
سلوى استنت شوية تدي لهمس فرصة تاخد قرارها وتفكر بعدها قالت بلطف: نصر مستني تحت يلا يا همس ولا ايه ؟ وهقولك تاني ارجعي علشان خاطري أنا ، علشان سيف زعلان مني أنا ، بعدها يا ستي لو حبيتي ترجعي ارجعي مش هكلمك بس رجعتي معايا ، علشان خاطري ارجعي معايا يا همس .
هند بصت لأختها : همس ارجعي مع طنط وكفاية أوي انها جت بنفسها لهنا تطلب منك ترجعي علشان خاطر هي وسيف ما يكونوش زعلانين مع بعض بسببك وبعدين محدش عارف بكرا في ايه ، أكيد انتِ مش عاجبك الزعل مع سيف ولا ايه ؟
همس بصت لأختها بعتاب : يعني هو يقولي النهارده أنا مش هطلب منك ترجعي البيت تاني ودي آخر مرة أكلمك فيها أقوم أنا أرجع البيت في نفس اليوم ؟ – بصت لحماتها بحزن – ده منطق ؟
سلوى باستغراب : هو قالك مش هكلمك تاني ؟
همس باندفاع : اه سألني هترجعي ولا لا؟ قلتله لا قالي مش هقولك تاني ارجعي البيت.
سلوى استغبت ابنها بس ابتسمت لهمس وقربت منها : حبيبتي انتِ عارفة كويس سيف بيحبك قد ايه، حبه مش موضع شك أصلًا وبعدين هو جالك هنا صح ؟ واعتذرلك قدام اخواتك ، راحلك الجامعة وبعدين عرفت انه اتدبس في سكاشن للدفعة كلها علشانك ، كل ده وبعدها هتقفي على الكلمة ؟ بصي يا همس أنا هقولهالك تاني ارجعي معايا علشان خاطري وأنا هقوله انك رجعتي علشاني مش علشان الغباء اللي قاله ، اتفقنا ؟
همس بصت لأختها اللي شاورتلها بدماغها توافق وبالفعل همس أخدت كتبها وحاجتها وروحت مع سلوى .
سيف رجع آخر النهار طلع أوضته مباشرة ومش قادر ولا يشوف حد ولا يتكلم مع حد ، فتح باب أوضته بس فوجئ بهمس قاعدة على مكتبها وسط كتبها ، عيونهم اتقابلت في نظرة طويلة مليانة كلام كتير ، همس بتفكر هل تصرفها ده صح ولا غلط انها رجعت ؟ وازاي هو هيفسر رجوعها بعد ما قالها دي آخر مرة أقولك ارجعي ؟
سيف باصصلها بعدم تصديق وبيفكر معقول هي رجعت علشان اشتاقتله زي ما هو اشتاقلها ؟ معقول خلاص هتنهي البعاد بينهم وهترجع لحضنه وقلبه ؟
مش مهم التفكير ومش مهم أي حاجة المهم انها رجعت وفي بيته و أوضته
افتكر الحقن وعاتب نفسه ؛ ليه كان غبي وأخد علاجه قبل ما يرجع البيت ؟ الحقن بتتعبه وهو كان محتاج يكون فايق مش تعبان بالشكل ده ، ليه بس استعجلت يا سيف وأخدت الحقن دي ما كنت استنيت .
همس رجعت لكتبها قدامها وهي مترددة مش عارفه تتعامل ازاي ؟ سيف قرب منها ضمها بلهفة وهي قاعدة وباس راسها بسعادة: حمدلله على سلامتك نورتي دنيتي كلها .
قعد في مستواها وباس جبينها : فاجئتيني بجد برجوعك بس بجد أجمل حاجة عملتيها نورتي البيت يا همس – حط ايده على خدها بابتسامة شغوفة- ما تتخيليش رجوعك فرق معايا ازاي ؟
حس انها عايزة تقول حاجة بس مترددة ، ابتسملها لان مفيش حاجة تانية مهمة غير رجوعها .
همس كانت مترددة فعلًا تقوله انها رجعت علشان مامته طلبت منها مش علشانه هو ولا تنهي الزعل بينهم وتفضل في حضنه وبس ؟
أنهى حيرتها لما وقف بحماس: هاخد شاور سريع وأرجعلك .
دخل أخد شاور وهو مبسوط ، تعبان بس مبسوط انها رجعت وهتفضل معاه هتهون عليه كل حاجة .
همس برا قررت ما تقولهوش انها رجعت علشان مامته وهتفضل ساكتة وتشوف معاملته معاها الأول ، هتهدا ومش هتستعجل زي عوايدها .
سيف خرج لبس هدوم مريحة وخرجلها سألها بحب: تحبي أطلب من عواطف تجيب الغدا ؟
كان متغدي وتعبان علشان العلاج ومش هينفع ياكل بس مش مهم ، المهم هي وبس حاليا ، همس ردت بإيجاز : اتغديت مع هالة .
ابتسم لانه مش مضطر ياكل تاني ورد : هطلب منها تعملك حاجة تساعدك في مذاكرتك ، كابتشينو تمام ؟ ولا تحبي شاي ؟
ردت بجمود : كابتشينو ماشي
نزل عند عواطف طلب منها الكابتشينو تطلعه عند همس وأي حاجة خفيفة معاه .
خرج برا لقى سلوى وأبوه راجعين من الجنينة وسلوى وقفته بابتسامة : اديني جبتهالك اهو يا سيدي لحد عندك علشان بس ما تقوليش انتِ مشيتيها وانتِ معرفش ايه ؟
سيف بصلها بحيرة : جبتي ايه ؟ بتتكلمي عن ايه؟
سلوى استغربت : انت مش طلعت أوضتك ؟ انت مغير هدومك اهو
هز دماغه بتأكيد فكملت – مراتك مش في أوضتك ؟ اديني يا سيدي روحت بنفسي وجبتها ، كانت رافضة تمامًا ترجع وخصوصًا بعد التخلف اللي قلتهولها النهارده انك مش هتكلمها تاني بس أنا أقنعتها تيجي وقلتلها تيجي علشاني أنا ولعلمك بس هي راجعة علشاني مش علشانك أنا كمان قلتلها لو حابة تطردك برا الأوضة براحتها علشان بس ما تقولش اني بتدخل بينكم ، انتم حرين مع بعض تتصالحوا ، تفضلوا زعلانين براحتكم ، أنا رجعتها انت عليك الباقي .
سلوى بتتكلم وكأنها عملت إنجاز كبير ما تعرفش انها حطت حواجز كتيرة بينهم بكلامها ولو ماكانتش اتكلمت كانوا اتصالحوا بالفعل لكن هي دمرت الصلح ده ،
سيف أخيرًا فهم سر ترددها ونظراتها المحتارة معناها ايه ؟ هي كانت محتارة تقوله انها راجعة بسبب مامته مش علشانه بس لان هو رمى نفسه عليها بالشكل ده هي سكتت وماعرفتش تقوله انها مش راجعاله ، في اللحظة دي وقف مكانه بجمود مش عارف ولا قادر ينطق ولا يتكلم بس تعبان وعقله متوقف مش عارف يفكر أو يقرر .
ونكمل بعدين
توقعاتكم
بقلم/ الشيماء محمد أحمد
شيمووو