات اللي طلبتها… بسرعة، ومن غير ما حد يعرف.
سبيدو بدهشة:
تمام، بس هو قالك إيه؟ لا مش هجيب ولا اعتذر؟ عندي فضول أعرف.
سيف بتريقة وهو بيقلده:

السابقانت في الصفحة 1 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل