
بصت لعينيه كتير قبل ما تهز راسها بنفي : لا
أخد نفس طويل وبصلها بإحباط قبل ما يلبس نظارته الشمس ويمنع عينيه عنها ، بصلها بحزن: دي كانت آخر مرة أطلب منك ترجعي فيها معايا ، ده مش هيتكرر تاني .
جه يتحرك بس مشيت وراه مسكت دراعه بعنف وزعقت فيه : يعني ايه ها؟ بتهددني سيادتك ولا ايه ؟ ولا ده آخرك ونفسك قصير للدرجة دي ؟ ولا أنا مش مهمة أكتر من كده ؟ مرتين وبعدها تقولي ما تلزمينيش ؟
بعد ايدها عن دراعه ببرود ورد بهدوء: صوتك عالي واحنا في الجامعة فاعملي حساب ده ، غير كده حضني مفتوح ليكي وقت ما تيجي أما أنا مااتعودتش يا همس أطلب من حد يفضل معايا لو مش دي رغبته فانتِ قلتي و وضحتي كذا مرة انك مش طايقاني فآسف أنا مش عارف ازاي اتكلمت معاكي أصلا بعد الكلمة دي بس مش هفرض نفسي على حد مش طايقني حتى لو كان الحد ده روحي فيه فهقولك بيتك وحضني مفتوحين في أي وقت تيجي أو ترجعي عندي .
اتحرك بس سمعها بتسأله بعناد: ولو قلتلك مش هرجع ؟
بصلها بدون ما يعلق بعدها بص قدامه وكمل طريقه لعربيته ، وقفته مايا قبل ما يوصل لعربيته : دكتور سيف لو سمحت .
كان على آخره بس وقف بجمود: خير يا باشمهندسة ؟
ابتسمت وقربت منه وهمست : هو أنا لو قلتلك اني محتاجة درس خصوصي هتقولي ايه ؟
بعد عنها وجاوبها بهدوء : هقولك انتِ شايفاني من النوع اللي ممكن يدي دروس خصوصية لحد ؟ أو محتاج مثلًا أدي دروس ؟
– كمل بصرامة وضيق واضح – انتِ بتتكلمي مع صاحب أكبر شركة إلكترونيات في الشرق الأوسط وشغلي ده مجرد هواية فازاي متخيلة اني ممكن أديكي درس خصوصي ؟
ردت بغيظ : ما طلبتش طلبي ده غير لما عرفت انك بتدي دروس خصوصية في مكتبك يا دكتووور
ابتسم بعملية : عمري ما رديت طالب دخل مكتبي وعنده سؤال وعمري ما رديت أصلًا أي حد عنده سؤال لا وأنا طالب ولا وأنا دكتور
قبل ما يتحرك سمعها بتقول بتشفي: واللي كنت بتروح لحد المدينة عندها تذاكرلها دروسها في كل المواد مش بس مادتك ده تسميه ايه ؟ ده انت كنت حتى آخر الليل بتذاكرلها في الفون وبمكالمات فيديو كول ، ده كنت بتسميه ايه لو مش درس خصوصي ؟
لعن خلود في اللحظة دي بس فضل محافظ على هدوئه وابتسامته المستفزة : ده أسميه بكل بساطة حب ، حبيب بيتعامل مع حبيبته وبس وياريت تتعلمي ماتدخليش نفسك في اللي مايخصكيش علشان ما أردش عليكي برد يقلل منك حتى لو تستحقيه ، بعد إذنك .
اتحرك و لاحظ ان همس كانت مراقباه وعينيها عليه بس مااهتمش وركب عربيته واتحرك بها ، همس قربت من مايا اللي كانت مراقباه وقالت بقوة : امتى هتعرفي انه أبعد من نجوم السما عنك ؟
ابتسمت بتحدي: مين ده اللي أبعد من نجوم السما ها؟ تقصدي سيف ؟ – قربت أكتر منها وكملت بخبث- معلومة صغيرة بس يا همس هانم ، انتِ مجرد محطة في حياة سيف مش حاجة دايمة ولا مستقرة غير كده انتِ لسه عيلة وما تنفعيش أصلا لأسرة زي أسرة الصياد بدليل انك مخاصمة سيف – ضحكت جامد وقالت باستنكار- بجد من عقلك انتِ مخاصماه ؟ وسايباله البيت ؟ متخلفه انتِ ، يا ترى يا همس ايه رأي حماتك فيكي ؟ هل شايفاكي زوجة مناسبة لابنها ؟ ولا بدأت تندم ان واحدة بمستواكي دخلت حياتها ؟ على العموم برافو عليكي استمري في زعلك وسيبانك البيت ، يلا باي ورايا غدا مهم مع حماتك يادوب أستعدله ، باي يا هموس .
سابتها ومشيت وهمس في اللحظة دي كانت عايزة تصرخ بعلو صوتها، حماتها بالفعل شايفاها مش مناسبة لعيلتها ومش بعيد تدخل مايا لحياة ابنها .
ملك في الشركة لمحت نور داخلة مكتبها فراحت عندها سلمت عليها : ناوية على ايه ؟
نور بصتلها باستغراب : ناوية على ايه في ايه ؟
وضحت : في علاقتك بمؤمن ، مامته لسه في المستشفى ما تروحي تزوريها وتحاولي تلطفي الأجواء بينكم .
لاحظت ان نور بتبصلها بتهكم فسكتت وربعت ايديها : مش عاجبك كلامي ليه ؟
نور ابتسمت بتهكم فعلًا : يعني مستغربة ازاي متخيلين اني ممكن أرجع لمؤمن تاني ؟ حكايتي مع مؤمن انتهت وقفلتها
ملك سألتها باستغراب : وإيان ؟
ردت بصرامة : هاخده منه مش هسيبهوله ، ماشية في إجراءات الحضانة
ملك بذهول : هترفعي قضية ضد جوزك ؟
زعقت فيها : طليقي مش جوزي وبعدين ايه الغريب فيها ؟ مش فاهمة
ملك قربت منها بحذر: مؤمن مش هيسيبلك ابنه ، بلاش توصلي الأمور للمحاكم بينكم يا نور ، انتِ كده بتهدي كل الجسور اللي موجودة واللي ممكن تتوجد في أي يوم بتقطعي كله .
نور ابتسمت : وهو ده المطلوب ، هاخد ابني ومش عايزة حاجة تانية واه عايزة أهد كل الجسور .
ملك حركت راسها برفض : بلاش يا نور بلاش مؤمن حد كويس وما يستاهلش منك كل ده
نور بصتلها بغيظ : وأنا اللي حد وحش ؟ ده قصدك ؟
ملك بتبرير : يا بنتي مش قصدي أنا بس
قاطعتها وهي بتاخد أوراق : قصدك ولا ماقصدكيش مش فارق معايا ، أنا بس كنت هاخد شوية أوراق للمحامي وماشية ، يلا سلام – خرجت خطوة وبصتلها بسخرية – اه بالحق أبوكي عايز يعمل فرحك فبراحتكم اعمليه ما تاخدونيش حجة للتأجيل ، عايزة تتجوزي اتجوزي ما تأجليش بسببي لان بصراحة مش فارق معايا ، سلام
ملك خرجت وراحت شقة الزواج ، فتحت الباب بهدوء ودخلت فوجئت بنادر قدامها على الكنبة مغمض عينيه وتقريبا نايم ، حطت الحاجات اللي معاها بعدها قربت منه همست باسمه وحطت ظهر ايدها على خده ، فتح عينيه وبصلها بتشتت وهمسلها : يااا لو كل الأحلام تتحقق بالشكل ده ؟
ابتسمت وهمست : بتحلم بايه ؟
جاوبها : بيكي جنبي زي دلوقتي ، انتِ بجد قدامي ولا هفتح عيني ألاقيكي اختفيتي ؟
ضحكت بخفة : أنا قدامك اهو فتح عينيك براحتك
اتعدل وبصلها واتنهد : مش عايزك تخرجي تاني من هنا
اتنهدت بتمني: ياريت ، بجد ياريت يا نادر
مسك ايدها بابتسامة : باباكي قال أول ما والدة مؤمن تخرج نحدد ميعاد الفرح بإذن الله .
سألته باهتمام : وهي حالتها ايه ؟ أفضل ؟
طمنها عليها بعدها اقترح : ما تيجي نطلب غدا هنا ونتغدى أنا وانتِ مع بعض
بصتله بابتسامة : هتغديني ايه ؟
نادر بسرعة : شاوري تحبي نتغدى ايه ؟
ملك بتفكير : اممممم ، أحب تعملي أكل بايدك .
بصلها لوهلة بعدها ابتسم : يا روح قلبي مع اني مش بعرف بس من عينيا ، قولي برضه عايزة تاكلي ايه وهنزل أشتري كل اللي نحتاجه وهعملك ، ها؟
ابتسمت ومسكت دراعه : لا يا حبيبي بعدين تعمل يكون البيت فيه أكل النهارده خلينا نطلب أي حاجة سريعة ، بتحب البيتزا ؟
طلبوا بيتزا وقعدوا أكلوها مع بعض ، بعدها ملك رصت الهدوم والحاجات اللي كانت جايباها بمساعدة نادر اللي كان مراقبها ومرة واحدة سألها : ملك انتِ بتحبيني قد ايه ؟
استغربت سؤاله وسابت اللي في ايدها : ايه مصدر السؤال ده ؟
بص لعينيها بحيرة : مش عارف مصدره بس عايز أعرف بتحبيني لدرجة ايه ؟ ساعات بحسك عاقلة أوي ، تقيلة ورزينة .
استغربت أكتر : ودي حاجة كويسة ولا ايه ؟
قعد وبصلها : كويس بس مش في كل حاجة ، جاوبيني بتحبيني قد ايه ؟
قعدت قصاده : فهمني الأول مصدر كلامك
حرك راسه برفض : معرفش بس جاوبيني
بصتله بتمعن قبل ما تحاول تجاوبه : معرفش يا نادر ، السؤال ده نجاوب عليه ازاي ؟ بحبك قد ايه ؟ بحبك أكتر من أي حاجة حبيتها قبل كده في حياتي ، بحبك أكتر من أي حد وغير أي حد ، بحبك لدرجة ان حياتي حسيتها بدأت من يوم ما عرفت اني بحبك ، حياتي بقى ليها معنى بحبك انت ، ذكرياتي وحياتي اللي فاتت حاسة انها مجرد مقدمة علشان بس أقابلك وأحبك وأعرفك ، وكل اللي قلته ده مش كفاية لان حبك مالهوش قد أصلا ولا في أي كلام ممكن أعبر به ، طمن قلبك لاني بحبك .
ابتسم ابتسامة واسعة وأخد نفس طويل زفره مرة واحدة ومسك ايديها الاتنين باسهم فسألته : مش هتقولي برضه أساس سؤالك ايه ؟
ابتسم بحرج وبص لايديها في ايديه بعدها رفع دماغه بصلها بتردد : هتصدقيني لو قلتلك مش عارف ؟ أو يمكن أكون حابب أطمن قلبي انك بتحبيني ، كل ما في الموضوع انك عندك مقدرة تسيطري على انفعالاتك ومشاعرك .
اعترضت بتهكم : أنا ؟ بأمارة ايه ؟ ده أنا انهرت قدامك ألف مرة قبل كده ، تحب أفكرك كام مرة انهرت فيهم قدامك؟
حرك راسه بنفي : مش ده اللي أقصده يا ملك قصدي سيطرتك على مشاعرك وحبك
ماكانش عارف يوصلها قصده ويخليها تفهمه مسك ايدها حطها على قلبه – حاسة بنبضات قلبي يا ملك ؟
هزت دماغها بتأكيد فكمل : متوترة ، مضطربة ، انتِ حاسة بتوتري وانتِ قريبة مني كده ، لكن انتِ هادية تماما ، ما بحسش انك بتفقدي السيطرة على نفسك أو مشاعرك في أي وقت وعلشان كده سألتك بتحبيني قد ايه ؟
ابتسمت بتفهم: نادر أنا مش مسيطرة أنا بس بخاف
استغرب وردد : بتخافي ؟ من ايه ؟
اتنهدت : من بكرا ، من اللي جاي ، من غدر الأيام ، من كل حاجة حواليا ، نادر أنا من صغري لوحدي وكبرت لوحدي وبتخبط في الحياة دي لوحدي بس طول الوقت ده ماكانش عندي أي حاجة أخاف عليها أخسرها ، حياتي كانت صعبة واختياراتي كلها كانت غلط بس الحمدلله بدأت تتصلح وربنا بعتلي أخويا اللي بندم انه ماكانش في حياتي من صغري يمكن كانت كل حياتي اختلفت ، وكمان بابا رجعلي ومراته اللي بتحاول تكون أم ليا وحتى نور اللي دلوقتي بتتخبط بس فضلنا فترة كويسين مع بعض ، فالمشاعر دي جديدة عليا ، العيلة ، الاهتمام ، الخوف ، الحب ، كل دي حاجات جديدة عليا وجيت انت كملت كل حاجة ناقصة في حياتي ، انت عملت إعادة لحياتي وظبطتها حاسة ان كل حاجة بقى ليها معنى بوجودك بس لقيتني بخاف ، بخاف تكون حلم ، بخاف أخسرك ، عيلتك اللي رافضاني خلوني حاطة ايدي على قلبي ، هل ممكن أخسره بعد كل ده ؟ هل ممكن تبقى مجرد ذكرى في حياتي ؟ بقيت مرعوبة وعلشان كده عملت كنترول على مشاعري أو بحاول اسيطر عليها زي ما انت ما بتقول لاني طول الوقت خايفة تبعد ، تقولي أهلي ، تقولي أمي ؟ أي حاجة تحصل تبعدنا عن بعض .
رد باستدراك : فبتحاولي تعزلي مشاعرك ، يعني أنا مش بيتهيألي ، انتِ فعلا عاملة كنترول على قلبك ، واقفة على الشط ما نزليتش لعمق لسه .
ضغطت على ايده باعتذار: اعذرني بس غصب عني ، بعدين لا أنا مش واقفة على الشط أنا نزلت وغوطت كمان – جه يعترض بس هي كملت – بس مش للدرجة اللي معرفش أرجع ، أنا غوطت بس لسه شايفة الأرض ورايا ، مش هقدر أرمي نفسي كلي إلا لما أشوفك قدام عيني مستعد تلحقني وتمسكني وده شعور مش بايدي أو بايدك تحسسهولي ، فاعذرني .
ابتسم بتفهم وبصلها : خلينا نسيب الأيام تطمنك ، تعرفي سيف وهمس ، سيف لما اختفى وطلعت إشاعة انه مات همس في اللحظة دي زي ما يكون قررت انه لو مات فهي تموت ، ماكانتش بتتنفس ، مجرد النفس مش عارفة تتنفسه لو هو مش معاها ، فضلت حاضنها وبقولها تتنفس وأصرخ فيها اتنفسي يا همس اتنفسي ، ولحد النهارده بحسها بتموت لو سيف مش جنبها ، بتتنفس طول ما سيف بيشاركها أنفاسها دي ، حبهم عنيف أوي .
ابتسمت وربتت على ايده : حبهم عنيف فعلًا ربنا يحفظهم لبعض بس ده مش معناه ان حبنا فاتر أو قليل يا نادر ، كل واحد له طريقته يعبر بها عن حبه ، صوابعك مش زي بعضها يا حبيبي ، يلا بينا علشان قعدنا كتير هنا ، ولا انت هتفضل هنا ؟
ابتسملها : لا رايح عند هند ، يلا بينا .
قاموا مشيوا وكل واحد راح بيته بيفكر في كلام التاني .
مايا اتغدت هي ومامتها مع سلوى في النادي وبتتعامل بمثالية شديدة قدامها وبتمشي على تعليمات مامتها اللي فاهمة تماما شخصية زي سلوى وايه يعجبها وايه لا .
مايا برقة : طمنيني يا طنط أخبار دكتور سيف ايه ؟ وخصوصًا مع زعل مراته ؟
سلوى استغربت ازاي عرفت انهم زعلانين وحست انها متلخبطة ، هل ممكن تكون بتوقعها في الكلام ؟
مايا لاحظت وابتسمت جواها وكملت بحزن مزيف : النهارده كانوا بيتخانقوا قدام الكل وهي علت صوتها عليه ، يعني بقالهم فترة أصلًا واضح انهم زعلانين بس النهارده زودتها أوي ، فاستغربت الصراحة ازاي بتعلي صوتها كده ومش مراعية وضعه ومكانته ، دكتور سيف مش مجرد دكتور جامعي ده صاحب شركة من أكبر الشركات في الشرق الأوسط ان ماكانش العالم كله ، وضعه حرج وفوق كل ده تعبه لانه كان واضح أوي انه مرهق جدًا .
نيفين كملت باهتمام مصطنع : سيبك من كل ده هو ومراته حرين مع بعض يتخانقوا أو يتصالحوا بس يا سلوى صحته عاملة ايه ؟ بجد اتحسن ؟ مايا بتقول بيقف يشرح وهو مجهد جدًا وبيريح كل شوية وبيمسك دماغه من الصداع وساعات بياخد أدوية تقريبًا مسكنات ، كنتي طلبتي منه يريح شوية، صحته أهم من كل حاجة .
سلوى أخدت نفس طويل زفرته بضيق : وهو بيسمع الكلام يعني لو قلتله يريح ؟ أصلا ده من الجامعة للشركة مطحون يا عيني ، حبيبي مش بيرتاح .
مايا كانت هتضيف حاجة عن همس بس نيفين هزت راسها برفض، سلوى جالها تليفون فاعتذرت وقامت ترد عليه فمايا بصت لأمها بغيظ : ليه بتمنعيني أتكلم عنها ؟
نيفين بتحذير : مش هتسمحلك تغلطي في مرات ابنها ، مش دلوقتي خالص ، رميتي المعلومة اسكتي بعدها ، واحدة واحدة هي مش ست غبية ولا سهلة هتسمحلك تغلطي في حد تبعها ببساطة اهدي وما تغلطيش في أي حد نهائي لانها مش هتقبل ده .
اعتذرت سلوى منهم وانسحبت لان نصر وصل برا وقبل ما تروح طلبت منه يوصلها مكان تاني .
عند هند الباب خبط وفتح أنس اللي فوجئ بسلوى قدامه بس رحب بها وفتح الباب : اتفضلي يا طنط ماما جوا .
استغربت : وهمس؟ موجودة يا حبيبي ؟
رد ببراءة : هموس مارجعتش لسه من الجامعة .
سلوى بصت لساعتها ، الوقت اتأخر وهي آخرها الساعة ٤ لو عندها محاضرات متأخرة والساعة داخلة على ٥ دلوقتي .
هند خرجت وهي بتسأل: مين يا أنس ؟
شافت سلوى ورحبت بها ، دخلت وقعدت معاها اتكلموا شوية بعدها بصت لساعتها تاني وسألتها باستفسار: هي همس متعودة تتأخر ولا ايه ؟ عمرها ما اتأخرت عن ٤
هند بصت لموبايلها واتوترت بس حاولت تظهر بشكل طبيعي : لا مش بتتأخر بس أكيد مع هالة بيشتروا طلبات وكده، هالة من وقت للتاني بتشتري حاجات ليها قبل ما تتلخم في المذاكرة والدراسة فبتاخد همس معاها ، زي ما حضرتك عارفه مش بيتأخروا عن بعض .
سلوى حركت دماغها بس مش مقتنعة والوضع ضايقها أكتر بس قبل ما تعلق الباب خبط فأنس جري بسرعة يفتح وسمعوا صوته بيرحب بهمس اللي دخلت فوجئت بحماتها قدامها ، سلمت عليها وقعدت معاهم
هند وضحت قبل ما سلوى تتكلم : لسه بقول لطنط انك أكيد اتأخرتي مع هالة
همس بصتلها و وضحت : اه النهارده بيكون الغدا في المدينة مش حلو فاتغدينا برا أنا وهي وجينا على طول .
هند باعتراض : يعني مش هتتغدي معانا ؟ كنت لسه هقول لطنط نتغدى كلنا مع بعض
سلوى وضحت بهدوء : لا أنا اتغديت في النادي مع صحباتي ولسه راجعة .
همس كان نفسها تنفجر فيها وتلومها ليه بتتغدى مع مايا ؟ وبالفعل كانت هتتكلم بس أختها اتكلمت : طيب نشرب حاجة مع بعض ؟ تشربي ايه ؟ قهوة ولا حاجة ساقعة ولا ايه ؟
سلوى ابتسمتلها بمجاملة : هند حبيبتي أنا مش غريبة ويادوب كلمتين مع همس وهقوم لان عز مستنيني واتأخرت عليه ولو محتاجة حاجة هقولك بشكل مباشر بس محتاجة أتكلم مع همس .
هند وقفت هي وأنس وسابوهم لوحدهم ، همس استنت عتاب حماتها اللي اتكلمت بهدوء : وبعدين معاكي يا همس ؟ لامتى هتفضلي سايبة بيتك وجوزك؟
بصتلها بهدوء استغربت مصدره : أنا مش سايبة بيتي انت بالفعل في بيتي برضه .
سلوى كشرت لانها بتكره اللف والدوران : همس أنا وانتِ فاهمين بنتكلم عن ايه .
همس بصت للأرض بضيق : لو سمحتي يا طنط ما تضغطيش عليا أنا وسيف
قاطعتها بوضوح : ما يهمنيش اللي بينك وبين سيف انتم حرين مع بعض – بصتلها باستغراب فوضحت – سيف زعلان مني أنا لان أنا اللي اقترحت عليكي تيجي لاخواتك وتتكلموا ومن ساعتها بيلومني ومش بيكلمني ، بيقولي انتِ خرجتيها من البيت ، فانتِ ما يرضيكيش ان ابني يقاطعني بسبب اني بس اقترحت عليكي تغيري جو مع اخواتك ، تقومي يا همس تسيبي البيت خالص ؟
همس اتصدمت بكلام سلوى وبقت محتارة مش عارفة ترد عليها بايه ؟
سلوى كملت: ممكن تقومي تروحي معايا وما تكسفنيش لو سمحتي وافضلي زعلانة من جوزك براحتك ، يعني حتى لو عايزة تطرديه من أوضتك انتِ حرة مش هتدخل بس ارجعي علشان خاطري .
همس حست انها محاصرة ومش عارفة ترفض بس برضه مش قادرة تتقبل انها ترجع خصوصا ان سيف لسه قايلها مش هيكلمها تاني ولا يطلب منها ترجع تاني فكده معناه انها خافت ورجعت.
سلوى بإصرار : قومي يا همس يلا علشان نروح بيتنا ، سيبي أختك براحتها مع جوزها وابنها ، وبعدين جوزك تعبان و
قاطعتها باستغراب : تعبان ازاي ؟ قصدك ايه ؟ في ايه حصل ؟ كان لسه في الجامعة و
قاطعتها سلوى بضيق منها وشبه زعقت : جوزك عايش على المسكنات يا همس وبدل ما مراته تبقى جنبه تراعيه سايباله البيت ، عمل ايه هو علشان يستاهل منك ده ؟ بتقولي غلط فيكي يا ستي دخلينا في النص أنا أو أبوه ولو ليكي حق هنجيبهولك منه ، طلباتك ايه يا همس علشان ترجعي بيتك ؟
هند سمعت صوت سلوى العالي فجت بعصير لسلوى وقالت بابتسامة: همس مالهاش طلبات يا طنط دي فترة بسيطة وهتروح لحالها وبعدين هي وسيف مالهمش إلا بعض، اتفضلي حضرتك ليمون بالنعناع .
سلوى هديت وهمس ساكتة تمامًا مش قادرة تاخد قرار بس هي عارفة ان لو سلوى مشيت زعلانة منها فالموضوع كده هيكبر .