
وضحت بجرأة: عايزة سبيدو .
آية قلبها دق بعنف وحست بإحساس غريب جواها ماعرفتش تفسره ، سارة مسكت دراعها بمكر: باسم عاقل وهادي وأهلك هيوافقوا عليه لكن سبيدو لا فخليهولي .
شدت دراعها بغيظ: هو بلوزة ولا قميص أخليهولك ؟ وبعدين أنا مش ماسكاه أعتقد .
سارة ابتسمت بفرحة : خلاص هجرب فرصتي معاه بس انتِ هتزعلي ؟
بصتلها كتير قبل ما ترد بمغزى: جربي فرصتك معاه ده لو ماكنتيش جربتي.
سارة قلقت لتكون عرفت حاجة
آية بصت لاصحابها و وقفت : أنا مش قادرة أفضل اعذروني بجد بس اليوم كله من بدري في الشركة ومش قادرة .
انسحبت وهم ماحبوش يضغطوا عليها .
ركبت عربيتها وقعدت فيها شوية وعقلها بيرجعلها كلامها مع سبيدو ، ليه قلبها بيدق بالطريقة دي؟ ليه ماحستش بدقاته قبل كده حتى مع حازم ؟؟؟
دخلوا المول وبدأت رحلة البحث عن لبس يعجب همس ، كل مايدخلوا محل مايعجبهاش حاجة لحد ما سيف بصلها بتعب: مش معقول ياهمس مفيش حاجة عاجباكي في كل اللي شوفناهم!
ردت بعبوس: ما أنا معرفش اللبس ماله بقى عامل كدا ليه
بصلها بغيظ: والحل ايه ياحبيبتي هنفضل نلف كدا كتير؟
ردت بنفي: لا تعال نشوف هنا
شدته ودخلوا محل عجبها اللبس فيه وبدأت تتجول بينهم بحماس لحد مالمعت عينيها بخبث ورفعت بادي ضيق بدون اكمام ومعاه هوت شورت ورفعته لسيف بابتسامة: ايه رأيك في ده؟
بص ورد بهدوء: حلو بس خليكي الأول في لبس الخروج بعدها نجيب للبيت .
ردت ببراءة: ماهو ده للخروج ياسيف .
بصلها بذهول ورد باستنكار: للايه ؟ انتِ بتهزري ؟
هزت راسها بنفي فقال بحدة: حد قالك انك مش متجوزة راجل؟ فاكراني هسيبك تخرجي كدا؟
ردت ببساطة: ده طالع تريند على فكرة
بصلها بتهكم: طالع تريند للاوضة مش للشارع ياروحي ، ده انتِ مش بتلبسي كدا ليا تروحي جايباه للناس؟
ابتسمت بخبث: بشوف بنات كتير بتلبس كدا
سيف بحنق: وأنا ماليش دعوة بالبنات دول ومش همشي مراتي بالمنظر ده؟ وبعدين تعالي هنا انتِ من امتى بتختاري لبس كدا؟
ضحكت على منظره وهو باصصلها بضيق فقالت: شكلك عسل وانت غضبان كدا
ضيق عينيه وسألها بشك: بتشتغليني صح؟
هزت راسها بتأكيد بابتسامة خبيثة ، بصلها بغيظ : انتِ حد مسلطك عليا النهارده؟
نفت بمشاكسة: خالص
فاتنهد وقال بسخرية: بفتري عليكي
هزت راسها بتأكيد فرد بغيظ: اتفضلي ياحبيبتي شوفي هتجيبي ايه
ضحكت بمرح وبدأوا يتجولوا ويختاروا سوا اللبس وبعد ماخلصوا راحوا يتغدوا في جو مرح
سيف رجع بالليل هو وهمس بعد ما جابوا اللبس واتغدوا، دخلوا الفيلا وهو محاوطها بايده ، لقوا عز وسلوى قاعدين مع بعض فسلموا عليهم واستأذنوا يطلعوا لأوضتهم .
أخدها وطلعوا وهو بيهزر معاها بس قبل ما يدخلوا أوضتهم آية خرجت من أوضتها تنادي عليه فهمس بعدت عنه بإحراج وبصت لآية سلمت عليها قبل ما تنسحب لأوضتها وتسيب سيف مع أخته ، الاتنين تابعوها لحد ما دخلت ، سيف وقف قصاد أخته ومستنيها تتكلم بس هي ساكتة
سألها بهدوء : خير يا آية عايزة تقولي ايه ؟
بصتله كتير بتردد وحيرة ومستغربة تفكيرها؛ منين عاتبت سبيدو انه كلم أخوها ومنين هي واقفة دلوقتي عايزة تقوله بدل ما يسمع من أي حد ، سيف كرر سؤاله : آية مالك ؟
انتبهت : لا مفيش بس حصل موقف ومش حابة يوصلك بأي طريقة غير زي ما حصل .
