روايات

الفصل الحادي والعشرون

ملك فوجئت بكلام أبوها : بابا مش وقته
قاطعها بحزم: لا وقته في أقرب وقت هعملك فرح ما حصلش وهفرح بيكي
نور بصتله بحقد : طول عمرها هي وبس المهمة عندك ، أنا مش محتاجة لحضرتك أنا هجيب محامي وأرفع قضية
قاطعها بزعيق : قسما بالله هقف أول واحد أشهد انك مجنونة وغير صالحة انك تربي طفل ، هو انتِ بني آدمة ولا عندك عقل علشان تربي إيان ؟ انتِ فاقدة المنطق والصح والغلط وأنا بحب حفيدي وعلشان بحبه هبعده عنك لانك أنانية وهتربيه على الأنانية والكره والحقد يملا قلبه لكن أمل اللي بتتكلمي عنها هتربيه على الحب والأخلاق والمبادئ وتطلعه راجل سوي .
نور بصت لأخوها اللي أيد رأي أبوه : انتِ ماعندكيش اللي تقدري تقدميه لإيان ، أبوه وأهله هيربوه صح ، انتِ دخلتي ابنك في لعبتك المتخلفة وتخيلتي ان بعدك عنه هيرجّع جوزك مش هيكرهه فيكي أكتر ، مش عارف أي عقل بتفكري به ، أنا ممكن أتحمل أي حاجة من مراتي إلا انها تقصر مع بنتي .
بصت لفايزة اللي مسحت دموعها تماما وبصت لملك: حبيبتي ملك شوفي خطيبك حابب يجي امتى وأهلا به في أي وقت ، كفاية اللي ضاع ما تضيعيش وقت زيادة.
سابتهم وطلعت أوضتها وشوية شوية الكل مشي وفضلت نور اللي الكره والغيظ ماليين قلبها .

عند عائلة المرشدي وصلوا ودخلوا وناهد وقفت استقبلتهم وقلبها موجوع على ابنها أول ما شافته أخدته في حضنها فابتسم في وشها وباس ايديها الاتنين : أنا كويس صدقيني .
قعدوا كلهم وناهد طلبت من أم فتحي تجيب القهوة للكل ، قطع كلامهم بعدها صوت ضحكة بريئة وخطوات سريعة وجه إيان بيجري وهو بيضحك و وراه إياد و وراهم أمل اللي جت بس ابتسامتها اختفت أول ما شافت الكل والصمت اللي قاعدين فيه ، بصت لمؤمن بعدها لجوزها لكن الولدين كل واحد جري على أبوه .
إيان ادي لمؤمن موبايل أمل اللي كان في ايده : مل ( أمل )
مؤمن ابتسم لابنه وأخد منه الموبايل ، أمل قربت ووضحت: ده موبايلي أخده مني بمساعدة الحرامي الصغير التاني وطلعوا يجروا .
مؤمن ناولها الموبايل بس إيان صرخ وأخده من ايد أبوه : تاعي مس تاع مل .
الكل ابتسم وعاصم قال لحفيده : ده بتاع مرات عمك يا إيان وبعدين مش تيجي تسلم على جدو الأول ؟
إيان بصله وابتسم وكأنه استوعب انه موجود لانه نزل من عند أبوه وراح لجده : ددو
جده شاله وباسه ومن جواه قلبه واجعه لان حرمان الأم أصعب شيء ممكن يتعرضله طفل بس حاول يبتسم للطفل الصغير أما إياد فبص لأبوه باستغراب : ددو ؟
كريم ابتسم : أيوة جدو
إياد بص لحسن وشاور عليه : ده ددو
كريم حاول يشرح لابنه : وده كمان جدو علشان هو بابا مؤمن يبقى جدو
إياد مافهمش ونظرات الحيرة في عينيه فأمل اتدخلت : إياد مش انت وإيان اخوات بس انت عندك بابا وماما وهو عنده بابا وماما تانيين صح ؟ كمان كريم ومؤمن زيك انت وإيان كل واحد فيهم عنده بابا وماما فكلهم يا حبيبي هيبقوا جدو وتيتا فهو جدو زي جدو حسن فهمت ؟
إياد ابتسم لأمه ونزل من عند أبوه راح لعاصم وابتسم: ددو
عاصم شاله هو كمان بابتسامة وقعده قصاد إيان وضمهم الاتنين بحب : ربنا يجعلكم نبتة صالحة يارب ويطرح فيكم البركة ويديم محبتكم زي أبهاتكم لآخر يوم .

محمد في بيته بيراقب حفيده أنس اللي بيلعب بسعادة وشريط حياته بيمر قدامه ، مستغرب ازاي سمح لمراته تتحكم في حياته زمان بالشكل ده ؟ ازاي سمحلها تخرب حياة بنته سمر وتدمرها ؟
يا ترى لو وقف في وشها وتصدى ليها مش يمكن فضلت بنته عايشة للحظة دي بدل ما هي استسلمت لأهوائها واختارت تنهي حياتها بالشكل المؤسف ده ؟
أسئلة كتيرة للأسف مش عارفلها إجابة ، بس اللي عارفه و واثق منه ان دخول زينب لحياته غيرها وبدلها وبقت أكبر نعمة ربنا أنعم عليه بها .
انتبه من أفكاره على صوت زينب بتحط صينية قدامه : عملت الشاي بتاعك المظبوط يلا نشربه قبل ما تنزل شغلك ، وكمان دوق الكيكة دي بالبرتقال زي ما بتحبها انت وأنس يلا .
ابتسم وبصلها بامتنان : دخولك حياتي كان أكبر نعمة اللي لو فضلت ليل نهار أشكر ربنا عليها مش هوفي حقه عليا ، لان فضله كان كبير أوي .
ابتسمت بحرج : أنا كمان حياتي ماكانش ليها معنى يا محمد وانت نورتها واديتني هدف وحياة أرجع أعيش فيها تاني ، كنت نسيت طعم الفرحة والسعادة وانت رجعتهملي تاني .
مسك ايدها باسها : ربنا ما يحرمني منك
ردت بحب : ولا منك
قاطعهم أنس اللي جه يجري عليهم : ماما ، كيكة اتي
ابتسمت وناولته قطعة أخدها وجري يكمل لعبه .

آية وصلت البيت مخنوقة من كل حاجة ومن صحباتها تحديدا ، دخلت أوضتها غيرت هدومها وفضلت زهقانة وبعدها قامت تروح لهمس اللي اختلفت مع سيف بسببها ، خبطت عليها وهمس ردت : مين ؟
آية جاوبتها فهمس فتحت الباب بابتسامة عريضة : تعالي ادخلي
همس كانت لسه لابسة قميص سيف ومشمرة أكمامه وشكله طويل عليها لانها قصيرة ، آية ابتسمت : انتِ لابسة قميص سيف ليه ؟
ابتسمت بحرج : عادي بحب ألبس هدومه ادخلي ولحظة وهغير .
دخلت ولبست بنطلون برمودا وخرجت فآية ابتسمت
همس وضحت : كده أسرع
قعدوا قصاد بعض بحرج نوعا ما والاتنين ساكتين لحد ما آية اتكلمت : همس مش عايزاكي تزعلي من سيف بسببي
بصتلها باستغراب : أزعل بسببك ليه ؟
ردت بتردد : يعني امبارح وهو بيتكلم معايا هو بس كان عايز يوريني اني مهمة لكن طبعا مش أهم منك ، سيف بيعشقك ولا يمكن يبدل حتى شعرة منك قصاد العالم كله ( مسكت ايديها الاتنين وكملت ) انتِ عالم سيف ومحور حياته
همس ابتسمت بحرج وعرفت ان آية عرفت بزعلهم فقالت : أنا واثقة في حب سيف أنا حاجة تانية ضايقتني ( بصت لعينيها وكملت) انتِ مش سبب لأي زعل بينا وأنا من النوع اللي بيقدس علاقة الأخوات ببعض لاني بعشق نادر وبحبه وقريبين من بعض فلا يمكن أتضايق أبدا من قربك انتِ وسيف دي حاجة اتأكدي منها تماما .
سكتوا شوية بعدها همس سألتها : اوعي يكون سيف طلب منك تكلميني أو قالك اني زعلانة
آية وضحتلها : لا مش بالظبط بس أنا شوفتكم بالليل عند حمام السباحة ولاحظت انك متضايقة وهو بيرخم بزيادة
همس بمزاح : أيوة كان رخم صح ؟ يعني ماكانش متهيألي ؟
آية ضحكت : لا هو قادر يكون رخم وأوي كمان المهم يا ستي أنا سألته ليه بيضايقك فالكلام جاب بعضه يعني ، سيف على فكرة مش الشخص اللي بيحكي عن نفسه أو يتكلم عن أسراره وحياته الشخصية مع أي حد .
همس بتأكيد : انتِ هتقوليلي أصلا صمته ده أساس أي حاجة عدينا عليها .
اتكلموا شوية بس آية سألتها فجأة : انتِ ليه بتحبيه أوي كده ؟ أو مش ليه ؟ عرفتي ازاي ان هو ده الحب ؟ ازاي كنتي واثقة ان هو ده الإنسان اللي عايزة تكملي حياتك معاه ؟ أخدتي القرار ده ازاي ؟
همس فهمت انها أكيد بتتكلم عن نفسها فردت بابتسامة : ماكنتش عارفة اني بحبه ، اه بفرح لما أشوفه ، قلبي بيدق بأعلى ما عنده أول ما يلمحه ، اليوم اللي بيغيب فيه بحس اليوم كله رخم وتقيل ودايما في حالة انتظار ، يعني كنت دايما محتارة ومتلخبطة ومش عارفة عايزة ايه ومش عارفة بعمل ايه
سألتها بحيرة لان دي حالتها : طيب ازاي نهيتي الحيرة دي ؟ ازاي دخلتي في اليقين ان هو ؟
همس ردت بثقة : علشان أول ما بعد مت ، مش ببالغ يا آية بس حرفيا مجرد ما عرفت انه خطب حياتي انتهت ، ماقدرتش أتنفس ، ماقدرتش أروح الجامعة ، ماقدرتش أتكلم ، حسيت بانهيار تام في حياتي ، سافرت البلد لأن كل الطرق اتسدت في وشي أحلامي اتبخرت ، مابقاش في أي حاجة ليها معنى ، انتهيت وبس ، ده اللي عرفني ان هو لان من غيره كل حاجة بتفقد معناها ، بتبقي ميتة ، ولا أب ولا أخ ولا أم ولا صديق كل دول مالهمش تأثير انتِ عايزاه هو وبس جنبك ، هو ممكن يقوم بأدوارهم كلهم لكن كلهم للأسف ما يقوموش بدوره ، وبالرغم من جرحه الكبير ده ماعرفتش أكرهه فضلت بحبه برضه ، الحب يا آية ممكن يكون أجمل حاجة حصلت في حياة الإنسان بس برضه ممكن يكون أسوأها ، لما تلاقي إنسان مش بتعرفي تتنفسي من غيره اعرفي ان هو ده حبيبك ، انتِ لسه بتسأليني ليه لابسة قميصه ، هجاوبك ببساطة شديدة علشان فيه ريحته ، بحس بوجوده حواليا لحد ما هو يجي وياخدني في حضنه من تاني ، ده اللي بيخليني ألبس هدومه .
آية طول ما همس بتتكلم وهي متخيلة سبيدو قدامها ، ممكن يكون هو ده الحب فعلا ؟ سألتها بتشتت: طيب انتِ عرفتي ده بعد الأزمة اللي اتعرضتيلها لكن لو مفيش أزمات الواحد يعرف ازاي ؟
ردت بثقة: قلبك هيقولك ، حياتك هتتحول لانتظار وبس عايزاه دايما قدامك وطول ما هو مش قدامك انتِ مستنياه ، قلبك بينبض بشكل مختلف قدامه ولما بيمشي كل حاجة بترجع لرتمها ، هتعرفي صدقيني ، هتلاقي لحظة معينة كده بتخبطك وبتقولك في وشك انتِ بتعشقيه .
ابتسمت باستغراب : بجد هعرف ؟
أكدت بثقة: أيوة هتعرفي .
آية فكرت تحكيلها عن سبيدو وبالفعل قررت تتكلم معاها فقالت : انتِ عارفة يا همس أنا في
قاطعهم خبطة سريعة على الباب واتفتح بعدها علشان يدخل سيف اللي اندهش بآية مع مراته فابتسم للاتنين : بتنموا على مين كده ؟
قرب منهم و باس راس آية وراس همس اللي قالت بمرح : بننم على العامل المشترك ما بينا .
ابتسم وبصلهم بمداعبة: ربنا يستر طيب علشان العامل المشترك ده مظلوم ما بينكم والله ومش عارف يسلك مع واحدة فيكم فما بالكم انتم الاتنين ؟
ضحكوا واتكلموا شوية وفجأة همس لمحت اللزقة اللي على رقبة سيف فشهقت بفزع وسألته: ايه ده مال رقبتك؟
آية أخدت بالها وسألته بتوتر: انت اتعورت ولا ايه ياسيف؟
ابتسم ورد بمغزى: أبدًا دي زي عضة قطة كدا
الاتنين بصوله بعدم فهم وهمس سألت: هو انت بتلعب مع قطط في الشارع؟
رد بمراوغة: لا في البيت

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل