روايات

الفصل الثامن عشر

سيف رد على همس ببرود: انتِ ماعندكيش أدنى فكرة أنا جناني ممكن يوصل لفين وبعدين جنون بجنون بقى زعلانة ليه ؟
جت تطلع بس زقها تاني لكن المرة دي نزل معاها الميا ومسك ايديها الاتنين بعنف كتفها وركز نظراته على وشها بحزم: فوقي كده وكلميني ايه اللي مضايقك ؟
ردت بغيظ وهي بتحاول تبعد عنه : حاليا انت وبس .
كتف ايديها الاتنين ورا ظهرها وسألها: أنا برضه ؟ طيب يا ستي أنا ، أنا عملتلك ايه ؟
بصت لعينيه بغيظ وحاولت تخلص نفسها بس بدون فايدة فقالت بضيق : ينفع تسيبني ؟
رد ببرود: لا مش هسيبك ، زعلانة ليه واوعي تقوليلي علشان أخدت اللاب أو قعدت عليه لانك قالبة وشك من قبلها .
ردت بتهكم : يااا يعني انت واخد بالك وناصح اهو امال ايه بقى ؟
أرخى ايديه اللي مكتفينها ورد برفق: حبيبتي أنا أخدتك في حضني وحاولت أكلمك ، كان رد فعلك ايه ؟ مش سيبتيني ومشيتي ؟
ردت بهجوم: اه روحت قايل تخبط دماغها في أتخن حيطة أشوف أنا اللي ورايا ، صح كده ؟
غصب عنه ضحك على أسلوبها ، فزود ضيقها وغيظها منه ، ماكانتش عارفة تعمل ايه بتزقه بس مش بيبعد ، حاولت تغرقه بس قوته أكبر منها بمراحل وكل ما بتحاول حاجة ضحكه عليها بيزيد ، فصرخت بغضب : أنا مقاطعاك مدى الحياة ها ؟
سيف لفها وحضنها كلها من ظهرها وشبه كتفها وسند دقنه على كتفها وقال بجدية: أنا راضي ذمة أبوكي انتِ تقدري تقاطعيني يوم واحد بس مش مدى الحياة ؟
حاولت تخلص نفسها وردت بعناد: اه هقاطعك طالما انت رخم وغلس كده ابعد عني بقى .
سيف شدد ايديه حواليها ورد وهو بيبوس رقبتها بشغف بين كل كلمة والتانية: الرخم والغلس ده بيعشقك وبيموت فيكي
لفها تواجهه ومسك وشها وثبت نظراته على عينيها وكمل بصدق : ومستعد يحارب أو هو بالفعل حارب العالم كله علشان تبقي في حضنه طول الوقت ، قوليلي الرخم ده عمل ايه زعلك منه كده ؟ وأنا – فكر للحظات وكمل – هغرقهولك هنا في البسين لو هو بجد مزعلك .
قربه منها بالشكل ده والطريقة اللي كان بيبوس بها رقبتها وكلامه ونظراته خلوها مش فاكرة ايه اللي مضايقها وعايزة تستمتع بحضنه ده وبس ، أخيرا لقت صوتها وقالت بخفوت: بعد الشر عليه أنا اه هقاطعه مدى الحياة بس ده ما يمنعش اني بحبه برضه .
سيف ضحك وده جننها منه فزقته بغيظ: والله رخم بجد.

آية فوق متابعاهم واستغربت ليه اتخانقوا وازاي اتصالحوا ، تلقائيا لقت نفسها بتفكر في سبيدو حست ان هو ده الإنسان اللي ممكن تتخانق معاه وتصالحه في نفس الوقت بالشكل ده ، دخلت أوضتها مسكت موبايلها تقلب فيه بزهق ولقت نفسها بتدور عليه عند أخوها أكيد هو من الأصدقاء عنده ، لقته بالفعل كان حاطط صورة البروفايل عنده صورة خاصة به ساند على عربية زي عربيات السباق ولابس نظارة شمس ، كان شكله زي فارس الأحلام اللي بنات كتير بيتمنوه أو يحلموا به أو ده كان إحساسها هي في اللحظة دي ، اتمنت لو يقبل يمسك المصنع ويكون في وصلة بينهم .
