
غادة بسرعة : يا خبر يا باشمهندس حضرتك اللي بتعتذر ؟ والله الموضوع بسيط يا جماعة بلاش تكبروه ، حصل خير بجد .
طه حط دراعه على كتف مؤمن وقال بود : بتتكلم في ايه انت ده احنا بقينا عيلة وأهل من زمان ، ما تقفش كده .
أم فتحي خرجت تبلغهم ان الغدا جاهز ، قبل ما تنسحب مؤمن وقفها وباس راسها : حقك عليا أنا ، انتِ مكانتك محفوظة في البيت ده من سنين
أم فتحي اتأثرت بتصرفه لانها بتعتبرهم ولادهم فقالت بصدق: ربنا يعلم اني اعتبرتكم كلكم عيالي والله وعايشة في البيت ده حبا في أهله وبس
ناهد ابتسمت : وأهل البيت كله بيحبوكي يا أم فتحي ، انتِ غالية والله
ابتسمت بسعادة لتقديرهم ليها وبعدها انسحبت ، الكل اتجمع على الغدا والصمت كان مسيطر على الكل إلا حسن وعبدالله من وقت للتاني بيقطعوا الصمت ده ، بعد انتهاء الغدا عبدالله أصر يمشي بأسرته بعد جدال طويل كريم وأهله وافقوا، وهم بيودعوهم عبدالله أخد كريم على جنب وقال بهدوء: أنا ما سألتش على موضوع الصور ولا شكيت فيك بس ده مايمنعش انك تتجنب الشبهات ياابني
كريم بتوضيح: أنا بالفعل ياعمي بعيد عن أي شبهة بس في ناس بيحاولوا يضروني
عبدالله هز راسه بتفهم: ربنا يحفظك ياابني، مفيش داعي أقولك خلي بالك على بنتي لاني واثق انك شايلها في عينيك
كريم بابتسامة: شايلها في قلبي وعيني والله
عبدالله ابتسم: ربنا يهدي سركم ويبعد عنكم ولاد الحرام
رجعوا للباقيين وعبدالله سلم عليهم ولما طه سلم على أمل وباسها كريم قال بسخط: مابتعرفش تسلم من بعيد لازم بوس وأحضان؟ ايه جو الأتراك ده
كلهم ضحكوا عليه وطه رد بمداعبة: أختي وبراحتي ياعم
كريم بغيظ: أسطوانة كل مرة دي عارفها وهرجع وأقولك أختك قبل ماأتجوزها إنما دلوقتي ممنوع اللمس
مؤمن بمرح: ايه ده هي بعد الجواز بتنعزل عن أهلها؟ ماتقولي حاجة يا أمل انتِ موافقة على الديكتاتورية دي؟
أمل بمرح: انت عايزني أجي في صف حد والتاني يمسكهالي؟ لا ياعم خليهم يتخانقوا عليا أحسن
ضحكوا وبعدها أهلها مشيوا والباقيين دخلوا
وقبل ما كل واحد ينسحب لأوضته حسن وقفهم وقعدوا كلهم في انتظار انه يتكلم ، حسن بصلهم وبعدها ركز نظره على مؤمن باستفسار : انت ناوي على ايه ؟
مؤمن بصله بحيرة : ناوي على ايه في ايه يا عمي ؟
وضح بجدية : في اللي حصل النهارده في الشركة وفي البيت وفي حياتك كلها .
مؤمن بص للأرض بحزن: والله يا عمي ما عارف بس نور زودتها أوي
حسن بهدوء : طيب فكر معانا يا ابني بصوت عالي ، خلينا نشارك معاك في أفكارك ولا مش حابب ؟
مؤمن أخد نفس طويل قبل ما يرد: بفكر أطلقها بشكل رسمي وأنهي القصة دي تمامًا ، آخد مأذون وأروح أطلقها خليها بس تفهم انها لو بتعمل كده علشان تلوي دراعي فالموضوع منتهي
كريم باعتراض : بلاش يا مؤمن تاخد الخطوة دي
حسن قاطعه : انت تسكت دلوقتي يا كريم وسيبه ياخد القرار اللي مأجله ، دي حياته هو وهو اللي عايشها واللي هو عايزه احنا هننفذه ، مؤمن ( بصله فكمل بنصح) ما تفكرش في أي حد غير في مؤمن وإيان وبس مش حابب تاخد الخطوة دي بلاها براحتك ، عايز تردها وتجيبها غصب عنها هاتها ، عايز تستنى شهور العدة تنتهي وطلاقكم يبقى رسمي براحتك
مؤمن بإصرار : اللي حصل النهارده كان لا يحتمل وغير مقبول ولو مر مرور الكرام هتكررها تاني وتالت وأنا مش هقبل ده يا عمي
ناهد : طيب هتعمل ايه ؟ أبوك جاي في الطريق عمك كلمه
مؤمن بهدوء : أيوة عارف كلمني وقالي ، النهارده هطلقها رسمي
حسن : طيب هكلم عمك خالد وأقوله اننا هناخد مأذون ونروحلهم آخر النهار بعد ما والدك يوصل بالسلامة ، تمام كده ؟
مؤمن وقف : تمام ، بعد إذنكم هطلع أرتاح شوية لحد ما أبويا يوصل .
راقبوه لحد ما اختفى بعدها كريم قام وناهد وقفته : سيبه دلوقتي
كريم بصلها باستنكار : لا طبعا بعد إذنكم .
طلع وراه أوضته وخبط ودخل لقاه قاعد على طرف السرير فقعد جنبه وسأله : انت مرتاح للخطوة دي ؟
مؤمن اتنهد ورد سؤاله بسؤال: انت شايف قدامي غيرها ؟
كريم بصله باستنكار : يعني ايه ؟ انت عايز تعمل ايه ؟ مؤمن ده قرارك انت لوحدك ، روح خدها بالعافية دي مراتك تقدر تردها
مؤمن ضحك بتهكم : يعني هي تيجي تهزقني وتغلط فيا في الشركة وأنا أروح أردها ؟ ( بصله بغضب وكمل بحدة) ده أنا لو هموت بعدها مش هعملها ، قال أردها قال
كريم : طيب لو هي اعتذرت ولما هتلاقي الموضوع دخل في الجد قالتلك خلاص بس ارجع هتعمل ايه ؟
مؤمن بصله باستنكار : انت متخيل ان نور بعد الحد اللي قطعته ده ممكن ترجع وتعتذر ؟ تبقى موهوم
كريم : بقول افرض ، هي بتلعب على نقطة ومعتمدة عليها لو لقت الموضوع هيقلب جد ممكن تتراجع ساعتها هتعمل ايه ؟
مؤمن نفخ بضيق : يعني ايه ؟ بنلعب طول الفترة اللي فاتت ؟ معرفش انت شايف المفروض أعمل ايه ؟
كريم بذهول : انت بتسألني أنا ؟
مؤمن بصله بتأكيد: اه بسألك انت ، انت لو مكاني هتعمل ايه ؟
كريم وقف بحيرة ومش عارف يقوله ايه فكمل : لو أمل هتعمل ايه ؟
بصله بذهول: لو أمل ؟ معرفش يا مؤمن ، بس أكيد لو أمل هديها فرصة
مؤمن بتعجب : هتديها فرصة ؟ بجد ؟ ولامتى ؟
جاوبه ببساطة : لمالانهاية ، هديها فرصة ورا فرصة ورا فرصة لحد ما كل حاجة تنتهي لوحدها ، حياتي من غيرها مالهاش معنى فلو أنا مكانك مش هاخد الخطوة دي مش هجيب مأذون وأروح أطلقها رسمي أبدا ، هفضل على أمل انها ترجع وهستناها ترجع لحد ما شهور عدتها تخلص وغصب عني الطلاق يكون رسمي ، أعتقد ده اللي هعمله.
مؤمن بيسمعه بذهول وبعد ماخلص قال بتهكم : كريم انت بتزعل من أمل لو فكرت تمشي وكنت هتطلقها فيها
رد بتوضيح : بزعل كعاشق أيوة بزعل علشان تفكيرها انها تبعد عني لكن مش هنهي حياتي كلها معاها
مؤمن بسخرية : انت بتتكلم عكس ما بتتصرف
كريم بهدوء : مؤمن انت بتتكلم عن انفصال تام ، طلاق رسمي مش زعل ، مش خصام ، مش يومين وهنرجع ، و بعدين انت بتسألني عني وأنا بجاوب عني في ظروفي دي ، في علاقتي بأمل ، في حبي ، في أم ابني ، لكن أنا مش في ظروفك ولا أنا مكانك ، ومعرفش لو اتحطيت مكانك وأمل اتصرفت زي نور ممكن أتصرف ازاي ؟ وبعدين العناد بيولد الكفر ، ممكن ساعتها أفكر كده لكن دلوقتي وأنا على البر وبعيد بقولك ده تصرفي وبقولك ده ليه علشان لو انت محتاج رأي حد بعيد عن اللي انت عايشه قرارك كان هيبقى نفس قراري لو انت مش جوا المشكلة دي ، أنا بتفكيري دلوقتي وبعلاقتي بمراتي حاليا بقولك مش هبعد ومش هاخد قرار الطلاق الرسمي لكن لو اتحطيت مكانك قراري هيبقى ايه معرفش ، انت قدامك القرارين واحد وانت جوا المشكلة وأنا اديتك اللي خارج المشكلة ، دلوقتي تعمل ايه ده بقى قرارك لوحدك ، هسيبك ترتاح شوية وتاخد القرار اللي يناسبك .
سابه وخرج راح أوضته كانت فاضية فنزل أوضة الولدين لان أكيد أمل فيها .
دخل كانت أمل قاعدة على الأرض والولدين قدامها بيلعبوا ، بسنت شافته و وقفت فشاورلها تفضل مكانها بس هي قالت وهي خارجة : هسيبكم براحتكم
خرجت وهو قرب من أمل اللي انتبهتله فابتسمت : حبيبي
قعد جنبها على الأرض وابنه قرب منه يديله لعبة في ايده فأخدها منه وباسه وإيان قرب منه هو كمان فباسه زيه والاتنين كملوا لعبهم
أمل سألته : مؤمن أخباره ايه ؟
كريم : محتار ومش عارف يتصرف ، قرار الانفصال ده صعب
أمل بصتله بعمق ومستغربة ازاي نور قادرة تبعد كل ده عن جوزها وليه ؟ معقول مش بتحبه كفاية ؟
كريم ابتسم : هتفضلي تبصيلي كده كتير ؟
ابتسمت بخجل وبصت قدامها فحضنها بشغف: ربنا يخليكي ليا دايما وتفضلي في حياتي
أمنت على كلامه وسألته بعدها : انت ايه رأيك ؟ المفروض يعمل ايه ؟
رد ببديهية: الحب ما بينتهيش بسهولة وصعب ناخد قرار ننهيه ، رأيي يدي حبه فرصة تانية وما يفقدش الأمل فيه ، ممكن نور تبقى معتمدة ان قدامها شهور العدة ترجع فيهم فبلاش يقفلها طريق الرجوع .
بصتله بذهول : انت ده رأيك ؟
بصلها بدهشة : هتعملي زي مؤمن ؟ أنا مش عارف امتى اديتكم انطباع عني اني بياع ؟
أمل بتهكم : يمكن ساعة ما قلت لنونا انك حاسس انك اخترت غلط ؟ وكنت مستعد تنفصل عني
بصلها بتهكم : يعني أنا كنت زعلان لمجرد انك فكرتي تبعدي عني فأقوم أنا أنفصل عنك تماما ؟ أنا مااتقبلتش تبعدي عني يومين ، زعلت علشان قادرة تفكري كده ، ايه اللي في رد فعلي ده يقول اني عايز أنفصل ؟ أنا مش قادر على بعد يومين عنك، أقوم انفصل تماما ؟ ده المنطق بتاعكم ؟ وبعدين أنا ماقلتش كدا بالظبط
حست بقلبها بينبض بسرعة ومدت ايدها بتردد مسكت ايده وهمست بعشق : بحبك اوي
رفع ايدها لشفايفه باسها بشغف: وأنا بعشقك أوي أوي
سحبت ايدها بخجل وبصت حواليها : هي بسنت راحت فين ؟
قامت تشوفها فقام زيها: أعتقد خرجت برا
أمل قبل ما تخرج تشوفها بصتله : اطلع أوضتنا وأنا هطلع وراك
ابتسم بخبث : أطلع أوضتنا ليه ؟
بصتله باستنكار فابتسامته وسعت باستفزاز: قولي ليه ؟
تجاهلته وهتكمل بس قرب منها بسرعة ومسك دراعها شدها عليه بإصرار : قولي ليه ؟
بصتله وهي بتهرب من عينيه : انت عايز تسمع ايه ؟
مسك وشها ثبت عينيه عليها وهمس بلهفة : عايز أسمع منك قد ايه بتحبيني ؟ عايز أشوف في عينيكي ده، الرغبة اللي بتداريها دي عايز أشوفها وأحسها ، عايزك تقوليلي ( عيونهم متعلقة ببعض وهو استنى لحظة قبل ما يكمل بهمس ) قوليلي انك عايزاني