فهم تلقائيا ان الموضوع يخص سبيدو أو باسم حد فيهم قابلته بس مارضيش يتكلم وسابها هي تحكي زي ما تحب .
آية حمحمت قبل ما تحكيله : النهارده قابلت اصحابي في النادي ونهلة قالت انها عازمانا على العشا بمناسبة عربيتها الجديدة .
سيف فهم وتوقع الباقي بس مغحبش يقاطعها وهي كملت بتوتر: بعدها اتفاجئت ان سبيدو من ضمن المعزومين على العشا .
استنته يتكلم أو يثور أو يزعق بس كان بيسمعها بصمت لحد ما سكتت فسألها بغموض : وبعدين ؟
كملت باستغراب : مش عارفة ماعرفتش أعمل ايه ؟ أمشي ؟ أفضل ؟ طيب انت هتزعل مني ؟ فانسحبت دخلت الحمام علشان أعرف أقرر ، وبصراحة قلتله كدا وهو مشي ، أنا ماحبيتش تسمع من أي حد اني شوفته في النادي أو أي حوار وتيجي تتخانق معايا لاني والله تعبت من الخناق معاك يا سيف .
سيف ابتسم وقرب منها مسك ايديها الاتنين وقال بهدوء : آية ، يا حبيبة قلبي وروحي وأختي الصغيرة أنا عايزك تفهمي اني بحبك وأي تصرف بتصرفه معاكي من باب الحب والخوف عليكي ، موضوع حازم واللي حصل فيه مزعلني لانه نقطة سودا في حياتك وأنا مش حابب يكون عندك تجربة سيئة بالشكل ده لكن ثقي تماما ان في الأول والآخر كل اللي يهمني سعادتك انتِ وبس ، سبيدو أنا طلبت منه يمسك المصنع وطبيعي جدا هتشوفيه الفترة الجاية كتير في الشركة انتِ مش مضطرة تبرري كل نفس تتنفسيه أنا بس ضد – سكت بتفكير وماعرفش يعبر عن الكلمة اللي يقصدها فقال- أنا ضد انك ترخصي نفسك لأي حد يا آية ، عايزك فوق والكل يبصلك لفوق مش عايز حد يستغلك تحت أي مسمى ، فهمتيني ؟ أنا مش عايز حد ياخد انطباع غلط عنك انك سهلة أو عادية لانك مش كده ، النجوم اللي في السما محدش بيعرف يوصلها بسهولة ، فخليكي نجمة فوق واللي عايزك يتعب علشان يستاهل يوصلك .
آية ابتسمت من قلبها لان ده سيف اللي بتحبه من صغرها: سيف أرجوك انسى حازم واديني فرصة أنساه
ربت على كتفها بحب : حاضر يا آية مش هتكلم عن حازم تاني بس خليني دايما معاكي بلاش تتخبطي لوحدك ولو حسيتي انك بتتخبطي دخليني معاكي ظلمتك دي نمسك ايدين بعض ونعديها مع بعض انتِ مش لوحدك وده سبق وقلتهولك قبل كدا
ضمها لحضنه وهي حست قد ايه هي مفتقدة الحضن والأمان والراحة دول في حضن أخوها ، همست بعتاب : وحشني حضنك يا سيف ، همس أخدت الحضن ده ليها وأخدتك مني .
⁃ همس فتحت الباب تشوفه بس لقتهم واقفين بيتكلموا وبعدها بيضمها لحضنه ، حست بقلبها بينبض بغيرة الحضن ده بتاعها هي، أيوة دي أخته بس ده ما يمنعش انها مفتقدة الحضن ده .
سمعت سيف بيطمنها : همس ما أخدتش حاجة منك يا آية حضني مفتوحلك في أي وقت انتِ و همس ، وبعدين همس حاجة وانتِ حاجة تانية يا روحي ، محدش يقدر ياخدني منك ، هتلاقيني دايما معاكي وفي ظهرك .
ابتسمت بارتياح وبعدت عنه وقالت بمزاح : يعني انت لسه سيف بتاع زمان ؟
بصلها باستفسار : هو ايه سيف بتاع زمان وسيف دلوقتي ؟ أنا زي ما أنا ما اتغيرتش أصلا .
وضحتله بتردد: معرفش بس انت أي لحظة فراغ عندك بتقضيها في حضنها ومعاها وكأن محدش له حقوق غيرها عليك ، حاسة …. حاسة انه مابقاش من حقي أحضنك بالشكل ده أو أقرب أو أسهر معاك .
مسك خدها بمداعبة : بطلي هبل وتفكير متخلف ، همس حبيبتي ومراتي وبحبها لكن ده مش معناه انها ممكن تاخد مكان أختي أو أمي ، حب الزوجة مختلف عن حب الأخت تماما وبكرا لما تحبي هتفهمي الفرق ولا ساعتها أقلق ان أختي بتحب جوزها أكتر مني ؟
بصتله بثقة : لا يمكن
ابتسم : عارف انه لا يمكن لان الاتنين مختلفين ، الزوج مكانة والأخ مكانة تانية – قرب منها أكتر وقال بمجاملة- وبعدين الزوج أو الزوجة ممكن يتعوضوا وممكن يتبدلوا لكن الأخ والأخت مالهمش بديل ، أنا ممكن أتجوز واحدة واتنين وعشرة لكن ماعنديش غير آية واحدة بس ولا يمكن يكون عندي غيرها .
حضنته جامد وبعدها بعدت عنه وقالت بسعادة : خلاص ادخل أوضتك ارتاح أكيد يومك كان طويل .
همس بعدت عن الباب بسرعة قبل ما يدخل بس اتغاظت من كلامه انها ممكن تُستبدَل ويكون في غيرها عشرة كمان ، أيوة هي مقدرة كلامه لأخته انه بيطمنها بس مش على حساب حبها ومكانتها في قلبه ولا هي ممكن بالفعل يستبدلها ويحب غيرها ؟
التفكير ده ضايقها ، حست بدخوله وقفل الباب وراه ، قرب منها ووقف وراها ضمها ، باس رقبتها باشتياق : أخيرا وصلنا أوضتنا وبقينا لوحدنا .
همس فكت ايديه بضيق من حواليها وقالت بدون ما تبصله : هغير هدومي بعد إذنك .
مسك دراعها رجعها الخطوة اللي بعدتها وسألها بدهشة : في ايه مالك ؟ وبتفكي ايديا من حواليكي ليه ؟
لفت وشها بعيد عنه وده أكدله ان في حاجة ضايقتها وخصوصا لما ردت بتبرير واهي : عايزة أغير هدومي ممكن ؟
بصتله بإصرار فساب دراعها باستسلام: براحتك اتفضلي .
دخلت غيرت هدومها وهربت منه جوا الحمام لانه دخل هو كمان يغير هدومه ، لاحظ حركتها دي وماعلقش عليها ، خرج قعد على السرير بس فتح اللاب بتاعه يشوف شغله المتعطل .
همس خرجت لابسة بيجامة قصيرة وبحمالات رفيعة عليها فراشات ، بصلها بنظرة عابرة ظاهريا بس من جواه شكلها الطفولي ده بيجننه ، افتكر مامته لما بتقوله همس بتختار لبسها كله زي الأطفال فقالها ساعتها تسيبها براحتها لان هو توقعها وتخيلها كده وهي أصلا كده ، هي مجنونته الصغيرة اللي بيدوب فيها.
همس راقبته بطرف عينيها ولاحظت نظرته وبعدها لقته بص لشاشته بس شكله سرحان، يا ترى بيفكر في ايه ؟
قعدت على السرير ومعاها كشكول محاضراتها تقرأ اللي أخدته النهارده، فتحته لكن ما شافتش ولا حرف ، بصت للشاشة بتاعته وشغله ، استغربت انه بالفعل مندمج في شغله يعني مش بيفكر فيها أصلا! ضيقها زاد وخصوصا انه أكيد لاحظ ضيقها وبالرغم من كده متجاهلها .
نفخت بضيق فقال بدون ما يبصلها : مالك ؟ هتولعي في الأوضة ليه ؟ حاسس بنار واصلالي
ردت بتهكم : ما تخليك في اللي انت فيه وما تشغلش بالك بيا أصلا
فكر للحظات يا ترى يشوف مالها ولا يخلص اللي بيعمله الأول ويتفرغلها ؟ وبعدين هو ايه اللي ممكن يكون مضايقها ؟ كانوا راجعين مبسوطين ودخلت الأوضة وهو بعدها لقاها متضايقة فايه اللي مضايقها ؟
قرر انه يخلص شغله ويسيبها تهدا مع نفسها شوية وبعدها يفهم مالها .
همس استنته يتكلم أو يعترض على كلامها بس هو تقريبا ما سمعهاش .
انتظرت وانتظرت وقالت دلوقتي يخلص ويهتم بها بس انتظارها طال وهو تقريبا مش حاسس بها ولا شايفها وده ضايقها أكتر فاتعدلت و وقفت ولفت ناحيته بس بالفعل هو مندمج في اللاب وتركيزه كله معاه ، مدت ايدها بغيظ وقفلت شاشة اللاب وشدته من قدامه ، بصلها بذهول ماقدرش ينطق ولسه هتبعد فقال بسرعة : هاتي يا همس اللاب ببعت إيميل مهم وبتكلم مع حد أهم .
حضنت اللاب بعناد : مش هديلك اللاب يا سيف .
سيف بصبر : حبيبتي ببعت إيميل مهم هاتي اللاب
بصتله بإصرار : مش هديهولك
سيف بضيق : يا بنتي ما سبق واتخانقنا على تدخلك في شغلي قبل كده ، الله يهديكي هاتي اللاب ، الجنون له وقته مش أي وقت – كرر بنبرة حازمة- هاتي اللاب
نبرته خوفتها منه فناولتهوله وأخده وفتحه بسرعة يكمل اللي بيعمله ، أما هي فشدت الروب بتاعها لبسته وخرجت برا الأوضة .
سيف اتوتر وفكر هل ممكن تتجنن وتخرج برا ؟ أكيد لا مش هتخرج بالروب يعني ، وبعدين احنا في مصر مش هتتوه .
همس نزلت وقابلتها عواطف : محتاجة حاجة يا بنتي ؟
همس ردت بصوت مخنوق وهي ماشية : شكرا
كملت في وشها وده عرف عواطف انها زعلانة ، راقبتها وهي بتخرج الجنينة وبتبعد ناحية حمام السباحة، فكرت تروح وراها بس هتقولها ايه ؟
سيف خلص اللي بيعمله وقام من مكانه يشوف مجنونته فين وايه اللي مزعلها بالشكل ده
نزل تحت واستغرب ان الدنيا هادية ، ناداها بس ماردتش ، خرجت عواطف وسألته : بتنادي يا ابني ؟
بصلها : همس فين ؟ شوفتيها المجنونة دي ؟
ردت بعتاب : اخص عليك يا سيف ليه مزعلها ؟ وبعدين بقالها قد ايه نازلة من الأوضة لسه فاكر دلوقتي تحصلها ؟
ماكانش حمل نقاش أو جدال مع حد يكفيه همس وجنانها فسأل باقتضاب: عواطف، همس فين ؟
ردت مباشرة: شوفتها رايحة ناحية البسين .
سابها بدون ما يعلق وراح لهمسته اللي بالفعل كانت قاعدة على حرف البسين ومنزلة رجليها في الميا، قعد جنبها وسألها بهدوء : مالك ؟
تجاهلته فكرر سؤاله : مالك يا همس ؟ كنا راجعين كويسين مالك بقى ؟ كلميني في ايه ضايقك أنا مش بعرف أنجم .
بصتله بتهكم : ما تشغلش بالك بيا واطلع ركز في شغلك وفي اللاب بتاعك وإيميلك .
أخد نفس طويل قبل ما يرد : ما تتصرفيش بغباء وبعدها تلومي رد فعلي ، ما ينفعش أبقى بتكلم في الموبايل أو في زووم أو بشتغل وتيجي تدخلي في النص ، قلتلك وحذرتك قبل كده وأنا ببعت إيميل مهم ما ينفعش تسحبي اللاب بالشكل ده .
بصتله وهي مدركة ان تصرفها غبي بس هو اللي اضطرها لده فردت بمراوغة : تمام ما ينفعش انت كمان تتصرف بغباء وبعدها تلوم رد فعلي .
بصلها بحيرة واستنكار تام : أنا ؟ أنا اتصرفت بغباء ؟ هو أنا نطقت أصلا ؟ أنا يادوب دخلت من برا بحضنك زقيتيني وطلبتي أسيبك براحتك فسيبتك تهدي لحد ما أخلص شغلي فين بقى الغباء ؟
فضلت ساكتة فمسك دراعها وسألها بإصرار: بكلمك فاتكلمي ، ايه اللي ضايقك من البداية ؟
بصتله وردت بسخرية : ايه رأيك لو تطلع أوضتك تكمل شغلك أو تنام ؟ أكيد عندك جامعة بدري وبعدها الشركة فروح نام وسيبني في حالي .
نفخ بضيق : اللهم طولك يا روح ، بت ما تخلينيش أتغابي عليكي بجد وأوريكي الغباء يبقى ازاي
لفت وشها بعيد وقالت بسخرية: هتعمل ايه أكتر من اللي بتعمله أصلا ؟
بصلها بهدوء وحط ايده على ظهرها زقها في الميا بمنتهى البرود .
همس شهقت بصدمة وغطست في الميا وحست انها هتغرق وهو بيراقبها بتغطس وتطلع لحد ما سيطرت على نفسها ومسكت في حرف البسين وهي بتنهج وبصتله بغضب: انت بجد اتجننت .
آية كانت واقفة في البلكونة وشافته بيزقها واستغربت تصرفه .