
كريم ومؤمن وصلوا عند المحامي الاستاذ فريد عبدالوهاب اللي استقبلهم وقعدوا معاه اكتر من ساعتين علشان يعرف الوضع بالتفصيل الممل وهو سمعهم باهتمام شديد وبيدون ملاحظاته من فترة للثانية .
فريد : طيب ليه ما تتفقوش على حضانة مشتركة ما بينكم بالتراضي ؟
مؤمن اتنرفز : انا مش عايزها تخرج بابني بره بيتي تقول حضانة مشتركة ؟ وبعدين ما كنت عاصر على نفسي ليمونه وقولت اخرج ابننا بره الحوارات دي سيادتها اللي راحت رفعت قضية ضدي واتفاجئت بمحضر جايلي فهي اللي بدئت مش أنا .
كريم اتدخل : مؤمن اهدى مالوش لزوم عصبيتك هنا ، استاذ فريد لازم يفهم كل أبعاد الموضوع ولازم يسأل كل الاسئلة اللي تخطر على باله فنرفزتك ملهاش مكان هنا .
فريد أكد : بالظبط أنا هنا علشان احاول اساعدك وابنك يفضل في حضنك بس خلي بالك الحضانة للسن الصغير بتكون الاولوية فيها للأم إلا لو أثبتنا انها غير سوية أو أخلاقها
مؤمن قاطعه : أخلاقها خارج النقاش ، احنا اختلفنا في أفكارنا ومعتقداتنا لكن مش هدخل لسكة اني اطلع أم ابني حد مش كويس او ست مش كويسة دي مهما كان عرضي وام ابني ومش هسمح لكلمة تتقال في حقها .
فريد هز دماغه بتفهم : تمام يعني السكة دي بالنسبالك مقفولة وأخلاقها مش موضع شك ، تمام ، تمام ، طيب هسألك سؤال عايز اسمع اجابته منك .
مؤمن : اتفضل
فريد قلع نظارته الطبية بيمسحها بهدوء وبص ناحية مؤمن : القانون بيدي الحضانة للأم لحد ما الطفل يبلغ لسن معين الا في حالات معينة بتتاخد منها الحضانة يعني تكون الأم غير سوية وغير مؤهلة لتربية طفل أو معدمة وده بعيد في حالتك أو أخلاقها مش كويسة وده مش موضع نقاش زي ما قولت
مؤمن باستغراب : تمام فين السؤال ؟
فريد لبس نظارته تاني وبصله : ليه القاضي هيديلك حضانة ابنك طالما أمه ست كويسة وأخلاقها مش موضع نقاش وقادرة ماديا تعوله ؟ واهلها وعيلتها ناس مرموقين ولهم اسم في صفوة المجتمع ؟
كلهم بصوا لبعض ومؤمن كشر اكتر : هو مش ده شغلك ؟
فريد هادي لدرجة تكاد توصل للبرود : شغلي يا باشهمندس ، شغلي ان اقول ان الأم دي غير قادرة انها تعول ابنها لاسباب مقنعة وبناءًا عليه نطلب الحضانة للأب ، فانت اديني اسباب اقولها للقاضي علشان يديلك حضانة ابنك ، الكرة في ملعبك ، فكر كويس وشوف انت مستعد لايه وبعدها نتكلم .
مؤمن بغيظ : يعني هو لازم اعيب فيها علشان
فريد قاطعه وكمل هو : علشان تاخد حضانة ابنك ؟ اه لازم ، لازم يكون عندها عيب يمنعها من تربية ابنها ولو مفيش العيب ده يبقى ما تضيعش وقتي و وقتك وروح اتفق مع طليقتك على حضانة مشتركة ما بينكم .
مؤمن زعق : مش هسيبلها ابني
كريم اتدخل : مؤمن
قاطعه بزعيق : ما تقوليش مؤمن ، انت مش سامعه بيقول ايه ؟
كريم بهدوء مماثل لفريد : سامعه بس هو بيتكلم في صميم شغله ، هو عايز أسباب يتكلم فيها فلازم نقول اسباب مقنعة – كريم بص للمحامي – ايه الاسباب اللي تخلي القاضي يدينا الحضانه غير التشكيك في اخلاق الزوجة وطبعًا غير المقدرة المادية
المحامي بتفكير : انها تكون مثلًا بتمثل خطر على حياته ، او مهملة في دورها كأم ويكون عندك دليل على اهمالها ، او تتجوز راجل تاني ، في كذا نقطة نقدر نلعب عليها بس هو يكون مستعد للحرب دي لانها حرب وللأسف كل الأطراف بتكون خسرانه في النهاية بشكل او بآخر بس بنحاول نقلل الخساير على قد ما نقدر .
انهوا اجتماعهم مع المحامي وبعدها طلعوا على المستشفى علشان مؤمن يشوف والدته وياخدها البيت بما انها اتحسنت .
سيف وهمس بعد الغدا طلعوا على المستشفى وراحوا لمكتب محي مباشرة بس همس بعتت رسالة لاخوها عرفته انهم وصلوا عند د / محي علشان يجيلهم .
كانوا داخلين ايديهم في ايدين بعض وده خلى محي يبتسم لانه كان حاسس ان في حاجة مش طبيعية بينهم كعيلة واتبسط لما شافهم مع بعض ، سأل سيف اسئلة كتيرة يطمن فيها على حالته بعدها اتحركوا لغرفة الأشعة .
قابلهم نادر في الطريق سلم عليهم وراح معاهم للأشعة .
همس فضلت مع سيف لحد ما استقر في الجهاز بعدها نادر بيشدها لبره : يلا يا همس
بصت لاخوها : عايزة افضل معاه
نادر ابتسم بتعاطف : مش هينفع حد يفضل في الأوضة غيره ، غير كده هو لازم يكون ثابت تمامًا لان اي حركة مهما تكون بسيطة بتبوظ الاشعة .
همس : هقف بعيد و
قاطعها نادر : ما ينفعش حد يفضل في الاوضة اساسا ، غلط تتعرضي على الاشعة
همس باعتراض : وهو يتعرضلها ليه طالما غلط ؟ وازاي
قاطعها سيف المرادي : همس اطلعي مع اخوكي ، معروف الاشعات دي بتكون غلط على اي حد فخلينا ننجز بقى يا روحي .
طلعت على مضض مع اخوها وقاعدة مرعوبة جنبه وكلهم منتظرين النتيجة تظهر على الشاشة قدامهم .
همس برعب : انتو متوقعين ايه ؟
نادر حاول يطمنها : خير ان شاء الله يا همس
همس بصت لمحي : كلمني كدكتور مش كصاحب اخويا وقولي حضرتك متوقع ايه ؟
محي تعاطف مع قلقها : هو قال الصداع هدي كتير وده مؤشر ان المسبب له بدأ يتقلص فأنا متفاءل فبناءًا على كلامه خير .
اخيرًا النتيجة ظهرت على الشاشة قدامهم وهمس مش فاهمة اي حاجة فبصت لوشوشهم وقلبها هيخرج من مكانه ومنتظراهم يقولوا اي حاجة ، شافت محي باصص للأشعة بتركيز شديد وبصلها : التجمع الدموي فعلًا حجمه قل بس مش للدرجة اللي كنت عايزها
همس بتوتر : يعني ايه ؟ هيحتاج لعملية ؟ ولا هنكمل علاج ؟ ولا ايه ؟
نادر حط دراعه حواليها : همس اهدي شوية ، العلاج جاب نتيجة يا محي ، بدليل ان التجمع قل فخلينا نكمل يومين كمان ونشوف ايه الوضع ؟
همس بصت لمحي عايزة تسمع منه هو كمان : هو العلاج جاب نتيجة بس
نادر قاطعه : من غير بس ، انت ممكن تزود جرعة العلاج و
همس باعتراض : بس العلاج بيتعبه اوي يا نادر فمعنى انك تزودها ..
قاطعها نادر : ان التعب هيزيد ايوه بس يا همس التعب ولا العملية ؟
همس كشرت بس محي علق : خلونا نخرجه من الجهاز ونتناقش وهو معانا .
قاطعهم صوت سيف من جوه : وبعدين انا هفضل كده كتير ؟
ابتسموا ونادر دخله هو وهمس اللي مسكت ايده ومنظرها عطى لسيف انطباع ان الاخبار اللي هيسمعها مش هتعجبه ، راحوا لمكتب محي يتكلموا عن اسلوب العلاج ونادر جاله استدعاء فاضطر يسيبهم .
سيف سأل محي بشكل مباشر : العلاج مجبش نتيجة صح ؟
محي باستغراب : ليه بتقول كده ؟ مش الصداع هدي عن الاول بناءًا على كلامك ؟
سيف بص لهمس وبصله : وشها بيقول اني هموت بكرة مش بس العلاج مجبش نتيجة
همس باعتراض : بعد الشر عليك انت بتقول ايه ؟
سيف : مش انا اللي بقول وشك اللي بيقول – بص لمحي – ينفع تقولي الاشعة فيها ايه ؟
محي بصلهم الاتنين : التجمع فعلًا قل بس المشكلة ان وجوده ممكن يتسبب في اعراض دايمة معاك وده اللي موترني في موضوع الوقت والا كنت اقولك خلينا نستمر شهر على العلاج مثلًا فالوقت عندي عامل مهم .
همس سألت : اعراض زي ايه ؟
محي بص لسيف : غير الصداع يعني ؟ اقولك زي مثلًا شوشرة في الرؤية تبص لحاجة ومش شايفها للحظات ومحتاج تغمض عنيك لحد ما تستريح ، تفقد تركيزك ، تحس في لحظة ان عقلك عمل شت داون مثلا وتوقف عن التفكير ومش عارف تجمع انت عايز ايه ومحتاج تثبت للحظات لحد ما يرجع يشتغل ، تنسى مثلًا انت بتعمل ايه للحظات او تدخل مكان وتنسى انت داخله ليه ومحتاج تفكر انت عايز ايه من هنا ، من الاخر اتزانك العقلي ، عقلك بتحصله شوشرة ودوشة مش عارف تسيطر عليه .
همس باندفاع : على فكرة كل الاعراض دي بتحصلنا انا كتير بدخل اوضة وانسى دخلاها ليه ، او ابص للورق وانا بذاكر واحس اني مش شايفة ولا حرف ومحتاجة أغمض عنيا ، وطول الوقت بحس ان جسمي كله عايز يعمل شت داون مش عقلي بس ، فاعتقد كل اللي بتقوله ده طبيعي
محي بص لسيف اللي ساكت بعدها بص لهمس : اللي بتقوليه ده بيحصل نتيجة ارهاق ، مذاكرة كتير مثلًا في حالتك فتبقي تعبانة ، لكن انا بتكلم في حاجات اعتقد جوزك فاهم كويس بتكلم في ايه لان سكوته معناه انه بيعاني من الأعراض دي ، صح ولا بيتهيألي ؟
همس بصت لسيف : اتكلم
بصلها : عيزاني اقولك ايه يا همس ؟ اني مثلًا كنت النهاردة في الاجتماع باصص لملف قدامي لاني حسيت اني عقلي وقف تمامًا لدرجة اني مش عارف انا فين ولا بعمل ايه ولا حد من الناس اللي حواليا ؟ لحد ما دخلتي وشوفتك
همس افتكرت شكله وهو بيدعك دماغه بارهاق ومش مركز في أي حاجة حواليه وبصلها لوهلة قبل ما يقف ويتحرك ناحيتها ، افتكرت نظرته لانه بصلها لأقل من لحظة بفراغ وكأنه في اللحظة دي هو معرفهاش أصلًا بس ما ركزتش لانها يدوب لحظة بعدها اتحرك بقلق ناحيتها .
سيف كان فاهم هي بتفكر في ايه بالظبط وبيديها وقتها تستوعب كلامه بعدها بص للدكتور : هنعمل ايه دلوقتي ؟
محي حمحم وبص لهمس اللي باصه لجوزها بضياع بعدها بص لسيف : في اقتراحين العملية واحد فيهم
سيف بهدوء : والثاني ؟
محي : هندي للعلاج فرصة يومين كمان
سيف باستغراب : وايه اللي هيحصل في يومين محصلش في الثلاثة اللي فاتوا ؟
محي اخد نفس طويل قبل ما يكمل : هنكثف العلاج .
سيف غمض عنيه وبص للسقف لانه فاهم كويس معنى تكثيف العلاج ايه .
همس حست بالضياع وحست انها مش مستوعبة اللي بيتكلموا فيه : يعني ايه تكثف العلاج ؟ بس العلاج بيتعبه اصلا معنى انك تكثفه انه
محي كمل : هيتعب اكتر واكتر ، العلاج هيكون مرتين في اليوم كل ١٢ ساعه مش كل ٢٤ وده معناه انك هتفضل تعبان ال ٢٤ ساعه ، مفيش شغل ، مفيش شركة ، مفيش جامعة ويفضل لو تفضلهم هنا معايا في المستشفى ال ٤٨ ساعه دول لانك مش هتقدر تاكل فعلى الاقل نعلق محاليل تغذيك .
سكت شوية بعدها كمل : البديل الثاني هو العملية .
سيف : انت رأيك ايه ؟
محي وضح : اي اختيار نتجنب فيه العملية افضل وبمراحل ، العملية في المخ يعني في خطورة كبيرة وممكن اي حاجة تحصل غير فترة النقاهة مش هتبقى بسيطة فمقارنة بتعب يومين اقولك اختار اليومين ، هاه نبدأ اول جرعة من العلاج دلوقتي ؟
سيف وافق ومحي استدعى ممرضة تجيب الحقن اللي المفروض ياخدها .