نفضت أفكارها بعنف لانها حست انها بتكرر نفس أخطاء الماضي .

هند في بيتها قاعدة مع زوجها وأنس موبايلها رن كان أخوها فردت عليه بسرعة وبعد السلام حست انه عايز يتكلم فقامت دخلت البلكونة يتكلموا براحتهم : أنا دخلت البلكونة يا نادر علشان أعرف أتكلم براحتي بعيد عن بدر وأنس اللي عاملين دوشة
سألها باهتمام : خير يا قلبي ؟ طمنيني عنك انتِ وبدر، في حاجة مضايقاكي ؟ اتكلمي براحتك
استغربت؛ لانه فهم خروجها انها محتاجة تتكلم مش عايزة تسمعه : حبيبي أنا طلعت اسمعك انت ، أنا الحمد لله أموري تمام مع بدر طمني عنك انت ، كلمت ماما قريب ؟
اتنهد بضيق : كلمتني النهارده بتحاول تفوقني علشان ألحق نفسي قبل ما أتدبس بارتباطي بملك ، ماما شايفاني بتدبس مش قادرة تقتنع اني بحبها يا هند ومش عارف بصراحة أعمل ايه معاها ؟
هند صعب عليها أخوها اللي لأول مرة يحب بعد موت بسمة ومش عارفة ازاي مامتها مش قادرة تستوعبه بالشكل ده وازاي قادرة تقف قصاده فردت بلين : نادر يا حبيبي ماما مصيرها هتتقبل ملك ان ماكانش النهارده فبكرا الموضوع بالنسبالها وقت مش أكتر ، فركز مع ملك وعيش بقى حياتك الفرح مش بيستنى كتير يا نادر .
ضغط على الموبايل في ايده وقال بلهفة : انتِ بجد شايفة كده ؟
أكدت بابتسامة: أنا مش شايفة غير كده ، صدقني هتندم على كل لحظة وكل يوم عشت فيهم لوحدك بدون شريك حياتك وخصوصا لو الشريك ده كان الإنسان الصح ، كل يوم فرحة وكل يوم حياة جديدة وكل حاجة بقى ليها طعم و معنى ، خد قرارك وكلنا معاك وماما هتيجي لوحدها .
نادر حس بارتياح من كلامها وسألها بتمني : يعني أحدد ميعاد الفرح يا هند ؟
هند فرحت وردت بحماس : اه طبعا في أقرب وقت وسيب أمك عليا بس حدد انت الميعاد .
قفلت معاه وهي مبسوطة ودخلت لزوجها اللي لاحظ ابتسامتها : يارب يديم الابتسامة الحلوة دي على وشك دايما يا قمري .
قعدت جنبه وبصتله بحب : نادر هيحدد ميعاد الفرح
ابتسم زيها : ربنا يتممله على خير – كشر بحيرة – بس مامتك ؟
كشرت زيه واتنهدت : مش عارفة ماما مالها وليه بترخم عليه بالشكل ده ؟! ما تسيبه يختار براحته ، هو اللي هيعيش معاها مش حد تاني وطالما بيحبها خلاص الدنيا كلها تهون .
بدر حط دراعه حواليها : الدنيا فعلا بتهون بقرب الحبيب ده مش هنكره أبدا.
بصتله بتوسل: ساعدني أقنع ماما توافق على ملك .
ابتسم وحط ايده على خدها : حاضر يا قلبي بإذن الله هنقنعها .

همس طلعت من حمام السباحة وبتحاول تعصر الروب، سيف طلع قعد على حرف البسين ومتابعها بنظراته فقال : طيب أعملك ايه علشان ترضي وتفكي الوش الخشب ده ؟
بصتله بغيظ : تسكت خالص الليلة دي ده اللي تعمله .
مشى ايده على شفايفه علامة الصمت انه مش هيتكلم تاني .
وقفت وحست انها هتتجمد من البرد بصتله بتذمر : الجو تلج يا سيف انت رخم بجد .
فتح دراعاته بابتسامة عريضة : هنا دافي تعالي
بصتله من فوق كتفها بعناد : لا مخاصماك أصلا .
سابته ومشيت تطلع أوضتها فقام جري وراها فجريت بسرعة، قابلها عز في وشها فوقفت بإحراج وهو أول ما شافها مبلولة اتفزع وسألها بقلق : همس انتِ وقعتي في حمام السباحة ولا ايه ؟ انتِ كويسة ؟
ابتسمتله بخجل : عمو أنا كويسة – سيف جه وراها فكشرت وبصت لحماها وقالت بغيظ – ما وقعتش بس حد دمه تقيل وهزاره أتقل .
عز بص لابنه بلوم فسيف قال بمرح : هي اللي قفوشة أعملها ايه ؟
همس اعتذرت من حماها : بعد إذنك يا عمو هدخل أغير هدومي
عز بسرعة : اتفضلي طبعا يا بنتي .
استناها لحد ما قفلت الباب بعدها بص لابنه وقبل ما يتكلم سيف قال بهدوء : احنا مش زعلانين لو ده اللي عايز تقوله ده كان مجرد هزار تقيل بس علشان أفوقها مش أكتر .
عز اتنهد وقرب من ابنه بهدوء : ربنا يسعدكم يا ابني أنا كل اللي عايز أقوله ان مش دايما بيكون الهزار مقبول وخصوصا لو في حاجة مهمة شاغلة الإنسان ساعتها مش بيتقبل الهزار ، همس شكلها متضايقة من حاجة وعلشان كده مااتقبلتش الهزار لانها بطبيعتها أعتقد بتتقبل وبتحب الهزار بكل أنواعه فاعرف ايه مضايق مراتك مش ترخم عليها بزيادة .
سيف طمنه : حاضر يا بابا ما تقلقش أنا بعرف أتعامل مع همس وأحتوي زعلها ، يلا تصبح على خير
قبل ما يدخل أوضته عز سأله : عملت ايه في موضوع مدير المصنع ؟
سيف بصله بابتسامة غامضة : بكرا يا بابا نتكلم مش دلوقتي ، دلوقتي خليني ألحق ست الغضبانة دي وأعرف مالها زي ما قلتلي ولا أغير هدومي وأجي نتكلم ؟
عز برفض : لا خليك مع مراتك الصباح رباح .
دخل أوضته كانت همس لابسة برنس وبتنشف شعرها ، دخل غير هدومه وحاسس بنظراتها النارية و واصله ضيقها منه ، حاول يخمن ممكن تكون زعلانة ليه بس لأول مرة يفشل انه يفهمها ، وقفت محتارة تلبس ايه وبتقلب في هدومها ، جه وقف وراها تماما ومد ايده اختار قميص نوم أسود مغري وقالها بهمس : ما تلبسي ده
أخدته من ايده بعنف رجعته مكانه بدون ما ترد فاختار واحد تاني وبرضه بنفس رد الفعل رجعته مكانه ولسه هتمد ايدها بس سمعت تحذيره : والله يا همس لو اخترتي أي بيجامة أطفال هقطعها قبل ما تلبسيها كفاية تحسسيني اني متجوز طفلة وكفاية أوي زعل العيال ده اللي مش فاهمله سبب .
بصتله بحدة بس اكتشفت غلطها لانها لما لفت تواجهه وهو بالقرب ده بقت كلها في حضنه ، تجاهلت توترها وزعقت باعتراض: أنا مش طفلة يا سيف
زعق بغيظ : يبقى بطلي تتصرفي على الأساس ده ، زعلانة من حاجة قوليها ، متضايقة من حاجة قوليها يا إما عرفيني في ايه لكن موضوع التخمين ده وضرب أخماس في أسداس مش ظريف أنا من بدري بحاول أفهم مالك فبلاش توصليني لمرحلة التطنيش لحد ما تهدي وتكوني مستعدة تتكلمي .
ردت بحدة : حلو أوي كده وانت قلت المفيد طنشني لحد ما أكون مستعدة أتكلم .
بصلها بعمق وفكر في كلام كتير لكن كل اللي قاله : طيب براحتك تصبحي على خير .
سابها وخرج برا وهي فضلت واقفة مكانها بجمود مستغبية نفسها تماما ، يعني هو بيكلم أخته وبيحاول يقرب منها وهي سمعت صدفة كلامه فليه بتهتم به ؟ غصب عنها الكلام ضايقها هل ممكن يستبدلها فعلا بسهولة ؟ امال هي ليه مش شايفة غيره في الكون ده كله وكأن عالمها اتلخص فيه هو وبس ؟
أخيرا اختارت قميص نوم طويل للنوم لونه ذهبي ، لبست الروب بتاعه وخرجت بس فوجئت بالأوضة فاضية فقعدت بإحباط على السرير .
سيف نزل تحت شاف أبوه قاعد في الجنينة فراحله وسأله باختصار : بقولك أنا هعمل قهوة أعملك معايا ؟
أبوه استغرب نزوله بس وافقه : أكيد
دخل عمل كوبايتين قهوة وخرج قعد مع عز اللي لاحظ ضيقه لكن ماحبش يضغط عليه ، شرب من القهوة وقال بإعجاب: تسلم ايدك قهوتك دايما مميزة
ابتسم باصطناع وبعدها قال : أنا كلمت سبيدو يمسك المصنع
عز بصله بذهول: سبيدو ؟ انت متأكد من اختيارك ده يا سيف ؟
سيف شرب قهوته باسترخاء ووضح بهدوء : مهندس نفس مجالنا ، ذكي مش هننكر ده ، عنده خبرة حلوة في إدارة أي بيزنس ، أعتقد انه اختيار ممتاز .
عز بتخوف : بس شغله السابق والدارك ويب يا سيف والنوعية اللي كان بيتعامل معاها والمشاكل الكتير اللي ممكن تيجي معاه ؟
سيف بصله بثقة : وبسبب كل المخاوف دي أنا شايفه أكتر حد مناسب ، سبيدو اتعامل مع مختلف الانواع ومش هننكر انه عنده مقدرة تامة على السيطرة على كل اللي حواليه ولانه مر بمشاكل كتيرة وبسبب طبيعة شغله فهو الشخص المناسب تماما انه يمسك مكان فيه شغب زي المصنع لانه هيعرف يسيطر عليه ، والأهم من كل ده اني بثق فيه وبأتمنه على حياتي نفسها .
عز بالفعل مقتنع بكلام ابنه بس برضه قلقان فقال: بس برضه ماعندهوش خبرة في إدارة مصنع
سيف : بابا المصنع شغال كويس لكن حاليا احنا محتاجين حد صارم يسيطر عليه فسبيدو هو الحد ده ومع الوقت هيفهم ايه المطلوب منه بس هو يوافق .
عز بذهول : يوافق ؟ هو معترض ؟
سيف : مش حكاية معترض بس يادوب عرضت عليه الوضع ولسه ماردش عليا .
اتكلموا كتير لحد ما عز وقف : أنا هقولك تصبح على خير كفاية كده .
سابه وطلع وسيف قام وراه دخل أوضته كانت همس منكمشة على طرف السرير نايمة .
دخل مكانه جنبها وحاول ينام بس ماعرفش يغمض عينيه ، بص ناحيتها وسأل نفسه ( هل معقول مش عارف ينام وهي مش في حضنه ؟ )
قرب منها و حط دراعه تحت مخدتها ببطء ودراعه التاني لفه عليها وشدها لحضنه ، همس فتحت عينيها بس فضلت ثابتة مكانها ، سيف باس خدها وسند على دراعه علشان يعرف يبصلها : مش هتقوليلي برضه زعلانة مني ليه ؟
لفت وشها ناحيته وعيونهم فضلت متعلقة ببعض شوية ونظراته بتشجعها تتكلم ، لحد ما أخيرا سألته بتردد : ينفع أسألك سؤال تجاوبني عليه بكل صراحة مهما تكون الصراحة دي ؟
عدل نفسه فوقها وفضلت عيونهم متعلقة ببعض وأكد باهتمام : اسألي
همست بتحذير: بس لو مش هتكون صريح بلاش تجاوب
رد بتأكيد: همس اسألي

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل