روايات

الفصل التاسع والعشرين

سيف مع همس في أوضته في المستشفى لوحدهم أخيرا ، همس ماسكة ايده وباستها بحب : انت بجد كويس ؟ سيف ما تقولش كلام يطمني بس قولي الحقيقة حاسس بايه ؟
لف دماغه ناحيتها بابتسامة: طول ما أنا ثابت كده فأنا كويس بجد ، أنا كويس ياحبيبتي .
قعدت على طرف السرير ومدت ايدها لوشه مشتها عليه بحنان : تحت عينك بقى أزرق كله بس الورم هدي شوية .
ابتسم ومسك ايدها حركها لشفايفه باسها وشاكسها بسؤاله : يعني من الآخر شكلي مش قد كده صح ؟
قربت منه سندت على صدره بحب : أنا بعشقك مش بس بحبك انت فاهم ؟ أنا مش بحب شكلك يا سيف ، فمهما يكون مش فارق معايا إنما اللي فارق معايا تعبك وبس يا روح قلبي .
لف ايديه حوالين وسطها وقال بمرح: ما تشوفيلنا أخوكي خلينا نروح بيتنا في أوضتنا براحتنا .
ابتسمت وقبل ما ترد الباب اتفتح ودخلت سلوى اللي كانت فاكرة ان عز لسه في الأوضة معاهم ، بصت بضيق لهمس اللي اتعدلت بسرعة
قالت بتهكم : مفيش فايدة
همس ماعلقتش لكن سيف اللي علق بتعجب : مفيش فايدة في ايه بالضبط ؟ الدكتور قالك ايه ؟
سلوي قربت ووضحت بغيظ : الدكتور ماقالش أنا بتكلم عن اللي مش بتقدر تعبك وساندة على صدرك و
قاطعها بنبرة محذرة : هستعبط وهفترض انك أكيد مش بتتكلمي عن همس صح ؟ لان همس مكانها في حضني أيا كانت حالتي ، مكانها في حضني .
سلوى بانفعال : أنا ما بتكلمش عن مكانها بتكلم انك تعبان و
قاطعها بغضب : أفهمهالك ازاي يا أمي ؟ همس المسكن بتاعي لما بتبعد زي ما هي بعيدة عني كده دلوقتي بحس بتعبي كله ، لما بترجع لحضني ما بفكرش ولا في تعب ولا في صداع ولا في أي حاجة تانية فأنا عايز أربطها في حضني ، أعتقد كده وضحت قدامك الصورة ؟
سلوى بصتلهم الاتنين باستغراب وقربت من ابنها وبررت: أنا سبق وجربت الحب وبحب أبوك ، فانت مش بتتكلم مع حد جاف أو ما داقش الحب قبل كده لكن انتم اوفر .
رد بمنتهى الهدوء : انتِ جربتي الحب فعلا وبتحبي أبويا ده محدش يقدر ينكره لكن يا أمي ماجربتيش العشق والعشق مرحلة تانية مختلفة تماما عن الحب ، الواحد ممكن يحب حاجات كتيرة لكن العشق بيكون حاجة واحدة وشخص واحد مالهوش شريك فأنا لما بقولك ان همس المسكن بتاعي أنا مش بأفور ولا بتكلم أي كلام وخلاص أنا بقولك عن إحساسي اللي جوايا .
الصمت سيطر عليهم التلاتة محدش فيهم عرف يقطعه لحد ما الباب خبط فهمس هربت من الجو المشحون وفتحت الباب وابتسمت بهدوء : باشمهندس مؤمن أهلا بحضرتك .
مؤمن بحرج بدون ما يبصلها : أهلا يا باشمهندسة ، طمنيني سيف أخباره ايه دلوقتي ؟ يارب يكون أفضل
فتحت الباب أكتر : اتفضل اطمن عليه بنفسك هو صاحي
مؤمن كان هيعتذر بس سيف من جوا قال : ادخل يا واطي تعال
دخل بحرج سلم على سلوى الأول بعدها راح لسيف : أخبارك ايه ؟ كويس ؟
سيف : اه كويس وعايز أخرج دلوقتي
مؤمن : مش المفروض تفضل على الأقل ٢٤ ساعة تحت الملاحظة ولا ايه ؟
سلوى بتهكم : المفروض حاجات كتيرة بس مين بيسمع الكلام ولا بيعمل المفروض ؟ سيادته حتى الأكل مش عايز ياكل هو بس عايز
سيف قاطعها بضيق : أمي اطمنتي عليا تقدري تروحي بقى ولو في أي جديد هكلمك
سلوى باستياء : دلوقتي اطمنت عليك وأروح ؟ ماشي يا سيف هروح ( بصت لهمس وقالت بضيق ) تخليه ياكل أي حاجة ده الحب اللي بجد مش حاجة تانية ( أضافت آخر جملة بتهكم )

سابتهم وخرجت وقبل ما تبعد سمعت حد بيناديها فبصت وراها ، قربت منها نيفين بابتسامة : مدام سلوى الصياد ألف سلامة على ابن حضرتك ، لسه عارفة حالا من مايا بنتي هي معاه في الجامعة وأنا سبق وقابلت حضرتك في النادي وفي حفلات أنا نيفين حرم محمود البكري
سلوى سلمت عليها وبصتلها بتذكر ؛ هي عارفاها شكلا من النادي فعلا وسلمت على مايا بنتها اللي عجبها منظرها وستايلها جدا ، وقفت تتكلم معاهم شوية بعدها نيفين سألت بفضول : حادثة ايه اللي حصلتله ؟ طمنيني على الباشمهندس ، كل اللي عرفناه انه اتعرض لحادثة ، بعد الشر عليه بس قلت لازم أجي أطمن وأشوفك لو محتاجة أي حاجة .
سلوى شكرتها بعدها وضحتلها طبيعة إصابة سيف و وقفوا يتكلموا التلاتة مع بعض .

مؤمن جوا مع سيف وهمس سابتهم براحتهم وراحت تشوف أخوها فين علشان تطمئن أكتر على سيف منه .
مؤمن بحيرة: هي مامتك مالها ؟ حسيتها متحفزة
سيف جاوبه بغيظ : متضايقة من همس ، ليه معرفش ؟ المهم انها بتتجنن كل ما تشوفها جنبي ، سيبك من أمي وطمني عنك انت ؟
مؤمن اتنهد بإرهاق : بفكر أسافر البلد يومين أريح فيهم أعصابي
سيف صحح جملته : قصدك تهرب يومين ، مؤمن انت مش كده ، واجه وبطل هروب لانه مش هيوصلك لأي نتيجة .
مؤمن بص للأرض : عمال أشوف شخصية جديدة في نور مش عارف هل هي كده من البداية وأنا كنت أعمى ولا هي اتغيرت ؟ ولو هي اتغيرت ايه اللي غيرها للشخصية البغيضة دي ؟ دماغي هتنفجر من التفكير، تخيل النهارده بتتخانق مع مين ؟ انت تخيل
سيف بتفكير : ما تقوليش نونا علشان أنا بحبها
مؤمن : لا نونا اتخانقت معاها كذا مرة ده طبيعي
سيف بحيرة : وأمل أعتقد اتخانقت معاها وبرضه الشغالين قلت اتخانقت معاهم ما فاضلش حد يا مؤمن
مؤمن بتهكم : لا فاضل ، إياد
سيف بذهول : إياد مين ؟ هو مفيش غير إياد واحد وما ينفعش أصلا تتخانق معاه ، انت بتهزر؟
ضحك بغيظ : ياريت بهزر، دخلت لقيتها بتزعق في الناني بتاعتهم وبتزعق علشان إياد ماسك لعبته ومش عايز يديها لإيان فأخدتها غصب من إياد ، متخيل احنا وصلنا لايه ؟
سيف بتهكم : فانت الحل بتاعك تسيبها هي وابنك لوحدهم وسط العيلة اللي هي مش طايقاها وتروح البلد لوحدك ! يا سلام ، مؤمن خد مراتك معاك وابنك، واتكلم مع مراتك ، مرة واتنين وألف لحد ما توصل لحلول نهائية ، حطوا النقط على الحروف واوصلوا لقرارات .
مؤمن وقف ورد بإيجاز : إن شاء الله أنا رايح الشركة أشوف كريم الأول وصل لايه ، يلا سلام لو عايز حاجة كلمني .
انسحب وسلوى شافته خارج فأخدت نيفين وبنتها يسلموا على سيف ، خبطت ودخلت بتساؤل: امال همس فين ؟
سيف استغرب انها لسه موجودة : راحت عند أخوها خير في حاجة ؟
سلوى فتحت الباب بابتسامة : لا معايا ضيوف هيسلموا عليك
قبل ما يعترض كانت دخلت نيفين ومايا اللي سيف اتصدم بوجودهم ، سلموا عليه الاتنين ومايا وقفت جنبه بابتسامة دلال : ألف سلامة يا دكتور ما تتخيلش الكل قلقان عليك ازاي الدفعة كلها كانت عايزة تيجيلك .
سألها باستغراب : مين قال للدفعة أصلا ؟
مايا فكرت للحظات بعدها ابتسمت : صاحبة همس أعتقد اسمها هالة
سيف هز دماغه واتضايق من هالة؛ لانه ما بيحبش حد يتدخل في أي خصوصيات
انتبه على مامتها بتتكلم بمكر: مايا بتعزك أوي يا دكتور ، تقريبا بتروح الجامعة علشانك
سيف رد بهدوء : علشاني ليه ؟ المفروض يكون علشان دراستها ونفسها قبل أي حد تاني
نيفين : ده شيء مفروغ منه بس ساعات بيكون في حاجة بتدي الإنسان حماس أو طاقة غريبة انه يكون أحسن وأفضل ، ايه عمر ما في حاجة حفزتك للجامعة ؟
قبل ما يرد الباب اتفتح ودخلت همس اللي فوجئت بالأوضة شبة مليانة ، بصت لحماتها ولنيفين بحيرة بعدها انتبهت لمايا واقفة جنب سيف فكشرت بتلقائية
سلوى عرّفت همس عليهم بابتسامة: همس دي يا حبيبتي صاحبتي نيفين البكري وبنتها معاكي في الدفعة مايا البكري
همس سلمت على نيفين بضيق مكتوم و بعدها بصت لمايا و وضحت لحماتها بتحفظ: مايا مش دفعتي ، مايا دبلر
مايا وضحت : مش دبلر بالمعني المعهود أنا اعتذرت السنة اللي فاتت لاني روحت أنا وماما في رحلة حوالين العالم نغير جو لان بعد ما بابا اتوفى حالتنا كانت صعبة شوية فكنا محتاجين نخرج برا مصر شوية .
همس هزت دماغها بتهكم واضح جدا لمايا اللي ابتسمت ببرود لانها مضايقاها وبس .
نيفين وقفت : اطمنا عليك يا دكتور ألف سلامة عليك مرة تانية .
انسحبت ببنتها اللي اتضايقت انها مشيت بسرعة وعاتبتها برا بس وضحتلها بمكر : زي ما قلتلك احنا بنكسب مامته مش هو فعايزين الزيارة تكون بريئة تماما علشان ما تقفلش الطريق علينا لو حست ان حياة ابنها مهددة لكن ناخدها واحدة واحدة وهي بنفسها اللي تقربك من ابنها مش انتِ اللي بتفرضي نفسك .

بعد ما خرجوا من الأوضة سيف قال لسلوى بضيق : مش عايز أي زيارات تانية وما تدخليش حد عندي تاني بالشكل ده .
سلوى بتبرير : أنا فوجئت زيك بيهم برا واتحرجت فقلت خلاص يدخلوا دقيقة يطمنوا عليك وبس ، وبعدين لو مش عايز زيارات قول لمراتك تنبه على صاحبتها تمسك لسانها أو هي نفسها تمسك لسانها بدل ما حياتك كلها هتبقى على لسان طلابك اللي مراتك منهم ، بعد إذنك
سابتهم وخرجت وهمس بصت لسيف بغضب : قصدها ايه بصاحبتها ؟ سيف أنا مش هفضل ساكتة بالشكل ده كتير
سيف بضيق : قصدها بهالة اللي عرفت الدفعة اني هنا امال مايا عرفت منين ؟
همس بثقة: لا يمكن هالة تقول حرف
سيف بتهكم : امال مايا عرفت منين ؟ من مروان ولا مؤمن ؟ ولا اخواتك ؟ مين ممكن يعرف الدفعة غير هالة ؟ وبعدين مايا أصلا قالت انها عرفت من هالة لان الدفعة كلها عايزة تيجي تزورني ، صاحبتك للأسف بلغتهم فمن النهارده تفصلي حياتك الخاصة عن حياة الجامعة يا همس .
حاول يتعدل بس بمجرد ما اتعدل الدنيا لفت به، همس سندته بسرعة وسألته بلهفة : انت عايز تعمل ايه ؟
سيف أخد نفس طويل بضيق : عايز أقوم يا همس ، عايز أدخل الحمام ، عايز أغير هدومي ، عايز أمشي من هنا ، عايز مليون حاجة أعملها .
مسكت دراعه بلطف: طيب واحدة واحدة علشان ما تدوخش هساعدك
فكت المحلول من ايده وقفلت الكانولا وساعدته يقف ، فضل واقف شوية ساند عليها لحد ما رفع راسه : تمام كده أنا كويس يا حبيبتي
ساعدته يعمل كل اللي محتاجه بعدها قعد على طرف السرير : عايز أمشي شوفي أخوكي فين أو اتصلي به يجي .
نادر جه بسرعة بعد ما همس كلمته وحاول يمنع سيف يخرج بس صمم فطلب محي اللي اطمن عليه بعدها قاله على أعراض لو حس بأي حاجة منها لازم يرجع هنا .

سبيدو وصل عند سيف يطمئن عليه وبمجرد ما خبط وهمس فتحتله سيف قاله : كويس انك جيت
سبيدو دخل بتساؤل : خير مالك ؟ انت كويس ؟
سيف : اه كويس بس لسه كنت هكلم نصر أو مروان يروحني البيت فكويس انك جيت ، يلا يا همس
سبيدو مسك دراعه وقفه : ايه حيلك شوية ( بص لهمس وسألها ) هو صح هيخرج ؟
همس قبل ما ترد سيف قال بغيظ : انت بتسألها هي وتتجاهلني أنا يا واطي ؟ أنا اللي بكلمك .
سبيدو بصله بقلق : ما انت عايز تخرج لكن الدكتور قال ايه ؟ ده يهمني
همس وضحت : وافقله يخرج
سيف بتهكم : ها صدقت كده ؟
قام وحس ان الدنيا بتلف به وهما لاحظوا ده فسبيدو اقترح: ما تخليك النهارده بس هنا
الباب خبط ودخلت ممرضة بكرسي وأول ما شافوها سبيدو قال : والله انتِ بنت حلال
أخد منها الكرسي وسيف قعد عليه وبعدها وصله لعربيته ومنها للبيت وما سابهوش غير لما قعد على سريره .

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل