روايات

الفصل الثامن عشر

سألت بتردد : هو ممكن في يوم من الأيام تكون في واحدة غيري مكاني هنا ؟ في حضنك كده ؟
بصلها بملامح كلها استنكار واستغراب؛ معقول ده اللي بتفكر فيه ؟ قبل ما يرد حذرته : ما تتريقش عليا ولا تاخد الموضوع هزار حتى لو شايفه تافه
سيف اتعدل وعدلها معاه وقال بدهشة: أنا امتى قللت من مشاعرك يا همس ؟ أنا بس مستغرب من السؤال نفسه ليه سؤال زي ده ؟
ردت بتصميم: جاوبني لو سمحت ، هل ممكن حضنك يكون لغيري ؟ هل ممكن تلمس واحدة زيي ؟ – مدت ايدها لشفايفه وسألت بحزن- هل ممكن شفايفك تلمس شفايف واحدة غيري ؟ ولا جسمك يلمس جسم واحدة تانية ؟ علاقتنا الخاصة ممكن تعملها مع غيري ؟
سيف بيسمعها بذهول تام من تفكيرها بس ليه بتفكر في حاجة زي دي ؟ هل ممكن …..
نفض دماغه لا مش ممكن بلاش تفكير غبي يا سيف افهم قبل ما تتهور ليه بتفكر بالشكل ده ؟
قربها منه ومسك وشها بايديه الاتنين وقال بصدق ممزوج بعشق : مجنونتي المتهورة انتِ مراتي ، ربنا قال خلقنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ، يعني انتِ مني ، انتِ وبس مفيش غيرك ولا يمكن يكون في غيرك ، انتِ فقط يا همس مفيش أي واحدة في الدنيا دي كلها ممكن أشوفها بعدك ، عينيا ما بيشوفوش غيرك أصلا وبقيتي انتِ محور وأساس حياتي كلها .
اتنفست بارتياح بس سألته بقلق : يعني مش ممكن تتجوز واحدة تانية ؟
ابتسم : لا اطمني مش هتجوز غيرك
ابتسمت تاني بس رجعت كشرت : طيب لو أنا مت ؟
حوقل ورد بذهول : يا بنتي الله لا يسيئك ايه الأفكار الغريبة دي ؟ همس أنا قبل ما نحب بعض بالشكل ده رميت نفسي في الشغل واعتبرت حياتي انتهت لمجرد انك مش فيها ، وده كان قبل ما نوصل للمرحلة دي في الحب فما بالك دلوقتي ؟ حياتي مالهاش معنى من غيرك .
حضنها بقوة وهي استكانت بارتياح في حضنه ، رجع مكانه وهي في حضنه : ننام بقى ورانا أشغال بكرا.
نامت في حضنه وهو حاول ينام بس أفكاره ازدحمت ليه بتسأل كل ده ؟ مين زرع في دماغها فكرة ان ممكن يكون في غيرها ؟ تمتم بهدوء : مش هتقوليلي ايه مصدر الأفكار دي ؟ والزعل اللي بدون مبرر ده ؟
فصلت شوية ساكتة وكل ما سكوتها بيطول توتره هو بيزيد لحد ما أخيرا قالت بعتاب : سمعتك بتقول لآية انك ممكن تتجوز عشرة غيري لكن هي مفيش منها وما تتعوضش – بصتله بحزن – بس أنا أتعوض عادي – دموعها لمعت وكملت بشهقة – حسستني اني ماليش أي قيمة عندك وان عندك آية واحدة بس همس تتعوض بعشرة
اتصدم من كلامها أو من اللي هو قاله؛ لانه كان عايز بس يعزز علاقته بأخته لكن مش على حساب حبيبته أبدا، حاول يشرحلها قصده : همس أنا
قاطعته ودموعها بتهدد بالنزول : عارفة انها أختك وانت حابب تقرب منها بعد كمية المشاكل اللي بينكم بس الكلام صدمني ، أنا حاطاك في مكانة لا يمكن تتخيلها ، أنا مستعدة أتخلى عن الكون كله قصادك وأستغنى عن الدنيا كلها بيك وتخيلت انك زيي فلما أسمعك بتقول اني مجرد زوجة وعادي تستبدلني بواحدة واتنين وعشرة، للدرجة دي ماليش قيمة ؟ امال الحب الكبير اللي بيننا ده ايه ؟ وهم ؟
قاطعها بعتاب: همس همس انتِ بجد عندك شك في حبي ؟
دموعها نزلت: ماكانش عندي لكن بعد ما سمعتك
مسح دموعها بايديه الاتنين ووضح بنبرة لينة: همس أنا ما قلتش انك انتِ تتعوضي أنا كنت بتكلم بصورة عامة ما أقصدكيش انتِ أو أنا ، أنا بس
ماعرفش يقول ايه فأخد نفس طويل وكمل بحنان: انسي اللي سمعتيه انتِ حبيبتي وأختي وبنتي وروحي وعمري وحرفيا لما بتبتسمي حياتي كلها بتبتسم ولما بتكشري زي كده أو تزعلي بحس ان الدنيا كلها كشرت في وشي ، انتِ محور حياتي ، أنا كنت بتكلم مع آية بشكل عام عن سُنة الكون والحياة والأخوات لكن مش العشاق لان العشاق ليهم قوانين خاصة بيهم ، العشق يا همس بيخلي حتى النفس اللي بتتنفسه مالهوش معنى لو حبيبك مش بيشاركك النفس ده .
كانت بتسمعه بقلبها بس برضه الكلام مضايقها فسألته بعتاب: طيب ليه ما اتكلمتش عن قيمتها هي بدون ما تقلل مني ؟
جاوبها بأسف حقيقي : ماكانش قصدي أقلل منك زي ما قلتلك كنت بتكلم بشكل عام ، همس أنا بيزنس مان اتعودت أتكلم بدبلوماسية وأقول لكل واحد اللي هو عايز يسمعه كمان أنا شاطر أوي في اني أخفي مشاعري عن الكل وأتكلم بمنتهى البرود عن حاجة قاتلاني مش واجعاني ، وللأسف دي طبيعتي إلى حد كبير ان اللي جوايا مش بيظهر ومش بحب أظهره وممكن أطلع عكسه تماما وانتِ جوايا معششة فيا وفي عروقي، وبالرغم من اني دايما محدش بيعرف عني حاجة بس الكل عارف اني بعشقك مش بس بحبك فانتِ ما تشككيش في ده أبدا .
ارتاحت لما سمعت كلامه، أخدها في حضنه وباس راسها ، رفعت وشها بصتله وقالت بخفوت: حب أختك ومامتك براحتك بس ما تقللش من حبي قدام أي حد تاني ، حتى لو هتخفيه جواك اخفيه بس ما تقللش منه .
ابتسم بتفهم و وعدها : حاضر و وعد ده مش هيتكرر تاني أبدا ، خلاص كده عفوتي عني ؟
ابتسمت وهزت دماغها بتأكيد فضمها لحضنه بقوة وحس بخوف جواه من رد فعلها ده .
انتبه عليها بتقول: كويس اني ما قفلتش الباب ونيمتك برا الأوضة من غيظي
ضحك ورفع راسها بصلها بمشاكسة: وأهون عليكي؟
ردت بلوم: ما أنا هنت عليك
قال بتعجب: أنا مش لسه مصالحك؟
ابتسمت فكمل بمداعبة: وبعدين أتجوز عشرة ازاي وأنا متجوز واحدة بيهم كلهم؟ ده انتِ عندك تعدد شخصيات مخليني مش شايف قدامي بنات غيرك انتِ قاعدة في قلبي ومربعة
بصتله بابتسامة رضا فقال بمرح : أنا عرفت هصالحك ازاي
جت تسأله بس قاطعها بانه باسها بشغف واحتوى زعلها بس جواه خوف من الأيام الجاية ، هل ممكن همسته تزعل منه لدرجة انها تبعد عنه وهل حبها مش كفاية تسامح علشانه ؟
ونكمل بعدين
توقعاتكم
بقلم / الشيماء محمد احمد
شيموووووو

انت في الصفحة 4 من 4 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل