روايات

الفصل التاسع والعشرين

قاطعته بغيظ : حتى لو طلب، هي عارفة انه تعبان يبقى تقدر تعبه ده .
عز ضرب كف بكف باستنكار: يلا نمشي علشان انتِ ما ينفعش تيجي هنا أصلا
سلوى بإصرار : أنا هدخل لابني وهفطره وأطمن عليه لانها هتفطره بحضن وتغديه ببوسة وانت تقولي هو طلب ، بعد إذنك .
سابته ودخلت بهدوء وتحفز بس مالقتش همس قدامها فعرفت انها في الحمام ، قفلت الستارة على الطرقة اللي فيها الحمام بعدها فتحت الباب لجوزها : هتدخل ولا هتمشي ؟
دخل بهدوء و بص لابنه اللي نايم وسلوى قعدت جنب ابنها حطت ايدها على خده بخفة و حركتها عليه فابتسم وقال بنعاس بدون ما يفتح عينيه : قلتلك كام مرة ما تقوميش من حضني ؟
عز بص لمراته بعتاب أما هي فتجاهلت عز و قالت بغيرة: أنا مامتك يا حبيبي
فتح عينيه وبصلها بتساؤل: هي همس فين ؟
اتنرفزت وردت بحدة: يعني هتكون فين يا سيف أكيد مش هتطير ، وبعدين خلينا نطمن عليك الأول ده بعد إذنك يعني
ابتسم لنرفزتها وقال : أنا كويس الحمدلله ، انتم ايه أخباركم ؟
عز رد عليه بابتسامة : احنا بخير يا حبيبي وكل أمورنا تمام المهم انت
سيف بيحاول يعدل السرير علشان يعرف يتكلم معاهم وسلوى بتعدل المخدة تحت راسه فشكرها : يا أمي خلاص أنا كويس .
فتحت الشنطة اللي معاهم وقالت: تفطر بقى يا حبيبي وتشرب أي حاجة و
قاطعها بسرعة : لا لا مش عايز أي فطار ولا أي أكل خالص ، أنا المحاليل دي مظبطاني ، وبعدين سألتكم فين همس ؟ اوعوا تكون مشيت
سلوى ودت وشها بعيد علشان تداري غيظها من ابنها وعز رد عليه بهدوء : لا يا حبيبي مشيت ايه ، هي بس في الحمام .
سلوى بتهكم : سيادته مش قادر على بعدها دقيقتين.
ابتسم على طريقتها وأكد : اه مش قادر عندك مانع ؟ بعدين أنا مش عارف حبي ليها مضايقك في ايه ؟
بصتله بحنق : وأنا ايه اللي هيضايقني من حبك ليها ؟ لكن بيضايقني الاوفر اللي انتم فيه .
ضحك بس بعدها مسك دماغه بوجع: مش قادر أضحك آه ، دماغي هتنفجر لو ضحكت .
عز قرب منه بلهفة : ألف سلامة ، خليني أنادي الدكتور عايز أطمن عليك بنفسي
لسه هيتحرك بس سيف وقفه : استنى لما همس تخرج بلاش يجي وهي جوا علشان تعرف تخرج براحتها .
عز قعد مكانه بتأييد : عندك حق فعلا .
همس خرجت كانت غيرت هدومها وظبطت نفسها.
سلوى بصتلها بدون اهتمام : عايزين نفطره وسيادته مش راضي
همس قربت من سيف بحب : مش عايز تفطر ليه يا روحي ؟
جاوبها بهدوء : مش قادر ولو أكلت هرجّع وأنا مش حمل ترجيع بأي شكل نهائي .
همس بصت لحماها : أنا هكلم الدكتور يجي بحيث نشوف هياكل ايه وازاي طالما هو رافض الأكل .
الدكتور دخل اطمن وطمنهم عليه وانهم ما يضغطوش عليه في موضوع الأكل وانه ممكن يخرج آخر النهار .

سيف لاحظ نظرات همس ومامته والاتنين كأنهم مش طايقين بعض ، بص لهمسته وسألها بخفوت : هو في ايه بينكم ؟ مالكم ؟
ابتسمت بمجاملة : حبيبي مفيش أي حاجة احنا بس قلقانين عليك مش أكتر .
سيف ما صدقهاش وبص لأمه : في ايه مالكم ؟ جاوبيني انتِ، علشان البت دي بتنصب ، في ايه بقى ؟
سلوى لفت وشها بعيد وردت باقتضاب: قالتلك مفيش
استغرب أكتر: طيب انتِ مالك؟ مين مضايقك ؟
سلوى اتنهدت وبصتله : حبيبي مفيش حد مضايقني الموضوع وما في اني متضايقة علشان انت هنا ولا أكتر ولا أقل .
ماصدقش كلامها وبص لأبوه : طبعا حضرتك استحالة أصلا تقولي
ابتسم وربت على ايده وهو بيقف : أنا رايح الشركة ألف سلامة عليك ( بص لمراته ) يلا يا سلوى
سلوى بصتله باستنكار : لا طبعا مش هسيب ابني خالص ، همس عايزة تروح جامعتها تتفضل أو تروح علشان عائلتها في البيت برضه براحتها لكن أنا مش همشي من جنب ابني .
سيف بص لهمس باهتمام : عندك حاجة مهمة النهارده؟
ضغطت على ايده بابتسامة : محاضرتك انت وبس دي كانت أهمهم
بادلها الابتسامة : هعوضهالك قبل الكل
سيف لاحظ نظرات التهكم من سلوى فقال بتعجب : في ايه يا سلوى ؟ مالك متضايقة ليه ؟
ردت بهجوم : يعني انت في ايه ولا في ايه ؟ ما تخليك في تعبك وتحاول تقوم بالسلامة
استغرب موقفها : أخليني في تعبي أعمل ايه معلش ؟ أركز في ايه وأتعب زيادة ولا في زرار أدوس عليه يقومني ؟ مش فاهم حضرتك عايزاني أركز في ايه ؟ ماهو اللي تعبان بيحاول يلهي نفسه عن تعبه مش بيركز فيه ودي وظيفة اللي حواليه اللي بيحبوه انهم يحاولوا بس يصرفوه عن التفكير في تعبه ولا أكتر ولا أقل
عز اتدخل بحزم: بس انتم الاتنين ، سلوى هتقعدي تناكفي فيهم يلا أوصلك البيت ، همس اهتمي بسيف بالشكل اللي انتِ شايفاه مناسب ، هاه هتمشي معايا ؟
سلوى وقفت : انا هروح أشوف الدكتور علشان يقولي حاجة ياكلها بعد اذنكم .
سلوى قامت تشوف الدكتور علشان عايزة سيف ياكل أي حاجة وعز بعدها قام ومشي هو كمان للشركة .

مايا جهزت وأول ما نيفين شافتها اعترضت : لا لا يا مايا احنا محتاجين نكسب مامته مش هو ، تعالي معايا
فتحت دولابها واختارت بدلة رقيقة : مامته شخصيتها مميزة وانتِ بتقولي ان البنت اللي اتجوزها هوائية ومن النوع الخفيف اللي بيتنطط انتِ لازم تظهري عكسها تماما ، لازم توري مامته اختلافات كتيرة جدا عن مرات ابنها من هدوء لشياكة للباقة في الكلام لذكاء لمهارات اجتماعية خليها تندم على اليوم اللي وافقت فيه ان ابنها يرتبط بواحدة عادية وتتمناكي لابنها والباقي سهل، غيري ويلا بينا .

مؤمن صحي متأخر كان لوحده في أوضته ، قام لبس هدومه ونزل ماكانش في حد في طريقه ، أم فتحي أول ما شافته سألته باهتمام : أجهزلك تفطر بسرعة يا ابني ؟
ابتسم وشكرها وسأل عن ابنه فبلغته انه في أوضة الألعاب هو وإياد ، راح يشوفه وقبل ما يدخل سمع نور بتزعق : أنا سبق وقلتلك ابني تعامليه معاملة خاصة وما تاخديش منه أي لعبة هو عايز يمسكها .
بسنت بهدوء : يا فندم اللعبة دي بتاعة إياد مش بتاعته فكل واحد لازم يتعلم احترام التاني ، يلعبوا براحتهم لكن محدش ياخد حاجة التاني غصب
نور بعنف : مش انتِ اللي هتعلميني ازاي أتعامل مع ابني فاهمة ؟ انتِ هنا شغالة عند الولدين دول يبقى تتعاملي على الأساس ده ابني عايز لعبة ياخدها ما يهمنيش بتاعة مين اللي هو عايزه يتنفذ وبس
ماقدرش يسمع أكتر من كده فخبط ودخل كانت نور بتاخد لعبة من إياد اللي عيط وبتديها لإيان ، قرب منهم وهي اتصدمت بوجوده وراها فوقفت بابتسامة متوترة : أخيرا صحيت
استغرب ازاي بتبتسم وهي لسه حالا مزعلة إياد اللي بيعيط وراها ، تجاهلها وراح لإياد شاله وحايله وبص لبسنت : العربية دي بتاعة مين ؟
بسنت بهدوء : إياد
سألها : وإيان فين عربيته ؟
بسنت طلعت عربية زي التانية مع اختلاف اللون وادتها لمؤمن ووضحت: الاتنين زي بعض بس كل واحد اختار لون مفضل له لكن الأطفال بيغيروا رأيهم كل شوية .
قعد قصاد ابنه ومد ايده بلين: هات عربيه إياد واديهاله يلا علشان دي بتاعته
نور بغيظ : بدل ما تاخدها من ابنك وتعيطه ادي التانية لإياد واقنعه بها
رد بحدة بدون ما يبصلها : انتِ تسكتي خالص وياريت لو تطلعي برا كمان .
اتصدمت من كلامه بس ماحبتش تتخانق قدام الولدين والبنت فسكتت ، مؤمن قعد وسط الولدين شوية لحد ما الاتنين هديوا ورجعوا للعبهم بعدها وقف وبص لبسنت : أنا آسف على الأسلوب اللي مراتي اتكلمت به
بسنت ابتسمت بحرج : لا يا فندم عادي والله حصل خير
نور بذهول : انت بتتأسف ليه وعلى ايه ؟ أنا
قاطعها وقال لبسنت : اعذريها هي ساعات ما بتبقاش عارفة تقول ايه ولا عارفة الصح من الغلط .
قالت بتهكم : مجنونة أنا ؟
بصلها بحدة: ياريت مجنونة على الأقل كنت لقيت عذر للتخلف اللي بتتعاملي به وكنت هعذرك لكن بصراحة مش لاقي .
خرج فخرجت وراه وهي بتقول بحدة : أنا ماأسمحش تعاملني كده
تجاهلها تماما ونادى على أم فتحي : نونا فين ؟
قبل ما ترد لمحتها فابتسمت : نازلة اهيه
بص وراه لقاها فابتسم يطمنها عليه ونور واقفة مكتفة ايديها بغضب منه ومن أسلوبه .
سلم عليها وقعد جنبها ونور قصادهم مش قادرة تتقبل علاقتهم .
مؤمن بعد ما اطمن عليها وعلى كل اللي حواليهم قال بهدوء : أنا مسافر البلد يومين
الاتنين اتصدموا من تصريحه وناهد سألته : في حاجة ولا مسافر كده ؟
ابتسم : مسافر عادي ما تقلقيش
نور باستغراب : طيب مش كنت تقولي أجهز حاجتي أنا وإيان ؟
رد من غير ما يلتفتلها: هسافر لوحدي أصلا
نور بصتله باستنكار وعايزة تنفجر فيه بس مسكت نفسها علشان ناهد، سألته بتحفز : يعني ايه لوحدك ؟ مش وقته .
بصلها : مش انتِ اللي هتقوليلي امتى وقته ( رجع بنظراته لناهد ) عايزة أي حاجة مني ؟ أنا هروح الشركة شوية وأظبط الدنيا مع كريم بعدها هروح على البلد.
ناهد حاولت تتكلم او تقول أي حاجة بس تراجعت؛ دي حياته وهو حر فيها فابتسمت : ربنا يسهل طريقك يا حبيبي ويسعد قلبك ويريح بالك .
أمن على كلامها قبل ما يقف علشان يخرج برا و وراه نور اللي مستنية تبعد عن ناهد لحد ما خرجوا برا فوقفته بحدة : يعني ايه تسافر لوحدك ؟ خليني أنا وابنك معاك ، مؤمن ادينا فرصة نرجع لبعض .
بصلها بتهكم : ادينا انتِ فرصة نرجع لبعض ، بطلي خناق مع كل واحد شوية وبطلي الأسلوب اللي بقيتي بتتكلمي وتفكري به ده ، هو ايه ها؟ محدش هيسلم منك ولا من لسانك ؟
ردت بعصبية ماقدرتش تمنعها : أنا زي ما أنا لكن انت اللي متغير وانت اللي مش عاجبك أي تصرف وحتى النفس مني مش عاجبك.
⁃ انتِ بجد مش حاسة بنفسك وبتصرفاتك يا نور ؟ نور انتِ بجد حرفيا بتتخانقي مع كل حد ، أم فتحي ، بسنت ، إياد الصغير ما سلمش منك ، أنا مش هقولك غير حاجة واحدة بس ، انتِ بتدمري كل الحب اللي جوايا ليكي .
بصتله بذهول ومش قادرة تصدق اللي بتسمعه : انت بتقول ايه ؟ حبنا فوق
قاطعها برفض انه يسمع كلامها : لا مش فوق أي حاجة ، انتِ نزلتيه الأرض وبتفتفتيه شوية شوية ، كل يوم بيعدي بتبعدي عني خطوة وبتخرجي نفسك من جوا قلبي واحدة واحدة ، فخلي بالك لتلاقي كله انتهى وانتِ برا حياتي تماما من كل اتجاه ، بعد إذنك .
جه يمشي بس مسكت دراعه بتوسل: خدني معاك البلد ، أرجوك ، عايزة حضنك يا مؤمن ، رجعني لحضنك وهتلاقيني رجعت لطبيعتي ، انت ما تتخيلش واحشني قد ايه ؟ أنا ممكن أكون زي المجنونة وانت بعيد عني ، رجعني لحضنك ولمكاني في قلبك وهتلاقيني رجعت نور اللي بتحبها .
بصلها بتمعن لفترة قبل ما يرجع خطوة ويقول بجمود: ربنا يقدم اللي فيه الخير يا نور، بينا تليفون .
اتحرك بعربيته تحت أنظارها وقرر يروح المستشفى الأول يطمئن على سيف .

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل