
خرج من أوضة سيف وقفل الباب وراه ويادوب مشي خطوتين لقى آية خرجت من أوضتها واتصدمت به قصادها
بصت حواليها بذهول : انت بتعمل ايه هنا ؟ قدام أوضتي ؟
بعد ما كان مبتسم كشر ورد بسخرية : هعمل ايه قدام أوضتك أنا ؟ ولا أنا مالي بأوضتك ولا هو أي تلزيق والسلام ؟ ( قرب وشه منها وكمل بتنبيه) سبق وقلتلك بلاش تدي لنفسك حجم أكبر من حجمك أنا هنا بوصل سيف ، قلتلك جاملناكي علشانه فطالما بتفسري المجاملة دي غلط ارجعي لأرض الواقع ياريت لان الكون مش بيدور حواليكي ، سلام يا … يا قطة .
سابها ونزل وهي تابعته بعينيها ومتغاظة منه بس بعدها انتبهت ان أخوها جوا فراحت تطمئن عليه .
مروان كلم سيف وهو متغاظ منه؛ لانه راحله المستشفى علشان يتفاجأ انه مشي واشتكاله من الشركة والمشاكل والدربكة لان ميزانية المشروع الجديد ملخبطة وحاسس ان الدنيا كلها داخلة في بعض وخصوصا مع تأخير كريم في تسليم النموذج للمصنع .
سيف قفل معاه وهو مصدع على صداعه، بابه خبط ودخل عنده بدر يطمئن عليه وأول ما شافه قال : والله انت ابن حلال وجيت في ميعادك .
بدر قرب منه بسرعة : خير قول
سيف بإرهاق واضح : انت بتفهم في الحسابات صح ؟ ودراسة الجدوى والميزانيات والحوار المهبب ده ؟
بدر ابتسم : اه بفهم فيهم
سيف ابتسم بارتياح: طيب الحمد لله ينفع تروح الشركة ولمروان وتظبط الدنيا المتبهدلة دي ولا هكون بتقل عليك ؟
بدر بسرعة : يا خبر بتقل عليا ايه يا ابني قول كلام غير ده ، من عينيا حاضر هروح على الشركة بس الأول طمني عليك وليه مافضلتش لآخر النهار زي ما الدكتور قال ؟
سيف : مش بحب قعدة المستشفيات ده غير ان الطلبة عرفوا مكاني وأنا مش مستعد أستقبلهم كلهم في المستشفى فجيت أستريح هنا .
اتكلموا شوية بعدها بدر انسحب علشان يروح الشركة .
سما روحت بيتها بعد ما خلصت شغلها في المستشفى ودخلت أوضتها ترتاح بس شوية وأمها دخلت عندها : سما حبيبتي حماتك برا جاية تشوفك .
سما كشرت باستنكار : طيب ليه ما اتصلتش قبل ما تيجي ؟
صفية بتأنيب : عيب يا سما قومي يلا وبعدين انتِ هتبقي مرات ابنها مش كل الناس عندها حتة الاتصال دي قبل الزيارة ، زمان كنا بنروح نود بعض ولا اتصال ولا غيره .
سما باعتراض : ده زمان مش دلوقتي ، هاجي اهو اتفضلي
خرجوا الاتنين وسما رحبت بها وأمها ضايفتها وقعدوا .
أم علي فتحت شنطة معاها طلعت منها فستان كبير منفوش وقالت: ده فستان لسما لكتب الكتاب إن شاء الله .
سما اتضايقت؛ لأن الفستان لونه مش ذوقها ولا ستايله، هي بتحب الحاجات الرقيقة مش الضخمة بالشكل ده وبعدين ده كتب كتاب مش فرح علشان الفستان يكون منفوش وضخم ، فكرت شوية ازاي تعتذر منها ، تابعت أمها وهي بتقوم تمسك الفستان وتتفرج عليه بعدها قالت بلطف : ما شاء الله بس يا أم علي سما ما بتحبش الفساتين الضخمة كده بتحب الحاجات البسيطة .
أم علي بابتسامة صفرا : ليه هي بتتجوز كل يوم ؟ وبعدين ده هيخليها قمر .
صفية بابتسامة مصطنعة: هي قمر من غير أي حاجة مش محتاجة لفستان يظهر جمالها .
أم علي بضيق : أكيد طبعا عروستنا قمرين مش قمر واحد ( بصت لسما ) ها يا عروستنا قولي رأيك ايه ولا أقولك قومي قيسيه وريهولنا عليكي .
سما ابتسمت باقتضاب : مش عارفة أقولك ايه يا ست الكل بس زي ما ماما قالتلك ده مش ستايلي خالص في الفساتين أنا بحب الحاجات السمبل مش المنفوش كده ، وبعدين ازاي علي يروح يشتري فستان من غير ما يعرفني ؟
أمه بسرعة : لا علي مالهوش في قصة الفساتين دي ، أنا اللي جبته
سما باستغراب : طيب ليه ؟ ما أنا كنت هنزل أشوف حاجة مناسبة ليا أشتريها
أم علي بضيق : و تشتري ليه ما الفستان اهو ولا هي بعزقة فلوس وخلاص ؟
سما بدأت تتضايق فردت بتحفز : مش قصة فلوس خالص ياطنط ، القصة انه مش ذوقي أنا هنزل أشتري حاجة مناسبة معلش
أم علي باستياء : يعني يكون الفستان موجود وننزل نشتري ؟ ده في أي شرع ؟
صفية بعقلانية: قوليلي انتِ جايباه منين يا أم علي و هاخده أنا وسما نروح نبدله بحاجة مناسبة وما تتعبيش نفسك انتِ
ام علي شهقت باعتراض: ما أتعبش نفسي ؟ ومين اللي هتعبله ؟ ده ابني وحيلتي من الدنيا ، وبعدين الفستان مش شارياه أصلا ده فستان علياء بنتي ويادوب اتلبس نص ساعة في كتب كتابها ومركون فقلت نستفيد به .
هنا سما اتجننت وجت ترد بس صفية اتدخلت بحزم: خلاص ده بتاع علياء خليهولها وبنتي هجيبلها الفستان اللي تشاور عليه
أم علي : ليه يعني وده ماله ؟
صفية بحزم : قالتلك مش عاجبها ومش ذوقها وما تخافيش مش هنغرم ابنك دلوقتي بتعترضي ليه ؟
أم علي بصتلهم الاتنين وماعندهاش رد تقوله
سما اتنهدت : كل واحد له ذوقه يا ست الكل أنا ذوقي مختلف عن علياء فلو سمحتي أنا هختار فستاني بمعرفتي .
أم علي وقفت وشالت الفستان مكانه بحنق : انتِ حرة بس ما تطلبيش من ابني فستان بعد كده
سما ابتسمت ببرود : لا ما تقلقيش مش هطلب
سابتهم وراحت بيتها كان في انتظارها ابنها اللي أول ما شافته حدفت الفستان في وشه بغيظ : حضرتها ماعجبهاش( قلدتها ) الفستان مش ذوقي .
علي بضيق : قلتلك بلاش الحركة دي ، مش هتلبس فستان علياء ومش هتوافق .
مسكته من هدومه بانفعال : انت طري كده ليه يالا انت ما تخشن كده بدل ما تتنطط عليك ؟ ولا هتبقى هي الراجل وكلمتها تمشي فوق كلمتك ؟ ايه ده يا اخواتي ؟ ما شوفناش البنات بيطلعلهم حس ويقولوا لا مش عاجبنا! دول بيبوسوا ايديهم وش وظهر ، كلمها واتصرف يلا .
خرج من البيت اتصل بسما اللي ردت عليه بتحفز وقبل ما ينطق سألته بانفعال : انت كنت عارف ان مامتك جايبالي فستان أختك لكتب كتابنا ؟
سكت شوية ففهمت وكملت بتهكم : يعني كنت عارف، انت شايف اني ممكن أوافق على حاجة زي دي ولا أقبلها ؟
علي بتبرير : يا سما يا حبيبتي انتِ هتفضلي في كل خطوة تقفي فيها ؟ يعني دهان الشقة اعترضتي ، الشبكة وعديتها ، العفش وأصريتي على رأيك ، حتى كمان الفستان ؟
سما بذهول : انت بتقولي أنا الكلام ده ؟ ما تقوله لوالدتك وامنعها تتدخل في الأمور اللي تخصنا .
رد باستنكار: دي أمي يعني ايه أمنعها ؟
سما بقوة : أمك على عيني وعلى راسي بس معلش ايه يخصها في عفش بيتي ؟ ولا ايه يخصها في لون حيطة في شقتي ؟ ولا في شكل فستان أنا هلبسه ؟ ايه يدخلها في الأمور دي ؟ انت ازاي موافق تدخلها بالشكل ده ؟
علي اتنهد بتعب : لو سمحتي يا سما مشي الأمور خليها تعدي
سما بإصرار : تعدي لامتى ؟ امتى هتاخد موقف ؟ لما في الأمور البسيطة دي مش عارف تاخد موقف امال لما نتجوز وأبقى في بيتها هتعمل ايه ؟
رد بتصحيح : بيتي مش بيتها
علقت بتهكم : اه صح لا يا حبيبي بيتها ، شقتك جوا بيتها يبقى كله بيتها وطالما هي بتتدخل حتى في فستاني فدي مجرد البداية ، كلمتين أبرك من عشرة أنا ما بحبش حد يتدخل في أموري الخاصة فلو انت ده مش مناسب ليك يا ابن الحلال فاحنا على البر لسه ، ده آخر كلام عندي ، يعني على رأيك أنا مش هفضل أتخانق في كل نفس أتنفسه وزي ما المثل قال الجواب بيبان من عنوانه .
علي بتوتر : قصدك ايه يا سما ؟ ها ؟
سما بصرامة: قصدي واضح يا علي بعد إذنك .
قفلت معاه وخرجت لوالدتها برا أول ما شافتها سألتها بفضول : كلمتيه ؟ ماكانش يعرف صح ؟
سما بضيق : لا سيادته عارف وموافق وبيقولي انتِ مش هتفضلي تعارضي أمي في كل خطوة .
صفية وقفت وقربت من بنتها بترقب: يعني ايه يا سما ؟
رفعت وشها تواجه نظراتها بحزم: يعني هو عنده أمه وبس وكلامها سيف فوق رقبته بيسمعه بدون نقاش وأنا مش هتحمل ده .
همس خرجت للجنينة بعد ما بلغت عواطف تجهز أكل لسيف خفيف عقبال ما تعمل مكالمة تليفون واتصلت بهالة اللي ردت عليها بسرعة : همس طمنيني عنك أخبارك ايه يا حبيبتي ؟
همس باندفاع وعتاب: انتِ صاحبتي وحبيبتي يا هالة بس ده ما يديكيش الحق أبدا انك تنشري حياتي الخاصة في الدفعة أو تتكلمي عني أو عن جوزي، صدمتيني فيكي صدمة عمري وخليتي وشي في الأرض وسيف بيقولي صاحبتك مش أمينة .
هالة بصدمة : همس اسمعيني
ردت بعدم تفكير : لا مش هسمع يا هالة ، حياتي أنا وجوزي خط أحمر ومش معنى انك صاحبتي أو انك ارتبطتي بصاحبه ده يديكي الحق تتكلمي عني أو تنشري خصوصياتي في الدفعة عندك ، صدمتيني بجد صدمتيني .
قفلت بدون ما تستنى تسمع رد منها أما هالة ففضلت مكانها باصة للموبايل ومصدومة في صاحبتها وشكها فيها بالشكل ده، وياريته حتى شك دي كانت مقتنعة بشكل تام!
ونكمل بعدين توقعاتكم
بقلم / الشيماء محمد احمد
شيموووو